الأربعاء، 8 أبريل 2009

مهرجان سوسةالسينمائى الدولى...نجاح واستمرارية




افلام وأنشطة وجوائز وتواصل مع الطفولة والشباب



هناك بعض المهرجانات السينمائية والتظاهرات الخاصة التى تشكل سندا مهما في

تونس لدعم المهرجان الرئيسي للسينما، وهو مهرجان ايام قرطاج السينمائية،

ومن ذلك مهرجان قليبية لافلام الهواة أو غير المحترفين، ومهرجان جربة لفيلم

التاريخ والاسطورة الذي توقف لعدة دورات، ثم لاحقا مهرجان لقاءات دولية

للفيلم الوثائقي، وقبل ذلك كان المهرجان الدولي للفيلم القصير،/ وملتقى

الحمامات السينمائى، بالاضافة الى انشطة أخرى مؤقتة لها علاقة بالسينما،

تظهر وتختفي بحسب الظروف والمناخات الثقافية والسياسية.

كل تلك الانشطة تداخلت مع حركية الانتاج السينمائي، والتي ينظر اليها

احيانا على أنها بعيدة عن الاماني والتوقعات المنتظرة في أجواء يغلب عليها

تراجع عام لفنون السينما من حيث الانتاج والعرض والتوزيع.

رغم ذلك، فإن الكثير من المهرجانات تبقى صاعدة لاهداف ثقافية، لخدمة فن

السينما وتعريف الجمهور بالجديد وخلق حالة من التواصل الاعلامي والثقافى

على المستوى المحلي وكذلك العالمي.

تظاهرة ورهان


مهرجان سوسة الدولى لفيلم الطفولة والشباب، هو أحد أهم المهرجانات التونسية

المخصصة للاطفال والشباب، وينعقد بمدينة خارج العاصمة وهي سوسة، وكما يقول

السينمائي رئيس المهرجان نجيب عياد، فإن الرهان على نجاح مثل هذه التظاهرة

كان محدودا في البداية، حيث لا ينجح أي مهرجان خارج العاصمة، ولكن رغم ذلك

نجح المهرجان واستمر بدون انقطاع تقريبا، حتى وصل الى الدورة الثامنة

حاليا، من 22 الى 28 مارس 2009، مع وجود سنة ضائعة بسبب صيانة القاعة

الرئيسية، للمسرح الوطني بسوسة، يجمع المهرجان بين فرعين: الطفولة والشباب،

وهو يقام كل سنتين اسوة بباقي معظم المهرجانات السينمائية التونسية،

وبالطبع توضع اشارات دالة ومهمة نحو امكانية تطوير المهرجان ليكون سنويا

كما يحدث الآن في معظم المهرجانات الحديثة، كما ان هناك رأى آخر يقوم

بانقسام المهرجان الى مهرجانين... الأول لفيلم الطفل ينعقد في سنة معينة

يليه مهرجان لأفلام الشباب والذى ينبغى أن ينعقد في السنة الموالية.

هذه مجرد آراء حول هيكلية المهرجان، ورغم ذلك فإن بقاء هذا المهرجان انما

يكون في استمراريته والرفع من مستواه فنيا وتقنيا، بصرف النظر عن مواعيد

انتظامه وزمن انعقاده، فمن باب الحرص على المهرجان أن يكون هناك "ثنائي في

أي تغيير يمس هيكله الرئيسي، وهو أمر ينطبق على مهرجانات أخرى من نفس النوعية.

معالم الدورة

وفي هذه الدورة الثامنة، يبدو أن النجاح حليف المهرجان، فقد اتسمت

الفعاليات بالكثير من الهدوء والانسيابية، وقد بدا دلك واضحا من حفل

الافتتاح البسيط، حيث استمع الجمهور الى بعض الكلمات الرسمية وتم تقديم

اعضاء لجنتى التحكيم، واكتفت كلمة رئيس المهرجان بتوضيح أبرز معالم هذه

الدورة بما فيها من أرقام وبيانات.

واللافت هنا أن عدد الحضور كان جيدا ايضا وخصوصا بالنسبة الى الضيوف وكذلك

المهتمين بالحقل السينمائي في تونس، كما أن عدد من الصحفيين قد حضر فعاليات

المهرجان للتغطية الصحفية ولاسيما بالنسبة لحفل الافتتاح.

تكونت لجنة التحكيم لمسابقة افلام الشباب "سينما" من كل من السينمائى

جيراردو بنيتو من كولومبيا والمخرج ايفان لي موان من فرنسا والسينمائى

ميشال مانياس من اليونان والاستاذ خالد عبد الجليل من مصر. اما رئيس اللجنة

فهو المخرج مختار العجيمي من تونس.

وبالنسبة الى لجنة التحكيم الخاصة بالفيديو فقد اشترك فيها كل من الناقدة

نائلة الغربي من تونس، الناقد مدحت حسن من مصر، المنشط سيباستيان موكلوشي

من فرنسا.

فيلم الافتتاح كان من المغرب لمخرجه احمد بولان الذي حضر العرض وهو بعنوان

"ملائكة الشيطان" وتدور احداثه حول فرقة موسيقية حديثة، تم القبض عليها

واتهمت بأنها من عبدة الشيطان، بسبب بعض التصرفات الظاهرية والسلوم الشكلي،

ولكن نتيجة الجهود الجماعية وضغط المؤسسات وبالعمل النقابى القانونى، كسب

الأهل القضية وتم اطلاق سراح الجميع.

الفيلم من نوعية متوسطة، وهو يعبر عن تنوع وغناء تجربة السينما المغربية في

سنواتها الأخيرة.

أقسام المهرجان

انقسم المهرجان الى عدد من الاقسام، منها المسابقة الرسمية "سينما" التى

شملت افلام الاطفال الطويلة، وكان أبرز الافلام المشاركة فيلم من ايران

بعنوان "الشارب الذي يحرك الاحداث" لمخرجه "جافا دارد خانى" وتدور احداثه

حول احدى التقاليد الايرانية الشعبية التي توقفت، ولكن الفيلم أراد لها أن

تعيش وتستمر، وتتمثل في رهن شعرة من شارب معين بقصد اقتراض مبلغ مالي، ثم

ارجاع هذه الشعرة عند اعادة المال، والاحداث الرئيسة تدور حول علاقة فتاة

صغيرة بعمها المتخلف عقليا، وسعيهما للحصول على دراجة عادية، ولا يتحقق ذلك

إلا في النهاية.

كالعادة اعتمد هذا الفيلم على حكاية بسيطة من الواقع الايراني، مع التركيز

على فكرة الطفولة البريئة التى هدفها مساعدة الآخرين.

من الافلام التي ينبغى أن تذكر في هذا القسم "مياو ميغو" من فرنسا وفيلم

رفالو من اسبانيا وفيلم خيط الحياة من سورية وهو رسوم متحركة ايضا، ويتميز

الفيلم الأخير بأنه من الافلام الجديدة و يعتمد على فكرة تجمع بين الخيال

والحكمة، في انتاج مشترك بين القطاع العام والخاص وهو باكورة افلام المخرجة

"رزام حجازى".

بالنسبة لقسم افلام الشباب الطويلة هناك فيلم ألمانى مهم وهو "فينشارتانغو"

لمخرجته بوكات اليكس، وهو فيلم يصور ميلودراما واقعية عن شاب يتحول من

انسان اناني عديم الجدوى الى رجل مسؤول عن كل ما يقوم به.

أفلام عربية

هناك فيلم من ايطاليا متميز وهو "مذكراتي" لمخرجه ايتليوازولا وفيلم من

فرنسا بعنوان "أقسم لست انا الفاعل" للمخرج فيليب فلاردو من كندا،و هناك

فيلم بعنوان "كبوال لكريفات" للمخرج كريستيان لورنس وفيلم من فرنسا ايضا

بعنوان: ساني والفيل، للمخرجين: وليفي هورلي وفريدريك لوباج.

بالنسبة للافلام العربية هناك فيلم من مصر بعنوان "ميكانو" لمخرجه محمود

كامل، وتدور قصته حول فقدان الذاكرة المؤقت، حيث يصاب المهندس خالد بهذا

المرض ويقوم أخوه الذى يعيش معه بتسيير أعماله فى التصميم، كما يشرف على

تنظيم حياته، وعندما يحاول أن يجتاز هده المرحلة باقامة علاقة عاطفية جديدة

مع مطلقه، فإنه يفشل في ذلك، حيث يبدأ من نقطة الصفر من جديد.

من الجزائر عرض فيلم بعنوان "مال وطني" لمخرجته فاطمة بلحاج، وتدور احداثه

حول خمس نساء يعشن فى بيت قديم مع أمهن وأخ مختل عقليا، وحياة هؤلاء النسوة

رهينة الانتظار فلا زواج ولا مستقبل واضح أمامهن، مع توتر في الحياة

الاجتماعية خارج البيت بسبب الجماعات المتطرفة.

الفيلم يعتمد جزئيا على مسرحية بيت البا ولكنه ينتهي بنهاية مأساوية تتمثل

في موت كل النساء في البيت.

من تونس نجد فيلما جديدا وهو "7 شارع الحبيب بورقيبة" لمخرجه ابراهيم

اللطيف، وهو فيلم كوميدى وساخر، تدور احداثه حول سرقة مبلغ مالى من مصرف

لغرض أن يقوم المخرج وبمشاركة مدير التصوير والمدير الفني بانتاج الفيلم

الجديد الذى ترفضه باستمرار لجنة القراءة والتمويل.

هناك تفاصيل كثيرة في الفيلم ومع وجود ملف ادارى مهم مفقود يتم العثور

عليه، وتداخل ايضا فى الاحداث، ينتهى الفيلم بطريقة ايجابية، ولكن ضعف بعض

الممثلين والسقف المتواضع للكوميديا، كل ذلك لم يساعد فى انجاح الفيلم، رغم

تميزه الواضح.

الحب والهوية

شاركت المغرب بفيلم "حجاب الحب" لمخرجه عزيز الساعي وتدور قصته حول فتاة

تدعى الباتول تعيش حياتها الاسرية التقليدية المتدينة ، وتمارس عملها؛

باعتبارها طبيبة على نفس المنوال، ولكن حياتها الخارجية مختلفة، وخصوصا عند

تعرفها على حمزة الى تتورط معه في قصة حب تنتهي بالحمل السريع، كما أنها

تعيش مع صديقاتها على نفس الوتيرة من الانفتاح، في صورة تظهر معها ازدواجية

الحياة المعاصرة بالنسبة لواقع بعض الفتيات في المغرب، ولكن الفيلم، فيه

مسحة تجارية وتفكك في المعالجة وضعف في التمثيل وعدم وضوح في الرؤية، كل

ذلك قاد نحو فيلم من مستوى ضعيف فنيا، من سوريا جاء فيلم "الهوية" لمخرجه

غسان شميط وهو فيلم يعكس البحث عن الهوية في الجولان المحتل من خلال مفهوم

التقمص الذى يعيد الحياة لشاب مات بسبب قصة حب، وبحضور شخصية أخرى ترجع الى

نفس البيئة باحثة عن مصيرها، وفي مواجهة مع عدو محتل، تكون النهاية على يديه.

تعددت المسابقات داخل مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب، ومن ذلك

مثلا مسابقة خاصة بأفلام الاطفال القصيرة ومعظمها رسوم متحركة، وأيضا

مسابقة خاصة لأفلام الشباب "افلام قصيرة" ومن أهم الأشرطة التى برزت فى

المسابقتين، فيلم" جحجوح" وعروس البحر لسمير بسباس من تونس، وفيلم زفاف

هاجر من ايرام وفيلم الصيادون من ليتوانيا.

ايضا هناك فيلم متميز بعنوان "الحب في زمن الكولا" من مصر وهو درامي قصير،

والأهمفيلم الأزهر من تونس لمخرجه بحري بن محمد.

نفس الأمر انطبق على افلام الفيديو. هناك قسم خاص بالأفلام الطويلة مثل أنا

غاندي من الهند وظل الغياب من فلسطين وبطل من سيناء من مصر، ونلاحظ هنا بأن

هناك تجميعا لأفلام الرسوم المتحركة مع الأفلام الدرامية في اطار واحد وهو

"الفيديو" وهو تقسيم ربما يكون غير مناسب لأن التنافس يتم في نوعيات

متباينة، مع الاشارة أحيانا الى قلة الأفلام المشاركة في بعض المسابقات.

من أهم الأفلام القصيرة "فيديو" سيفي سبيستا من تونس لعلياء النخلي وفيلم

العداون من سورية للمخرج عصام خليل، ايضا هناك فيلم جيد "جذور" لايلين هوفر

من تركيا. وكذلك فيلم المشروع لمحمد على النهدي من تونس.

ولابد من الاشارة الى فيلم آخر لم ينل نصيبا من التقدير وهو "الرهوان" لعز

الدين سعيد من مصر في اقتباس عن قصة قصيرة ليوسف ادريس.

عروض وانتاجات

توزعت العروض على خمس قاعات.. الأولى المسرح الوطني وثانيا قاعة البلاص

وثالثا المركز الثقافي بسوسة ومنزل كاراسيرا ومنزل كودا ثم قاعة تاج مرحبا

بالفندق.

وبالطبع كانت القاعة الرئيسية هي المسرح الوطني، حيث عرضت أشرطة المسابقة

وهنا نضيف أن قلة الجمهور ولاسيما في الحفلات الصباحية من المشكلات التي

ينبغى أن تحل، وذلك باستخدام الدعاية للمهرجان وربطه بطلبة المدارس

والجامعات ودور الثقافة وايضا بالنوادي السينمائية بالمنطقة.

نشير الى أن هناك تكريمات خاصة بالمهرجان، ومنها تكريم المنتج التونسي احمد

بهاء الدين عطية، حيث عرضت بعض الافلام حوله، تم تكريم السينما السورية في

افلامها القصيرة وعرضت بعض الافلام ومنها محاكمة دمشقية وظلال النساء،

المنسيات وجبال الصوان والرجل البدائى وسينما زمان، بالاضافة الى افلام

أخرى ومع وجود وفد سوري مهم احتوى على عدد من السينمائيين.

بالمهرجان ايضا تكريم لسينما الباسك من خلال تقديم بعض العروض لافلام

قصيرة، ومنها:

صورة ذاتيةوراء الستائرلا أفعل شيئا إلا المشاهدةحلواء القطن

الزمن المستلفعلى الخط.

ومن الاقسام المهمة نجد أن مهرجان سوسة الدولي قد عرض عدة أفلام من مهرجان

"كليرمون، فيران" بفرنسا" ومن هذه الافلام "النمرالبحارزرافة تحت

المطرالاخطبوطالعوالم الاصطناعيةالجسمكارليتو بوليسأخي

الصغير من القمر" ولقد اتاحت هذه العروض التى تتسم بالتقنية العالمية

والافكار ذات الطابع التجريبي، للجمهور التعرف على أنواع من الافلام

المتطورة القصيرة.

هناك افلام اخرى من انتاج الشباب ونقصد بذلك الشباب من مختلف انحاء العالم،

إذ استضاف المهرجان الكثير من الشباب للمشاركة فى المهرجان وكذلك الورش

الفنية المصاحبة.

ايضا عرض المهرجان أفلاما للطلبة في تونس من المعاهد المتخصصة مثل المعهد

العالي للفنون الجميلة أفلام لطلبة نابل ومعهد الممثلين بمنوبة، بالاضافة

الى عدد من المشاركات المستقلة.

التكريم الأخير للأفلام التونسية القصيرة التي حققت نجاحات متتالية في

السنوات الاخيرة ومن ذلك: ضربة جزاءيموت الحوتغير ممكنالأيام

الحلوةبوتيليسجحيم الغفران هذا بالاضافة الى تقديم عروض لأفلام

روائية طويلة مثل عرس الذيببابا عزيزثلاثونشطر محبةأولاد لينين.

أيضا كان هناك كرنفال كبير شارك فيه العشرات "حوالي 600 شاب" عرض اليوم

الأول لأعلان افتتاح المهرجان.

أنشطة ونتائج

هناك ايضا نشاط آخر عمليصاحب المهرجان منذ بدايته وهو نشاط خاص بإقامة

الورش الفنية السينمائية "ثقافة الصورة" ومن الموضوعات التي نظمتها الورش

"مبادىء معالجة الصورة الرقمية" – مبادىء الرسوم المتحركةمبادىء التصوير

الشمسيورشة الصوتالتنشيط الثقافيوبالطبع عرضت الأفلام التي شارك

فيها الطلبة في آخر يوم بالمهرجان. ولعل هذه البادرة التعليمية هي الفريدة

من نوعها بالنسبة الى مهرجانات السينما العربية.

يخلو المهرجان من ندوات سينمائية للنقاش أو ندوة رئيسية معدة لغرض مناقشة

قضايا الشباب والطفولة ، ولعل ذلك من النقائص التي ينبغي مراعاتها مستقبلا،

حيث أن الندوات تعم المهرجان ثقافيا، وخصوصا اذا تم استدعاء بعض الأسماء من

عالم السينما العالمية لتقديم محاضرات عن التجارب الشخصية والذاتية.

من مزايا المهرجان البساطة وعدم الإدعاء، ويعد بذلك انجازا مهما مقارنة

بغيره من المهرجانات السينمائية.

وفيما يلي أهم نتائج المسابقة كما اعلن عنها في الحفل الختامي يوم 28 مارس

2009.

1 – جائزة العمل الاول"فيديو" لفيلم سينى سيتا من تونس.

2 – الحضر موت الذهبى "فيديو" للفيلم التركى جذور "قصير".

3 - الحضر موت الذهبى "فيديو" للفيلم المصرى بطل من سيناء "طويل".

4 – الحضر موت الذهبىسينما قصير لفيلك الصيادون من لتونيا .

5 – الحضر موت الذهبى "اطفال طويل" لفيلك "الشارب" من ايران.

6 – الحضر موت الذهبى "قصيرشباب" الزهر من تونس.

7 – الحضر موت الذهبى "طويل - شباب" للفيلم الالمانى "آخر تانغو".

وهناك تنويهات متعددة بفيلم حجاب الحب من المغرب والمشروع من تونس وخيط

الحياة من سوريا.

لابد أن نشير أيضا الى أن هناك قسما آخر يحتوي على عروض متنوعة لأفلام

طويلة، وقد عرضت فى القسم بعض الأفلام مثل "القردة الثلاثةحب طفولي

جنينة الاسماكالفصلوبعض الافلام الروائية الطويلة الاخرى".

ليست هناك تعليقات: