الخميس، 30 سبتمبر 2010





البهجة والأسى في كوكو قبل شانيل


ربما يجذبك لهذا الفيلم تلك الممثلة الفرنسية صغيرة الحجم والتي ليس لها علاقة مباشرة بمتطلبات نجمات السينما من جمال أخاذ وجسد فاتن وصورة جذابة معنوية، ولعل ذلك يدين توجهات السينما الفرنسية في عقودها الأخيرة، وأكاد أقول السينما العالمية أيضا، فقد ولى ذلك الزمن الذي سيطرت فيه على عالم السينما ممثلات اقبلن من عالم آخر مختلف، كما عند صوفيا لورين وأيضا غاردنر وكلودينا كيردينال وجاكلين بيسه وبريجيت باردو وانجريد بيرجمان وغيرهن كثيرات، وصارت صورة الممثلة من صورة الواقع، مما أتاح للكثيرات أن يسيطرن على السينما، بطريقة أو بأخرى في ظاهرة ربما لا تستمر طويلا.

وإنما نقصد بالطبع الممثلة الفرنسية "اوردري توتو" والتي بدأت عام 1996 من خلال مسلسلات التلفزيون والأفلام المرئية، وفي عام 2001 جاءتها الفرصة السانحة، فقدمت الدور الرئيسي في فيلم بعنوان "اميلي""2002" ولقد نجح الفيلم نجاحا ساحقا ونال جوائز كثيرة، وأتاح لهذه الممثلة فرصة الانطلاق في السينما الفرنسية، وجاءت الأفلام متتالية، وهي:


"أشياء جميلة وممتعة ""2003" و "ليس على الشفاه""2004" و"الخطوبة الطويلة"" 2005" و" دماء من روسيا"" 2006" و "شفرة دافينشي"" وهو فيلم امريكي"، تم "بلاتمن" " 2006 " و"معا ليس أكثر عام""2007".

في هذا الفيلم الفرنسي والذي عنوانه"كوكو قبل شانيل" تبرز الممثلة "اودري توتو" من جديد في دور يناسبها تماما، ومثل العادة، لم تنجح الممثلات الفرنسيات في السينما الأمريكية، بينما يحققن النجاح في فرنسا وأوروبا، وهو أمر ينطبق على أسماء كثيرة، من صوفي مارسو وايزابيل إدجاني الى كاترين دينوف وايزابيل هوبير وغيرهن كثيرات.

هناك حدة في شخصية الممثلة، ربما تنسجم مع روح مصممة الأزياء شانيل، وهناك قسوة في ملامح أودري توتو، ربما تدفع نحو الإحساس بروح الابتكار المتولدة من داخل الشخصية، رغم التهكم والسخرية والمرح، الظاهر في الملامح الخارجية لهذه الشخصية.

ومن جانب آخر ينتمي هذا الفيلم الى أفلام السيرة الشخصية، فهو يركز على شخصية امرأة صعدت من الفقر الى الغنى ومن العتمة الى الأضواء ومن هامش المجتمع الى المركز، وفي هذا يكاد الفيلم يشبه فيلما آخرا، وهو "الحياة الوردية"عن المغنية الشهيرة "أديت بياف". كما أنه يقترب قبيلا من فيلم "النجمة اللامعة" للمخرجة جين كامبيون، وهو من الأفلام الجديدة أيضا.

ولم يكن فيلم "كوكو قبل شانيل" هو الأول، فقد سبقته أفلام أخرى، ويعرض في نفس السنة فيلما جديرا تدور أحداثه حول كوكو شانيل ولكن من وجهة نظر مختلفة.

وربما نشعر بحساسية هذا الفيلم وبصورة أوضح، لأن مخرجته امرأة وهي "آن مونتان" وقد سبق لها العمل بالتمثيل أولا، ثم أقدمت على الكتابة والإخراج، ومن أشهر أفلامها"فتاة من موناكو 2008" وقبل ذلك فيلم"التنظيف الجاف""1997" و"ناتالي""2003".

ولكن أولا لماذا هذا العنوان بالتحديد.. كوكو قبل شانيل؟
من الواضح أن مجريات الفيلم تهتم بالشخصية نفسها، شخصية المرأة كوكو قبل أن تصبح شانيل، بعد أن دخلت عالم تصميم الملابس والقبعات وصارت مشهورة وصاحبة صالون باريس واسع، وأخيرا صار لها عطر عالمي، بل إنها صارت إيقونة فرنسية، لأنها صورت الموديلات الفرنسية الى الخارج، وكانت البداية الفعلية لما يعرف بالموضة الفرنسية في صناعة الأزياء النسائية على وجه التحديد.

إن الفيلم لا يهتم كثيرا بشانيل مصممة الأزياء الناجحة، بل يكتفي بربع ساعة أخيرة، لتصوير نجاحها وبطريقة سريعة ببراعة هذه المصممة.

لا يركز الفيلم على عالم شانيل الناجح، ولكنه يعود الى الماضي، الى سنوات البداية، ففي المشاهد الأولى نجد عربة يقودها رجل لا تكاد تظهر صورته وبها طفلتان أحدهما تنظر الى السماء وليس إلى الأرض، إنها بداية فعلية لفتاة فقيرة تدعى "غابرييل بونور" ولدت عام 1883 وعاشت فقيرة، الى أن ماتت أمها ووضعها الأب مع أختها "اديان" في دار للأيتام، ثم اختفى نهائيا.

وكما تقول غابرييل، فإنه قد هاجر الى أمريكا، ولا يبدو ذلك صحيحا لأنها فقدت الاتصال به نهائيا، وفي مشهد آخر نجد الفتاة تنتظر زيارة والدها في الميتم، لكنه لا يأتي، وتبدو عقدة فقدان الأب واضحة ومسيطرة، وتسعى من جانبها الى تطبيق بعض أفكارها في التصميم غير المكتملة على نفسها وعلى الوسط الراقي من النساء اللاتي يفضلن دائما البهرجة والملابس المعقدة، بينما تتجه كوكو الى البساطة دائما، حتى أنها في بعض الأحيان تلبس ملابس قريبة للرجال.

يدخل الفيلم في دائرة ضيقة ويستفيد قليلا من الحفلات الراقصة الجماعية، وكذلك يستفيد من بعض المناظر الطبيعية في الريف الفرنسي، لكن الأحداث فعليا لا تتقدم الى الامام، فمن ناجية تحتاج كوكو الى البارون ماليا، ومن جانب آخر ترفض أن تعيش مجرد امرأة عشيقة وأقرب الى فتاة الجيشا اليابانية، التي تخدم الرجل بحكم الأعراف الاجتماعية.

كما أن الفيلم يهمل الأفكار الكبيرة والتي تسيّر الأحداث، تبدو أخت كوكو صورة منها، إلا أن طموحها يسير بها نحو الزواج بالبارون الذي تعيش معه، ويفتعل الفيلم بعض المواقف للقاء بين الأختين، كما يضيف شخصية أخرى "امرأة تعمل" وهي ممثلة مسرحية تستفيد من كوكو وفي تصميم القبعات، ويبحث لها عن الخلاص من الرجل تتطلع كوكو الى أن تكون ممثلة، لكن الاختيار يدفع بها الى التعلق بموهبتها في الابتكار والتصميم، ولاسيما بعد فشل تجاربها مع الرجل.

في بعض الأحيان يبدو الفيلم وكأنه يعتمد على التحليل النفسي، فمع فقدان الأب من الصغر، يصبح أيّ رجل أقرب الى أن يكون الحارس والضامن من الفقر، حتى أن مفهوم الحب غير واضح في الفيلم، وعلى سبيل المثال سوف نجد في الشخصية التي تظهر في المنتصف خير دليل على ذلك. إنها شخصية نبيل انجليزي يدعى "بوبي" هو بارون آخر تقريبا، لديه نفس الإمكانات المادية التي تبحث عنها كوكو، ومن هنا جاء اختلاط مفهوم الحاجة مع المصلحة والحب في ثلاثية يصعب تفسيرها.

رغم كل المظاهر، إلا أن العلاقة بين كوكو وبوبي غير مقنعة، وكل ما في الأمر أن النبيل الانجليزي يعاملها بشكل أفضل، وهو يراهن على موهبتها، إلا أن الفيلم يجعله يموت في حادث سيارة، بعد أن ترك كوكو نهائيا، وبعد أن فشل الأمر في الزواج لأن النبيل يبحث عن زواج الطبقات المبني على المصالح المادية.

ان الفشل مع الرجل يقود الى الإبداع.. ذلك ما يصرح به الفيلم من خلال هذه الشخصية كوكو. ولكن من خلال التعبيرات البسيطة وليس التنظير.

وهذه المعادلة تؤكدها كوكو في النهاية، عندما تقرر نسيان الحب وإهماله وهجر الرجل بصفة نهائية بحثا عن العمل في باريس، وبالتالي التأنق في محلات الابتكار والموضة.

في اللوحة الأخيرة من الفيلم تقرأ بان كوكو لم تتزوج مطلقا، كما انها ظلت تعمل طوال الأسبوع وحتى في العطلة، ولم يتطرق الفيلم الى أي تجربة عاطفية أخرى، ربما ثالثة أو رابعة، فهي "كوكو" قد قررت أن تكون "ضد أمها" تلك المرأة التي تزوجت بدافع الحب وماتت وهي مهملة وضائعة في خدمة رجل.

إن فَقد الأب يقود الى الإبداع، وعدم التفكير في الرجل "عشيقا أو زوجا" يقود الى النجاح، ولا سبيل الى إقصاء أو تعديل هذه المعادلة.

هناك ولا شك محطات كثيرة، لم يحاول الفيلم التطرق لها، ومن ذلك علاقات كوكو المتشعبة في باريس ونشاطها أثناء الحرب العالمية الثانية مع وجود القوات الألمانية في فرنسا، فالمسألة كما قلنا تختص بتلك المرأة التي تدعى غابرييل وليس كوكو. أو بالأصح كوكو قبل شانيل كما يقول عنوان الفيلم.

في الإطار العام برت كوكو منسجمة مع نفسها، ظاهريا على الأقل، فلم تكن صاخبة أو متذمرة، رغم أنها كانت أقرب الى المحظية. كما أن الفيلم لم يضع حدودا اجتماعية لحركة المرأة، رغم أن الزمن هو بداية القرن العشرين وفي الحقيقة لا يوجد مجتمع عام في الفيلم، لكن هناك شخصيات من لحم ودم، قليلة تدور في دائرة ضيقة، وإذا قلنا بوجود مجتمع ما فهو مجتمع الطبقات الغنية والتي تعاملت كوكو معها، فكان أن استخدمت تصماميم البسطاء وأدخلتها في عالم النبلاء.

لم يكترث الفيلم بإبراز معالم ومصادر الإبداع عند كوكو، ولاسيما ونحن نعلم بانها قد عاشت في دوائر ضيقة، وربما كان لإلغاء مرحلة الطفولة سببا في ذلك. وفي جميع الأحوال لا يمكن مطالبة أيّ سيناريو بأن يطرح كل ما يمكن طرحه في فيلم واحد، ولاسيما ونحن نتعامل مع أفلام من نوع السيرة الذاتية، وهى أفلام يقال حولها الكثير، ولا نكاد نصل فيها الى رأي موحد، بل ربما من غير المطلوب أن يكون هناك فيها رأي شامل ومُجد.

الخميس، 23 سبتمبر 2010



المصور اوهان والوقوف على ارض هشة


هذا الكتاب يتحدث عن المصوّر"اوهانيس هاجوب كوستينان"الشهير بأوهان، وما أقل الكتب التي تتطرق الى شخصيات فنية خارج نطاق التمثيل والإخراج، فنحن لا نكاد نجد إلا بعض الكتب التكريمية، بين الحين والآخر والتي تصدر عن المهرجان القومي للسينما في مصر، أو بعض المحاولات الجيدة لبعض النقاد مثل محمد عبد الفتاح، أو كتابات أخرى سريعة صدرت وتصدر عن مهرجان الإسكندرية السينمائي وفي مرحلة سابقة من مهرجان القاهرة السينمائي. وفي باقي السينمات العربية لا تكاد تصدر كتب مشابهة لاعتبارات كثيرة، أهمها يستند على قلة الإنتاج عامة وقلة الأفلام المقدمة من الأشخاص.

وفي جميع الأحوال هناك ولا شك أسماء كثيرة، قامت بجهود كبيرة في مجالات الصوت والتصوير والمونتاج والديكور والسيناريو والموسيقى التصويرية ليس في مصر فقط، ولكن في لبنان وسوريا والعراق وتونس والمغرب والجزائر لكن الوضع في هذا الكتاب مختلف قليلا، فقد جاء العنوان "أوهان... تصنيع وابتكار المعدات للسينما المصرية" وهذا يعني إننا أمام شخص قد أضاف الى مهنة التصوير الشيء الكثير، فقد عمل مصورا ومديرا للتصوير وكذلك مبتكرا وربما مخترعا الى حين وفاته عام 2001.

صور الكتاب عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر، وهو من وضع مدير التصوير سعيد شيمي والذي أصدر العديد من الكتب ومنها:" التصوير السينمائى تحت الماء" و"تاريخ التصوير السينمائي في مصر" و"الخدع والمؤثرات في الفيلم المصري" و "أفلامي مع عاطف الطيب" و"تجربتي مع الصورة السينمائية"، وغير ذلك من الكتب وبالطبع هناك عشرات الأفلام التي قام بتصويرها، وهي الأصل في تعامله مع السينما.

يقودنا مدخل الكتاب الى اعتبارين:الأول شخصي، يتعلق بتطور العلاقة الإنسانية بين المصورين سعيد شيمي وأوهان، حيث نجدها وكما يصف ذلك مؤلف الكتاب قد بدأت، عندما شرع شيمي في تنفيذ تجاربه في التصوير تحت الماء، واحتاج الى بعض التقنيات للحفاظ على آلة التصوير وقادته الخطى الى أوهان والذي اشتهر بأنه قد ابتكر الكثير من المعدات في مجال التصوير ومن ذلك النقطة بالتحديد انطلقت رحلة التعارف.

من أشهر ما قام به المصور أوهان، أنه ابتكر معدات التصوير لستديو الأهرام عندما توقف الاستيراد بسبب الحرب "1939 – 1945".

كما أن المخرج محمد حسيب "صاحب المقدمات" قد استفاد منه عندما ابتكر آلة تصوير خاصة بعنوان الأفلام "الاروكاج".

ومن خلال اللقاءات العديدة بين سعيد شيمي وأوهان، جاءت المعلومات الكثيرة والتي تحوّلت بعد سنوات من اللقاء "1987" الى كتاب شامل يحتوي على تجارب خاصة وذكريات وصور، مع تحليل لشخصية اوهان والذي يميل الى الانطواء والشك والاحتراس من الناس، مع نظرة خاصة متميزة لما يقوم به من عمل، حيث يعتبر أن وجهة نظره هي الوحيدة الجديدة بالإتباع.

ترجع أصول أوهان الى الأرمن، وقد عاشوا فى فترات تاريخية متقلبة وكانوا جزءا من الدولة العثمانية ولذلك تواجد بعضهم في البلدان التي تتبع هذه الدولة ومنها مصر.

ولد أوهان في حيّ باب الشعرية الشعبي بمدينة القاهرة عام 1913 وتعلم في مدرسة أجنبية "الفريد" واتقن اللغة الفرنسية ثم الانجليزية والعربية، بالإضافة الى الارمنية وكان ذلك سببا في تفوقه.

كان مدمنا منذ صغره على فك وتركيب المعدات والآلات وقاده ذلك الى السينما متفرجا أولا ثم باحثا في معداتها من عرض وتصوير وغيره.

يقول الكاتب عن أوهان:"بعد اكتشافه للعبة العرض السينمائي، وتصنيع آلة عرض صغيرة مقاس 9,5 مللي، فمن المذهل أنه كان يصنع أفلامه بطريقة شائعة جدا وعبقرية، حيث يشتري قصاصات الأفلام 35 مللي من أمام المدرسة، وفي المنزل يمحو المادة الجيلاتينية التي تحمل الصور بالماء الساخن، فيحصل على الشريط الفيلمي شفافا نقيا، فيقطع هذا الفيلم العريض، من منتصفه الى فيلم صغير مقاس 9,5 مللي ويصنع له ثقبا واحدا من منتصفه، متتاليا مثل فيلم مليء بالصور، ولكن بدل الصور يرسم بالحبر الصيني رسومات متتالية تعطي حركة ما، ويعرض هذه الأفلام على عائلته وأصدقائه.. وبهذا صنع أفلام رسوم متحركة من ابتكاره، وبآلة عرض مصنعة بيديه".

هناك بعض الجوانب لم تذكر في هذا الكتاب، فهو ليس بسيرة ذاتية لهذا المصوّر ويذكر المؤلف ذلك بوضوح، لكن ما جمعه سعيد شيمي ليس الا شذرات من حياة أورهان المهنية، فهو يذكر مثلا كيف دفعت الظروف الاجتماعية هذا الشاب الى صنع أول آلة تصوير وبيعها وساعده في ذلك المصوّر المعروف" اورنافيللي" الايطالي الذي صور عشرات الأفلام المصرية.

ولكن يبدو أن الاخفاقات التي تعرض لها أوهان في تعامله مع أصحاب الاستوديوهات كانت سببا في إحساسه بالمرارة والخيبة، وربما كان الدافع المالي هو الذي يحركه، فيعمل بكفاءة وجدية وينتقل من اختراع الى آخر، حتى أنه، ابتكر آلة تعمل بالصوت والصورة، بل دخل الى مرحلة الإنتاج وشرع في إنتاج بعنوان "ونجا" ولكن الفشل كان مصير التجربة، والفشل أيضا كان مصير بناء أستوديو خاص في الإسكندرية، وخصوصا بعد أن اشتعلت الحرب وقصفت الإسكندرية وفر اوهان مع عائلته الى القاهرة.

في القاهرة عمل اوهان بصيانة آلات التصوير وآلات العرض، ونجح في ذلك، حتى أنه ركّب عدسات على آلات العرض القديمة وصارت عاملة في دور العرض الخاصة بالجنود الانجليز وفي معسكراتهم.

ويتحدث الكتاب كثيرا عن ابتكارات أوهان، وربما يبالغ في ذلك، وفي جيمع الأحوال فإن مجمل الآراء نقلت عن الفنانين، ومن ذلك التوفير في شريط خام الصوت والذي صار مقسوما الى جزئين كما يقول المؤلف.

في فرصة نادرة عرضت شركة "تل " على أوهان بناء أستوديو لتصوير ثلاثة أفلام جديدة وهي "عنتر وعبلة" لنيازي مصطفى و"ما اقدرش" لأحمد بدرخان وفيلم" القرش الأبيض" لإبراهيم عمارة وفي النهاية تم انجاز حلم الأستوديو.

كما يقول المؤلف أيضا فقد صار أوهان شريكا، رغم أنه الشخص الأهم، ومرتبه كبير وجهوده تذكر في التدريب واصلا حالات. كما أنه استمر في ابتكاراته فصمم جهازا خاصا للأغاني المستخدمة بطريقة "البلاي باك".

من النوادر التي يذكرها سعيد شيمي أن اوهان قد صمم استوديو متنقل في سيارة كبيرة قادرة على الطبع والتحميض للصوت والصورة وبالتالي يمكن أن تنقل هذه السيارة الى أماكن التصوير البعيدة، وليس من الضروري العودة الى القاهرة لمعرفة النتائج.

وفي هذا الصدد يضم الكتاب عشرات الصور التي توضح اختراعات وابتكارات اوهان، وهذا يدل على أن ما قام به يعدّ من الحقائق وليس من الخيال أو المبالغات.

في عام 1947 وبعد أربع سنوات من العمل في أستوديو الأهرام، ترك أوهان العمل، بسبب سلوك شركة "تلحمي". ومرة أخرى يظهر أوهان وكأنه المفترى عليه والخاسر الأكبر والضحية، وبصرف النظر عن كل ذلك وهل هو حقيقة أم خيال، فإن المصور أوهان بدأ العمل من جديد، في مجال التصوير وهذه المرة مع فؤاد الجزائري في فيلم" الشاطر حسن""1948".

من الواضح أن الكاتب يتعاطف مع اوهان فيسميه المسكين اوهان بسبب مرات فشله المتكررة في تأسيس استوديو وفي مجال الإنتاج أيضا عندما أقدم على مغامرة إنتاجية فاشلة وتتمثل في فيلم "فتح مصر"للمخرج إحسان الجزائري.

من الأفلام التى أنجزها المصوّر فيلم "ليلى في العراق"، وكما يقول المؤلف فقد قام بإصلاح كل الآلات بنفسه في بغداد، كما أن اوهان عمل في لبنان لإنجاز استوديو أشرف عليه محمد سلمان وعمل في الإسكندرية عام 1948 لإنجاز أستوديو رامي والذي أنتج فيلما واحدا وهو" بنت صياد "والذى أخرجه عبد الغني قمر وفي الحقيقة أكمله المصور اوهان.

من مكابدات أوهان أيضا فشله في تجربة مع شركة الجاعوني، وفشله أيضا في العمل بالتلفزيون عام 1961 - 1962 واستقر أخيرا موظفا بمرتب شهري لا يزيد عن مائة جنيه، كما أنه عمل بالقوات المسلحة الى أن أحيل الى المعاش.

ورغم أنه تعاون مع معهد السينما والمركز القومي للسينما، إلا أن أوهان دأب على صناعة آلات التصوير وبيعها، ورغم أن السوق راكدة إلا أنه عاش حياة مستورة، وقد أتيح له العمل في نيجيريا أيضا مع رجل أعمال لبناني يملك الكثير من دور العرض في افريقيا، ولكن التجربة لم تستمر رغم نجاحها ماديا.

ومن خلال السطور الأخيرة للكتاب ندرك بأن المصور أوهان لم يكن محترفا، فقد اعترف سعيد شيمي بنفسه بأن الفشل قد صادف أوهان بالنسبة لابتكاره الغطاء الواقي لكاميرا تعمل تحت الماء

وهذا المدخل مهم جدا لفهم سلوك ومصيبة هذا المصور الذي كان طموحا ولكن إمكاناته كانت أقل من طموحاته.

وفي النهاية يحقق أوهان ما يريد وينجح في الكثير من الأحيان، كما حدث مع سعيد شيمي عندما توصل المبتكر الى النجاح في آخر الأمر، يقول المؤلف في آخر الكتاب بأن آخر الاختراعات كانت جهاز" التويل" شريط السينما الى شريط فيديو، ولكن النتائج لم تكن جيدة.

في آخر الكتاب يعدد المؤلف جميع اختراعات وابتكارات اوهان وهي كثيرة جدا.
في آخر أيامه هاجم اوهان الجميع وعاش وحيدا معزولا وراء الكواليس مثلما بدأ، كما أن أهل السينما لم يعتنوا به ولم يكرمه أحد، رغم كل ما قام به من أعمال خدمت قطاع السينما، ولكن كرمته مؤسسات كثيرة بعد وفاته.

من الأفلام التي أنجزها المصور أوهان:" وهيبة ملكة العجز" و"الشاطر حسن" و"انتصار الإسلام" و"الفـارس الأسود" و" فتوات الحسينية" و" أرض الأبطـال" و" فتح مصر" و"ليلى العامـرية " و"قلبي يهواك" و" ليلى في العراق" و" ضحايا الإقطاع" و" بنت الصياد".

لابد من الإشارة بأن الأجانب في السينما المصرية قد قدموا الكثيرين وكان من بينهم الناجح والفاشل، وربما كان إحساسه بالغربة أو شعوره بالاختلاف من أسباب ابتعاده عن الأضواء وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين، من جنب آخر لم يكن اوهان أوربيا من ايطاليا أو النمسا أو فرنسا أو اليونان، لأن أولئك الذين من أصول أوروبية يتم دعمهم وتقف بعض المؤسسات الأجنبية معهم، كما أن لديهم تجمعات مالية كبيرة، وربما شعر القارىء بان اوهان لا يختلف كثيرا عن" توجو مزراحي" التركي أو "الأخوين لاما"من تشيلى، لأن جميع هؤلاء فيهم الكثير من المغامرة والقليل من الاستعداد وربما يقفون على أرض فيهاالكثير من الهشاشة.


الخميس، 16 سبتمبر 2010



ايام قرطاج السينمائية.. رحلة الأمس واليوم وغدا



تجري الاستعدادات هذه الأيام، وربما منذ شهور مضت لاستقبال الدورة الجديدة لمهرجان قرطاج السينمائي والمعروف باسم أيام قرطاج السينمائية، وهي الدورة التي تحمل رقم "23" لسنة 2010.

تذهب أشخاص وتأتي أشخاص ويتغير الأفراد والمسؤولون ويبقى مهرجان قرطاج السينمائي مستمرا، محافظا على الكثير من أساسياته التي انطلقت بها واعتمد عليها، منذ دورته الأولى عام 1966 وفعليا منذ دورته الثانية، لأن الدورة الأولى كانت عامة ومفتوحة.

نعم، تعدّ أيام قرجاح السينمائية من أقدم مهرجانات السينما في المنطقة الإفريقية والعربية، ولقد وضع أسسه الأولى مجموعة من النابهين، ليس على المستوى السيمائي فقط، ولكن على المستوى السياسي أيضا، فقد وجد مهرجان قرطاج في ظروف سياسية طبيعية، تنطلق من محاولة الاعتماد على الذات وإبراز الهوية الوطنية لدول كانت فى مطلع الاستقلال.

وهو أمر يتطبق على تونس وعلى عدد من الدول الافريقية الأخرى، ولهذا كان الاختيار الذي يقوم على تحرك السينما الوطنية كجزء من حركة ثقافية وسياسية تحاول أن تبث أن لهذه الدول الجديدة الاستقلال مشروعها الذي يعلن عن نفسه، بالإنتاج السينمائي أولا، ثم بالمبادرة في تحويل التجمعات المتقاربة ثقافيا الى مؤسسات فاعلة تحتضن الإنتاج السينمائى على مستوى المنافسة والعرض والتفاعل الثقافي.

يشعر كل من يهتم بالسينما بأن تلك النظرة المتقدمة التي أقيم عليها مشروع مهرجان قرطاج السينمائي عند تأسيسه مبكرا، هي سبب نجاحه، وأساسها الجمع بين البلدان العربية – معظمها حديث الاستقلال – والبلدان الافريقية والتي جاء معظمها حديث الاستقلال أيضا، ويتطلع الجميع الى إثبات حضوره الذاتي وتقديم ثقافته، إن لم نقل هويته الخاصة به، أو بالأصح تقديم صورته كما يريد أن يقدمها هو وليس كما يريد المستعمر أن يقدمها أو سبق أن قدمها طيلة مراحل الاحتلال.

غير أنه من اللافت للنظر أن التأسيس لم يكن له الطابع السياسي المباشر، ولهذا استمر المهرجان، والواقع ان الثقافة الفرنسية "بمعناها الايجابي" كانت أطارا مهما جمع العديد من الأسماء العربية والافريقية، ولا مانع أن تكون فرنسا هي الحاوية لبعض الأفكار التأسيسية وأن تكون بعض مهرجاناتها السينمائية نموذجا صالحا للاحتذاء به أو تقليده.

سوف تأتي أسماء كثيرة لها فضل التأسيس، وعلى رأس هؤلاء الطاهر شريعة، ولكن لابد أن يكون للجانب الرسمي أهمية خاصة من حيث تبني مشروع مهرجان محلي يقام في تونس وله انفتاح على البلدان العربية والافريقية بالدرجة الولى، وأيضا انفتاح على السينما العالمية بشكل عام.

تذكر الوقائع السينمائية بأن أول فيلم تونسي هو "الفجر"لعمار الخليفي، وكان ذلك عام 1966 وهو نفس تاريخ بداية مهرجان قرطاج السينمائي، ولكن الأفلام القصيرة والوثائقية كانت حاضرة وفي حدود ضيقة وهي تميل للجانب السياسي الرسمي بحكم ظروف البداية السينمائية. إلا أن نشاط الجمعيات السينمائية، كان رافدا مهما منذ عام 1949 ثم عام 1961.

وبالطبع لابد أن يطرح التساؤل التقليدي، هل البداية تكون بإقامة مهرجانات السينما أم تكون بالإنتاج السينمائي؟، والإجابة ليست بعيدة، لأن من المتوقع أن يقود احدهما الى الآخر. وسوف نلحظ بان الأيام قد ألزمت المؤسسات الرسمية بالاستمرار في الإنتاج وزيادته مع مرور السنوات حيث يكون الاستعداد كبيرا للمشاركة في مهرجان قرطاج السينمائي، إذ من غير المعقول أن تنظم دولة مهرجانا سينمائيا ولا تكون لها مشاركة في المسابقة الرسمية.

وسوف يلحظ المتابع بأن كل دورات الأيام قد شملت أفلاما تونسية، بصرف النظر عن حصول هذه الأفلام عن جوائز أو عدم حصولها.

لهذا نقول بأن الهدف الرئيسي من تأسيس الأيام هو تحريك عجلة الإنتاج السينمائي المحلي أولا، وربط ذلك بالإنتاج العربي والافريقي، بسبب التقارب الجغرافي والأوضاع السياسية المتشابهة ثانيا.

من المعروف بأن الجغرافيا تلعب دورا مهما في طبيعة المهرجانات السينمائية، ذلك ان مهرجان يقام في افريقيا من الطبيعي أن يهتم بالسينما الافريقية والعربية أو يهتم بالسينما الافريقية لوحدها أو العربية فقط. أيضا إذا أقيم المهرجان السينمائي في مدينة تشرف على المتوسط فمن الممكن أن يهتم بالسينما المتوسطية، كما حدث فى مهرجان الإسكندرية مثلا أو مدينة عنابة الجزائرية أو مدن متوسطية أخرى في فرنسا وايطاليا واليونان واسبانيا.

وكذا الأمر بالنسبة لمهرجان يقام في آسيا أو في أية مدينة صحراوية أو إسلامية. غير أن هذه الجغرافيا تتوقف عندما يتحول المهرجان السينمائي الى نشاط عالمي تشارك فيه كل دول العالم، ونقصد بالمشاركة هنا المسابقة الرسمية، لأن الأقسام الأخرى مفتوحة للجميع. ذلك أن الكثير من المهرجانات تأسست لكي تكون ذات طبيعة عالمية، ومن ذلك مثلا مهرجان "كان" الفرنسي ومهرجان البندقية الايطالي ومهرجان شنغهاي في الصين ومهرجان دلهي في الهند وغير ذلك من المهرجانات المصنفة رسميا وغير المصنفة. وفي المجال الافريقي نجد أن مهرجان القاهرة السينمائى له صبغة دولية، ومن شروط هذه النوعية أن تكون سنوية وتحكمها أعراف معينة، بينما تحكم المهرجانات المصنفة قواعد ثابتة إضافية ربما تكون مشددة.

وعندما نعود الى مهرجان قرطاج السينمائي نجده يقام منذ تأسيسه مرة كل سنتين، حيث يقام في تونس مهرجان سنوي للسينما وآخر للمسرح وينطبق عليه نفس التخصص العربي الافريقي وفي حدود معينة، والحقيقة أن الأمر لا يتوقف على العروض السينمائية والمسرحية، ولكن يصبح مهرجان قرطاج في دوراته المتعاقبة في المسرح والسينما عرسا عربيا وافريقيا، حيث نجد الشخصيات الافريقية والعربية ونجد أهم المخرجين، فضلا عن الأفلام والمسرحيات، ومن ناحية يتعدى ذلك الى تنظيم الندوات في بعض الدورات، وهي ندوات يلتقي فيها الجانب العربي والافريقي، وأحيانا اللقاء الافريقي والأوروبي، وإذا تذكرنا أسماء وبعض الندوات السينمائية وسوف نجد أن أهمها يتعرض لقضايا حيوية، مثل تسويق الأفلام داخل افريقيا، والعلاقات بين الشمال والجنوب والعلاقات بين جنوب جنوب، بالإضافة الى قضايا العولمة والهوية المحلية.

أيضا سوف نلحظ بأن المشاركات تغطي افريقيا والدول العربية وكذلك بعض الأطراف من حوض البحر المتوسط ولاسيما من فرنسا وبلجيكا.

والواقع أن تنظيم الندوات في أيام قرطاج السينمائية، قد أضاف للسينما بعدا ثقافيا، بعدم الاكتفاء بعرض الأفلام ومناقشتها وتوزيع الجوائز وبعض المظاهر الاحتفالية الأخرى.

لقد تطور مهرجان قرطاج السينمائي منذ عام 1966 - رغم انه قد تسمى باسم الأيام الآن مصطلح "مهرجان" كان محتكرا من قبل فرنسا ولا يجوز استخدامه إلا بإذن خاص - فقد توزعت أقسامه، من أفلام طويلة روائية الى أفلام روائية قصيرة ولكل قسم جوائز خاصة به، وأحيانا لكل قسم لجنة تحكيم خاصة، ولقد الضيف فى السنوات الأخيرة قسم خاص بالفيديو، بعرض الأفلام الدرامية والوثائقية وخصص للقسم جوائز خاصة به، وهذا يعني أن الأيام تتطور وتتغير بحكم تغير الظروف المصاحبة والتجديد في التقنية السينمائية.

يمكن اعتبار أيام قرطاج السينمائية، وبصرف النظر عن التفاصيل التي تصاحب دوره دون أخرى، مرجعية ثقافية سينمائية، فقد عرفت أجيال من الشباب كل جديد في عالم السينما العربية والافريقية والعالمية أيضا، وبالطبع لابد أن نذكر بأن الأيام قد لفتت الانتباه الى المخرج يوسف شاهين، فقد عرضت الكثير من أفلامه، منذ فيلم" الاختيار" الذي فاز بإحدى الجوائز وكذلك تمت إعادة اكتشاف المخرج توفيق صالح من خلال بعض أفلامه ولاسيما فيلم" المخدوعون" الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما في سوريا، كما عرضت بعض الأفلام التي شتهدت بعض التجديد في الشكل الفني مثل أفلام برهان علوية وعلى بدرخان وخيري بشارة ومرزاق علواشي ونوري بوزيد وناصر خمير وداوود أولاد السيد وغيرهم.

كما يمكن القول بأن أفضل الأفلام الفلسطينية قد عرضت في أيام قرطاج السينمائية فضلا عن أهم الأفلام الجزائرية ثم المغربية وباقي التجارب فى دول عديدة عربية، ومنها انتاجات سينمائية من ليبيا والسودان والكويت وموريتانيا والبحرين، وهذا الاتجاه من الأهمية بمكان، لأن الأيام لم تهتم فقط بالسينمات المعروفة، بل عرفت بسينمات أخرى.

ولا شك أن أهم ملمح واضح يتمثل في التعريف بالسينما الافريقية، ومن يذكر عصمان سمبين وسليمان سيسي واودريسا اودارغو، لابد له أن يتذكر العروض السينمائية التي شهدتها أيام قرطاج سينمائية.

ومما ينبغي ذكره أن تلاحق الأجيال كان واضحا في مجال الأفلام التونسية، وتاريخ السينما التونسية يتمثل فعليا فى تاريخ الأيام بالجوائز العديدة التي تحصلت عليها هذه الأفلام وبمراحل التراجع الفني أيضا والتى يبرز بين الحين والأخر. كما كان للأيام فضل التعريف بالأفلام القصيرة العربية والافريقية.

ان الحديث عن أيام قرطاج السينمائية يطول، وفي وضعنا الحالي سوف نرى المهرجانات العديدة المنافسة لأيام قرطاج السينمائية، لكن مذاق الأيام مازال نشطا، ومع وجود مهرجانات جديدة في المغرب.. مراكش والرباط وطنجة وتطوان وغيرها، ومع ظهور مهرجانات أخرى مثل ابو ظبي ودبي وقطر، وكذلك الحضور الواضح لمهرجانات مصرية مثل القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية، ومع التركيز الحالي على المهرجانات المتخصصة واختفاء ظاهرة المهرجان السينمائي الذي ينعقد كل سنتين، كما هو واضح من مهرجان دمشق السينمائي ومهرجان تطوان السينمائي.

ومع النشاط السينمائي الذي ترافق مع التراجع في دور العرض بنظامها القديم، مع كل ذلك صار من الضروري إيجاد صيغة جديدة لأيام قرطاج السينمائية، تتحول المناسبة بواسطتها الى مهرجان سينمائي سنوي، وخصوص وأن الإنتاج السينمائي العربي الافريقي قد ازداد مع الأيام، ليس على مستوى السينما فقط، ولكن على مستوى أفلام الفيديو القصيرة والطويلة وهو ما ينبغي التركيز عليه مع نظرة مستقبلية تستشرف آفاق المستقبل الجديدة.


ايام قرطاج السينمائية.. رحلة الأمس واليوم وغدا


ت
جري الاستعدادات هذه الأيام، وربما منذ شهور مضت لاستقبال الدورة الجديدة لمهرجان قرطاج السينمائي والمعروف باسم أيام قرطاج السينمائية، وهي الدورة التي تحمل رقم "23" لسنة 2010.

تذهب أشخاص وتأتي أشخاص ويتغير الأفراد والمسؤولون ويبقى مهرجان قرطاج السينمائي مستمرا، محافظا على الكثير من أساسياته التي انطلقت بها واعتمد عليها، منذ دورته الأولى عام 1966 وفعليا منذ دورته الثانية، لأن الدورة الأولى كانت عامة ومفتوحة.

نعم، تعدّ أيام قرجاح السينمائية من أقدم مهرجانات السينما في المنطقة الإفريقية والعربية، ولقد وضع أسسه الأولى مجموعة من النابهين، ليس على المستوى السيمائي فقط، ولكن على المستوى السياسي أيضا، فقد وجد مهرجان قرطاج في ظروف سياسية طبيعية، تنطلق من محاولة الاعتماد على الذات وإبراز الهوية الوطنية لدول كانت فى مطلع الاستقلال.

وهو أمر يتطبق على تونس وعلى عدد من الدول الافريقية الأخرى، ولهذا كان الاختيار الذي يقوم على تحرك السينما الوطنية كجزء من حركة ثقافية وسياسية تحاول أن تبث أن لهذه الدول الجديدة الاستقلال مشروعها الذي يعلن عن نفسه، بالإنتاج السينمائي أولا، ثم بالمبادرة في تحويل التجمعات المتقاربة ثقافيا الى مؤسسات فاعلة تحتضن الإنتاج السينمائى على مستوى المنافسة والعرض والتفاعل الثقافي.

يشعر كل من يهتم بالسينما بأن تلك النظرة المتقدمة التي أقيم عليها مشروع مهرجان قرطاج السينمائي عند تأسيسه مبكرا، هي سبب نجاحه، وأساسها الجمع بين البلدان العربية – معظمها حديث الاستقلال – والبلدان الافريقية والتي جاء معظمها حديث الاستقلال أيضا، ويتطلع الجميع الى إثبات حضوره الذاتي وتقديم ثقافته، إن لم نقل هويته الخاصة به، أو بالأصح تقديم صورته كما يريد أن يقدمها هو وليس كما يريد المستعمر أن يقدمها أو سبق أن قدمها طيلة مراحل الاحتلال.

غير أنه من اللافت للنظر أن التأسيس لم يكن له الطابع السياسي المباشر، ولهذا استمر المهرجان، والواقع ان الثقافة الفرنسية "بمعناها الايجابي" كانت أطارا مهما جمع العديد من الأسماء العربية والافريقية، ولا مانع أن تكون فرنسا هي الحاوية لبعض الأفكار التأسيسية وأن تكون بعض مهرجاناتها السينمائية نموذجا صالحا للاحتذاء به أو تقليده.

سوف تأتي أسماء كثيرة لها فضل التأسيس، وعلى رأس هؤلاء الطاهر شريعة، ولكن لابد أن يكون للجانب الرسمي أهمية خاصة من حيث تبني مشروع مهرجان محلي يقام في تونس وله انفتاح على البلدان العربية والافريقية بالدرجة الولى، وأيضا انفتاح على السينما العالمية بشكل عام.

تذكر الوقائع السينمائية بأن أول فيلم تونسي هو "الفجر"لعمار الخليفي، وكان ذلك عام 1966 وهو نفس تاريخ بداية مهرجان قرطاج السينمائي، ولكن الأفلام القصيرة والوثائقية كانت حاضرة وفي حدود ضيقة وهي تميل للجانب السياسي الرسمي بحكم ظروف البداية السينمائية. إلا أن نشاط الجمعيات السينمائية، كان رافدا مهما منذ عام 1949 ثم عام 1961.

وبالطبع لابد أن يطرح التساؤل التقليدي، هل البداية تكون بإقامة مهرجانات السينما أم تكون بالإنتاج السينمائي؟، والإجابة ليست بعيدة، لأن من المتوقع أن يقود احدهما الى الآخر. وسوف نلحظ بان الأيام قد ألزمت المؤسسات الرسمية بالاستمرار في الإنتاج وزيادته مع مرور السنوات حيث يكون الاستعداد كبيرا للمشاركة في مهرجان قرطاج السينمائي، إذ من غير المعقول أن تنظم دولة مهرجانا سينمائيا ولا تكون لها مشاركة في المسابقة الرسمية.

وسوف يلحظ المتابع بأن كل دورات الأيام قد شملت أفلاما تونسية، بصرف النظر عن حصول هذه الأفلام عن جوائز أو عدم حصولها.

لهذا نقول بأن الهدف الرئيسي من تأسيس الأيام هو تحريك عجلة الإنتاج السينمائي المحلي أولا، وربط ذلك بالإنتاج العربي والافريقي، بسبب التقارب الجغرافي والأوضاع السياسية المتشابهة ثانيا.

من المعروف بأن الجغرافيا تلعب دورا مهما في طبيعة المهرجانات السينمائية، ذلك ان مهرجان يقام في افريقيا من الطبيعي أن يهتم بالسينما الافريقية والعربية أو يهتم بالسينما الافريقية لوحدها أو العربية فقط. أيضا إذا أقيم المهرجان السينمائي في مدينة تشرف على المتوسط فمن الممكن أن يهتم بالسينما المتوسطية، كما حدث فى مهرجان الإسكندرية مثلا أو مدينة عنابة الجزائرية أو مدن متوسطية أخرى في فرنسا وايطاليا واليونان واسبانيا.

وكذا الأمر بالنسبة لمهرجان يقام في آسيا أو في أية مدينة صحراوية أو إسلامية. غير أن هذه الجغرافيا تتوقف عندما يتحول المهرجان السينمائي الى نشاط عالمي تشارك فيه كل دول العالم، ونقصد بالمشاركة هنا المسابقة الرسمية، لأن الأقسام الأخرى مفتوحة للجميع. ذلك أن الكثير من المهرجانات تأسست لكي تكون ذات طبيعة عالمية، ومن ذلك مثلا مهرجان "كان" الفرنسي ومهرجان البندقية الايطالي ومهرجان شنغهاي في الصين ومهرجان دلهي في الهند وغير ذلك من المهرجانات المصنفة رسميا وغير المصنفة. وفي المجال الافريقي نجد أن مهرجان القاهرة السينمائى له صبغة دولية، ومن شروط هذه النوعية أن تكون سنوية وتحكمها أعراف معينة، بينما تحكم المهرجانات المصنفة قواعد ثابتة إضافية ربما تكون مشددة.

وعندما نعود الى مهرجان قرطاج السينمائي نجده يقام منذ تأسيسه مرة كل سنتين، حيث يقام في تونس مهرجان سنوي للسينما وآخر للمسرح وينطبق عليه نفس التخصص العربي الافريقي وفي حدود معينة، والحقيقة أن الأمر لا يتوقف على العروض السينمائية والمسرحية، ولكن يصبح مهرجان قرطاج في دوراته المتعاقبة في المسرح والسينما عرسا عربيا وافريقيا، حيث نجد الشخصيات الافريقية والعربية ونجد أهم المخرجين، فضلا عن الأفلام والمسرحيات، ومن ناحية يتعدى ذلك الى تنظيم الندوات في بعض الدورات، وهي ندوات يلتقي فيها الجانب العربي والافريقي، وأحيانا اللقاء الافريقي والأوروبي، وإذا تذكرنا أسماء وبعض الندوات السينمائية وسوف نجد أن أهمها يتعرض لقضايا حيوية، مثل تسويق الأفلام داخل افريقيا، والعلاقات بين الشمال والجنوب والعلاقات بين جنوب جنوب، بالإضافة الى قضايا العولمة والهوية المحلية.

أيضا سوف نلحظ بأن المشاركات تغطي افريقيا والدول العربية وكذلك بعض الأطراف من حوض البحر المتوسط ولاسيما من فرنسا وبلجيكا.

والواقع أن تنظيم الندوات في أيام قرطاج السينمائية، قد أضاف للسينما بعدا ثقافيا، بعدم الاكتفاء بعرض الأفلام ومناقشتها وتوزيع الجوائز وبعض المظاهر الاحتفالية الأخرى.

لقد تطور مهرجان قرطاج السينمائي منذ عام 1966 - رغم انه قد تسمى باسم الأيام الآن مصطلح "مهرجان" كان محتكرا من قبل فرنسا ولا يجوز استخدامه إلا بإذن خاص - فقد توزعت أقسامه، من أفلام طويلة روائية الى أفلام روائية قصيرة ولكل قسم جوائز خاصة به، وأحيانا لكل قسم لجنة تحكيم خاصة، ولقد الضيف فى السنوات الأخيرة قسم خاص بالفيديو، بعرض الأفلام الدرامية والوثائقية وخصص للقسم جوائز خاصة به، وهذا يعني أن الأيام تتطور وتتغير بحكم تغير الظروف المصاحبة والتجديد في التقنية السينمائية.

يمكن اعتبار أيام قرطاج السينمائية، وبصرف النظر عن التفاصيل التي تصاحب دوره دون أخرى، مرجعية ثقافية سينمائية، فقد عرفت أجيال من الشباب كل جديد في عالم السينما العربية والافريقية والعالمية أيضا، وبالطبع لابد أن نذكر بأن الأيام قد لفتت الانتباه الى المخرج يوسف شاهين، فقد عرضت الكثير من أفلامه، منذ فيلم" الاختيار" الذي فاز بإحدى الجوائز وكذلك تمت إعادة اكتشاف المخرج توفيق صالح من خلال بعض أفلامه ولاسيما فيلم" المخدوعون" الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما في سوريا، كما عرضت بعض الأفلام التي شتهدت بعض التجديد في الشكل الفني مثل أفلام برهان علوية وعلى بدرخان وخيري بشارة ومرزاق علواشي ونوري بوزيد وناصر خمير وداوود أولاد السيد وغيرهم.

كما يمكن القول بأن أفضل الأفلام الفلسطينية قد عرضت في أيام قرطاج السينمائية فضلا عن أهم الأفلام الجزائرية ثم المغربية وباقي التجارب فى دول عديدة عربية، ومنها انتاجات سينمائية من ليبيا والسودان والكويت وموريتانيا والبحرين، وهذا الاتجاه من الأهمية بمكان، لأن الأيام لم تهتم فقط بالسينمات المعروفة، بل عرفت بسينمات أخرى.

ولا شك أن أهم ملمح واضح يتمثل في التعريف بالسينما الافريقية، ومن يذكر عصمان سمبين وسليمان سيسي واودريسا اودارغو، لابد له أن يتذكر العروض السينمائية التي شهدتها أيام قرطاج سينمائية.

ومما ينبغي ذكره أن تلاحق الأجيال كان واضحا في مجال الأفلام التونسية، وتاريخ السينما التونسية يتمثل فعليا فى تاريخ الأيام بالجوائز العديدة التي تحصلت عليها هذه الأفلام وبمراحل التراجع الفني أيضا والتى يبرز بين الحين والأخر. كما كان للأيام فضل التعريف بالأفلام القصيرة العربية والافريقية.

ان الحديث عن أيام قرطاج السينمائية يطول، وفي وضعنا الحالي سوف نرى المهرجانات العديدة المنافسة لأيام قرطاج السينمائية، لكن مذاق الأيام مازال نشطا، ومع وجود مهرجانات جديدة في المغرب.. مراكش والرباط وطنجة وتطوان وغيرها، ومع ظهور مهرجانات أخرى مثل ابو ظبي ودبي وقطر، وكذلك الحضور الواضح لمهرجانات مصرية مثل القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية، ومع التركيز الحالي على المهرجانات المتخصصة واختفاء ظاهرة المهرجان السينمائي الذي ينعقد كل سنتين، كما هو واضح من مهرجان دمشق السينمائي ومهرجان تطوان السينمائي.

ومع النشاط السينمائي الذي ترافق مع التراجع في دور العرض بنظامها القديم، مع كل ذلك صار من الضروري إيجاد صيغة جديدة لأيام قرطاج السينمائية، تتحول المناسبة بواسطتها الى مهرجان سينمائي سنوي، وخصوص وأن الإنتاج السينمائي العربي الافريقي قد ازداد مع الأيام، ليس على مستوى السينما فقط، ولكن على مستوى أفلام الفيديو القصيرة والطويلة وهو ما ينبغي التركيز عليه مع نظرة مستقبلية تستشرف آفاق المستقبل الجديدة.

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010


أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – 14 سبتمبر 2010

صندوق مهرجان أبوظبي السينمائي الجديد لدعم صناع الأفلام العرب

يعلن عن نتائج منح الدورة الأولى

أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي اليوم عن المستفيدين من منح الدورة الأولى لصندوق التمويل السينمائي "سند" الذي أطلقه هذا العام. ويقدم هذا الصندوق منحاً مالية تصل قيمتها إلى 500 ألف دولار أمريكي يستفيد منها 28 فيلماً من الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية الطويلة المميزة لمخرجين جدد أو مكرّسين من العالم العربي، خصصت لتمويل الإنتاجات السينمائية في مرحلتي "التطوير" و"الانتاج النهائية". (يمكن التعرف على قائمة المشاريع التي تم اختيارها أدناه).

يسعى مهرجان أبوظبي السينمائي عبر صندوق "سند" لتمويل مرحلة التطوير ومرحلة الانتاح النهائية، إلى منح السينمائيين العرب الموهوبين دعماً يساعدهم على تطوير أفلامهم الروائية وأفلامهم الوثائقية الطويلة أو إكمالها.

ويقدم "سند" الذي تم تأسيسه في نيسان/أبريل من العام الجاري منحاً مالية في مرحلتي "التطوير" و"الإنتاج النهائية" لكل من الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية الطويلة التي يصنعها مخرجون عرب، حيث تصل قيمة منحة مرحلة التطوير حتى /20/ ألف دولار، فيما تصل منحة مرحلة الإنتاج النهائية حتى /60/ ألف دولار. وقد لاقى هذا الصندوق استقبالاً كبيراً من قبل العاملين في الحقل السينمائي عبر تلقيه عشرات الطلبات في الأسابيع الأولى من إطلاقه.

هذا وقد استوقف فريق عمل "سند"، خلال عملية الاختيار، اتجاهات جديدة في السينما العربية تجلت في مسعى عدد كبير من المخرجين من جميع أنحاء المنطقة إلى تطوير أفلام تجريبية تتسم بالجرأة. وقد وصف الفريق عام 2010 بـ"عام المستقلين" حيث لاحظ ميولا واضحة نحو الابتكار الفني والابتعاد جذريا عن التقليدية في الأسلوب واللغة والتناول.

ومن المثير للاهتمام أن هذه المشاريع التي اتسمت بمجازفات موضوعية وأسلوبية لم يقتصر تقديمها على المخرجين الشباب بل شمل أيضاً المخرجين المكرّسين الذين ابتعدوا عن الطروحات الاعتيادية والمطروقة. في حين دفعت البنى السردية ذات النسق التفكيكي والشخصيات المأزومة وتركيبات الصورة غير التقليدية إلى وقفة جدية للتساؤل عن حال الوضع الراهن، بينما بقي تناول القضايا المتعلقة بالسياسة في معظم الأحيان مجرداً وغير مباشر، بما يجعلها أيضاً متحلية بقدرة على تشكيل مفاجأة للمشاهد.

وتعليقاً على ذلك تقول ماري بيير ماسيا المشرفة على صندوق "سند": "يسعدنا أن نكون أول من يشهد بروزهذه التوجهات والميول في السينما العربية، وكلنا أمل أن نتمكن من نقل هذا الشغف إلى جمهورنا في أبوظبي وخارجها" وأضافت: "ندرك صعوبة هكذا أفلام من الناحية الفنية لكن شجاعة المخرجين وكتاب السيناريو والتقنيين والممثلين ومساعيهم للابتعاد عن القوالب الجاهزة شكلت واحدة من أكثر العلامات المطمئنة على حيوية وإمكانات السينما العربية".

بدوره أشار بيتر سكارليت المدير التنفيذي لمهرجان أبوظبي السينمائي إلى هذه التوجهات ودور المهرجان في مساندتها قائلاً "لست متأكدا إن كان هناك اتجاه مماثل نحو الاستقلال الفني في المنطقة منذ أواخر الستينيات ،كون طموح هؤلاء السينمائين يتمثل بكسر القوالب وتطوير مفردات سينمائية جديدة وفريدة من نوعها في العالم العربي، بينما تتمثل مهمتنا في تزويد هذه التجارب الفنية الملهمة بالدعم الذي تحتاجه".

وفي السياق نفسه أوضح عيسى سيف المزروعي مدير مشروع المهرجان التطلعات التي يمثلها صندوق "سند" بقوله "إننا ملتزمون بإيجاد ثقافة سينمائية حيوية في المنطقة، ويشير عدد الطلبات الكبير التي تلقاها "سند" إلى أن الأفلام المستقلة تشكل جزءاً هاماً ونامياً فيه، بينما تعكس جرأة هذه الأفلام روح الانفتاح والإبداع التي تتميز بها مدينة أبوظبي. ولعله مصدر فخر لنا أن نقوم بدعم ومساعدة السينمائيين العرب في استكشاف اتجاهات إبداعية جديدة".

وفي الإطار نفسه فإن "سند" بوصفه أول صندوق تمويل يطلقه مهرجان سينمائي في المنطقة، فإن دوره لا يقتصر على مساندة الحاصلين على المنح بالتمويل السخي فقط، بل يتخطى ذلك إلى إتاحة الفرصة أمامهم لإطلاع المجتمع السينمائي الدولي على أعمالهم عبر عرضها في المهرجان، إضافة إلى مساندة المشاريع المختارة والترويج لها على مدار العام. ويلتزم المهرجان في أكتوبر من كل عام بعرض العديد من الأفلام الممولة من صندوق "سند".

خصصت فترتان لتقديم طلبات الاستفادة من المنح في كل عام. وسيتم الإعلان عن منح الدورة الثانية من "سند" في فبراير 2011.

لمحة عن مهرجان أبوظبي السينمائي

تأسس مهرجان أبوظبي السينمائي (مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقاً) عام 2007 بهدف المساعدة على إيجاد ثقافة سينمائية حيوية في أرجاء منطقة الشرق الاوسط. يتعهد المهرجان الذي تقدمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام تحت رعاية كريمة من معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، بتنسيق برامج استثنائية تجذب المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه كما تلهم صناع الأفلام وتغذي نمو صناعة السينما في المنطقة.

يلتزم المهرجان بعرض الأعمال الجديدة والمميزة لصناع السينما العرب لتشارك في المسابقة إلى جانب أعمال كبار المخرجين في عالم السينما، ليقدم بذلك إلى الجماهير المتنوعة والمتحمسة لهذا الفن في أبوظبي وسيلة لتبادل الأفكار من خلال فن السينما، ويسلط الضوء على الأصوات الجديدة والجريئة في السينما العربية بما يتماشى مع دور أبوظبي كعاصمة ثقافية ناشئة في المنطقة، وليكون المهرجان بقعة في هذا العالم لاكتشاف وقياس نبض السينما العربية الحالية.

لمزيد من المعلومات وللاستفسارات يمكنكم التواصل مع المكتب الصحفي لمهرجان أبوظبي السينمائي عبر البريد الإلكترونيpress@adff.ae أو الاتصال بالرقم +971 2 556 4000

SANAD

POST-PRODUCTION PROJECTS

NARRATIVE

مـــوت للبيــع / للمخرج فوزي بن سعيدي

مغرب/ بلجيكا/ فرنسا

في آخــر أيـام المدينـة / للمخرج تامر السعيد

مصر / المملكة المتحدة

طــيب، خلــص، يــلا / للمخرجين رانيا عطية ودانييل غارسيا

لبنان

كـــرنتينـــا / للمخرج عدي رشيد

العراق / المانيا

شتّــي يا دنــي / للمخرج بهيج حجيج

لبنان

خويـــا / للمخرج كمال المهوتي

المغرب / فرنسا

فــوق اللــوح / للمخرجة ليلى كيلاني

المغرب / فرنسا

ثــوب الشمس / للمخرج سعيد سالمين

دولة الإمارات العربية المتحدة / سوريا

POST-PRODUCTION PROJECTS

DOCUMENTARY

في أحضــان أمـــي / للمخرجين عطية و محمد الدراجي

العراق / المملكة المتحدة

محمد ينجــو من المــاء / للمخرجة صفاء فتحي

مصر / فرنسا

DEVELOPMENT PROJECTS

NARRATIVE

علّــي صوتِــك / للمخرجة نادية الفاني

تونس

البــحر الميــت/ للمخرج إيهاب جاد الله

فلسطين / فرنسا

ZANKA CONTACT/ للمخرج إسماعيل المولى الإراكي

المغرب/ فرنسا

PLAYGROUND STORIES / للمخرج براهيم فريتة

المغرب / فرنسا

المحطـــة / للمخرج محمد الدراجي

العراق / المملكة المتحدة / هولندا

حكايـــات قريتــي / للمخرج كريم طريدية

الجزائر / هولندا

ابــن بطوطــة / للمخرج طارق تكيه

الجزائر / لبنان / فرنسا / اليونان

مي في الصــيف / للمخرجة شيرين دعيبس

الأردن / فرنسا

الجلطـــة/ للمخرجة هالة لطفي

مصر

طريـــق الآلام / للمخرج صبحي الزبيدي

فلسطين

لمـــا شفتــك / للمخرجة آن ماري جاسر

الأردن

ليت للبـــراق عيــن / للمخرج محمد ملص

سوريا / فرنسا

جسد أجنبـــي / للمخرجة رجاء عماري

تونس / فرنسا

DEVELOPMENT PROJECTS

DOCUMENTARY

النادي اللبناني للصــواريخ / للمخرجين جوانا حجي توما و خليل جريج

لبنان / فرنسا

جنيّ أنــا / للمخرجة داليا الكوري

الأردن / ألمانيا

نفط و تراب / للمخرج فيليب لورنت ديب

مصر

وكما لو أننا نمسك بكوبرا / للمخرجة هالة العبد الله

سوريا / فرنسا

إغـــراء / للمخرج عمر أمرلاي

سوريا