حضور رغم الغياب
الراحل خليفة حسين مصظفى من الذين يسهل التعرف عليهم مباشرة من معشر الادباءوالكتاب فهو يمنحك فرصة التعرف عليه بكل سهولة ولذلك كان من أوائل من تعرفت عليهم شخصيا عندما كنت اتردد على صحيفة الاسبوع الثقافى بطرابلس وكان ينشر تباعا سلسله مقالات نقدية حول الاديب الراحل خليفة التكبالى. والامر لم يتوقف عند مجرد التعارف المبدئى اذ توطدت العلاقة أكثر فمن السهل ان تكسبه باعتباره صديقا . وأذكر ايضا أن رواية مأئة عام من العزلة قد كانت سببا فى التعارف .فقد كان من أوائل من تحصل عليها وعن طريقه استطعت أن اتحصل على نسخة للاعارة ولمدة أسبوع واحد وربما تكرر هذا الامر لاكثر مرة
لاشك أن خليفة حسين مصطفىيعد من أطيب الناس واقربهم الى القلب فهو يحاول ان يكون صديقا للجميع رغم أنه يقول ملاحظاتة الحادة عندما يجد الفرصة الملائمة
كان خليفة حسين مصطفى كاتبا امتهن الكتابة واخلص لها وكان يحلم بأن يكون روائيا يصدر العشرات من الروايات. وبالفعل أصدر الكثير منها ولكن صعوبة الحياة لم تسعفة دائما أذ كان طوال حياته يجرى وراء لقمة العيش ولقمة العيش تفر منه او هناك من يسرقها قبل أن تصل اليه
لقد كانت الكتابه مدخلا وسبيلا للعيش تلك الحياة البسيطه المتواضعة وخصوصا وأنه لم يعرف مثل الكثيرين كيفية اغتنام الفرص واستغلال الاوضاع المناسبة .وبالتالى فقد عاش حياته نزيها يكتفى بالقليل . أذكر أنى كتبت دراسه نقدية حول روايته المطر وخيوط الطين ولم تعجبه الدراسة قليلا لكنه كان يرتاح لمن يكتب عنه ويعتبر أن جهد الكاتب لم يضع سدى اذا كان هناك من يقرأ وهناك يكتب كيفما كان النقد
لم يكن يحب السفر كثيرا رغم أنه قضى شهورا فى لندن. فقد كان كل تفكيره
أن يكتب ويرى فى نجيب محفوظ نموذجه الاعلى
فى بعض الاحيان كان يقارن نفسه متحسرا مع بعض الكتاب الليبيين الذين يعيشون فى الخارج .ولا يعانون من صعوبه الحياة التى يعيشها بشكل شخصى . ولكن ذلك لا يأخذ منه وقتا طويلا أذ سرعان ما يعود الى الكتابة من جديد وأظن أنه ما زال يفكر بأن يكتب حتى بعد رحيله عنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق