السبت، 3 يناير 2009

راحلون فى عام 2008






حاضرون رغم الغياب



خلال عام 2008 فقدت الساحة السينمائية العالمية عدداً من السينمائيين الذين

لهم علاقة بالسينما اخراجاً وتمثيلاً وإنتاجاً ، منهم من توفي بعد سنوات من

العمل طويلة ، ومنهم من مات شاباً وجميعهم يعد موتهم خسارة كبيرة على مستوى

الإبداع السينمائي لكن هناك دائماً من هو قادم للعمل بحماس .. وإن اختلفت

الاتجاهات والميول والمدارس السينمائية فمن الطبيعي ألا يكون هناك بدائل

لهؤلاء لكن البديل دائماً يختلف بحكم تنوع وتطور السينما .

سيدني بولاك

إذا ذكرنا بعض الراحلين عن السينما العالمية لابد أن نذكر المخرج ( سيدني

بولاك ) فهذا الاسم الأكثر شهرة على مستوى إخراج الأشرطة السينمائية رغم

أنه اشتهر أيضاً باعتباره منتجاً وممثلاً .

ولد المخرج ( سيدني بولاك ) عام 1934 وتوفي عن عمر يناهز 73 عاماً بعد

صراع مع مرض السرطان ليس بالطويل.

توفي المخرج بمدينة لوس أنجلوس المدينة التي استقر بها مع زوجته وابنتيه

فقد عرف عن المخرج أنه يضع الاعتبار العائلي في المقام الأول ، وقد تعرض

ابنه إلى الموت إثر حادث تحطم طائرة عام 1993 وكانت تلك من التجارب

القاسية التي مر بها وكان ( سيدني بولاك ) من أصول روسية وقد بدأ مسرحياً

ثم انتقل إلى مجال السينما وكان من أوائل أشرطته ( حرب الصيادين ) عام 1962

مع الممثل

( روبرت رديفورد ) والذي اشترك معه بعد ذلك في أكثر من ستة أشرطة معظمها

كان ناجحاً .

من أشهر أعمال المخرج ما كان فيها ناقداً للأوضاع السياسية والاجتماعية في

أمريكا وخصوصاً نقده للمؤسسات الكبيرة التي تعمل على التضليل وممارسة الفساد

ومن هذه الأشرطة المهمة التي أخرجها " جيرمي جونسون " 1972 وهو يتطرق إلى

الإساءة إلى الهنود الحمر هناك أيضاً شريط عن المصاعب التي يواجهها المثقفون

اليساريون وهو " الحياة التي عشناها " في عام 1973 .

أيضاً هناك شريط شهير بعنوان ( أيام الكوماندوز الثلاثة ) إنتاج 1975 ثم

شريط بعنوان ( الفارس الكهربائي 1972 على أن أشهر أعماله فعلياً شريط بعنوان

( إنهم يقتلون الجياد .. أليس كذلك ) إنتاج عام 1969وكذلك ( خارج أفريقيا

1985 ) وفيلم

( هافانا ) وفيلم ( توتسي ) كما لا ننسى أنه أنتج مجموعة مهمة من الأشرطة

مثل ( الجبل البارد 2003 ) وشريط ( السيد ريبلي الموهوب 1999 ) و الأمريكي

الهادئ عام 2002 أما آخر أشرطته إخراجاً وإنتاجاً فقد كان بعنوان ( المترجمة

) عام 2005 بالإضافة إلى كل ذلك فقد كان ( سيدني بولاك) ممثلاً ناجحاً كما

في فيلم ( توتسي ) مع داستن هوفمان ، وكذلك في أشرطة مثل (عيون مغلقة

ومتسعة ) وشريط ( أزواج وزوجات ) كما شارك في شريط أخير وهو ( مايكل

كلايتون ) وكان آخر أشرطته إخراجاً الفيلم الوثائقي

( رسومات فرانك ) عام 2005 .

لقد ترشح ( سيدني بولاك ) لعدد من جوائز الأوسكار من خلال الأشرطة التي

أخرجها لكنه لم يفز بالأوسكار مخرجاً إلا عن شريط ( خارج أفريقيا ) .1985

انطوني مينغويلا

توفي المخرج وكاتب السيناريو ( انطونيو مينغويلا صغيراً نسبياً حيث ولد عام

1954 ببريطانيا ورغم أنه اشتغل بالتدريس الأكاديمي لفترة معينة إلا أنه

جازف بذلك كله وعمل بالمسرح وتأليف الأغاني ، كما أنه كتب للتلفزيون عدة

مسلسلات مثل : المحقق موريس 1987) أما النجاح الكبير فلم يتحقق في المسرح

والمرئية بل في السينما وكانت أهم أفلامه ( المجنون بالحب ) عام 1990 في

الشريط المعروف ( المريض الانجليزي ) الذي نال عنه أوسكار أفضل مخرج ، كما

نال الشريط ثمانية أوسكارات أخرى .

لقد عرف عن ( انطونيو مينغويلا ) بأنه سينارست ماهر وله كتاب نظري وتطبيقي

في مجال السيناريو كما أن لديه مدرسة خاصة لتعليم السيناريو الذي يعتبره

أساس نجاح أي شريط ومن أهم أفلامه المعروفة ( جبل بارد ) الذي ينتمي إلى

الاتجاه الكلاسيكي المقترن بالأدب وكان آخر أشرطة المخرج جاء بعنوان (

تكسير واقتحام ) الذي تناول فيه موضوع العلاقة بين القوميات والثقافات .

انطونيو مينغويلا يعد سليل أسرة ايطالية لذلك كانت أشرطته تتصف بأجواء

عاطفية صاخبة تعكس ظلال مؤثرات البحر المتوسط لكن الأمكنة تتغير بحسب

الظروف والأجواء العامة والتي تعكس دائماً حالة مسترسلة من الأزمات

الاجتماعية والعاطفية .

هناك من كان يراهن على هذا المخرج لتقديم عديد الكلاسيكيات البعيدة عن

التقنية والسطحية والتي تتعامل مع الإنسان بشكل مباشر لكن المرض لم يمهله

طويلاً وتوفي المخرج وفي حوزته الكثير من الأشرطة قيد التنفيذ والتخطيط.

دينو رتزي

هو أيضاً من الراحلين عام 2008 وهو مخرج إيطالي لم يحسب على الواقعية

الايطالية لكنه كان مخرجاً يهتم بالجمهور أولاً وأخيراً وقد اعتبره بعض النقاد

من الذين أسسوا للذائعة البصرية الايطالية ومن المؤثرين في عالم السينما

الايطالية البعيدة عن المهرجانات الدولية والبعيدة عن الاتجاهات الفكرية

والجوائز عمل في البداية مع المخرج

( البرتو لاتوادا ) مساعداً في الإخراج وكان الأمر بالنسبة إليه مجرد تسلية

وعمل في مجال جديد مختلف .لكن وبعد سنوات صار مخرجاً محترفاً قدم أفلاماً

قصيرة ووثائقية في البداية ثم أشرطة روائية طويلة وكان أشهر أشرطته (الحياة

السهلة ) عام 1976 .

يمكن أن نذكر من ضمن أعماله ( أنا ) عام 1951 بطولة كل من سيلفانا مانونو

وفيتوريو غاسمان ، وشريط ( فضيحة في سورينو ) عام 1957 بطولة صوفيا لورين

وفيتوريودي سيكا وشريط ( الحب واللصوصية عام 1963 وشريط (النجاح) بطولة

فيتوريو غاسمان وانوك ريميمه ، أيضاً هناك شريط ( النمر والقط ) إنتاج عام

1967 والبطولة لفيتوريو غاسمان أكثر الممثلين تعاملاً مع المخرج .

أيضاً تعامل مع الممثل مارسيليو ماستروياني في شريط ( زوجة القسيس ) إنتاج

عام 1971 وبطولة صوفيا لورين.

ومن أشرطته المعروفة أيضاً ( عطر امرأة ) إنتاج عام 1974 وبطولة فيتوريو

غاسمان وهو نفس الشريط الذي أعيد بعد ذلك إنتاجه وفاز بعدة جوائز أوسكار

ومن أواخر أشرطة المخرج ( عشاق يوم الأحد) إنتاج عام 1980 وبطولة روجر مور .

ريتشارد ويدمارك

ممثل اشتهر في السينما الإيطالية بأدوار القاتل بارد الاعصاب والدم ورجل

العصابات الشريد ،ولكن في إطار مقبول بالنسبة للجمهور ولد عام 1914 وعمل في

المسرح أولاً ثم اتجه إلى السينما .

أول أشرطته كان بعنوان (قبلة الموت 1948) وقد ترشح عنه لنيل الأوسكار بعد

ذلك توالت أشرطته ونذكر منها (اتجاه الحصان عام 1948 إخراج هنري هاتواي ثم

شريط (السحاب الأصفر) 1948 إخراج وليام وليامان ،يلي ذلك شريط (في السفن

البحرية) 1948 إخراج هنري هاتاوي .

لقد توالت أشرطة الممثل بعد ذلك مثل ( ذعر في الشارع - الطريق المسدود -

رجل الضباب - القلادة المكسورة - حدائق الشيطان- جائزة من ذهب - العربة

الأخيرة- اجْرِي إلى الشمس - الوقت المحدد- الفخ- محاكمة نور بيرج - جريمة في

قطار الشرق السريع - مبدأ الدومينو- الاختيار الأخير- جزيرة اللؤلؤ-

الألوان الحقيقية).

من جانب آخر عمل هذا الممثل في المسلسلات المرئية وأشهر أعماله مسلسل

(ماديغان) إنتاج عام 1970 كما أنه عمل في مجالات الإنتاج المختلفة ولم

يتحصل طيلة حياته على جوائز كبيرة بحكم طبيعة الأدوار التي يميل إليها وهي

أدوار المغامرة والجريمة والحركة.

ديبورا كير


من الراحلات أيضاً نشير إلى الممثلة الأمريكية ديبورا كير) فقد ولدت هذه

الممثلة في اسكتلندا عام 1921 وبعد تجارب مسرحية متعددة ،دخلت عالم السينما

بفيلم عنوانه (مستر بن الشجاع) عام 1941 من إخراج (لانس كومفرت) التي قدمها

في فيلم آخر وهو (قلعة هاتر) عام 1941 بعد ذلك تنوعت أدوار هذه الممثلة

،وجاءت أشرطة لها ناجحة مثل : ( المنتقمون- موت وحياة الكابتن بلايم- عطلة

من الزواج - النرجسي الأسود - خزائن الملك سليمان- سجين زندا - من هنا إلى

الابدية- يوليوس قيصر - نهاية المسألة- الملك وأنا- الغرور والخسة-

الأبرياء - الحافة العارية- الملهي الملكي- عين الشيطان).

لقد عملت هذه الممثلة في بعض المسلسلات ،ولكن لم تعد تعجبها السينما بكل

إنتاجها فرفضت عشرات الأدوار خصوصاً وأنها لا تريد أن تفقد بريقها السينمائي

بأدوار من الدرجة الثانية ولذلك كان مصيرها الانزواء التام عن أي نشاط سينمائي.

لم تنل الممثلة الاوسكار عن أي دور من أدوارها رغم أنها قد ترشحت لذلك في

أشرطة كثيرة مثل:

( ادوارد ابني- من هنا إلى الأبدية - الملك وأنا- السماء تعرف السيد

اليسون- طاولات منفصلة- الغاربون) ولكن في عام 1993 منحت أوسكار شرفية عن

مجمل أعمالها وعن دورها الكبير في خدمة فن التمثيل وجهودها للارتقاء بفن

السينما وصولاً إلى الجمهور العريض.

بول نيومان

لعلة أشهر الممثلين في عصره ،وتعتبر وفاته 2008 بمثابة لحظة وداع لبعض

أولئك الذين كان لهم تأثير كبير على الشاشة وعاشت هوليوود بفضلهم لسنوات

طويلة ،وهي تمارس سحرها ، فهو من زمرة الممثلين الذين يبقون على الشاشة

،حتى عند اختفائهم وهو لا يختلف كثيراً عن كلارك جبيل وجيمس ماسون وجريجوري

بيك ومارلون براندو وهمغري دبوغارت وجيمس دين وغيرهم.

ولد (بول نيومان) عام 1925 وعمل في البداية على مسارح برود واى ،ولكن وبفضل

( استوديو الممثل) تحول إلى التلفزيون ثم السينما وكان أول شريط له بعنوان

( الكأس الفضي) 1954 من إخراج ( فيكتور ساقيل) ولكن الأهم كان شريطاً بعنوان

(شخص مايشبهني) لمخرجه( روبرت وايز)..يلي ذلك الشريط المهم ( قطة فوق سطح

ساخن) لمخرج (ريتشارد بروكس) عام 1958 والذي ترشح فيه إلى الاوسكار.

ولقد عمل (نيومان) أيضاً في أول فيلم يخرجه لملمخرجة المعروف ( آرتر بن)

وكان بعنوان ( بندقية الرجل الأعسر) عام .1958

في عام 1958 أيضا لعب دور (بن كويلا) مع (اروسون ويلز)في فيلم هو خليط من

مجموعة قصص للكاتب ( وليام فولكنر) وقد أخرجه (مارتن ريت) .

ومع مشاركته في بعض الاشرطة المتواضعة بعد ذلك كان يحضر بقوة في بعض

الأدوار كما في دوره في شريط ( الخروج) عام 1960 وهو الشريط التاريخي

الشهير الذي أخرجه (اوتو برينجر) ثم دوره في فيلم (طائر صغير وجميل) عام

1962 لمخرجه ريتشارد بروكس .

ومن الأفلام التي ترشح عنها لجائزة الاوسكار (هود) عام 1963 لمخرجه (مارتن

ريت) ،ثم كان اتجاه الممثل إلى أدوار معينة لصيقة بأشرطة الغرب الأمريكية

إلى أن جاءه دور مختلف مع المخرج (الفريد هيتشكوك) في شريط (الستار الممزق)

1966 مع ( جولي أندرو) يلي ذلك شريط مهم آخر وهو (اليد الباردة) عام 1967

وهو من إخراج ( ستيوارت روزنبرج) وقد ترشح عنه الممثل إلى الأوسكار أيضا.

عمل (بول نيومان) بالإنتاج كثيراً وأخرج بعض الأشرطة ومنها : (راشيل راشيل)

الذي رشح عنه لعدة جوائز أوسكار وأخرج أيضا ( أحيانا فكرة رائعة).

من أشرطته التي اخرجها أيضا : ( تأثير أشعة قاما) عام 1972 .

لم ينجح (بول نيومان) في الإخراج كثيراً ،واستمر يعمل مع سائر المخرجين

،وممن عمل معهم (جون هيوستن) في شريط ( رجل الماكنتوش) عام 1973 من أشهر

أشرطة الممثل (بول نيومن) (بوتشركا سيدي وسونداس كيد) ،أيضا هناك شريط

(اللسعة) وشريط ( الضربة الحاسمة) وشريط (غياب مالك) وشريط (الحكم) وشريط

(اللهيب) وشريط (الطفل الصغير والرجل) وشريط (لون المال) وشريط

( الوكالة الهزيلة) وشريط ( الطريق إلى الجحيم ...) وشريط ( لا أحد أحمق).

لقد رشح هذا الممثل عشر مرات لجوائز تمثيل الأوسكار وفاز بها في مناسبة

واحدة عن شريط

( لون المال) 1986 للمخرج ( مارتن سكور سينري) كذلك فاز بأوسكار شرفية عام

1985 وأوسكار الأعمال الإنسانية عام 1993.

راحلون آخرون

يمكننا أن نذكر أيضا بعض الاسماء التي رحلت عام 2008وقدكان لها التأثير

البارز سينمائيات ولكن في إطار محدود، ومن ذلك مثلاً المخرج الامريكي (جون

داسان) والذي قدم العديد من الأشرطة وخصوصاً في الاربعينيات ، فقد ولد

المخرج عام 1911 ومن أعماله المدينة العارية وطريق اللصوص والقوة الوحشية

وغير ذلك من الأشرطة البوليسية


أما أهم أعماله فقد كان (ما عدا يوم الأحد) والذي قامت ببطولته زوجته

اليونانية (ميلينا ميركوري) عام 1960.

أيضا من الراحلين الممثل ( ميل فيرير) الأمريكي الذي شارك في أفلام مهمة

مثل ( الحرب والسلام) وفيلم (ليلى) وفيلم ( الغضب) وفيلم ( الحدود المفقودة).

ايضا الممثل شارلستون هيستون والمخرج روبرت مولجانن

ومن الراحلات أيضا الممثلة السورية (مها الصالح) والتي قدمت بعض الأدوار

السينمائية كما في ( نجوم النهار، وصندوق الدنيا، والطحين الأسود إلا أنها

اشتهرت أكثر باعتبارها ممثلة مسرحية أولاً وتلفزيونية ثانياً .

الراحل يوسف شاهين :


من الطبيعي أن نتحدث عن أهم الراحلين بالنسبة للسينما العربية وهو المخرج (

يوسف شاهين) والذي قدّم للسينما تجربة مهمة على صعيد الإنتاج المحلي في مصر

وكذلك العربي وأيضا العالمي.

وسوف نجد أن المخرج قد اقترن اسمه بلقب العالمي ،في مراحل متأخرة وذلك بسبب

إخراجه لعدد من الأشرطة التي انتجت بالاشتراك مع مؤسسات عالمية فرنسية على

الأخص وقد كان ذلك منذ شريط ( الوداع يا بونابرت) 1985 ثم

( المهاجر) عام 1994 و(المصير) عام 1997 وهو الشريط الذي نال عنه جائزة

خمسينية مهرجان كان السينمائي .

ولد المخرج ( يوسف شاهين ) عام 1926 ودرس في كاليفورنيا بإمريكا السينما

والدراما ثم عمل مخرجاً في مصر والبداية كانت بفيلم (بابا أمين) عام 1950 ثم

(ابن النيل) عام 1951 ثم ( المرج الكبير) ،وسيدة القطار ،ونساء بلا رجال ،

وصراع في الوادي ، وشيطان الصحراء ، وصراع في الميناء وودعت حبك ، وأنت

حبيبي ،وباب الحديد، وجميلة ،ونداء العشاق ،وحب إلى الأبد ، ورجل في حياتي

، والناصر صلاح الدين ، وفجر يوم جديد ، والأرض عام 1970.

كانت هذه هي المرحلة الأولى التي قدم فيها معظم أنواع الأشرطة الدرامية

والغنائية والكوميدية والحربية والتاريخية وكان أحياناً يميل إلى السياسية

ذات الطابع الاجتماعي لأنه يقدم دائما الموضوعات العامة.

(في فجر يوم جديد ) إنتاج عام 1965 حدث تغيير واضح في مسيرة المخرج ، ثم

أكمل التجربة بشريط ( الاختيار) ثم (الناس والنيل ) النسخة الأولى - وإلى

حد معين شريط ( العصفور ) 1974 .

المرحلة الثانية وتمثل الانتقال إلى التجربة الذاتية، كما في "عودة الابن

الضال"، "واسكندرية ليه"، "وحدوثة مصرية"، "واسكندرية كمان وكمان" والفلم

ما قبل الأخير "الاسكندرية نيويورك".

هناك مرحلة ذات طابع تاريخي، لكنها متداخلة مع أفلام السيرة الذاتية، كما

في "اليوم السادس والمهاجر والمصير"، بالإضافة إلى فلم له علاقة بالواقع

الحالي وهو شريط "الآخر" ،كذلك آخر شريط له وهو "هي فوضى" وهو اخراج مشترك

مع خالد يوسف.

الحديث طويل عن تجربة "يوسف شاهين"، والذي ترك عدداً من التلاميذ الذين

استفادوا من العمل معه مثل "خالد يوسف، ويسري نصرالله واسماء البكري، أيضا

أخرج يوسف شاهين شريطا لفيروز "بياع الخواتم" وشريط آخر في المغرب بعنوان:

"رمال من ذهب"، وأيضا أخرج مسرحية "كاليجولا في فرنسا"، بالاضافة إلى

اخراجه لبعض الأشرطة القصيرة مثل "مصر منورة بأهلها" وفيلم قصير عن -2008.9.11

ومن جانب آخر لابد من التنويه بأن عددا كبيرا من المهرجانات العالمية قد

أهدت دورتها الأخيرة إلى اسمه، واحتفلت به كما حدث في مهرجان البندقية

ومهرجان القاهرة ومهرجان أبوظبي ومهرجان الاسكندرية كما أن عددا من الجوائز

صارت مقترنة باسم يوسف شاهين.. لكن لابد من الاشارة هنا بأن الاهتمام

بأشرطة المخرج فعليا قليلة على المستوى النقدي، فمعظم ما حدث ويحدث ما هي

إلا مظاهر إعلامية سطحية وبراقة تخفي عجزاً عن الاهتمام الفعلي بالمخرج وأعماله.

أحمد بهاء الدين عطية


هو ليس مخرجا أو ممثلا، لكنه سينمائي أخرج بعض الأشرطة الوثائقية والقصيرة

لكن دوره الرئيس كان بوصفه منتجاً أنعش السينما التونسية، هو أحد الذين

أسسوا لها على مستوى الانتاج والتوزيع وكذلك العمل السينمائي التنشيطي، حيث

عرف المخرج الراحل بأنه من العاملين بصفة دائمة داخل مهرجان قرطاج

السينمائي احيانا باعتباره مديرا وفي بعض الاحيان باعتباره منسقا وصاحب دار

عرض في قلب العاصمة التونسية إنه " أحمد بهاء الدين عطية" منتج أهم الأشرطة

التونسية، "ريح السد 1986 لنوري بوزيد - صفائح من ذهب 1988 لنفس المخرج -

بزناس 1991 لنفس المخرج - شريط عصفور السطح 1990 لفريد بو عزيز - بنت

فاميليا - صمت القصور - سلطان المدينة - حرب الخليج - العاطفة لمحمد ملك -

ابنة كلثوم لمجدي شريف - كما أن المخرج قد انتج عديد الأشرطة الوثائقية

التي لها علاقة بافريقيا، وكانت تربطه بالسينمائيين في العالم علاقة وطيدة

أساسها الاسهام في الانتاج من ناحية، وكذلك توزيع بعض الأشرطة داخل تونس.

الممثل هيث ليدجر

آخر من يمكن الحديث عنه، هو الممثل الذي انتحر من أكثر من ستة أشهر "هيث

ليدجر" وقد توفي هذا الممثل ولم يبلغ من العمر 28 عاماً.

عمل ليدجر في البداية باستراليا ثم انتقل إلى هوليود فشارك في أشرطة معروفة

مثل الوطني - قصة فارس - عشرة أشياء أكرهها - الفارس الأسود - جيل بدوكباك،

والذي رشح عنه إلى الأوسكار كما أنه نال عنه عدة جوائز عالمية.

من أشرطته أيضا "كاندي ونيدكيلي" و"لست هناك" وآخر أشرطته "الفارس الأسود"،

حيث قام بدور الجوكر.

والمخرجة رندة الشهال


من ضمن السينمائيين العرب الذين توفوا سنة 2008 نجد المخرجة رندة الشهال من

لبنان .. فقد توفيت هذه المخرجة وهي صغيرة السن نسبياً إثر إصابتها بالسرطان

.. قدمت هذه المخرجة بعد دراستها للسينما في فرنسا العديد من الأشرطة ومنها

: ( شاشات الرمال ) عام 1991 والشريط الوثائقي الشهير ( حروبنا الطائشة )

عام 1996 .

أما شريطها الكافرون فقد أنجز عام 1997.

أما أشهر أشرطتها ( طائرة من ورق ) فهو الروائي الطويل المتحضرات عام 2000

ولعل أشهر أشرطتها طائرة من ورق عام 2003 فقد فاز بجائزة الأسد الفضي في

مهرجان البندقية وهو يتطرق إلى علاقة حدودية بين لبنان وإسرائيل .

ان أشهر مواقف المخرجة الراحلة فهو ذلك الموقف الشهير الذي رفضت فيه جائزة

اليونيسكو للسلام والتي أعلن عن تقاسمها مع المخرج الإسرائيلي عاموس نميتاي .

لقد اهتمت المخرجة بقضايا الإنسان من خلال المنطقة التي تعيش فيها ورغم

أنها تستقر في باريس إلا أن أشرطتها لها علاقة بالواقع اللبناني والعربي .

هارولد بنتر


توفيَ في آخر هذا العام 2008 الكاتب المسرحي هارولد بنتر والذي

ولد عام 1930 ونال جائزة نوبل للآداب 2005 وقد اشتهر الكاتب مسرحياً ( كتب

29 مسرحية ) واشتهر أيضاً بمواقفه السياسية باعتباره ناشطاً مدافعاً عن حقوق

الإنسان وله موقف مضاد للحرب على العراق وقد تحصل على لقب فارس من بلاده

بريطانيا .

سينمائيا كتب سيناريوهات كثيرة منها الخادم -الحادث -الوسيط -عشيقة الملازم

الفرنسي -المحاكمة - التايكون الأخير - وقد جسد أدواراً كثيرة منها حديقة

مانسفيلد وكسر الشفرة - الزاحف - حضور الغريب - ولقد أخرج للسينما شريطاً

واحداً ( باتلي ) وأخرج للمرئية ثلاثة أشرطة منها البيت الساخن وزمن

الاحتفال والعمود الأخير .


ليست هناك تعليقات: