الأربعاء، 12 أكتوبر 2011





كلاسيكيات عالمية

مدينة بلا أبواب

1. يشكل النقاد كثيراً في هذا الفيلم ، فهناك قسم كبير منهم يراه فيلما دعائياً يتناسب مع أطروحات سياسية ودعوات بدأت في الظهور مبكرا مع إعلان هتلر عن نفسه بوصفه الزعيم المنتظر لألمانيا ومحقق عظمتها ، بل ومنقذها الذي لا بديل له . والحقيقة أن هذا الإدعاء لا يتماشى مع الواقع ، فقد أنتج هذا الفيلم عام1925 وفي ذلك الوقت لم يكن يتصور أحد أن هتلر سوف يصل إلى السلطة وبل كان شخصية غير معروفة ، ومن غير المناسب القول بأن فيلم كامل قد أنتج ليكون مجرد دعاية لأقواله ، ولا سيما إذا كان المخرج هو فرتيز لانغ والذي أشتهر بأفلامه الناجحة وأهمها فيلم (الدكتور مابوز) في جزئين طويلين عام 1922 وقبل ذلك في عدد من الأفلام الصامتة .

إنه فيلم(متروبوليس) لمخرجه فرتيز لانغ ، والذي يُعدُ من أهم الأعمال السينمائية في عصر السينما الصامتة والذي اعتبر أيضاً من أهم روائع السينما .

لقد أخرج فرتيز لانغ عدة أفلام في ألمانيا ومنها فيلم ( الملعون ذو العلامة) عام 1931 وقد كان فيلما مليء بالتشاؤم لأنه يعتمد على فكرة الترويع والخوف ضد الشباب والأطفال ، ومما يعكس وجهة النظر الإيجابية ، أن الفيلم يصور فرقة نازية وهي تخيف الناس في مشاهد تميل إلى السواد وكأن الرعب القادم سيكون كبيراً وأشد قسوة .

2. من أفلام فرتيز لانغ أيضا ( غضب ـ 1935) وهو فيلم أخرجه في أمريكا بعد فراره من ألمانيا ، هناك أيضاً فيلم شهير وهو ( إنك تعيش مرة واحدة 1936) وفيلم (وزارة الرعب ـ إنتاج 1944 ) ، وكذلك فيلم ( الجلادون يموتون أيضاً 1943) وهو فيلم تعاون فيه مع الكاتب المسرحي بيرتولد بريخت ويعد من أفضل الأفلام السياسية .

أما من حيث الجاذبية فلا يوجد فيلم يتشابه مع (الشارع القرمزي 1945) فهو يشكل البدايات الأولى لأفلام الجريمة السوداء ، وهذا ينطبق أيضاً على فيلم (الحرارة الكبرى 1953) وهو من أوائل الأفلام التي تتعرض إلى فساد رجال الشرطة .

بالطبع لابد من ذكر ذلك الفيلم الفلسفي الغامض(بيت عند ضفة النهر 1949) وهو يعتمد في قصته على الأطفال ، كما حدث في الفيلم السابق (الملعون ذو العلامة ).

إن للمخرج فيرتز لانغ أفلام كثيرة وقد ارتبط باسمه بذلك النوع الذي عرف باسم (سينما نوار) أو الفيلم الأسود ، وقد توصل إلى ذلك بعد عمل دؤوب في المسرح والسينما وفي عواصم كثيرة بداية من برلين إلى باريس وفيينا وهوليوود ومن السينما الصامتة إلى السينما الناطقة .

وإذا تحدثنا عن فيلم (متروبوليس) ،، سوف نجد أن التأويل هو سيد الموقف ، ذلك أن الفيلم من النوع الصامت ولا توجد به إلا لوحات تظهر بين الحين والآخر ، مع موسيقى تعبّر عن المشهد ولا تفسر ما فوق ذلك .

يعتبر الفيلم على الديكورات وعلى تصميم هذه الديكورات بفضل هندسة المناظر ولو تلك المشاهد التي تظهر عظمة المدينة ما كان للفيلم تأثير كبير ، فضلاً عن أن العنوان نفسه يعني المدينة الضخمة ، وهو أمر أظهر الفيلم بجلاء واضح .

في داخل هذا البناء الضخم توجد فئة مسيطرة بارزة تقود مجتمع متروبوليس ويدير شؤونها العقل المدبر جون فريدسون ، وهو نفسه والد الشخصية الرئيسية (ميتليد) والذي يكشف بأنه يعيش في جنة ممتعة ، بينما هناك أشقياء يعيشون في أسفل المدينة ، أنهم العمال الذين يستفاد منهم ويدعمون بعملهم كل نشاط اقتصادي ولكنهم لا يلقون إلا البؤس والحرمان .

3. يعشق ميتليد فتاة من هذه الطبقة (ماريا) تعيش في العالم السفلي ، وتتيح له أن يرى بنفسه الواقع الصعب ، ويهدد أباه بالانفجار ويصل الطرفان إلى الشقاق ، وفي الآخر تقوم ثورة ضد الأب يشارك فيها الابن وقودها فتاة تدعى (ماريا) ، نجدها من ناحية فتاة فعلية تدعوا إلى الثورة الإيجابية ، بينما صورتها الشريرة الأخرى تدعوا إلى التدمير والخراب .

في النهاية يرتبط العقل مع اليد بواسطة القلب ، وتتحكم المحركات البشرية الثلاث في تسيير المدينة نحو الأفضل ، بعد أن كادت أن تسير نحو الهاوية .

كما قلنا التفسير يمكنا أن يمضي سياسياً واقتصادياً ويمكن أن يفسر بحسب الواقع الذي كانت تعيشه ألمانيا ، كما أن البعد الفلسفي يقف ماثلا في ما تقدم السينما من أعمال فنية أو أدبية .

إن الفيلم عمل فني تظهر فيه الصورة واضحة ونقية ، بعد أن أعيد ترميم الفيلم ، وهو فوق ذلك فيلم يقوم على المشاهد الكبيرة والبراعة في التمثيل وفي الانتقال الخفيف والرشيق بين المشاهد ، فضلا عن تصوير الأحجام بشكل متباعد ومتقارب طبقاً لعمق الشخصية وقوتها ثم سقوطها وانهيارها .

الجمعة، 7 أكتوبر 2011


h

أغنيات على الشاشة السينمائية


ليس جديدا أن يتجه المطربون إلى فن السينما ، وليس الأمر متعلق بالنشاط السينمائي الحالي ، ولا سيما في العقد الأخير من السنوات ، فالأمر يعود إلى سنوات سابقة ولا سيما في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات ، وربما قبل ذلك عندما كان كل مطرب يفكر في السينما باعتبارها الخطوة الثانية ، بعد النجاح في الغناء .

هذا الأمر حدث مع محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وأسمهان وليلى مراد وفريد الأطرش وكذلك مع كارم محمود ومحمد الكحلاوي ومأمون الشناوي ومحمد فوزي ، ثم مع عبدالحليم حافظ وغيره ، إلى السنوات الأخيرة ، حيث برز مطربون نجحوا في السينما بصورة أو بأخرى وأهمه محمد منير ومصطفى قمر وقبل ذلك هاني شاكر ووليد توفيق وغيرهما .

يسري هذا الرأي أيضا على أفلام قادمة من لبنان ، حيث يتوجه المطرب بعد نجاحه الغنائي إلى السينما ، وهذا ما حدث مع بعض المطربين ، مثل صباح وفيروز ونجاح سلام وإن كان النجاح الفعلي كان في مصر لبعض المطربات مثل نور الهدى وصباح أسوة بمطربات أخريات مثل شادية وهدى سلطان ومها صبري ونجاة الصغيرة ووردة الجزائرية وشريفة فاضل والقائمة تطول ولا تقصر.

حضور السينما :

إن الاختيار السينمائي له أهميته ، فالسينما تفرض حضوراً مهماً بالنسبة للمطرب ، رغم التطور التقني الكبير الذي جعل من الأغنية ، شريطاً مرئيا لوحدها ونقصد بذلك ظاهرة (الفيديو كليب) الناجحة أحياناً والضعيفة المستوى في كثير من الأحيان .

ربما لا تكون هذه المقدمة ضرورية ، لكي نتذكر بعض الأصوات الغنائية التي ظهرت في سنوات معينة ولمدة محدودة ثم اختفت بعد ذلك .

من هذه الأصوات الجميلة المطب ( ماهر العطار) والذي نجح في الخروج من تقليد عبدالحليم حافظ ، ولكن بنسبة معينة ، حيث كانت سنوات نجاحه قليلة ، وعدد الأغاني الناجحة أقل ، والأفلام التي عمل فيها قليلة أيضاً ، لقد كان من المهم لأي مطرب أن يكون متميزاً ، له خصوصيته الواضحة في الغناء ، ولقد أمتاز صوت ماهر العطار بعذوبة وصفاء ووضوح ، وبالتالي كان المزج بين الغناء العاطفي والطرب الغنائي الأصيل .

إن الكثير من الأصوات التي ظهرت في مطلع الستينيات في مصر ، وبعد ذلك بقليل في مصر وبعض البلدان العربية الأخرى قد كانت محكومة بإطار غنائي شبه موحد ، يدور في دائرة اسمها عبدالحليم حافظ .

نعم كان هناك تقليد وتأثر بأسماء معينة ، مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وبعض المطربين الآخرين مثل كارم محمود وعبدالعزيز محمود ونماذج أخرى من الأعلام الموسيقية مثل محمد القصبجي وسيد درويش وزكريا أحمد وغيرهم أيضا في لبنان وسورية ، ولكن كل ذلك لم يمنع القول بأن الغناء الجديد قد ارتبط كلياً باسم عبدالحليم حافظ ، وصار أغلب المطربين يسعون إلى تقليده أو الاقتراب من النمط الغنائي الذي يغنيه بقليل وكثير .

مطرب جديد :

في نفس الوقت حاول أكثر من مطرب جديد الخروج من شرنقة الغناء العاطفي بخصوصية صوتية متميزة ، تكفل له النجاح ، فقد شاع واستقر ذلك العرف الغنائي الذي يؤكد دائماً على التمايز في الغناء ، وبالتالي لا يمكن لأي مطرب أن يحقق النجاح إلا أذا كان متميزا عن غيره وليس مقلداً .

يمكن أن نذكر بعض المطربين الذين تميزوا واستطاعوا أن يكونوا حاضرين في الساحة الغنائية العربية ، ومنهم على سبيل المثال المطرب محمد أمين وعبداللطيف التلباني ومحرّم فؤاد ومحمد قنديل ومحمد رشدي ثم بعد ذلك فهد بلان من سوريا ، بالإضافة إلى مطربات يتوزعن بين الغناء العاطفي والغناء الشعبي والغناء الطربي .

لعل المطرب ماهر العطار هو أشهر هؤلاء ، فقد تمكن من إدراك التمايز في الغناء وحقق شهرت كبيرة في وقت قصير ، ولذلك كان من الطبيعي أن يدخل مجال السينما لأنها كانت الفن الذي بإمكانه أن يصل إلى الجمهور العريض بعد الإذاعة والاسطوانات ثم أشرطة الكاسيت بعد ذلك .

ولد المطرب ماهر العطار في منطقة (باب الشعرية) بالقاهرة عام 1939 ودرس بمعهد الموسيقى ، ثم درس التجارة ، واختيار الغناء في بعض عروض المسرح الغنائي وكذلك ظهر في بعض الأعمال المرئية ، وغنى بعض المقدمات الغنائية لمسلسلات وسهرات درامية متعددة .

تنافس غنائي:

في مجال السينما كان أول فيلم له شريط بعنوان ( احترس من الحب ) عام1959 ، ولقد توقع الكثيرون أن يكون منافسا شديدا للمطرب عبدالحليم حافظ في مجال الغناء والسينما .

أخرج الفيلم المخرج حسن الصيفي وأنتجه أيضاً عام .... وأسهم فيه كل من زبيدة ثروت ومحسن سرحان وعبدالسلام النابلسي وتوفيق الدقن .

أما قصة الشريط ، فهي لا تكاد تختلف عن أحداث الكثير من الأشرطة المتداولة في تلك الآونة . إننا نجد أنفسنا أمام شاب يدعى (حسن) ، يرث عن أبيه مال كثير ، ولكن بسبب سوء التصرف يتلف كل الأموال . كما إنه يغرر بخطيبته (ليلى) ، ثم يهجرها بعد ذلك .

لكن بطبع تعود لأمور في النهاية إلى مجرياتها وطبيعتها العادية ، وبالطبع بدون مال ، لكن هناك تجربة صغيرة ، وكأنها حكمة ، مصاحبة لما يقدم من أفلام اعتاد عليها الجمهور كثيراً .

الشريط الثاني للمطرب ماهر العطار كان بعنوان ( حب وحرمان) ولقد أخرجه محمد عمارة عام 1960 .

بالطبع كانت السينما هي الطريقة الأهم في المساعدة على انتشار المطرب بالإضافة إلى الإذاعة والحفلات وتوزيع الأغاني في شكل اسطوانات وبعد ذلك أشرطة مسموعة .

المهنة مطرب :

وإن كان الدور بالنسبة للشريط الأول ، عادياً ، فقد كان الدور الرئيسي في الشريط الثاني يعتمد على مطرب ، أي أن المهنة الرئيسية مطرب وليس مجرد طالب يغني بين الحين والآخر .

أما قصة الشريط ، فهي تدور حول المطرب (نادر) الذي يتعرف على مطربة أخرى ويرتبطان بقصة حب ، غير أن هذه المطربة متزوجة ، ولقد تعرض زوجها إلى حادثة خطيرة ، أستوجب أن تقف زوجته معه .

وبالفعل تعود الزوجة إلى زوجها في النهاية .

اشترك في الفيلم عدد من الممثلين ، ومنهم مها صبري ورشدي أباضه وحسين رياض في نفس السنة ، أنتج شريط آخر للمطرب ماهر العطار وكان بعنوان ( أنا وأمي) ولقد أخرجه المخرج (عباس كامل) عام1960 .

أما القصة فتدور حول راقصة ، تسعى لتعليم الرقص مثل أمها ، لكنها تترك هذه المهنة بعد أن تتعرض للاتهام بجريمة قتل .

أسهم في الفيلم من الممثلين كل من : رشدي أباضه وتحية كاريوكا .

نأتي إلى الشريط الرابع ، وهو الأهم في سيرة المطرب ، ولقد جاء بعنوان (النغم الحزين) إنتاج عام 1961. أما الإخراج فهو لحسن الصيفي .

غيرة حزينة :

تدور قصة الفيلم حول مطرب يدعى ( عادل) يساعده أستاذه على النجاح ، ولكن العلاقة بين التلميذ والأستاذ تتعرض لبعض المشكلات ، مما يعني عدم استمرارية نجاح المطرب في رحلته الفنية .

إن السبب يعود إلى وجود امرأة ، تشعر بالغيرة من هذا المطرب الذي ينال كل تفكير واهتمام زوجها .

في النهاية ، تقبل كل الشخصيات بالتضحية ، وتعود الأمور إلى سابق عهدها .

هكذا نلحظ بأن الإطار العام للأفلام يقوم على وجود قصة درامية بسيطة مع التركيز على المطرب دائماً ، وتقديم بعض الأغنيات ، مع حضور الكوميديا وقصة الحب التي ربما تستمر أو تتوقف ، تقديرا لمتطلبات التضحية وهي القيمة التي تدور حول الكثير من الأفلام الميلودرامية .

في هذا الشريط غنى المطرب أشهر أغانيه الناجحة وعلى رأسها أغنية (بلّغوه) التي لحنها محمد الموجي.

أما بالنسبة للتمثيل ، فقد اشترك في الفيلم كل من( لبلبة) في بداياتها السينمائية الأولى ، وكذلك حسين رياض وسامية جمال .

يظهر المطرب ماهر العطار باعتباره شخصية عادية وضعيفة نسبياً ، وخصوصاً وأن حجمه الصغير ، يساعده على أن يكون بطلاً عادياً ، يمكن للجمهور أن يتعاطف معه .

خيال علمي :

في عام 1962 شارك المطرب في فيلم بعنوان(هـ ـ3) ، وهو فيلم يعتبر من أشرطة الخيال العلمي ، فقد اهتدى أحد المخترعين إلى ابتكار عقار يساعد على إعادة الشباب ، ولكن في النهاية تعود الأمور إلى مجاريها بالنسبة لمن أجريت عليهم التجربة ، ومع اكتشاف عيوب ومساوئ هذا العقار المعنوية ، كذلك بدأ الأمر في النهاية وكأنه كابوس يتم الخروج منه .

اشترك في الفيلم كل من رشدي أباضه وسعاد حسني وتوفيق الدقن وهو من إخراج عباس كامل .

لقاء وانتظار :

الشريط ما قبل الأخير في مسيرة المطرب ماهر العطار جاء بعنوان ( بنات بحري) وهو عنوان أغنية داخل الشريط ، كما أن الأحداث تدور جزئياً بمدينة الإسكندرية ، ولقد أخرج الشريط حسن الصيفي واشترك فيه من حيث التمثيل : آمال فريد وعبدالسلام النابلسي وزينات صدقي وماري منيب . وتدور الأحداث حول شقيقين ، يسرقان أموال الأم ، لكي يحققا بعض المشروعات ، بالنسبة للأول يريد أن يكون مطرباً ، والثاني يسعى إلى الهجرة والزواج .

في آخر الشريط ، تقبل الأم بهما ، متغاضية عن الأحداث السابقة .

آخر الأشرطة كان بعنوان (لقاء الغرباء) وقد أنتج عام 1968 ولقد اشترك فيه كل من مريم فخر الدين وأحمد مظهر وإسماعيل ياسين .

تدور قصة الشريط حول امرأة يموت زوجها ، وتعمل بكل صبر وجد من أجل تربية أبناء زوجها ، ومثل العادة لا يقدر الأبناء مجهودات زوجة الأب المتوفى ، ولكن في النهاية يعترفان بكل التضحيات التي بُذلت .

هذا الفيلم أقرب إلى الإنتاج اللبناني وقد أخرجه سيد طنطاوي .

هذه هي أفلام المطرب ماهر العطار ، وهي قليلة نسبياً ، لأن المدة الزمنية التي عمل فيها قليلة ، قدم فيها عشرات الأغنيات الناجحة مثل ( على الرملة ) وهناك الكثير من الأغنيات الناجحة التي لم يتم إدراجها في الأفلام ، حيث اختيار المطرب العمل في المجال النقابي لمدة طويلة وعمل في التلحين أيضاً ولكن الرحلة القصيرة لم تكن إيجابية بالكامل ، رغم أن المطرب من الأصوات النادرة التي كان يمكنها أن تقدم الكثير من الأغاني ، وبالتالي الكثير من الأفلام ، حيث يقوم إنتاج الأفلام على مستوى نجاح الأغنية وسرعة تداولها بين الجمهور .

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

وجوه


وجوه

نادية لطفي ذات النظارة السوداء

نادية لطفي أو بولا محمد لطفي هي إحدى أهم ممثلات السينما في مصر وهي تجمع بين التمثيل والنجومية في آن واحد ، حتى أنها ظهرت في عشرات الأدوار المتنوعة التي تؤكد موهبتها .

كانت من أجرأ الممثلات ، ولقد أخفى عليها شكلها وقاراً وهيبة بالإضافة إلى جمال هادئ ، استطاعت التحكم فيه لمصلحة نادي لطفي الممثلة وليست النجمة فقط.

1- ولدت عام 1938 في حي عابدين بالقاهرة . الأب محاسب من الصعيد والأم من الشرقية . أما الاختيار السينمائي فقد جاء بالصدفة وحدها ، ذلك أن الاختيارات العملية بالنسبة لنادية لطفي كانت متعددة فقد كانت تجيد الرسم والكتابة والتصوير الفوتوغرافي ولها مشاركات في كل هذه الهوايات .

وقفت على خشبة المسرح وهي صغيرة ولكنها لم تكمل لأنها لم تحفظ دورها بشكل جيد .

خدمها صديق العائلة المنتج (جان خوري) فقد عرّفها على بعض المخرجين ولا سيما بعد فوزها في مسابقة اختيار أجمل مصطافة على شاطئ الإسكندرية ، ويتحدث الراحل سعد الدين وهبة عن ذلك ، ويجمع على أن نادية لطفي كانت تستأثر باهتمام الشباب في تلك الآونة وقبل أن تكون ممثلة معروفة .

جمالها الهادئ ذو الطبيعة الأوروبية ، كان مدخلا للنجاح ، ولكن وحده الجمال لم يكن كافياً ، فمن يعرف أدوار نادية لطفي يدرك جيداً أنها خرجت عن إطار المرأة الجميلة لتؤكد حضوراً غير مسبوق في السينما المصرية ، وخصوصاً وأن باق ممثلات جيلها كن على قدر كبير من الموهبة والجمال مثل برلنتي عبدالحميد وسعاد حسني وزبيدة ثروت وسميرة أحمد وغيرهن الكثيرات .

2- يقولون بأن الاسم نادية لطفي جاء من رواية (لا أنام) لإحسان عبدالقدوس ، فقد كان من المتوقع أن تقوم بالدور ، ويقولون أن الكاتب قد رفع دعوى قضائية ضدها بسبب اختيار هذا الاسم .

أما التوجه إلى التمثيل فقد جاء بعد الطلاق والفشل في تجربة الزواج الأولى . فقد كانت الزيجة من ضابط من البحرية ،والزواج الثاني كان فاشلاً أيضاً ، والتجربة الثالثة كانت أكثر فشلاً لأنها لم تستمر إلا شهوراً ، وعبر هذه الرحلة مع الزواج لم تنجب نادية لطفي فيها إلا طفلاً واحداً من زوجها الأول . التقت بيوسف شاهين منذ البداية وكان اللقاء عائلياً ضمن تشاور الأسر المسيحية فيما بينها ، ووعدها بفيلم ، وبالفعل شاركت فيه وكان بعنوان (حب إلى الأبد) مع محمود المليجي وأحمد رمزي ، وكان الفيلم له طبيعة عاطفية واجتماعية . لكن المخرج نيازي مصطفى كان هو الأسبق ، فقد وافق على اختيارها في دور صحفية في فيلم ( سلطان) 1958 مع فريد شوقي وبرلنتي عبدالحميد ورشدي أباظه . وعرض الفيلم فعلاً وشهد نجاحاً كبيراً بحكم أن شخصية (سلطان) كانت أقرب إلى الحقيقية ولأن أفلام نيازي مصطفى كانت مليئة بالتشويق والحركة . والفضل كله للمنتج رمسيس نجيب صاحب الاكتشافات المهمة .

توالت الأفلام .. الفيلم الثالث جاء بعنوان(حبي الوحيد) للمخرج كمال الشيخ وكان ذلك عام 1960 بمشاركة كل من عمر الشريف وكمال الشناوي . وإلى هذه اللحظة يعتبر هذا الشريط من العلامات المتميزة في السينما المصرية وخصوصاً وأنه يتناول العلاقة الثلاثية (الزوج والزوج والحبيب) من منظور جديد ومختلف ، بالإضافة إلى عناصر الإمتاع التي يتحلى بها أسلوب كمال الشيخ والذي يقترب من الطريقة البوليسية في المعالجة . تقوم نادية لطفي بدور منى والتي تقف حائرة بين رجلين إلى لحظات التضحية في النهاية.

3- من الأفلام الوطنية الحربية(عمالقة البحر) للمخرج سيد بدير وأفلام أخرى عادية مثل (السبع بنات) و( مع الذكريات) و(عودي يا أمي) ، وكلها تدخل من باب الرومانسيات المتعارف عليها في السينما المصرية .

في عام 1961 تشترك نادية لطفي مع أكبر عدد من الممثلين في فيلم( لا تطفئ الشمس) إخراج صلاح أبو سيف ، وهي تجربة كبيرة بالنسبة لهذه الممثلة ، ولا سيما وإن حضورها كان جذاباً مع كل من فاتن حمامة وعماد حمدي وشكري سرحان وأحمد رمزي وليلى طاهر وغير هؤلاء الكثير .

أما الفيلم الأكثر نجاحاً على المستوى التجاري فقد كان (الخطايا) للمخرج حسن الإمام ، أمام عبدالحليم حافظ ، وهذا الفيلم يؤكد نجاح نادية لطفي في الأدوار العاطفية الرومانسية التي اعتادت عليها .

تستمر الأفلام ونذكر منها (قاضي الغرام ـ مذكرات تلميذة ـ من غير ميعاد ـ أيام بلا حب) .

في عام 1962 تؤدي نادية لطفي دورا مختلفاً في فيلم ( صراع الجبابرة) للمخرج زهير بكير ، ونعني بذلك دور الفتاة ليليان اليهودية والتي تنتمي للمقاومة وتدعمها ويساعدها في ذلك عملها راقصة في أحد الملاهي ، إلا أنها تموت في النهاية.

الفيلم يعتمد على بعض المعلومات التي توفرت بعد حرب 1948 وكذلك العدوان الثلاثي على مصر 1956 .

ولابد أن نذكر هنا بأن الممثلة ليلى فوزي كانت من أكثر الممثلات إجادة لدور الأجنبية وسوف نلحظ أن أدوار نادية لطفي في هذا الصدد متحركة وليست نمطية.

4- على نفس النسق وبعد فيلمين أقرب إلى أفلام الكوميديا الاجتماعية ، وهما(حياة عازب ) و( جواز في خطر) يأتي الدور المعروف لنادية لطفي ، ونقصد به دورها في فيلم (الناصر صلاح الدين) للمخرج يوسف شاهين عام 1963 ، فقد قامت بدور الفتاة الأجنبية (لويزا) والتي عاشت قصة حب مع عيسى العوام أحد رحالات صلاح الدين .

لن تتكرر تجربة اللقاء الفني بين يوسف شاهين ونادية لطفي بعد ذلك ، ولكن دخل على الخط العديد من المخرجين ومن أهمهم حسام الدين مصطفى ، وحسين كمال وحسن الإمام وكمال الشيخ وغيرهم .

في عام 1963 ، جاء الفيلم الشهير(النظارة السوداء) لمخرجه حسام الدين مصطفى وهو فيلم بدا وكأنه يسير على منوال فكرة التحرر والبحث عن الحرية بالنسبة للمرأة ومع تداخل وتلاحق كل الأجيال ، ويوضح الفيلم في نفس الوقت الحدود التي تفرض نفسها أمام المبالغة في التحرر الاجتماعي .

ولقد حققت نادية لطفي بشخصية (ماجي) نجاحا واسعاً جعلها نجمة سينمائية متفردة تختلف عن بنات جيلها .

5- كما قلنا هناك أفلام اجتماعية وذات طبيعة رومانسية كثيرة في حياة نادية لطفي، ومن ذلك (سنوات الحب) و(حب لا أنساه)و ( دعني والدموع) و ( هارب من الحياة) وجميعها أفلام تؤكد على استقلالية الشخصية ، فهي في الغالب الفتاة التي تدعو إلى التحرر وتقف ضد التقاليد القديمة ، ولكن طبيعة الإنتاج لا يسمح كثيراً بأفلام خارجه على النمط السائد ، من الأفلام المعروفة فيلم بعنوان(ثورة البنات) لمخرجه كمال عطية 1964 وهو يتطرق إلى شخصيات نسائية يبحثن عن الزواج ويرفضن الطريقة القديمة ، بل أن إحدى الفتيات تعتزم التقدم لخطبة الرجل دون انتظار لمن يخطبها .

مكننا أن نشير أيضاً إلى فيلم معروف ، يعرض في القنوات الفضائية بكثرة ، وهو فيلم (للرجال فقط) وهو من إخراج محمود ذو الفقار ، وقد جمع الفيلم بين نجمتين وهما سعاد حسني ونادية لطفي .

يصور الفيلم ثورة البنات من خلال التنقل إلى الصحراء للعمل مثل الرجال ، ولا سيما وقد قمن بارتداء أزياء الرجال ، إلا أنه يتم اكتشافهما ، ولكن بعد قصص ناجحة تكلل بالزواج .

بعد فيلم مدرس خصوصي وقبل ذلك حب ومرح وشباب ، يتم الانتقال أحيان من الأفلام المرتبطة بالشباب ولا سيما بالنسبة للمرأة التي تقبل على العمل في محاولة لإثبات ما لديها من كفاءات لا تقل عن الرجل ، وهذه الاختيارات كانت موضع نقاش ومعايشة فعالية من مطلع الستينيات في مصر .

6- لابد لنا أن نصل إلى عام 1965 ، وهو العام الذي عرف إنتاج فيلم جديد لمخرج جديد وهو حسين كمال ، القادم من فرنسا ، والذي اقترب من التجارب الجديدة في السينما الأوروبية ، ولذلك جاء فيلمه المستحيل يحمل لمسات هذا الأسلوب المقترن بالسينما الجديدة في فرنسا .

جمع الفيلم عدة ممثلين ومنهم كمال الشناوي وصلاح منصور وسناء جميل وبالطبع كانت نادية لطفي على رأس هؤلاء عندما قامت بدور الفتاة ناني التي تعيش تحت وطأة العادات .

تتعدد أفلام نادية لطفي ولقد كان ظهورها يتسم بالدقة ، فكثيراً ما يشير شكلها إلى البراءة ولكن صوتها الأجش وضحكتها المكشوفة تمنحها فرصة للخروج من إطار هذه الشخصية ، وهذا ما حدث في أفلام كثيرة جاءت مع استمرار نجاحها السينمائي .

لابد لنا أن نشير إلى فيلم (الخائنة) إنتاج 1965 وهو من إخراج كمال الشيخ وبمشاركة الممثل محمود مرسي ، وكذلك فيلم( عدو المرأة) والذي يسير في سياق التحرر الاجتماعي للمرأة .

يمكننا أن نذكر أفلام كثيرة ، مثل (الباحثة عن الحب ) و( مطلوب أرملة ) و(الحياة حلوة) ، إلا أن التوقف الواضح سيكون مع شخصية(ريري) في فيلم (السمان والخريف) إنتاج1967 وإخراج حسام الدين مصطفى ، عن رواية بنفس الاسم للروائي نجيب محفوظ .

ربما كانت هذه الشخصية من أبرز ما قدم في السينما المصرية ، لأنها شخصية من قاع المجتمع ولها مواصفات وسمات وخصائص معينة ، جاءت من خلال الماكياج والملابس ، كما أن للشخصية بُعد إنسانياً يظهر في نهاية الفيلم .

7- ربما كانت هذه التجربة من أفضل ما قدمت نادية لطفي بمشاركة محمود مرسي . وحتى إذا كانت هناك ملاحظات حول الفيلم فإن دور نادية لطفي يظل من مزايا الفيلم . ولعلي أقول بأن دورها كان الأفضل على مستوى تقديم نساء الليل في السينما المصرية .

وفي فيلم آخر يأتي في نفس السنة تقدم نادية لطفي فيلما مختلفا ، وهو (قصر الشوق) ثاني ثلاثية نجيب محفوظ ، بعد فيلم (بين القصرين) وقبل فيلم(السكرية) ، المخرج حسن الإمام ولذي قدمت معه نادية لطفي أفضل أدوارها ، وكان من المستغرب منح دور العالمة زوبة إلى هذه الممثلة ، فهي كما يقولون تقترب في شكلها من المرأة الإفرنجية وتبقى بعيدة عن راقصات شارع محمد علي وباقي العالمات الشهيرات في مصر .

وكما قلنا فإن من مزايا نادية لطفي أن جسدها يسمح لها بالعمل في عدة أدوار كما أنها تندفع في الدور بطريقة غير محدودة ، وتصل إلى الحد الأقصى وبلا تراجع ، ولهذا نجدها تنجح في معظم أدوارها .

الأمر لا يختلف كثيراً ، عن فيلم(جريمة في الحي الهادئ) إنتاج عام1967 وهو للمخرج حسام الدين مصطفى ، وتدور أحداثه بعد الحرب العالمية ، في مصر عندما عملت عصابة شتون الصهيونية على القيام بمحاول قتل الوزير البريطاني المقيم في القاهرة (اللورد موين) والذي كان منزعجاً من تسلل إسرائيل وزيادة نفوذها والمحاباة التي تلقاها من قبل بريطانيا .

تفشل محاولة الاغتيال ، ولقد لعبت نادية لطفي دور الراقصة الأجنبية التي تساعد بعض الأطراف على تنفيذ جريمة الاغتيال ، ويختلف الأمر هنا لأن الراقصة غير شرقية ، بل تؤدي رقصات أجنبية في أحد الملاهي الليلية .

لابد من الإشارة إلى بعض الأفلام ، حتى إذا كانت ضعيفة المستوى ، ومن ذلك فيلم(بنت شقية) وكيف تسرق المليونير ونشال رغم أنفه والرجل المناسب ، وهو تجربة إنتاج سورية مع دريد لحام ونهاد قلعي .

هناك أفلام أيضاً متواضعة مثل (سكرتير ماما) و(الظريف والشهم) و(الطماع)، كما أن هناك تجربة كررتها السينما المصرية أكثر من مرة ونقصد بها تقديم ثلاث قصص في فيلم واحد ، الفيلم الخاص بنادية لطفي جاء بعنوان(5 ساعات) عن قصة ليوسف إدريس وأخرجها حسن رضا ، وهي ذات طابع نضالي تصور محاولة طبيب إنقاذ أحد أبطال النضال ضد الإنجليز .

8- باقي القصص هي( دنيا الله) لإبراهيم الصحن وإفلاس خاطبة لمحمد نبيه . يجرنا موضوع النضال السياسي إلى ما ارتبطت به نادية لطفي من اهتمام بالقضايا السياسية ، وما زلنا نذكر لها كيف عاشت في بيروت فترة لمواجهة الحصار الإسرائيلي لبيروت ، ولقد صورت أشرطة كثيرة تغطي معظم أحداث تلك المرحلة .

قبل الدخول في عالم السينما ، كان لنادية لطفي مواقف أثناء الاعتداء الثلاثي ، فقد عملت ممرضة في مستشفى القصر العيني أيضاً صورت ساعات طويلة تسجيل شهادات الأسرى أثناء لاعتداءات الإسرائيلية على القرى المصرية بعد نكسة يوليو 1967 .

ولقد عملت نادية لطفي بالإنتاج ولم تنتج إلا فيلماً واحد تسجيلياً حول كنيسة سانت كاترين ، أما المسرح فقد عملت في مسرحية واحدة وهي(بمبة كشر) .

طبعاً هناك أفلام متميزة ، ومن ذلك دورها في فيلم(أيام الحب) عام1969 ، ومن أفلامها الشهيرة أيضاً(كانت أيام) مع صباح ورشدي أباظة .

9- مع محرّم فؤاد قدمت فيلم (عشاق الحياة) ، ولكن هذا الفيلم لم ينجح مثل الفيلم الأول(أبي فوق الشجرة) الذي جمع الممثلة مع المطرب عبدالحليم حافظ ، في فيلم غنائي استعراضي عاطفي ، حقق أكبر الإيرادات في تلك الفترة وهو أحد التجارب الناجحة مع المخرج حسين كمال ومن إنتاج عام 1969 .

وعلى الرغم من تعاون الممثلة مع مخرجين مخضرمين إلا أنها شاركت أيضاً مع بعض الممثلين الجدد ومنهم محمد راضي في تجربته المتميزة (الحاجز) عام 1972.

أيضاً ظهرت نادية لطفي وهي صامتة في دور قصير ، ولكن في فيلم يعد من أهم الأفلام المصرية ونقصد بذلك فيلم(المومياء) للمخرج شادي عبدالسلام ، ولقد صارت اللقطة التي ظهرت فيها بلباسها الأسود الفضفاض أيقونة وعلامة سينمائية تفرض نفسها .

10- هذا الأمر انطبق أيضاً على تعاونها مع يوسف فرنسيس في فيلم(زهور برية) ، وكذلك في فيلم (الأقمر) لهشام أبو النصر .

ولقد قدمها المخرج حسام الدين مصطفى في فيلم شهير وفي دور امرأة شعبية فقيرة وكان ذلك في فيلم(قاع المدينة) عام1973.

بينما قدمها نفس المخرج في دور امرأة لاهية وعابثة ، وكان ذلك في فيلم (الإخوة الأعداء) .

من أشهر أدوارها المختلفة( بديعة مصابني) للمخرج حسن الإمام وقد قامت بدور راقصة أو عالمة من أشهر عوالم مصر ، فضلاً عن إنها ممثلة مسرحية وكان لها دور في الحركة الفنية في مصر.

يمكننا أن نذكر أفلام كثيرة ، مثل (على ورق السلوفان) و(أبداً لن أعود) و(الزائرة)و(رحلة داخل امرأة)و(سقطت في بحر العسل) ومن أفلامها ذات الإنتاج المشترك(أين تخبئون الشمس) للمخرج عبدالله المصباحي ، إنتاج (المغرب/ ليبيا / مصر) .

أيضاً هناك فيلم بعنوان(رحلة داخل امرأة) وكذلك فيلم(الأب الشرعي)وهو آخر أفلامها ، كما إنها عملت مع بعض المخرجين الشباب ، كما حدث في فيلم (الأقدام الدامية) عام1982 مع المخرج خيري بشارة .

من أهم الخطوات التي قامت بها نادية لطفي أنها قد تركت التمثيل في وقت مناسب ولم تعد إليه ، فقد اكتفت بفترة الشباب والنضج ولم تستمر في باقي مراحل العمر . أيضاً اختارت هذه الممثلة العزلة والابتعاد عن الأضواء لكنها حاضرة دائماً من خلال الأفلام التي تعرض على الشاشات الصغيرة .