الثلاثاء، 22 يناير 2013


مهرجان دبي السينمائي2012
تنويعات على هموم المنطقة


مهرجان دبي السينمائي الدولي هو أول مهرجان من نوعه في منطقة الخليج هذا صحيح: فقد بدأ المهرجان عام 2003 ولم يكن في المنطقة إلا محاولات محددة مثل مهرجان أفلام من الإمارات وقبل ذلك دورات متفرقة في العراق والكويت وغيرها.
اتسم مهرجان دبي السينمائي بالدولية منذ البداية، فقد استقطب أفلام العالم المختلفة، فضلاً عن نجوم العالم وكان احتفالياً بالدرجة الأولى ، يسعى إلى تحويل المنطقة إلى مركز استقطاب سياحي وسينمائي بكل المعايير العالمية المتعارف عليها.
الكثير من المتابعين نظروا إلى مهرجان دبي السينمائي على أنه محاولة للدخول إلى منطقة فنية مجهولة لأن الإمارات وما حولها لم تكن من الدول ذات الإنتاج السينمائي وبكل المقاييس.
لكن سرعان ما تغيرت الأحوال والظروف وصار المهرجان مشروعاً دولياً يجمع بين السينما والسياحة والاستثمار والأهم الحضور العالمي المتميز الذي عكس حضور دبي بصفتها مدينة نشطة على المستوى الاقتصادي والتجاري بالدرجة الأولى.
في دورته التاسعة لعام 2012 يستمر المهرجان بنفس الفترة من ناحية التنظيم وحسن اختيار الأفلام فضلاً عن القاعدة الأساسية المتوفرة من حيث التجهيزات ، مثل الفنادق ودور العرض والمراكز الإعلامية والطاقم الفني والتقني ، وغير ذلك من الدعائم اللوجستية المتعارف عليها.
من أهم مميزات هذا المهرجان حسن الإعداد المبكر، ونقصد بذلك الاتصال بالضيوف وإتمام إجراءات السفر والوصول والاستعداد لحفل الافتتاح ومباشرة التفرغ لحضور الأفلام والندوات كان حفل الافتتاح متميزاً من حيث البساطة وعدم التعقيد.
حيث استهل على كلمة مختصرة لرئيس المهرجان السيد عبد الحميد جمعة أولاً ثم كلمة لمدير المهرجان السيد مسعود أمر الله.
شمل الحفل أيضا تقديم لجان التحكيم مايكل ايبتد وكذلك الممثل محمود عبد العزيز والتكريم اختيرت له تسمية "انجاز العمر" .
في الحقيقة كان الجميع في انتظار فيلم الافتتاح "حياة باي" وهو فيلم يعرض لأول مرة ويستند على تقنية ثلاثية الأبعاد، وبالطبع كانت القاعة الرئيسة الكبيرة مهيأة لهذه النوعية من العروض من حيث الشاشة وتركيبات الصوت ووجود النظرات الخاصة.
حياة باي فيلم للمخرج التايواني المعروف آنغ لي والذي اشتهر بفيلم "النمر والتنين" ثم فيلم "جبل برو كباك". وكان المخرج قد قدم قبل ذلك العاطفة والعقل وجولة مع الشيطان معتمداً على رواية ناجحة بنفس الاسم للكاتب يان مارتن جاء هذا الفيلم "حياة باي" وفيه تتوزع الخطوط والأفكار وتمضى نحو مذاهب شتى.
البداية لها علاقة بالشخصية الرئيسة "باي" عائلياً واجتماعياً ودينياً حيث تتراكم في الشخصية الأديان الثلاثة في محاولة لجمع العالم الماروائي وتوحيد الأشياء والمصائر والكائنات.
أيضاً يمضي الفيلم في ربط العلاقة بين الحيوان والإنسان، بين باي والنمر البنغالي الشرس الذي انتقل معه إلى قارب في البحر، بعد أن غرق السيرك المتنقل في البحر.
يمكن أن يطول الحديث حول هذا الفيلم ، والمهم أنه اختيار جيد لحفل الافتتاح ، ونحن نعلم مدى أهمية فيلم الافتتاح لأي مهرجان.
تتعدد الأقسام في المهرجان وكل قسم ضمن المسابقة له لجنة تحكيم خاصة.
هناك قسم خاص بالأفلام القصيرة إماراتية وعربية وآسيوية وإفريقية" وهي مسابقة لها لجنة تحكيم صغيرة جداً مكونة من كل من الممثلة الهندية فريدا بينتو التي شاركت في فيلم المليونير المتشرد وكذلك فيلم الذهب الأسود.
أيضاً هناك نايلة الخوجة وهي مخرجة ومنتجة من الإمارات .
أما رئيس اللجنة فهو الناقد مارك ادماز من انجلترا.
وكما ذكرت تبدو اللجنة صغيرة مقارنة ، بالأفلام المشاركة الكثيرة وهناك لجنة لمسابقة أخرى في المهرجان وهي المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة ، واللجنة تتكون من كل من: مفيدة التلاتي وعدنان مدانات ومارتن شويغو فر وآسر ياسين وبرونو باريتو والأخير كان رئيساً للجنة وهو مخرج من البرازيل.
لجنة المسابقة الثالثة هي "مسابقة المهر الآسيوي الإفريقي للأفلام الروائية الطويلة" تتكون من كل من شانغ دونج وهو وزير سابق في كوريا الجنوبية ومخرج وهو رئيس اللجنة، ثم فاطمة معتمد من ايران وتوندي كيلاني من نيجيريا والممثلة كيري فوكس من أستراليا .الفلم الوثائقي أيضاً له أقسام، ومن ذلك مسابقة المهر العربي وقد تشكلت له لجنة ثلاثية تتكون من كل من المخرج المعروف مايكل ابترو والمخرجة عزة الحسن وكويس فوجارا. أما مسابقة المهر الآسيوي الإفريقي للوثائقي فقد تشكلت من كل من مي المصري وكيم دونغ وبيتنا بالهار.
ومن جانب آخر تحضر لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما من خلال لجنة خاصة بالأفلام الوثائقية وأخرى للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة.
ومثلما نجح المهرجان في اختيار فيلم الافتتاح الرسمي، نجح أيضاً في اختيار فلم الافتتاح للبرنامج العربي ونقصد بذلك اختيار فلم "بيكاس " من العراق في عرضه الأول، والفلم للمخرج الكردي كرزان قادر.
الفلم ناطق بالكردية وبحكم الدولة المنتجة العراق، فقد اعتبر الفلم عربياً وادرج ضمن المسابقة العربية.
كلمة بيكاس تعني المهجور أو الذي لا أهل له والمصطلح يتحقق فعلاً عند التركيز على الطفلين "دانا وزانا" وهما متشردان في كردستان أثناء حكم صدام.
الأمل لا يكون إلا بسوبرمان ، البطل الأسطوري من خلال الفلم الأمريكي المعروف والهجرة إلى أمريكا هي المنقد بعرض الالتقاء بسوبرمان رحلة بريئه يختلط فيها الرمز مع الواقع مع الحلم الأمريكي الذي يمكنه أن يكون دافعاً نحو التحرر وخرق الخطوط الحمراء والبوابات والموانع السياسية.
بيكاس من الأفلام الجميلة التي يستخدم موضوعها الطفل، ولكن هناك التباسات كثيرة حول هذا الحلم الأمريكي الذي يسيطر على الأفراد فلا توقفه أي نزاعات أخرى ويبقى حتى آخر لحظة هو الأمل الفاعل في حياة الطفلين.
إن أفلام مهرجان دبي السينمائي كثيرة جداً تتنوع بين روائي طويل وآخر قصير ووثائقي ، أفلام من الإمارات في مسابقة خاصة وأخرى من آسيا من الإمارات ومن الوطن العربي والعالم.
مهما حاول متابع المهرجان أن يلاحق الأفلام ، لن يستطيع ذلك فنحت أمام عشرات الأفلام في مول الإمارات وأفلام أخرى في القاعتين الرئيستين ولا شك أن الجهود كبيرة جداً من أجل التواصل مع الأفلام والتنقل بين دور العرض المختلفة، وبصراحة لم نجد أي مهرجان يحقق التنقل بطريقة سهلة بمثل ما يفعل مهرجان دبي السينمائي، والتالي تتوفر إمكانيات العرض النموذجية في داخل دار العرض وخارجها أيضاً رغم ذلك نقول بأن من الضروري تخصيص دار عرض للصحافة، تعرض فيها الأفلام من الصباح إلى المساء وبدون تحديد لعدد الأفلام حيث لا نرى لازما أن تتحدد الأفلام بالتذاكر ولا تتعدي ثلاثة أفلام في اليوم.
هذه النقلة بمعنى تخصيص دار عرض خاصة للصحافيين سوف تعد نقلة مهمة للمهرجان ، لأن باقي السينمات وخصوصاً سينمات حول لا تضع في اعتبارها شروط العرض وظروفه، إذ كثيراً ما تجد حولك موائد الأكل داخل العروض حيث يخضع الأمر بالطبع إلى اعتبارات تجارية بالدرجة الأولى.
هناك عروض سينمائية أخرى مهمة، ومن ذلك اختيار فلم " هيتشوك " لبداية عروض سينما العالم وهو قسم تعرض فيه أفلام جديدة ومتنوعة خارج المسابقة الرسمية فيلم هيتشكوك من إخراج ساشا جيرفاسي وإنتاج 2012 وتتمحور قصته حول المخرج هيتشكوك وعلاقته بزوجته ألما وكما يعرف فقد قام انطوني هوبكرز بدور هيتشكوك بينما قامت هيلين ميرين بدور الزوجة .
هناك أيضاً فلم بعنوان "سيرك الشمس " وهو فيلم أمريكي مثل الأول والفيلم تجربة بصرية تلتقي فيها عوالم السحر والأحلام والفانتازيا وبطبع يعتمد على تقنية الأبعاد الثلاثة ويشارك فيه المخرج جيمس كاميرون ولكن الإخراج عملياً للمخرج اندرو امسون صاح يشتهر مهرجان دبي السينمائي بكثرة مسابقاته، وفي مسابقة المد العربي للأفلام الروائية الطويلة وجدنا الكثير من الأفلام منها فيلم "عصفوري" من لبنان من إخراج فواد عليون ، وقد مر الفيلم بهدوء وكان تقليديا في شكله ومضمونه والأهم أن الفيلم لم يلفت الانتباه كثيراً، فقد بدت العمارة القديمة وكأنها الرمز الذي يحاول جيل بعد آخر أن يتمسك به أو يحاول كل جيل تجديد هذه العمارة بالطلاء وكذلك بالعناية والإصلاح المستمر هذا هو الرمز داخل الفيلم ولاشيء يبقى خارجه.
إن عمارة أبو عفيف عمارة صغيرة، الجيل الأول ما قبل 1975 وبعد ذلك يسير بالعمارة وفق وتيرة معينة ، فقد شهدت شهور حرب بيروت الكثير من الأجواء الصعبة التي عبّر عنها الفيلم ولاسيما بتوقف أمام شخصية عفيف نفسه.
أما الجيل اللاحق ، فقد عبّر عنه كريم وهو حفيد أبو عفيف والذي عاد ليجدد علاقته بالفتاة مايا، ثم هجرت مايا وأسرتها هناك معالجة لمصائد الشخصيات وتضارب المصالح والدقون أمام إعادة الأعمار ، حيث إن العمارة تعبر عن الأصل والتاريخ والجذور الاجتماعية، أو هكذا بدا لأول وهلة.
هناك الدولة التي تدور في دائرة مبهمة وعبثية ، من خلال موظفين هائمين والأهم هو السعي نحو إقامة مبنى تجاري جديد بدل العمارة الأولى.
لابد من الإشارة إلى فيلم مهم وهو "هرج ومرج" للمخرجة نادين خان، وهو الفيلم الطويل الروائي الأول في مسيرتها الجديدة.
تختار المخرجة ساحة في منطقة شبه معزولة تدور فيها الأحداث إنها أقرب إلى الحارة التقليدية ، ولكنها ليست كذلك، حيث تبدو الساحة وكأنها مكاناً للاعتراض والصراع والتوافق أحياناً.
كما أن الساحة تسمح بلعب كرة القدم من خلال صراع بين طرفين حول الفتاة منال، بينما تتداخل الشخصيات مع بعضها في شكل هرج ومرج، الفيلم ينزع نحو الوثائقية ، ويكاد يخلو من الأبطال بالطريقة التقليدية المعروفة .
يستفيد الفيلم من بعض الظواهر الجديدة ، مثل مشكلة نقص أنابيب الغاز وقدوم السيارة وخروجها وسط انتظار يطول ويقصر، مع تلاعب بالبيع والشراء في كل شيء ، فالشخصيات واقعية ليست نموذجية.
ننتقل إلى فيلم آخر وهو "لمّا ضحكت الموناليزا" للمخرج فادي حداد من الأردن، وهو أحد الأفلام الأردنية الجديدة، حيث نشط الأردن إنتاجاً خلال الأعوام الماضية .
لما ضحكت موناليزا فيلم بسيط، يتسم بالشعبية، مع إضافة بعض الكوميديا المعتمدة على أداء الممثلين، ولاشك أن نمطية بعض الشخصيات قد جعلت الفيلم قريباً من الجمهور إعتماداً على النمطية المقبولة.
موناليزا فتاة لا تضحك سماها والدها بهذا الاسم تأثراً بلوحة موناليزا، حسبما تروي الفتاة نفسها تبحث الفتاة عن ابتسامة ما .
الأخت الكبيرة عفاف لديها مشكلة مع الرجال، ولذلك ظلت عانساً لاتغادر بيتها إطلاقاً، وهي تنقل هذه السوداوية إلى الأخت الصغيرة بسبب عدم اقتناعها بالرجل الشريف فعلياً وعملياً.
هناك جندي وهو عامل مصري تتعرف عليه موناليزا، ويأتي بديلاً لخطيبها في الحارة، إنه إستحضار لصورة عمر الشريف.
يفتح الفيلم صفحة جديدة من خلال علاقة المرأة في الأردن مع عمال من جنسيات أخرى عربية لكن الإطار كان سطحياً ، لأن العلاقة ترجع إلى فكرة تأملية عن صورة الرومانسية في الأفلام العربية القديمة ومحاولة نقلها إلى الواقع الجديد.
هناك شخصيات كثيرة جيدة، أغلبها كوميدية ، ولقد أسهم بعض الممثلين في انجاح الفيلم ، مثل فؤاد الشوملي ونادرة عمران، وبصورة عامة كان التمثيل جيداً ولاسيما الممثلة الأولى تهاني سليم.
رغم ذلك، فإن الفيلم محدود الفاعلية بسبب النمطية والاستناد إلى الواقع بشكل مباشر والتعريض يكون فقط من خلال الاستقبال الجيد للجمهور وحدود التفاعل المتوازنة.
من الأفلام الجيدة والتي لقيت أصداء في المهرجان ، فيلم زيدو للمخرج المغربي نور الدين الخماري بالإضافة إلى فيلم "خويا" للمخرج كما الماحوطي وهو فيلم مغربي فرنسي.
أيضاً كان الجمهور على لقاء مع فيلم "يمّة" للمخرجة جميلة صحراوي من الجزائر وهو فيلم برز على السطح مرشحاً لأكثر من جائزة وكان لاستخدام الشكل الفني المتميز دور في نجاح الفيلم، فمن بين عشرات الأفلام التي عالجت موضوع الإرهاب ، تبقى هذه الأفلام هي المتميزة بوضوح دون غيرها .
يمه بمعنى أمي وهي وردية، امرأة عجوز تعيش في أرض جبلية وحدها مع رجل فاقد لذراعه، يراقبها من بعيد ويساعدها حيناً ببطء شديد يصور الفيلم الأحداث وبتفصيل أحيناً رغم قلة الديكورات وعدم وجود أحداث كبيرة متتالية.
الحدث الرئيسي يعود إلى فقدان الأم لأبنها طارق، وهو جندي يتبع الجيش والقاتل هو ابنها الثاني علي وهو قائد لإحدى المجموعات المتطرفة الإسلامية ومن هنا يأتي التداخل والصراع الذي تنقله الكاميرا بهدوء ودون وجود حكاية مجسمة فعلياً.
كل الأحداث نراها من خلال الأم حتى لحظات النهاية، مع الاستفادة الجزئية من الطفل الوليد الذي لا نعرف من هو أبوه فعلياً، هل هو الابن القاتل أم الابن القتيل؟
من ضمن الأفلام العربية الطويلة لابد من الإشارة إلى فيلم "وجدة" من السعودية بمشاركة ألمانيا والإمارات، وبالطبع لابد من القول بأن هذا الفيلم هو الأول على مستوى الإنتاج السعودي.
المخرجة هيفاء المنصور وجه مألوف في المهرجانات السينمائية ، قدمت بعض الأفلام القصيرة وقدمت أيضاً فيلماً وثائقياً بعنوان "نساء بلا ظل " وكلها من داخل السعودية.
كنا نتوقع لها النجاح دائماً، فهي متواضعة وتحاول أن تتعلم وفوق ذلك هي على درجة كبيرة من التعليم ولها تجربتها الاجتماعية العائلية من داخل المجتمع السعودي وليس من خارجه.
وجدة هو اسم فتاة صغيرة تحلم بأن تمتلك دراجة لكي تلعب بها والأهم أن تسابق زميلها الصغير وفي سبيل ذلك تجمع بعض المال وتدخل في مسابقة قرآنية وبالطبع لا أحد يقتنع برأيها ، فالدراجات من الألعاب المحرمة على البنات.
فيلم فيه الكثير من المرح والكوميديا ، ويحتفي بخلفية تبرز فيها مشكلات المرأة وزواج الأب للمرة الثانية، ولكن في إطار تحافظ فيه المخرجة على درجة من التماسك ، فلا تسعى للرفض المطلق أو الدخول في مشكلة افتراضية مع الرجل أو المجتمع.
عرض الفيلم بنجاح كبير، ولقد برزت الفتاة الصغيرة عهد سلطان وكذلك الأم ريم عبدالله.
أسهم الطاقم الألماني في التصوير والمونتاج والموسيقي والإنتاج في إنجاح الفيلم ، وراء كل ذلك بالطبع حضور المخرجة وهي نفسها كاتبة السيناريو، وبالطبع لا توجد دور عرض في السعودية يمكنها أن تعرض الفيلم ولكنها بادرة يمكنها أن تكون مشجعة على الإنتاج السينمائي.
ننتقل إلى فيلم مختلف قليلاً، ونقصد بذلك "موندوج" ونوع الفيلم يتداخل بين الروائي الوثائقي ، ومن الطبيعي أن يلفت هذا الفيلم الانتباه لأنه من إخراج خيري بشارة، ويأتي هذا بعد صمت استمر لسنوات طويلة من قبل المخرج.
الفيلم يصور تجربة 11 سنة عاشها المخرج في أمريكا ولو جزئياً وخلال هذه الفترة هناك أسباب تدفع نحو التحول، بمعنى تتحول شخصية المخرج إلى كلب أسمه "موندوج" ومن خلاله يتم التعرض إلى قضايا السياسة والمجتمع ربما كان التحول احتجاجاً على أوضاع معينة وربما سارت الأمور بشكل معاكس .
لا يبدو الفيلم تجريبياً ولم يتحقق المطلوب منه وبالطبع كنا نتوقع من المخرج أن يمضي في تجربته بعيداً وبمستوى أعمق ولكن هذه المغامرة كانت غير محسوبة العواقب فنياً ولقد اعتمد في أكثر من ناقد ومتابع على هذا الاختيار للمخرج.
من الأفلام العربية التي عرضت وقد كانت معروفة على صعيد المهرجانات الدولية فيلم " الشتاء اللي فات " لمخرجه إبراهيم بطوط صاحب فيلم " عين شمس ".
الفيلم من النوع السياسي، والذي يتعامل روائياً مع أحداث الثورة المصرية 25 يناير 2011 من خلال شخصيات تعمل في مجال النشاط السياسي وتتعرض للامتهان والسجن أثناء الثورة، ولاسيما شخصية عمرو الناشط السياسي الذي يدخل السجن ليخرج منه. ومن جانب آخر هناك شخصية الصحفية فرح وشخصية عادل الضابط الذي تسير الأحداث في غير مصلحته.
"الشتاء الذي فات " من الأفلام الجيدة فنياً ولكن الموضوع متكرر وهو محاولة توثيق فني لأحداث الثورة المصرية. 

.