الاثنين، 17 فبراير 2014






الدورة السابعة لمهرجان ( أبو ظبي السينمائي)
تحت الرمال وفوق السطوح تبوح الحكايات بأسرارها
لا يعتمد أي مهرجان سينمائي على فعاليات المسابقات الرسمية فقط ولكنه يضيف تشكيلات متعددة ومتنوعة تلبية لأذواق المشاهدين وحسبما تفرضه الخارطة العالمية السينمائية من متغيرات .
خلال العام الماضي احتفلت بعض المهرجانات السينمائية بما يعرف بمئوية السينما الهندية وما زالت الاحتفالية متجددة ، ولقد عرض مهرجان أبو ظبي السينمائي في قسم خاص بعض الأفلام الهندية المختارة منها ( خيط الذهب) لـ(رتيويك نماتاك) إنتاج 1955 وأيضاً الفيلم الشهير (الرياح الحارقة) للمخرج (ساتيو ) إنتاج 1974 كما تم اختيار فيلم ( ميرة) إنتاج عام 1973 لـ(ماتي كول) وكذلك فيلم (الكارثة) للمخرج جالو باروا إنتاج عام 1987 في السنوات الأخيرة اتجهت المهرجانات العالمية إلى عرض أفلام قديمة تمت صيانة نسختها الرئيسية بمساعدة بعض المؤسسات الخاصة .
وبدعم حكومي أحيانا ولقد اختار مهرجان أبو ظبي السينمائي أن يعرض بعض الأفلام المصانة حديثاً ومن ذلك الفيلم المعروف ( اطلب الرمز ميم للقتل ) للمخرج الفريد هتشكوك ومن إنتاج عام 1954 وهناك فيلم مشهور بعنوان ( إفطار في تيفاني) للمخرج بلاد إدواردز إنتاج عام 1961 ، وفيلم آخر ربما أكثر شهرة وهو (حدث ذات مرة في الغرب) المخرج سيرجي ليوني ومن إنتاج 1968 بالإضافة إلى إلى أفلام أخرى مثل (لص بغداد) إنتاج 1940 وفيلم (مظلات شيربور) الفرنسي إنتاج1948 .
إذا تعرضنا إلى الأفلام القصيرة في المهرجان وجدناها واسعة ومقسمة إلى أربعة برامج وشاملة لكل أنحاء العالم تقريباً ولكن المشاركة العربية تبدو أكثر فاعلية .
الأمر ينطبق على سابقه أفلام الإمارات أفلام قصيرة ووثائقية وأفلام طلبة ، وقد اتسعت مشاركات هذه الفعالية حتى إن إعلان جوائزها قد فصل عن الحفل ألاختتامي واختير له يوم سابق .
من الطبيعي أن نذكر أن لقاءات المهرجانات الصحفية عقب عروض الأفلام الرئيسية كانت جيدة ويتميز مهرجان أبو ظبي السينمائي بتأكيده على حضور(طاقم) كل فيلم مشارك في المسابقات وربما غيرها .
وهذا يعني توفر ندوات ناجحة بحيث لا يكتفي الجمهور بمتابعة الفيلم ولكن تتوسع الموضوعات إلى آفاق جديدة مع المنتج أو المخرج .
من اللقاءات الصباحية ندوة بعنوان (أرني المال) وتشمل حوارات مع أصحاب صناديق الدعم السينمائي في العالم .
ومن الندوات المهمة(100عام على السينما الهندية) وكذلك ندوة (الشتات ونهضة السينما العراقية) وندوة حول ( الانتقال من القصير إلى الروائي الطويل) .
على المستوى الإعلامي لم تصدر نشرة يومية للمهرجان والمعلومات يتم الحصول عليها من موقع المهرجان مباشرة كما أن هذه الدورة لم تصدر كتباً عدا الكاتالوج الرسمي وربما احتاج الأمر إلى مزيد من الدراسة لكل يتم التوسع في إصدار سلسلة من الكتب باسم المهرجان في كل دورة من دوراته .
ولعلنا هنا نؤكد الدور الثقافي للمهرجان حيث أن إصدار الكتب ولا سيما المترجم منها يلبي ضرورة ليست إعلامية بقدر ما لا علاقة مباشرة بثقافة السينما والمتغيرات الحديثة فيها والحاجة تبدو ماسة لكي يتميز مهرجان أبو ظبي السينمائي بإصدار عدد من الكتب السينمائية السنوية ولا سيما المترجمة .
أما القنوات الإعلامية فهي تقوم بدور واضح في الاهتمام بعروض الأفلام وإجراء الحوارات وكذلك بعض الصحف من خلال النقاد والمراسلين .
أما جريدة( الاتحاد) اليومية التي تصدر في أبو ظبي واضح فهي تخصص مساحات واسعة للمهرجان كما يحاول المهرجان أن ينشر دعاية له على بعض المطبوعات الأجنبية مثل مجلة(سكرين ) العالمية ومجلة (فارياتي) الأمريكية .
من أكثر الظواهر اللافتة للنظر في هذه الدورة مشاركة المخرج(مرزاق علواش) بفيلمه (السطوح) الذي سبق أن شارك به في مهرجان (كان السينمائي) السابق، ولقد فاز المخرج بجائزة أفضل مخرج عربي، ليس فقط بسبب فيلمه ولكن بحكم تجربته الطويلة داخل الجزائر وخارجها .
يدل فيلم(السطوح) على نضج التعامل الفني عند (مرزاق علواش) باستخدامه التركيز والاختصار في نفس السياق تقريباً مع أفلامه السابقة .
يلتقط الفيلم ما يحدث على السطح الظاهر ونقصد سطوح منازل مدينة الجزائر من خلال يوم كامل يبدأ من آذان الفجر إلى آذان العشاء .
من الظواهر هذه، التدين الشديد يشير نحو نموذجية مفقودة وفي الواقع تتشاجن النفوس ضد بعضها بعضا حتى بين أقرب الناس ويصبح المصير أشد سواداً .
في الدورة الماضية نال جائزة أفضل مخرج عربي (نوري بوزيد) من تونس وفي هذه الدورة (مرزاق علواش) وبالتالي صارت الأمور تسير نحو التكريم أكثر منها لأي اعتبار آخر .
لقد نال المخرج أيضاً جائزة (فارياتي للشرق الأوسط) في حفل خاص لم ينل حظه من الإعلام .
بالإضافة إلى هذا الفيلم نجد فيلماً آخر مصري وهو (فيللا 69)للمخرجة (ايتين أمين) وهو تنوعية ربما تكون مختلفة تخرج عن السياق المعتاد وتتطرق الأحداث إلى شخصية مسنة على مشارف الموت بسبب مرض السرطان ثم التعامل متعدد الأطراف مع أجيال مختلفة تتردد على (الفيللا) القديمة بسبب علاقة النسب والقرابة والعلاقات الاجتماعية الأخرى .
لا يختلف كثيراً فيلم (فرش وغطاء) لأحمد عبدالله من مصر، فهو فيلم يجمع بين الروائي والوثائقي ويسير على منوال الأفلام السابقة للمخرج مع ارتباط هذا الفيلم بالأحداث السياسية المعاصرة .
جائزة آفاق جديدة الأولى كانت من نصيب فيلم (ما قبل سقوط الثلج) وهو كردي عراقي وبالفعل استحق هذا الفيلم كل التقدير الذي سبق أن ناله في عروضه الأولى .
المخرج سليم زمان في تجربته الأولى نقل للجمهور مكونات الواقع الكردي في علاقاته بالجوار ولا سيما تركيا وأوروبا من خلال محاولة أخ البحث عن أخته وإعادتها للقرية أو قتلها انتقاماً للشرف العائلي .
وعلى خلاف ذلك يأتي فيلم (تحت رمال بابل) لمحمد الدراجي على خلفية بعض الوقائع أيام صدام حسين وعمليات القتل والإبادة ومحاولة النجاة، ولكن الفيلم يدور في دائرة مغلقة .. نقول أيضاً بأن معظم الأفلام التي دعمتها مجموعة (سند) قد شاركت في المهرجانات وكسبت الجوائز و(سند) هي صندوق مالي يتبع المهرجان ويدعم سنوياً بعض الأفلام المجازة ومنها هذا الفيلم (تحت رمال بابل).
الأفلام الجيدة كثيرة ونذكر منها مثلاً بصرف النظر عن كون الفيلم روائياً أو وثائقياً ، فيلم (أولئك الذين لا يبوحون بالحكايات) وهو من البوسنة للمخرجة الاسترالية ( ياسميلا جبانبرتش) وتصور فيه عبر الكاميرا ذكريات ما حدث من جرائم في البوسنة والهرسك وتزور مدينة الكاتب (اينو اندرتش) لتسجل بعد سنوات بصمات الجرائم في الأمكنة والشوارع وعند أحاسيس الناس .
فيلم آخر جيد بعنوان (فصل من حياة عامل خردة) وهو من مدرسة وثائقية واقعية وبخط درامي يجمع أوصال الجزئيات والتفاصيل ومن الأفلام المتميزة الفيلم الكردي(بلادي الحلوة) وهو من نوع أفلام الحركة لا يمنع كل ذلك من الإشارة إلى الفيلم التونسي (بستاردو) بكل ما فيه من واقعية حادة وغرائبية .
الواقع أن الأفلام الجيدة كثيرة وبعضها يخضع لعملية اكتشاف من قبل الجمهور لأول مرة إلا بعض النقاد المتابعين للأفلام والعارفين بما عرضته مهرجانات العالم من أفلام .
هذه هي الدورة السابعة لمهرجان (أبو ظبي السينمائي) دورة تلحق بأخرى يتغير الاسم حيناً من مهرجان الشرق الأوسط إلى مهرجان أبو ظبي وتتغير الأفلام وتتنوع وتتجدد أسماء الضيوف لكن يبقى الاهتمام بالسينما هو الأهم دائماً .
يبقى الاحتفال بالسينما بحسب شعار المهرجان هو ما يلفت النظر ويستأثر بالاهتمام .
لا شك أن هناك اختلافاً بين الدورات الأولى لهذا المهرجان وهذه الدورة الجديدة 2013 فقد خفت قليلا مظاهر الدعاية المبالغ فيها واختفى نسبياً التركيز على النجوم وجاء الاهتمام بالأفلام والمبدعين هو المنطلق ولا مانع أحياناً من الجمع بين الوجهين إذا كانت هناك احتياج إلى ذلك .
هناك هدوء نسبي سيطر على الدورة السابعة وخلف هذا الهدوء الواضح هناك صخب الأفلام بكل جدة وحدة موضوعاتها وأساليب التعبير الفني فيها، مع رهان يذهب بنا نحو أفق البحث عن السينما بشيء من التجديد المستمر .
إن مجمل الأفلام التي جاءت بها هذه الدورة إنما تعكس توجهات واختيارات السينما العالمية من حيث الربط بين الوثائقي الروائي والتداخل مع الواقع بدون واقعية وعدم التعامل مع الوقائع بالتعالي المحايد بما يمكن تسميته بحالة التجديد في السينما الحديثة مع اختلاف التوجهات وتباين الاختيارات .
هذا النجاح على مستوى الفيلم الروائي والوثائقي يقابله تطور وانتعاش على مستوى الأفلام القصيرة لكننا نشعر أن الأفلام القصيرة مظلومة في المهرجانات الكبيرة حيث أن الإقبال عليها قليل إلا من المهتمين وأصحاب الشأن المباشر .
في هذا المهرجان ينطبق الأمر أيضاً على الأفلام الإماراتية القصيرة بكل أنواعها فهي تظلم أيضاً لأنها لا تنال الاهتمام الإعلامي والنقدي، ومن الصعب أن تدخل في منافسة مع الأفلام الطويلة، ولذلك يبقى المقترح القديم قائماً أن يكون هناك مهرجان للأفلام الإماراتية خاص بالأفلام الإماراتية، وبالتالي يمكن أن يوضع الإنتاج الإماراتي تحت المجهر النقدي والتداول الإعلامي .
في هذه الدورة من المهرجان أكثر من مسابقة ولكل مسابقة جوائز وهذا العامل المالي من عناصر الجذب الرئيسية للمخرجين وشركات الإنتاج للإسهام في المهرجان بآخر الأفلام خصوصاً ونحن نعلم بأن المنافسة كبيرة بين المهرجانات للحصول على أفلام جديدة لم يسبق عرضها فقد ازدحم العالم بالمهرجانات ولا تكاد توجد دولة لا يوجد بها مهرجان سينمائي ولا شك أن التنافس أكثر شدة بين المهرجانات العربية ولا سيما بين الغرمين أبو ظبي ودبي بل بينهما وبين مهرجان القاهرة السينمائي من ناحية أخرى إن لم نقل مهرجان قرطاج والإسكندرية والرباط وبغداد وغير ذلك الكثير. إن المنافسة الشريفة تبقى قائمة ومهمة وشرعية ولكن ليس فقط فيما يتعلق بالحصول على الأفلام ولكن على صعيد التنظيم واستقبال الضيوف وكثرة الإعلاميين وجودة دور العرض إن كل ذلك يتحقق في مهرجان أبوظبي هذا بالإضافة إلى مجموعة الجوائز الرئيسية ومالياً تتجاوز كل جائزة قيمة (50 ألف دولار) كحد أعلى وقيمة(25 ألف دولار) كحد أدنى .
إذا دخلنا في التفاصيل وجدنا أن حفل الافتتاح يوم 23/10/2013 كان بسيطاً أعلن فيه مدير المهرجان المخرج (علي الجابري) لحظة البداية مع مشاركة على المسرح المقام في قصر الإمارات عدد من لجان التحكيم الكثيرة بالإضافة إلى صاحبة جائزة المنجز الإبداعي وهي الفلسطينية (هيام عباس) .
بالطبع هناك عدد من النجوم ممن شاركوا في الافتتاح وظهروا على ما يُعرف بالبساط الأحمر (ريد كاربت) ومن هؤلاء (ميرفت أمين) ، (لبلبلة)، ( هند صبري) ، ( خالد أبو النجا) ، والإماراتية ( هدى الخطيب) والكويتي ( محمد المنصور) ، ومن سوريا (سوزان نجم الدين ) ، و(كندة علوش) .
لم يكن فيلم الافتتاح في المستوى المطلوب، ولقد اختلفت الآراء حول هذا الموضوع لأن الفيلم من النوع الأمريكي غير المتميز وهو بعنوان(حياة الجريمة) للمخرج (دانييل شيكثرو) وهذا العرض هو الأول له ولقد اعتبر من الأفلام المستقلة رغم وجود بعض النجوم به مثل ( جنيفر انستون)، وأهم ما يمكن تسجيله بوضوح أهمية أن يحظر طاقم فيلم الافتتاح ويعقد ندوة مع الجمهور في اليوم التالي .
من أعضاء لجان التحكيم المتعددة يمكننا أن نذكر (محمد ملص)، و(هالة خليل) ، و( درة أبو شوشة)،و(طالب الرفاعي) ،و(عدي رشيد)، و(أحمد الراشدي)،و(خالد أبو النجا) ،و(هيام عباس)،و(جاكي ويفر)،و(يشيم أوغلوا)، و(مهدي فليفل)، و(نبيل حاجي)، جاءت المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية كالآتي : (إعادة البناء) من الأرجنتين ، و(أيدا) من بولندا، و(بلادي الحلوة) من العراق ، و(تحت رمال بابل) من العراق ، أيضاً و(السطوح) من الجزائر ، و(تحركات) من أمريكا ،و( حكايات الحلاق) من الفلبين ، و(سيد هارت) من الهند ، و(عدو) من كندا ، و(غيره) من فرنسا،و(فرش وغطاء) من مصر ، و(فصل من حياة عامل) من سلوفانيا ،و(لمسة الخطيئة) من الصين ، و(لهؤلاء الذين لا يبوحون بالحكايات) من البوسنة .
كل تلك الأفلام نالت تقديراً جيداً ولكن بشكل متفاوت ومن الظواهر المسجلة أن مهرجان أبو ظبي السينمائي يجلب أفلاماً عرضت فقط في مهرجانات دولية كبيرة مثل (مهرجان كان ـــ ومهرجان برلين ــ ومهرجان فينسيا ــ ومهرجان تورنتو ) وبحضور أطقم الفيلم شبه كاملة مما يسمح بإنجاح الندوات المصاحبة التي تقع بعد العروض مباشرة وأحياناً في صباح اليوم التالي وبحضور عدد من النقاد والصحفيين كما أن الجمهور الكثيف يُعد من أسباب  نجاح المهرجان ونلحظ أيضاً أن عدد الإماراتيين الذين يتابعون الأفلام يتزايد مع كل دورة مع الاعتماد على الجاليات العربية والأجنبية بالدرجة الأولى وتقول الأرقام  بأن عدد المشاهدين بلغ طيلة أيام المهرجان (40 ألف) مشاهد أقبلوا جميعاً على مشاهدة (160فيلما) من (51 دولة) مع إضافة (80 ) حلقة نقاش .
هناك مسابقة أخرى بعنوان ( آفاق جديدة) وهي مخصصة للفيلم الأول أو الثاني لمخرج والأفلام المشاركة في هذه المسابقة هي :
-         (بيل) من بريطانيا .
-         (اسمي همم) من فرنسا .
-         (بستاردو) من تونس .
-         (بوتوسي) من المكسيك .
-         (حياة ساكنة) من إيطاليا .
-         أجني ) من النرويج .
-         (المظلة) من أستراليا .
-         (قبل سقوط الثلج) من العراق .
-         (فيللا ) من مصر .
-         (زرفاطة) من فلسطين .
-         (قصة ) من الهند .
-         (مصطلح مختصر) من أمريكا .
-         (مواعيد عشوائية) من جورجيا .
-         (الشبيه) من بريطانيا .
إن الكثير من هذه الأفلام نالت تقديراً جديداً ومن ذلك فيلم (فيللا) من مصر فقد نال أفضل إخراج وفيلم (بيل) وجائزة الجمهور و(قبل سقوط الثلج) أفضل فيلم .
من المهرجان خاصة بالأفلام الوثائقية وقد شملت الأفلام الآتية : (ثورتي المسروقة) من السويد  وهو يتطرق إلى الأوضاع في إيران وفيلم(بلح معلق تحت قلعة حلب ) من لبنان ، و(جدران) من إيطاليا ، و( الدكتور فابر) من بلجيكا ، و(جمل البروطة) من تونس ، و(طوق غزة المقدس) من إيطاليا ، و(فريق القتل) من أمريكا ، و(مدرسة بابل) من فرنسا، و( هودياني كريستال) من المكسيك ، و(هذه الطيور تمشي ) من الباكستان، و( همس المدن ) من العراق ، و(في الحياة الواقعية) من بريطانيا، و( الحوت الأسود) من أمريكا .
وكما هي العادة في السنوات الأخيرة صارت الأفلام الوثائقية تعرض في برنامج موحد مع العروض الروائية والإقبال على هذه الأفلام كان جيداً ، ولقد حضيت بعض الأفلام بالتقدير الجيد ومن ذلك فيلم(القيادة في القاهرة) و( جمل البروطة) .
أما الفيلم الوثائقي (طوق غزة) فقد عرض أيضاً وخصوصاً ونحن نعلم بأن هذا الفيلم الوثائقي قد فاز بجائزة مهرجان فينسيا الإيطالي لعام2013 .
في قسم خاص بالسينما العربية تم اختيار عدة أفلام لمخرجين عرب وهي أفلام حققت نجاحاً واسعاً أثناء عرضها منذ سنوات طويلة ولا سيما وقد شكلت هذه الأفلام البداية الأولى لكل مخرج من هذه الأفلام  نجد (عصفور السطح) من تونس بحضور مخرجه فريد بوغدير وفيلم ( أحلام مدينة) بحضور مخرجه محمد ملص و(بيروت الغربية) بحضور مخرجه زياد دويري وفيلم (الرحلة الكبرى) بحضور مخرجه إسماعيل فروجي وفيلم (الصعاليك ) وفيلم (صمت القصور ) وفيلم (سرق البلح) وفيلم (عمر قتلته رجولته) لمرزاق علواش بحضور المخرج وفيلم (غير صالح للعرض) لعدي رشيد بحضور المخرج.
هذه التجربة أتاحت الفرصة للجمهور لمتابعة أهم الأفلام العربية التي يمكن اعتبارها كلاسيكية والقائمة طبعاً طويلة ويمكن عرض أفلام أخرى عربية في دورات قادمة .
بالرجوع إلى قائمة المخرجين سوف نجد أن بعض المخرجين قد توقف عن العمل إلا قليلا ومنهم من استمر ولكن بشكل عام من الواضح أن قلة الإنتاج قد كانت ظاهرة رافقت مسيرة السينما العربية في عقودها الأخيرة .
يبقى مهرجان (أبو ظبي السينمائي) من أهم مهرجانات السينما العربية وربما كان الدور الأهم لطاقم العمل فيه ، نقول ذلك رغم وجود بعض الأخطاء الصغيرة التي من الممكن تجاوزها !