مجلة السينما والثقافة magazine of cinema and culture ---- المحرر رمضان سليم s_ramadan53@yahoo.com
الأربعاء، 21 أبريل 2010
الخميس، 15 أبريل 2010
مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي / أبوظبي فى دورة جديدة
مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي / أبوظبي
يُطلق مسابقة جديدة بعنوان "آفاق جديدة" مكرسة للأفلام الطويلة الروائية والوثائقية التي يُقدّمها مخرجون للمرة الأولى أو الثانية من كافة أنحاء العالم
أعلن القائمون على مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي/ أبوظبي اليوم الاثنين، وبالتزامن مع فتح باب تقديم الأفلام للمشاركة في الدورة الرابعة التي تُقام في أكتوبر 2010، عن إطلاق مسابقة جديدة للأفلام الطويلة الروائية والوثائقية من صنع مخرجين للمرة الأولى أو الثانية. وتركز هذه المسابقة التي تحمل عنوان "آفاق جديدة" على أعمال المواهب الجديدة من كافة أنحاء العالم العربي، حيث سيتم عرضها جنباً إلى جانب مع أعمال نظرائهم من بقاع العالم المختلفة.
ستتنافس الأفلام في هذه المسابقة على جوائز اللؤلؤة السوداء التي يقدمها المهرجان عن فئات أفضل فيلم روائي جديد، وأفضل فيلم روائي جديد من العالم العربي، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل فيلم وثائقي جديد من العالم العربي، حيث تبلغ قيمة كل جائزة (100,000$).
وفي حين كان قد تم تقديم جوائز أفضل مخرج جديد التي تبلغ قيمة كل منها (50,000$) في عام 2009 إلى أفلام شاركت بمسابقتي المهرجان المُخصصتين للأفلام الروائية والوثائقية، فإن الجوائز الجديدة التي ستقرر مستحقيها لجنة تحكيم خاصة بها، ستكون متاحة الآن لعدد أكبر من الأفلام مقارنة بالسابق.
وحول المسابقة الجديدة أوضح عيسى سيف راشد المزروعي، عضو مجلس الإدارة والمدير العام للمهرجان: "بالنظر إلى تنامي عدد المخرجين الشباب في المنطقة والاهتمام الكبير الذي يبديه المجتمع السينمائي الدولي، فإن جلّ ما نريده أن نعزز دور مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي كعامل محفز من حيث إتاحة الفرص أمام المواهب الجديدة وتقدير أعمالهم، وإفساح المجال للتواصل سواء أكانوا من صانعي الأفلام الروائية أو الوئائقية".
وتقرر أن تنطلق مسابقة "آفاق جديدة" للمرة الأولى إلى جانب مسابقتي الأفلام الروائية والوثائقية اللتين تشكلان قسمين قائمين من أقسام برنامج المهرجان، وسيكون لكل من هذه المسابقات الثلاث لجنة تحكيم خاصة بها مكونة من أهم المبدعين والمختصين في الحقل السينمائي من المنطقة والعالم، منوط بهم اختيار الفائزين بجوائز اللؤلؤة السوداء بما فيها جوائز أفضل الأفلام المشاركة من العالم العربي.
ويتحدث بيتر سكارليت المدير التنفيذي للمهرجان عن الدافع الذي تشكله هذه المسابقة الجديدة بقوله: "سنحت لي ولزملائي أثناء سفرنا العام الماضي في أنحاء المنطقة سعياً لوضع برنامج أفلام جديدة، العديد من الفرص لمقابلة مخرجين شباب وتبادل الأفكار والآراء معهم. ووجدنا أنفسنا غير مرة مُحاطين بطاقة لا تصدق وقدرة إبداعية مذهلة ورغبة عارمة لقصّ حكايات جيدة ولصنع أفلام لا تعكس هوياتهم الخاصة وحسب، بل وقد تلاقي في الوقت نفسه استحسان الجمهور على صعيد عالمي".
وتابع سكارليت: "كنا قد عقدنا العزم منذ دورة المهرجان لعام 2009 على أن يكون نصف الأفلام المشاركة في مسابقتي الأفلام الروائية والوثائقية من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكان أحد عشر فيلماً منها من صنع مواهب جديدة. وبدا لنا أن إطلاق مسابقة منفصلة تخوضها هذه الأصوات الجديدة المبدعة ويكون لها لجنة تحكيم خاصة بها، سيزيد من فرص التعريف بهم ويرسخ هدف المهرجان بأن يكون مكاناً لاكتشاف أصوات جديدة مثيرة للاهتمام".
وإلى جانب مسابقة "آفاق جديدة"، يقدم مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته لعام 2010 مسابقتين منفصلتين مكرستين للأفلام القصيرة، ومسابقة أخرى تركز على أعمال مخرجين من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ضمن دورة جديدة من مُسابقة أفلام من الإمارات. ويضيف المهرجان كذلك إلى برنامجه قسماً يستعرض نبذات متعمقة عن إسهامات هامة في صناعة الأفلام حول العالم اليوم، ويقدم عروضاً لبعض من أفضل النماذج من السينما العالمية المتنافسة على جائزة اللؤلؤة السوداء لفئة اختيار الجمهور. أما الأفلام المكرسة لتعميق الوعي العام بالقضايا البيئية الهامة، فسيجري تقديمها ضمن برنامج فرعي بعنوان "ما هذا الذي نرتكبه بحق عالمنا؟".
وأخيراً وليس آخراً، يتضمن قسم "برامج خاصة" أفلاماً جرى إحياؤها واكتشافات سينمائية، بالإضافة إلى عروض مُكرّسة للتعريف بالتطورات والتوجهات الجديدة والمثيرة في صناعة الأفلام عالمياً.
وكما في السنوات السابقة، يصل مجموع القيم المالية لجوائز اللؤلؤة السوداء التي يقدمها المهرجان إلى مليون دولار أمريكي.
الباب مفتوح لتقديم الأفلام للمشاركة في الدورة الرابعة من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي التي ستقام بين 14- 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2010 في أبوظبي. وتُقبل الأفلام الطويلة الروائية والوثائقية وكذلك الأفلام القصيرة بكافة أنواعها حتى موعد إغلاق باب التقديم في الأول من تموز/ يوليو.
تتوفر الآن كافة المعلومات بخصوص كيفية المشاركة عبر الرابط:
http://www.meiff.com/info/submissions
تأسس مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي عام 2007 في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أبوظبي، بهدف المُساهمة في إيجاد ثقافة سينمائية حيوية في أرجاء المنطقة. ويلتزم هذا الحدث الذي تقدمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (ADACH) في تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام تحت رعاية معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، بتنسيق برامج استثنائية تجذب المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه كما تلهم صناع الأفلام وتغذي نمو صناعة السينما في المنطقة.
وكونه المهرجان الوحيد في المنطقة الذي يتيح لصناع الأفلام العرب المشاركة بأعمالهم في المسابقات- وبالمعايير ذاتها- إلى جانب أعمال قدمتها مواهب معروفة وأعمال قديمة وجديدة من السينما العالمية، فإنه يقدم لجماهير أبوظبي التي تمتاز بتنوعها وحماستها واختلاف جنسياتها وسيلة للتواصل مع ثقافاتها وثقافات الآخرين من خلال فن السينما. ويتواصل في الوقت ذاته التركيز القوي لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي على الأصوات الجديدة الجريئة للسينما العربية مع دور أبوظبي في المنطقة كمركز ثقافي مُتنامٍ، ويجعل من المهرجان مكاناً يكتشف العالم من خلاله نبض صناعة الأفلام العربية الحديثة وتفاعله.
للأسئلة المتعلقة بتقديم الأفلام للمشاركة، يرجى التواصل عن طريق البريد الالكتروني: entries@meiff.com أو الاتصال: + 971 2 417 74 44
للاتصال بالمكتب الصحفي يرجى مراسلتنا على بالبريد الالكتروني press@meiff.com أو الاتصال على : +971 50 6146653.
عبدالناصر نهار- مدير الشؤون الإعلامية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث afnahar@adach.ae .
السبت، 10 أبريل 2010
مجنون واحد لا يكفى
مجنون واحد لا يكفى
تأخرت المخرجة إيناس الدغيدي بهذا الفيلم الجديد التى قدمته مؤخرا عن سيناريو الكاتب لمصطفى محرم، تأخرت كثيرا، ذلك أن محور الفيلم يقوم على شخصية الأميرة ديانا، والتى كانت حديث الناس منذ زواجها من الأمير تشارلز فى بريطانيا، ثم موتها بعد طلاقها فى حادث سير بباريس مع صديقها الدودى ابن المليونير الفايد.
كل تلك الأحداث كانت تملأ الصحف والمجلات لفترة طويلة، فقد برز الى الأضواء وبشكل واضح، أولئك (البابراتزي) وهم المصورون الذين يلاحقون المشاهير ويختارون لهم الصور الخاصة والساخنة من أجل بيعها الى المطبوعات بمبالغ كبيرة، وقد قيل أنهم كانوا السبب الرئيسي فى موت الأميرة.
فيلم متأخر:-
كان من الممكن لو أنتج هذا الفيلم مبكرا أن يستقبل بشىء من الحفاوة، الأميرة ماتت عام 1997 والفيلم أنتج عام 2009 والبون ساشع ما بين التاريخيين.
الأمر الآخر، إضافة ما يسميه الناس بالمجانين وهم أولئك الذين يتماهون فى شخصيات النجوم ويتخذونهم إنصاف إلهه، لا يعيشون إلا فى محيطهم. إنهم مجانين المشاهير الذين يصل بهم العشق أحيانا الى درجة القتل. فنسمع مثلا عن مجنون نيكول كيدمان ومجنون مادونا ومجنون منى زكى، ولم لا مجنون الأميرة ديانا.
لكن ومع كل ذلك، فإن هذا الفيلم (مجمنون أميرة) يعد من أسوأ الأفلام المصرية التى تم إنتاجها فى السنوات الأخيرة، رغم المحاولات اليائسة لتركيب هذه القصة بطريقة تصح أن تكون أساسا لفيلم عربي تدور احداثه فى مصر.
فى الأصل، يصعب أن نتوقع فيلما جيدا من مخرجه مثل إيناس الدغيدي، ليس بسبب ما اشتهرت به من تجاوزا من جرأة. ولكن لأن إمكانات هذه المخرجة لا تسمح لها بتقديم فيلم له قيمة سينمائية كبيرة، صيح أن الموضوع يكون أحيانا لافتا للنظر، ولكن عدا الموضوع يبرز شىء على الأخلاق، اللهم نجاح ممثل أو ممثلة، وهو أمر مرهون باعتبارات ليس لها علاقة بمستوى الفيلم.
نذكر بأن أول فيلم للمخرجة كان بعنوان: عفوا أيها القانون – 1985) وقد آثار الفيلم جدلا كبيرا بسبب موضوعه بالدرجة الأولى، وهكذا جاءت باقى الأفلام على نفس الوتيرة: امرأة واحدة لا تكفى، القاتلة – استاكوزا – مذكرات مراهقة - دانتيلا – الباحثات عن الحرية – كلام الليل.
وجميع تلك الأفلام تقريبا تركز على الموضوع بالدرجة الأولى، ولكن الجانب الفني يبقى ضعيفا وغير لافت للنظر، والدليل على ذلك ان المخرجة لم تنل أية جائزة على إخراجها لكل تلك الأفلام طوال مسيرتها الفنية.
رغم ذلك، فإن أفلام هذه المخرجة تظل على مستوى متوسط، من ناحية السرد البسيط للقصة وأحيانا الاختيار الجيد للمثلين.
لا أرى أن مسألة الجرأة قضية ذات أهمية يمكن التركيز عليها، فالفيلم له اعتبارات أخرى ينبغى الاهتمام بها، ولا شك أن للمخرجة سقطات كبيرة. كما حدث فى فيلم الوردة الحمراء مثلا وفيلم لحم رخيص وفيلم هيا نرقص وأظن أن أفلام المخرجة القديمة تبقى هى الأفضل كما فى فيلم وقضية سميحة بدران وزمن الممنوع وديسكو ديسكو..
أفلام بسيطة:-
تحاول إيناس الدغيدى أن تركز على الموضوعات والمشاهد الساخنة لكى تخفي عجزا فى الأفلام واضحا، فأفلام المخرجة تمضى دون ان تلفت الانتباه ومن النادر جدا أن تجد لها مشهدا معبرا أو لقطة لها إيحاء فنى، كما أن أفلامها تخلو من الشاعرية أو الرقة، رغم أن الشخصيات النسائية هى الأهم بالنسبة لأفلامها، لكن تلك الشخصيات فى الغالب لا تشغلها إلا القضية الجنسية بدون مبرر فى أغلب الأحيان، بل والتصدى للقضايا الجنسية يكون منقوصا وبطريقة عجلى وغير ناضجة.
إن محاولة لفت الانتباه تبقى هى قضية هذه المخرجة الرئيسية. اما الباقى فلا قيمة له، لذلك لا يذكر الجمهور من أفلام المخرجة شيئا، فقد هبت أفلامها أدراج الرياح بسبب عدم التركيز على الجوانب الفنية.
هذا الفيلم (مجنون أميرة) يدور فى نفس الدائرة. محاولة لاختيار موضوع، يبدو على السطح أنه ساخن. هناك الأميرة ديانا وهناك مجنون مغرم بها، وهناك جوانب أخرى إضافية لها علاقة بالنقاش الدينى، ومحاولة شد الانتباه نحو علاقة ديانا بالدين الاسلامى، مع جانب تشويقى مترهل، يدفع باتجاه إظهار الأميرة وكأنها امرأة بريئة فى غابة من المتربصين بها. أي أن السيناريو قد قطع أشواطا فى تخييل الكثير من الموضوعات المختلفة وإلصاقها بالشخصية الرئيسية.
يبدأ الفيلم بشخصية تدعى إبراهيم، يعمل فى بوتيك للسواح، وهو يحلم بالأميرة ديانا ويحاول أن يشاهد فيلما لها فى أحد محلات الفيديو، إلا أن هذه الأميرة تأتى الى المحل وهى متنكرة فى ثوب صحيفة (كريستينا) لتبدأ سلسلة اللقاءات بينها وبين إبراهيم مع وجود طاقم حراسة للأميرة يقوده شخص يدعى ويليام.
صور مكررة:-
يعتمد الفيلم فى هذه المرحلة على التقابل بين الحياة الشعبية ونمط الحياة التى اعتادت أن تعيشها ديانا فى بلادها، ولقد كانت المشاهد الدالة على ذلك سيئة الى أبعد الحدود وخصوصا من حيث التصنع. فنحن نرى مثلا الأميرة ومن معها تأكل فى محل شعبى وتعانى بعد ذلك من نوعية الأكل.
اننا نرى أيضا الخلافات فى الأزقة الشعبية عند زيارة الأميرة (كريستينا) لمنزل إبراهيم، ويعد مشهد الأكل فى بيت إبراهيم بحضور الأم والخطيبة من المشاهد الضعيفة جدا فى الفيلم.
الفيلم ينقسم الى جزئين الأول خاص بالصحيفة كريستينا وهى نفسها الأميرة ديانا وقد تنكرت وزارت القاهرة بشىء من السرية.
الجزء الثانى.. يشمل زيارة الأميرة ديانا بنفسها للقاهرة ولا يمكن أن نفسهم سببا لهذه الزيارة المزدوجة.
يعيش إبراهيم حالة من أحلام اليقظة مع ديانا ويتوهم انها تحبه أو يحبها وهو يحاول الاتصال بها والاقتراب منها بصعوبة بالغة.
على المستوى الثانى الثانى هناك علاقة غريبة من نوعها بين إبراهيم وأمه (هياتم) فهى تتجاوز فى حديثها مع ابنها حدود الأم، كما أن تصرفاتها تبدو غريبة فى الفيلم، فهى مثلا تحدث معه وهى ملاصقة له فى السرير وكأن فى الأمر إشارة الى حالة عصيبة تعيشها الأم ولذلك فهى تبحث عن عشيق لها فى شخص الرجل الاجنبي ويليام. ولكن الفيلم لو يستمر فى هذا الاختيار ويترك ذلك الأمر الى موضوع آخر أساسه العلاقة بين إبراهيم وخطيبته أحلام والتى تفرض نفسها عليه، كما انها تسمح له بأن يتوهم العلاقة العاطفية التى تربطه بديانا، والفيلم يعتمد على إبراز سؤ التفاهم بين إبراهيم وخطيبته ورغم ذلك فإن كل منهما يقبل بوجود الآخر لضمان سير قصة الفيلم.
فى مرحلة لاحقة تحضر الأميرة ديانا بنفسها ومعها نفس المجموعة، فى زيارة افتراضية لمصر، ويدخل الفيلم الى مراحل من التخبط الذى لا مبرر له، فالأمر ليس له علاقة بين مجنون وأميرة، ولكن هناك محاولة لكسب التأثير العاطفى والوجدانى وذلك بالضرب على وتر الدين من أجل الفرقعة الإعلامية ولفت الانتباه.
يسير الفيلم بشكل أعرج وينتقل من مشهد الى آخر ولقد ربط بين ديانا ومحاولتها (مشهد متخيل) دخول الدين الاسلامى وعلاقة الآخرين بها، ونقصد بذلك الطرف الاجنبى المتمثل فى البلاد الملكي البريطاني الذى افترض الفيلم بانه يسعى الى القضاء على ديانا بعد أن طلقت وصارت حرة. كما أن عدد من الأفراد قد حاولوا ونجحوا فى استغلالها جنسيا بما فى ذلك حارسها الخاص، وقد اظهر الفيلم بشكل بريء وساذج ديانا وكأنها سندريللا، رغم أن هناك إشارات واضحة فى قصتها وتصريحاتها بأن علاقاتها العاطفية متعددة بحكم تحكم الجانب الحسى فيها وميلها الى هذه التجارب المتكررة.
اختار الفيلم مثلا مغمورا ليكون بطلا، وكان الاختيار موفقا الى حد ما، والممثل هو مصطفى متولى، ولقد شعرنا للحظات معينة بانه أقرب الى الممثل الايطالى (روبرتو بيني) وخصوصا وهو يقود دراجته العادية. أما الممثلة فهى تظهر لأول مرة وأسمها نورا رحال وهى مطربة لبنانية وشكلها بالطبع أوروبى ولكن تمثيلا ضعيف وخصوصا عندما تتكلم، رغم أنها شكلا مناسبا للتمثيل.
باقى الممثلين لا يشكلون أية أهمية وأحيانا يكون الضعف هو المسيطر عليهم جميعا فمن الصعب أن تفتنع بأن دور من الأدوار.
ديانا أخرى:-
لم أفهم أية علاقة يمكن أن تبنى بين ديانا والدين الاسلامى، فقد زارت فى البداية شيخ يدعى (مدبولى) لكى تتناقش معه نقاشا سطحيا حول العلاقة بين الأديان فى مرحلة أولى، ثم تلتقى بشيخ الأزهر أيضا الذى يلقى حديثا كله أخطاء لغوية، وهو ينتظر منها دخول الدين الاسلامى، لكنها لا تفعل ذلك.
من الواضح ان طرح قضايا المرأة وعلاقة الإسلام بالأديان الأخرى والحديث عن المعفرة والتكفير عن الخطايا الجنسية كلها موضوعات قد استخدمت لشد الجمهور ولكن دون جدوى.
حاول الفيلم أيضا أن يمر على فكرة العنف وممارسته من خلال جماعات معينة حاولت الاعتداء على الأميرة ديانا، ولكن محاولة قتلها فشلت، وتورط فيها بطريقة مضحكة مجنون الأميرة نفسه إبراهيم، والفيلم ملىء بالناقش النظرى والذى كان عاملا من عوامل ضعف الشريط، رغم التوهم بأن إثارة الموضوعات الدينية ستكون عاملا ايجابيا فى اصطياد الجمهور للفيلم ولو كان الأمر مجرد ثرثرة ليس إلا.
هناك محاولة لاختيار مواقع تصوير مختلفة، والغريب أن ينتقل الفيلم فجأة الى منطقة العلمين لأن الأميرة تريد ذلك. وفى المنطقة تتضح أن هناك محاولة من قبل البلاط الملكى نفسه لقتل الأميرة، عن طريق وضع قنبلة ضمن قنابل الصحراء.
غير أن إبراهيم يرحل الى العلمين أيضا ويدخل السجن ويهرب منه بطريقة مضحكة وساذجة، ثم يعمل على حماية الأميرة. غير أن الجميع لا يصدقونه، وبالاعتماد على نفسه يحمى كريستينا أو الأميرة من القنبلة التى انفجرت بعيدة عنها.
المشهد تم تنفيذه بطريقة سطحية ولا مانع منت إضافة أغنية خفيفة فى الصحراء من خلال إيقاعات وألحان منطقة "مرسى مطروح". كما سبق للفيلم أن قدم أغنية للمطربة أمينة من النوع الخفيف، تدعو فيها النساء والى الاستجابة السريعة الى المتطلبات العاطفية مهما كان نوعها، وإلا سيلحقهن الندم.
يتم نقل الأميرة ديانا فى طائرة عمودية خاصة وفى نفس الوقت يقتل إبراهيم بلا سبب واضح إلا أنه يجرى وراء الأميرة بعد أن قام بإنقاذها.
بالطبع ينتمى الفيلم بجنازة الأميرة، كما هى فعلا، وكأنه فى ذلك استمرار لنفس الخطة المدبرة لقتلها من قبل العائلة المالكة فى بريطانيا.
الفيلم يقوم على التهيؤات والافتراضات والخيال، ولكنه خيال قاصر لا يرتبط بالجانب الفني والتقني، ورغم مظاهر الكوميديا إلا الفيلم ليس كوميديا، ولعل المخرجة إيناس الدغيدي لا تحسن إخراج هذه النوعية من الأفلام، رغم الجهد الواضح الذى بذل فى تركيب هذه القصة المفتعلة والفيلم من جميع المستويات هو مجرد إضاعة للوقت، فى زمن تعانى فيه السينما المصرية من مشكلات كثيرة، وهذا الفيلم له دلالة واضحة على نوعية هذه المشكلات.
الجمعة، 9 أبريل 2010
لقاء الصورة الحرة ]جائزة واعتذار
جائزة واعتدار فى لقاء الصورة الحرة
قرر الدكتور خالد شوكت رئيس مهرجان الفيلم العربي بروتردام دعم مهرجان لقاء الصورة الحرة المقرر اقامته في القاهرة من 11الي 15 ابريل 2010
بجائزة مالية لاحسن فيلم تقدر ب2500 جنية مصري اضافة الي تاهل الفليم الفائز اليا الي المسابقة الرسمية للمهرجان المقرر اقامه دوررته العاشرة في الفترة من 23 إلى 27 يونيو 2010 وقال الدكتور خالد شوكات ان هذة الجائزة تاتي في اطار سياسة مهرجان الفيلم العربي بدعم شباب الفن السابع العربي في كل مكان وخاصة مصر وحتي يجدوا متنفسا لعرض اعمالهم واوضح شوكات ان روتردام العربي سبق وان دعم افلام السينما المصرية المستقلة مثل عين شمس لابراهيم البطوط الفائز بجائزة احسن عمل اول من الدورة الثامنة للمهرجان وبصرة لاحمد رشوان والذي حصد بطله باسم سمرة جائزة أفضل ممثل من هذا الحدث السينمائي مع حصول العديد من الافلام القصيرة والتسجيلية المصرية المستقلة علي صقور روتردام السينمائية واضاف رئيس مهرجان الفيلم العربي بروتردام ان شبكة السينما العربية برئاسة تحرير الصحفي المصري اشرف البيومي الذراع الاعلامي للمهرجان ستكون احد الادوات الفعالة لدعم هذا النشاط المصري العربي الوطني
يشار إلى أن مهرجان الصورة الحرة جاء بعد موافقة وزير الثقافة المصري فاروق حسني على إقامته بقصر السينما بالقاهرة كنوع من التعويض لصناع هذه الأفلام والذين انسحبوا من مهرجان لقاء الصورة الفرنسي الذى انطلقت فعالياته مساء الخميس 8ابريل 2010 بدون مشاركة مصرية اعتراضاً على مشاركة مخرجة إسرائيلية بالمهرجان.
وتستمر فعاليات مهرجان الصورة الحرة حتى يوم الخميس 11ابريل ، ويمنح 7 جوائز مختلفةوسيتم منح عضوية نقابة السينمائيين منتسبة للفائزين بجائزتي افضل مخرج، وافضل سيناريو، ويشارك فى عضوية لجنة التحكيم المخرج أحمد عاطف والمخرج سمير عوف والناقدة السينمائية علا الشافعى بينما تشتمل الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، التي ستنعقد خلال الفترة من 23 إلى 27 يونيو 2010، على عدد من الأنشطة السينمائية والفنية من بينها قسم لسينما الشباك المصرية تنظيم برنامجين خاصين ضمن فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان، الأول سيخصص لموضوع "سينما الهجرة"، حيث ستعرض من خلاله العديد من الأفلام التي تناولت ظواهر الهجرة السرية "الحرقان أو الحرقة أو الحراقة"، و مشاكل التي صاحبت وجود الأقليات المهاجرة في دول أوربا الغربية، أما الثاني فسيشتمل على أفلام روائية ووثائقية سلطت الضوء على قضايا المرأة في المجال العربي والأوربي، وخصوصا النماذج النسوية المشرقة التي ناضلت على أصعدة كثيرة، في التنمية والبيئة وحقوق الإنسان كما ستشهد الدورة العاشرة للفيلم العربي بروتردام تنظيم ورش عمل في ميادين السيناريو والنقد والإنتاج والتوزيع، سيفتح باب المشاركة فيها أمام طلبة المعاهد السينمائية الأوربية من أصل عربي، و سيشرف عليها خبراء عرب و أوربيين. وستمنح الأولوية في المشاركة للمهتمين الذين لديهم مخططات أو مقترحات عمل في المجالات التي يرغبون في تطوير مهاراتهم فيها يذكر أن هذه الورشات مجانية، وقد ساهمت في مساعدة عدد من المخرجين والمنتجين الشباب على استكمال مشاريعهم و إيجاد شركاء جديين لأعمالهم.
وسيكون المطرب الشعبي الفلسطيني "أبو عرب"، وفرقة سعيد للدبكة الفلسطينية، نجوم حفل اختتام الدورة العاشرة، الذي سيشهد أيضا توزيع جوائز الصقور الذهبية والفضية على الفائزين بها. و قد سبق لمهرجان الفيلم العربي أن خصص طيلة دوراته السابقة حيزا كبيرا للقضية الفلسطينية، سواء من خلال برامج خاصة بالسينما الفلسطينية، أو تكريم بعض رموزها أو بعض المخرجين الأوربيين الذين اشتهروا بمساندتها
اعتذر الفنان تامر عبد المنعم مدير قصر السينما يالقاهرة والمشرف علي الدورة الاولي لمهرجان الصورة الحرة المقرراقامته في الفترة من 11 الى 15 ابريل 2010 عن قبول الجائزة المقدمة من مهرجان الفيلم العربي بروتردام لمساندة هذا الحدث الوليد وقال عبد المنعم ان وزراة الثقافة المصرية ستتحمل اعباء هذة الدورة الاولي بالكامل شكرا الدكتور خالد شوكات رئيس مهرجان الفيلم العربي علي هذة المبادرة لمساندة هذا الحدث الذي يعتبر متنفسا جديدا لشباب صناع السينما المصرية يشار إلى أن مهرجان الصورة الحرة الاول جاء بعد موافقة وزير الثقافة المصري فاروق حسني بناء علي اقتراح من المخرج والناقد المصري احمد عاطف على إقامته بعد اكتشاف مشاركة مخرجة اسرائيلية في لقاء الصورة السادس الذي ينظمه سنويا المركز الثقافي الفرتس بالقاهرة التزاما بالموقف الوطني لجموع المثقفين المصريين بعدم اقامة علاقات من اي نوع مع الدولة العبرية الابعد استرداد كافة الحقوق العربية المشروعة
كنوع من التعويض لصناع هذه الأفلام وحتى يجدوا متنفساً لعرض أفلامهم، خصوصًا أن أغلبهم ينتمون للسينما المستقلة
الأحد، 4 أبريل 2010
عدم السكوت عن الكلام المباح
عدم السكوت عن الكلام المباح
فى الفيلم السابق للمخرج يسرى نصر الله، وكان بعنوان (جنينة الأسماك) 2008 ظهرت فكرة التواصل مع الجمهور والتأكيد عليها من خلال صوت المذيعة (هند صبرى) وبرنامجها الليلي فى الراديو) حيث يسترسل كل شخص فى الحديث عن نفسه فيما يشبه اعترافات ما بعد منتصف الليل أو البوح الذاتى لجمهور محدود.
فى الفيلم الجديد (أحكى يا شهرزاد) شىء مما تقدم، مع بعض الاختلافات، حيث تسيطر فكرة التواصل مع الجمهور والخوف منه على مجريات الأحداث، ولكن هذه المرة نجد أمامنا برنامجا مرئيا، يعتمد على الحوارات المباشرة، بإعادة فكرة المصارحة والحديث عن الذات والتجارب الشخصية بطريقة صادمة للجمهور، بل تبدو صادمة للواقع فى أكثر الأحيان
ومثلما نجح الفيلم السابق فنيا ونقديا، حقق الفيلم التالى نجاحا أوسع، وربما صادفه بعض النجاح التجارى أيضا، بعكس أفلام هذا المخرج السابقة والتى ظلت حبيسة المهرجانات والعروض الخاصة وأحيانا القنوات الأجنبية الداعمة للإنتاج.
تدرج وتصاعد:-
والواقع أن هناك تدرج واضح فى تعامل هذا المخرج مع الجمهور، ونقصد بذلك جمهور السينما التقليدي، فمن فيلم مثل (سرقات صيفية 1988) . الذى هو أقرب الى السيرة الذاتية أو مقاطع من هذه السيرة، الى فيلم (مرسيدس 1993) والذى فيه الكثير من التجريب، وكان فيلم (صبيان وبنات – 1995) أقرب الى الفيلم التسجيلي. أما فيلم المدنية فهو أقرب أفلام المخرج الى الجمهور وكذلك فيلم باب الشمس 2004 والذى له طابع ملحمى. أما هذا الفيلم الأخير (أحكى يا شهرزاد) فهو فيلم من أفلام القضية أيضا، ولكن القضية الاجتماعية التى يمكن اعتبارها نسائية بالدرجة الأولى. ولعل الجانب الفكرى يظل من أهم مشاغل هذا المخرج والذى بدأ ناقدا سينمائيا، ثم تلميذا فى مدرسة المخرج يوسف شاهين، الى حين وصوله الى درجة عالية من التميز والخصوصية.
الأمر الثانى الذى لا يمكن إغفاله، إن هذا الفيلم هو أول تعاون بين السينارست وحيد حامد والمخرج يسرى نصر الله، ويعرف عن الأول حسن اختياره لموضوعات أفلامه، وهو الذى قدم أفلام جيدة تحسب له باعتباره سيناريست، وأحيانا توضع اهميته قبل المخرج الذى يتعامل معه، وبالتالى نقول بأن هناك أفلام هى من كتابة وحيد حامد مثل البرىء ـ الغول ـ الهلفوت ـ اللعب مع الكبار ـ النوم فى العسل ـ الإرهاب والكباب ـ سوق المتعة ـ وغير ذلك من الأفلام الناجحة.
يحيلنا عنوان هذا الفيلم الى شهرزاد، الشخصية التاريخية الشهيرة والتى اقترنت بقصص ألف ليلة وليلة، فهى التى سردت كل القصص بمختلف أنواعها بدافع الحفاظ على أرواح بنات جنسها، فالحكايات بالنسبة لها إضافة حياة واستمرارها، بينما الصمت أو التوقف عن السرد يعنى الموت.
لا يأخذ الفيلم إلا مسألة السرد نقلا عن التجارب الشخصية مدخلا لهذه المرأة التى اعتبرها اقرب الى شهرزاد. إنها امرأة تقص علينا تجاربها الصعبة، بسبب الرجل أولا وأخيرا.
ولعل النساء أو النماذج المختارة لهذا السرد، يحاولن التواصل مع الجمهور، من خلال البرنامج المرئى (نهاية المساء، بداية الصباح) وهو عنوان مقتبس من الجملة الشهيرة التى تتردد فى نهاية كل قصة من ألف ليلة وليلة (وهنا أدركت شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
بداية أولى:-
يبدأ الفيلم بداية، فيها شىء من المخاوف، وربما كان المر مجرد حلم يفاجىء المذيعة هبة، وكأننا سوف نأتى فى النهاية الى ما يشبه الكابوس، وهذا ما يحدث فعلا، ولكن فى إطار العلاقة الزوجية بين هبة وزوجها الصحفى كريم.
سوف نرى فى المقدمة لوحات من ثمار الطماطم وأحيانا البصل مع موسيقى هادئة ومتصاعدة، يصطحب كل ذلك العنوانين والأسماء، ولا نستطيع أن نعطى دلالة مؤكدة على هذا المعانى، فهو من اختيارات المخرج التى تكشف عن روابط الأكل بالحياة، والمقصود بذلك متع الأكل التى تخفى سيطرة وإجحاف فى حق المرأة وهكذا نجد أن الزوج كريم يستخدم الجنس لإسكات صوت الزوجة ويجعلها غير قادرة على التمرد أو الاعتراض. كلاهما حاجة ومتعة ووسيلة ضغط.
هذا الأمر سنراه يتكرر مع نماذج أخرى، بل إن مشكلة المرأة الجنسية تبقى هى نقطة ضعفها، سواء أكان الأمر فى شكل زواج رسمى أو زواج غير رسمى وعلى نفس الوتيرة، وبطريقة أفضل يستخدم الفيلم طريقه الشرائح الاجتماعية فى استعراض فكرته، والتى لا نستطيع أن نحشرها فى إطار الفكرة الواحدة الضيقة، بل هى تتعدى ذلك الى آفاق أرحب، وربما تقترب من السياسة أيضا، اذ من الصعب اعتبار قضية التعبير العلني عند المرأة مجرد قضية نسوية خاصة، ولاسيما وأنها قد صارت تصل الى أكبر عدد من المشاهدين، وأظن ان برامج الحوارات المباشرة، ذات الطبيعة الساخنة، هى التى أو حق بفكرة هذا الفيلم، فالفيلم مرتبط بوسائط الاتصال الحديثة، حيث يتم الكشف عما كان بالأمس مجرد بوح شخصى بين شخصين أو أكثر.
ان البرنامج الذى تقدمه قناة (الشمس) عن طريق المذيعة هبة، يدعو النساء الى الكشف عن الخبايا الداخلية وعدم الاكتفاء بالصمت والتستر على ما وقع لهن، وهذا بالطبع يخالف ما درج عليه المجتمع، اذ يطالب المجتمع المرأة بأن تصمت وتتخفى فى الظل.
كانت المذيعة هبة تسير نحو اتجاه مختلف فى البداية، فهى تقدم حلقة معينة مثلا تستضيف فيها رجل أعمال يدعى ادهم (محمود حميدة) وهى تدخل معه فى حوار بقصد إثبات وجودها أمامه، باعتبارها مذيعة ناجحة ولامعة.
لكن هناك تغيير وقع فى حياتها عندما واجهتها فتاة تعمل فى محل للملابس الراقية والعطور والإكسسوارات، حيث كشفت لها عن أن هناك عالم آخر، ربما كان عالم الحجاب الصغير، والذى يرغم فتاة مثلا على أن تكون امرأة مزدوجة الشخصية، تعمل فى محلات راقية وتعيش فى الظل وعلى الهامش فى الإحياء الشعبية، حيث ترغم على ارتداء الحجاب وما تبعه من أوامر.
بداية ثانية:-
كان لابد من وجود نقطة بداية مختلفة لهذه المذيعة وهذا ما حدث فعلا، فقد تحول هدف البرنامج وبدلا من اختيار النجوم واللامعين، صار الاختيار يقع على من هو هامشى ووضعه أمام بؤرة الضوء من خلال الحكي وتقديم التجربة الحياتية.
بالإضافة الى المذيعة والتى تتحول بالتدرج الى نموذج وليست مجرد وسيط فقط.
وفى مشهد نرى فيه المذيعة وقد ركبت حافلة عامة، مع فتاة أخرى تعرفت عليها، فى هذا المشهد تجبر المذيعة على ارتداء حجاب الرأس بسبب نظرات النساء اللافحة إليها، باعتبارها مختلفة عن غيرها من النساء.
النموذج الأول هى امانى (سوسن بدر) امرأة تسكن فى بيت اجتماعى لصالح النساء المسنا، وتعمل فيه فى نفس الوقت، وما يميز هذه المرأة انها لم تتزوج وظلت عذراء الى ان بلغت الشيخوخة أو كادت، إذا اعتبرنا أن ذلك ميزة.
والحقيقة انه لا توجد قضية واضحة بالنسبة لهذه المرأة، ولذلك كانت نسبة الميلودراما ضعيفة أثناء سردها لحكايتها، وخصوصا وانها اعتادت أن تعيش بلا رجل طوال حياتها. كما أن الفيلم استفاد منها فى تقديم جرعة من الصراحة المكشوفة.
ولاسيما فيما يتعلق بحجاب العقل الذى يعيشه المجتمع، والمشكلة الجنسية التى تعانى منها المرأة أحيانا وكيفية التأقلم مع هذه المشكلة.
من ضمن ما روته (أماني) قصتها مع (احمد فضل) وهو رجل طرح عليها صفقة زواج بشرط أن تكون كل الأمور بيديه، وهو ما رفضته امانى فى مكان عام وأمام الجميع.
يبدو المشهد الذى اختير ليمثل هذه الصفقة وكأنه اقرب الى المشهد السافر، ولاسيما وأن أداء الممثل حسين الامام قد جاء متوافقا مع ذلك، وقد بدا واضحا أن المشكلة تكمن فى حاجة المرأة الى الرجل بشكل حاسم وحاد، ولذلك نجدها تضحى بكل شىء من أجل ذلك، وهذا ما لم تفعله اماني وهذا ما صرحت به أمام الكاميرا على الهواء مباشرة.
القصة الثانية تبدو وكأنها منفصلة، أي أنها فيلم داخل فيلم وبالفعل، ينشى الجمهور المتابع للفيلم الموضوع الرئيسى بسبب حضور هذه القصة، وهى تتركب من ثلاثة نماذج والأهم النموذج صفاء. إنها الأخت التى يتتبعها الفيلم، فهى قد دخلت السجن وخرجت منه بعد سنوات طويلة وهى تعيش مع السجانة بعد أن مرضت الأخيرة وتحتاج الى من يخدمها ويرعاها.
حكاية وأكثر:-
أما القصة فهى أقرب الى حكايات ألف ليلة وليلة (حكاية التاجر والشقيقات الثلاث)، ويشعر المتابع بأن الجانب القصصي فيها قد ساء على الجانب الواقعي.
إننا أمام ثلاث شقيقات، صفاء وهناء ووفاء، يستلمن محل والدهن بعد موته وبعد طرد العم المتلاعب بالمال، ولكن العامل فى المحل التجارى (مواد بناء وأدوات صحية وعيرها) إبراهيم الخفيف ظل هو المشكلة، لأن الأخوات رغبن غيه زوجا بعد أن طال انتظار الزوج، وكل أخت تتوقع أن يتزوجها، إلا انه يتزوج عرفيا صفاء، وفى الوقت نفسه تكشف كل فتاة بأنها على علاقة معه وهى علاقة مباشرة وخفية، إلا أن الزوجة الفعلية تعتبرها جريمة، ولذلك تقوم (صفاء) بقتل إبراهيم وحرق المحل بكل ما فيه، وطرد الأختين من البيت وكان ممد الشريف فى الدور متميزا.
كما قلت تبدو القصة سردية وبسب الحوادث المتلاحقة والشخصيات المتقاربة لا نكاد نشعر بوجود سبب حقيقى واضح لعملية القتل، وخصوصا وأن كل أخت تتصرف وكأنها على معرفة بعلاقات إبراهيم العاطفية. وبالطبع يذكرنا ذلك بقصة الخاتم ليوسف إدريس، والتى تحولت الى فيلمين قصيرين فى إنتاجين متلاحقين.
تصعب العودة الى باقي القصص والى القصة المحور (هبة مع زوجها ومع برنامجها) لأن قصة الأخوات الثلاث ظلت طاغية على الأحداث وهى طويلة نسبيا، لنصل فى نهايتها الى تقديم صفاء القاتلة أمام الجمهور من أجل الاعتراف بأسباب القتل.
إن المشاهد فى الفيلم تبدو طويلة نسبيا ولا يستخدم الفيلم طريقة المونتاج السريع ولا يركز على القطع، ولكن الأحداث يتم سردها ببساطة وبتقليدية واضحة، ليست بالطبع من سمات وخصائص وأسلوب المخرج من خلال أفلامه السابقة.
لقد نجح الفيلم فى تقديم خلفيات غير متشابهة بالنسبة لتقديم البرنامج، فكل امراة لها خلفية تتناسب مع قصتها وطبيعتها.
يتصاعد الخلاف بين الزوج الصحفى كريم (ممثل ضعيف حسن الرواد) والزوجة المذيعة (هبة) والتى قامت بدورها الممثلة منى زكى بطريقة جيدة، يتصاعد الخلاف مع استمرار الفيلم.. الزوج يهمه مستقبله الصحفى ويتطلع الى ان يكون رئيسا للتحرير، ولكن برنامج الزوجة التلفزي يسبب له المشكلات المتتالية، فضلا عن مراعاة الزوج للمسؤولين على حساب زوجته، ورغم إنه هذا الزوج هو الثانى بالنسبة لهبة، إلا انها مستعدة للتضحية به، إذا كان ذلك سيكون فى مصلحة موقفها وموقف عملها الانتقادى والذى يجر معه تبعات وفضائح كثيرة، فقد صارت هبة صاحبة قضية ما ولو كانت غير واضحة.
زوج وزوجة:-
النموذج الثالث هى الطبيبة (درة) والتى يتعرف عليها رجل الأعمال أدهم، ولكنه مثل الرجل السابق (احمد فضل) يهمه النصب فقط، ولذلك يتزوج بها فى مشهد (كتب العقد) والذى يظهر طويلا كأنه صفقة تجارية بالنسبة للزوج، وعندما يصبح هناك حمل، يعلن الزوج عدم مسؤوليته ويعتبر الزوجة خائنة ويهددها بالفضيحة أو رفع مبلغ مالى كبير، وتستجيب الزوجة (نقطة ضعف فى السيناريو) لكنها لا تدفع المال المطلوب وتتحول الى معارضة لهذا الرجل (ادهم) بعد أن تم تعيينه وزيرا. وهنا يربط الفيلم قليلا بين المشكلة الجنسية والمشكلة الاجتماعية السياسية، ولكن فى حدود ضيقة، يغلب عليها النظرة البسيطة السريعة، فبدلا من رفع الدعوى القضائية تلجأ طبيبة الأسنان الى التظاهر فى الشارع، تم القبض عليها مباشرة ـ والخاسرة طبعا هى الزوجة، وهى تعترف بأنها قد تخلصت من الجنين لأنها لا تريد أن ترتبط بزوجها بأية طريقة كانت. رغم انها تكتشف خداعه من خلال تجربته من زوجته الأولى المطلقة.
ربما لو ناقشنا الكثير من التفاصيل، لوجدنا بعض نقاط الضعف فى تركيب بعض الشخصيات، ولكن هذا الخلل لا يمنع من الحضور القوى للنماذج المختارة وحسن تأثيرها على المتفرج. مع حوار مختصر ومكتوب بطريقة فى إيحاء وإثارة، والأهم هو وجود سلاسة فى السرد، وكأننا أمام ارتباط عفوى بين السرد عند شهرزاد والسرد فى الفيلم.
لابد من التأكيد على أن التمثيل كان له جانبا ايجابيا من خلال اختيار بعض الممثلين وخصوصا منى زكى فى دور مختلف نسبيا وكذلك سوسن بدر ومحمود حميدة وحسين الامام ودرة التونسية وأيضا الاختيارات الأخرى الجانبية والرئيسية فى نفس الوقت، ومما يحسب للفيلم عدم وقوعه فى الميلودراما، رغم إن القصص توحى بذلك.
ولكن، تبدو فكرة استبعاد النموذج الجيد للرجل ض ، فالمواجهة دائما بين نساء مظلومات ورجال طغاة ولا يوجد خليط بين الاثنين أو تداخل يسمح بالتعبير المحايد، فتحول الفيلم الى صراع بين الرجل والمرأة، لمصلحة المرأة طبعا والنظرة المحايدة المفقودة، ربما لا تساعد على إبراز الفكرة، ولهذا تخلص منها الفيلم لمصلحة المنظور الاحادي الجانب.
ينتهي الفيلم بالنموذج الرئيسي (هبة) وقد جاءت متأخرة الى برنامجها، وظهرت وهى شبه مشوهة بسبب اعتداء زوجها عليها بالضرب، بسبب صراع المصالح، ولاسيما وان التغييرات الإدارية قد استبعدته رئيسا للتحرير، رغم أن أحد الأصدقاء قد حلم به رئيسا جديدا متوقعا.
سوف نلحظ بأن المشكلة بين هبه الزوجة كريم الزوج، تقوم على صراع العمل والحضور الاجتماعي، لأن الزوج يتصور بأن برنامج زوجته الفضائحى كان هو السبب فى استبعاده من الترقى فى الصحيفة التى يعمل بها. أما باقى النماذج فإن القضية قد تبدو واجتماعية أو جنسية أو نفسية بالنسبة إليهن.
كما رأين، فإن هذا الفيلم هو وليد الظروف الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة، وتطور وسائل الإعلام، والانتقال من الصورة الخلفية الى الصورة الظاهرة، بالنسبة للمرأة ومن الاختباء وراء الجدران الى الحضور العلني والتصريح بالقول وعدم السكوت عن الكلام المباح.