الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

وجوه


وجوه

نادية لطفي ذات النظارة السوداء

نادية لطفي أو بولا محمد لطفي هي إحدى أهم ممثلات السينما في مصر وهي تجمع بين التمثيل والنجومية في آن واحد ، حتى أنها ظهرت في عشرات الأدوار المتنوعة التي تؤكد موهبتها .

كانت من أجرأ الممثلات ، ولقد أخفى عليها شكلها وقاراً وهيبة بالإضافة إلى جمال هادئ ، استطاعت التحكم فيه لمصلحة نادي لطفي الممثلة وليست النجمة فقط.

1- ولدت عام 1938 في حي عابدين بالقاهرة . الأب محاسب من الصعيد والأم من الشرقية . أما الاختيار السينمائي فقد جاء بالصدفة وحدها ، ذلك أن الاختيارات العملية بالنسبة لنادية لطفي كانت متعددة فقد كانت تجيد الرسم والكتابة والتصوير الفوتوغرافي ولها مشاركات في كل هذه الهوايات .

وقفت على خشبة المسرح وهي صغيرة ولكنها لم تكمل لأنها لم تحفظ دورها بشكل جيد .

خدمها صديق العائلة المنتج (جان خوري) فقد عرّفها على بعض المخرجين ولا سيما بعد فوزها في مسابقة اختيار أجمل مصطافة على شاطئ الإسكندرية ، ويتحدث الراحل سعد الدين وهبة عن ذلك ، ويجمع على أن نادية لطفي كانت تستأثر باهتمام الشباب في تلك الآونة وقبل أن تكون ممثلة معروفة .

جمالها الهادئ ذو الطبيعة الأوروبية ، كان مدخلا للنجاح ، ولكن وحده الجمال لم يكن كافياً ، فمن يعرف أدوار نادية لطفي يدرك جيداً أنها خرجت عن إطار المرأة الجميلة لتؤكد حضوراً غير مسبوق في السينما المصرية ، وخصوصاً وأن باق ممثلات جيلها كن على قدر كبير من الموهبة والجمال مثل برلنتي عبدالحميد وسعاد حسني وزبيدة ثروت وسميرة أحمد وغيرهن الكثيرات .

2- يقولون بأن الاسم نادية لطفي جاء من رواية (لا أنام) لإحسان عبدالقدوس ، فقد كان من المتوقع أن تقوم بالدور ، ويقولون أن الكاتب قد رفع دعوى قضائية ضدها بسبب اختيار هذا الاسم .

أما التوجه إلى التمثيل فقد جاء بعد الطلاق والفشل في تجربة الزواج الأولى . فقد كانت الزيجة من ضابط من البحرية ،والزواج الثاني كان فاشلاً أيضاً ، والتجربة الثالثة كانت أكثر فشلاً لأنها لم تستمر إلا شهوراً ، وعبر هذه الرحلة مع الزواج لم تنجب نادية لطفي فيها إلا طفلاً واحداً من زوجها الأول . التقت بيوسف شاهين منذ البداية وكان اللقاء عائلياً ضمن تشاور الأسر المسيحية فيما بينها ، ووعدها بفيلم ، وبالفعل شاركت فيه وكان بعنوان (حب إلى الأبد) مع محمود المليجي وأحمد رمزي ، وكان الفيلم له طبيعة عاطفية واجتماعية . لكن المخرج نيازي مصطفى كان هو الأسبق ، فقد وافق على اختيارها في دور صحفية في فيلم ( سلطان) 1958 مع فريد شوقي وبرلنتي عبدالحميد ورشدي أباظه . وعرض الفيلم فعلاً وشهد نجاحاً كبيراً بحكم أن شخصية (سلطان) كانت أقرب إلى الحقيقية ولأن أفلام نيازي مصطفى كانت مليئة بالتشويق والحركة . والفضل كله للمنتج رمسيس نجيب صاحب الاكتشافات المهمة .

توالت الأفلام .. الفيلم الثالث جاء بعنوان(حبي الوحيد) للمخرج كمال الشيخ وكان ذلك عام 1960 بمشاركة كل من عمر الشريف وكمال الشناوي . وإلى هذه اللحظة يعتبر هذا الشريط من العلامات المتميزة في السينما المصرية وخصوصاً وأنه يتناول العلاقة الثلاثية (الزوج والزوج والحبيب) من منظور جديد ومختلف ، بالإضافة إلى عناصر الإمتاع التي يتحلى بها أسلوب كمال الشيخ والذي يقترب من الطريقة البوليسية في المعالجة . تقوم نادية لطفي بدور منى والتي تقف حائرة بين رجلين إلى لحظات التضحية في النهاية.

3- من الأفلام الوطنية الحربية(عمالقة البحر) للمخرج سيد بدير وأفلام أخرى عادية مثل (السبع بنات) و( مع الذكريات) و(عودي يا أمي) ، وكلها تدخل من باب الرومانسيات المتعارف عليها في السينما المصرية .

في عام 1961 تشترك نادية لطفي مع أكبر عدد من الممثلين في فيلم( لا تطفئ الشمس) إخراج صلاح أبو سيف ، وهي تجربة كبيرة بالنسبة لهذه الممثلة ، ولا سيما وإن حضورها كان جذاباً مع كل من فاتن حمامة وعماد حمدي وشكري سرحان وأحمد رمزي وليلى طاهر وغير هؤلاء الكثير .

أما الفيلم الأكثر نجاحاً على المستوى التجاري فقد كان (الخطايا) للمخرج حسن الإمام ، أمام عبدالحليم حافظ ، وهذا الفيلم يؤكد نجاح نادية لطفي في الأدوار العاطفية الرومانسية التي اعتادت عليها .

تستمر الأفلام ونذكر منها (قاضي الغرام ـ مذكرات تلميذة ـ من غير ميعاد ـ أيام بلا حب) .

في عام 1962 تؤدي نادية لطفي دورا مختلفاً في فيلم ( صراع الجبابرة) للمخرج زهير بكير ، ونعني بذلك دور الفتاة ليليان اليهودية والتي تنتمي للمقاومة وتدعمها ويساعدها في ذلك عملها راقصة في أحد الملاهي ، إلا أنها تموت في النهاية.

الفيلم يعتمد على بعض المعلومات التي توفرت بعد حرب 1948 وكذلك العدوان الثلاثي على مصر 1956 .

ولابد أن نذكر هنا بأن الممثلة ليلى فوزي كانت من أكثر الممثلات إجادة لدور الأجنبية وسوف نلحظ أن أدوار نادية لطفي في هذا الصدد متحركة وليست نمطية.

4- على نفس النسق وبعد فيلمين أقرب إلى أفلام الكوميديا الاجتماعية ، وهما(حياة عازب ) و( جواز في خطر) يأتي الدور المعروف لنادية لطفي ، ونقصد به دورها في فيلم (الناصر صلاح الدين) للمخرج يوسف شاهين عام 1963 ، فقد قامت بدور الفتاة الأجنبية (لويزا) والتي عاشت قصة حب مع عيسى العوام أحد رحالات صلاح الدين .

لن تتكرر تجربة اللقاء الفني بين يوسف شاهين ونادية لطفي بعد ذلك ، ولكن دخل على الخط العديد من المخرجين ومن أهمهم حسام الدين مصطفى ، وحسين كمال وحسن الإمام وكمال الشيخ وغيرهم .

في عام 1963 ، جاء الفيلم الشهير(النظارة السوداء) لمخرجه حسام الدين مصطفى وهو فيلم بدا وكأنه يسير على منوال فكرة التحرر والبحث عن الحرية بالنسبة للمرأة ومع تداخل وتلاحق كل الأجيال ، ويوضح الفيلم في نفس الوقت الحدود التي تفرض نفسها أمام المبالغة في التحرر الاجتماعي .

ولقد حققت نادية لطفي بشخصية (ماجي) نجاحا واسعاً جعلها نجمة سينمائية متفردة تختلف عن بنات جيلها .

5- كما قلنا هناك أفلام اجتماعية وذات طبيعة رومانسية كثيرة في حياة نادية لطفي، ومن ذلك (سنوات الحب) و(حب لا أنساه)و ( دعني والدموع) و ( هارب من الحياة) وجميعها أفلام تؤكد على استقلالية الشخصية ، فهي في الغالب الفتاة التي تدعو إلى التحرر وتقف ضد التقاليد القديمة ، ولكن طبيعة الإنتاج لا يسمح كثيراً بأفلام خارجه على النمط السائد ، من الأفلام المعروفة فيلم بعنوان(ثورة البنات) لمخرجه كمال عطية 1964 وهو يتطرق إلى شخصيات نسائية يبحثن عن الزواج ويرفضن الطريقة القديمة ، بل أن إحدى الفتيات تعتزم التقدم لخطبة الرجل دون انتظار لمن يخطبها .

مكننا أن نشير أيضاً إلى فيلم معروف ، يعرض في القنوات الفضائية بكثرة ، وهو فيلم (للرجال فقط) وهو من إخراج محمود ذو الفقار ، وقد جمع الفيلم بين نجمتين وهما سعاد حسني ونادية لطفي .

يصور الفيلم ثورة البنات من خلال التنقل إلى الصحراء للعمل مثل الرجال ، ولا سيما وقد قمن بارتداء أزياء الرجال ، إلا أنه يتم اكتشافهما ، ولكن بعد قصص ناجحة تكلل بالزواج .

بعد فيلم مدرس خصوصي وقبل ذلك حب ومرح وشباب ، يتم الانتقال أحيان من الأفلام المرتبطة بالشباب ولا سيما بالنسبة للمرأة التي تقبل على العمل في محاولة لإثبات ما لديها من كفاءات لا تقل عن الرجل ، وهذه الاختيارات كانت موضع نقاش ومعايشة فعالية من مطلع الستينيات في مصر .

6- لابد لنا أن نصل إلى عام 1965 ، وهو العام الذي عرف إنتاج فيلم جديد لمخرج جديد وهو حسين كمال ، القادم من فرنسا ، والذي اقترب من التجارب الجديدة في السينما الأوروبية ، ولذلك جاء فيلمه المستحيل يحمل لمسات هذا الأسلوب المقترن بالسينما الجديدة في فرنسا .

جمع الفيلم عدة ممثلين ومنهم كمال الشناوي وصلاح منصور وسناء جميل وبالطبع كانت نادية لطفي على رأس هؤلاء عندما قامت بدور الفتاة ناني التي تعيش تحت وطأة العادات .

تتعدد أفلام نادية لطفي ولقد كان ظهورها يتسم بالدقة ، فكثيراً ما يشير شكلها إلى البراءة ولكن صوتها الأجش وضحكتها المكشوفة تمنحها فرصة للخروج من إطار هذه الشخصية ، وهذا ما حدث في أفلام كثيرة جاءت مع استمرار نجاحها السينمائي .

لابد لنا أن نشير إلى فيلم (الخائنة) إنتاج 1965 وهو من إخراج كمال الشيخ وبمشاركة الممثل محمود مرسي ، وكذلك فيلم( عدو المرأة) والذي يسير في سياق التحرر الاجتماعي للمرأة .

يمكننا أن نذكر أفلام كثيرة ، مثل (الباحثة عن الحب ) و( مطلوب أرملة ) و(الحياة حلوة) ، إلا أن التوقف الواضح سيكون مع شخصية(ريري) في فيلم (السمان والخريف) إنتاج1967 وإخراج حسام الدين مصطفى ، عن رواية بنفس الاسم للروائي نجيب محفوظ .

ربما كانت هذه الشخصية من أبرز ما قدم في السينما المصرية ، لأنها شخصية من قاع المجتمع ولها مواصفات وسمات وخصائص معينة ، جاءت من خلال الماكياج والملابس ، كما أن للشخصية بُعد إنسانياً يظهر في نهاية الفيلم .

7- ربما كانت هذه التجربة من أفضل ما قدمت نادية لطفي بمشاركة محمود مرسي . وحتى إذا كانت هناك ملاحظات حول الفيلم فإن دور نادية لطفي يظل من مزايا الفيلم . ولعلي أقول بأن دورها كان الأفضل على مستوى تقديم نساء الليل في السينما المصرية .

وفي فيلم آخر يأتي في نفس السنة تقدم نادية لطفي فيلما مختلفا ، وهو (قصر الشوق) ثاني ثلاثية نجيب محفوظ ، بعد فيلم (بين القصرين) وقبل فيلم(السكرية) ، المخرج حسن الإمام ولذي قدمت معه نادية لطفي أفضل أدوارها ، وكان من المستغرب منح دور العالمة زوبة إلى هذه الممثلة ، فهي كما يقولون تقترب في شكلها من المرأة الإفرنجية وتبقى بعيدة عن راقصات شارع محمد علي وباقي العالمات الشهيرات في مصر .

وكما قلنا فإن من مزايا نادية لطفي أن جسدها يسمح لها بالعمل في عدة أدوار كما أنها تندفع في الدور بطريقة غير محدودة ، وتصل إلى الحد الأقصى وبلا تراجع ، ولهذا نجدها تنجح في معظم أدوارها .

الأمر لا يختلف كثيراً ، عن فيلم(جريمة في الحي الهادئ) إنتاج عام1967 وهو للمخرج حسام الدين مصطفى ، وتدور أحداثه بعد الحرب العالمية ، في مصر عندما عملت عصابة شتون الصهيونية على القيام بمحاول قتل الوزير البريطاني المقيم في القاهرة (اللورد موين) والذي كان منزعجاً من تسلل إسرائيل وزيادة نفوذها والمحاباة التي تلقاها من قبل بريطانيا .

تفشل محاولة الاغتيال ، ولقد لعبت نادية لطفي دور الراقصة الأجنبية التي تساعد بعض الأطراف على تنفيذ جريمة الاغتيال ، ويختلف الأمر هنا لأن الراقصة غير شرقية ، بل تؤدي رقصات أجنبية في أحد الملاهي الليلية .

لابد من الإشارة إلى بعض الأفلام ، حتى إذا كانت ضعيفة المستوى ، ومن ذلك فيلم(بنت شقية) وكيف تسرق المليونير ونشال رغم أنفه والرجل المناسب ، وهو تجربة إنتاج سورية مع دريد لحام ونهاد قلعي .

هناك أفلام أيضاً متواضعة مثل (سكرتير ماما) و(الظريف والشهم) و(الطماع)، كما أن هناك تجربة كررتها السينما المصرية أكثر من مرة ونقصد بها تقديم ثلاث قصص في فيلم واحد ، الفيلم الخاص بنادية لطفي جاء بعنوان(5 ساعات) عن قصة ليوسف إدريس وأخرجها حسن رضا ، وهي ذات طابع نضالي تصور محاولة طبيب إنقاذ أحد أبطال النضال ضد الإنجليز .

8- باقي القصص هي( دنيا الله) لإبراهيم الصحن وإفلاس خاطبة لمحمد نبيه . يجرنا موضوع النضال السياسي إلى ما ارتبطت به نادية لطفي من اهتمام بالقضايا السياسية ، وما زلنا نذكر لها كيف عاشت في بيروت فترة لمواجهة الحصار الإسرائيلي لبيروت ، ولقد صورت أشرطة كثيرة تغطي معظم أحداث تلك المرحلة .

قبل الدخول في عالم السينما ، كان لنادية لطفي مواقف أثناء الاعتداء الثلاثي ، فقد عملت ممرضة في مستشفى القصر العيني أيضاً صورت ساعات طويلة تسجيل شهادات الأسرى أثناء لاعتداءات الإسرائيلية على القرى المصرية بعد نكسة يوليو 1967 .

ولقد عملت نادية لطفي بالإنتاج ولم تنتج إلا فيلماً واحد تسجيلياً حول كنيسة سانت كاترين ، أما المسرح فقد عملت في مسرحية واحدة وهي(بمبة كشر) .

طبعاً هناك أفلام متميزة ، ومن ذلك دورها في فيلم(أيام الحب) عام1969 ، ومن أفلامها الشهيرة أيضاً(كانت أيام) مع صباح ورشدي أباظة .

9- مع محرّم فؤاد قدمت فيلم (عشاق الحياة) ، ولكن هذا الفيلم لم ينجح مثل الفيلم الأول(أبي فوق الشجرة) الذي جمع الممثلة مع المطرب عبدالحليم حافظ ، في فيلم غنائي استعراضي عاطفي ، حقق أكبر الإيرادات في تلك الفترة وهو أحد التجارب الناجحة مع المخرج حسين كمال ومن إنتاج عام 1969 .

وعلى الرغم من تعاون الممثلة مع مخرجين مخضرمين إلا أنها شاركت أيضاً مع بعض الممثلين الجدد ومنهم محمد راضي في تجربته المتميزة (الحاجز) عام 1972.

أيضاً ظهرت نادية لطفي وهي صامتة في دور قصير ، ولكن في فيلم يعد من أهم الأفلام المصرية ونقصد بذلك فيلم(المومياء) للمخرج شادي عبدالسلام ، ولقد صارت اللقطة التي ظهرت فيها بلباسها الأسود الفضفاض أيقونة وعلامة سينمائية تفرض نفسها .

10- هذا الأمر انطبق أيضاً على تعاونها مع يوسف فرنسيس في فيلم(زهور برية) ، وكذلك في فيلم (الأقمر) لهشام أبو النصر .

ولقد قدمها المخرج حسام الدين مصطفى في فيلم شهير وفي دور امرأة شعبية فقيرة وكان ذلك في فيلم(قاع المدينة) عام1973.

بينما قدمها نفس المخرج في دور امرأة لاهية وعابثة ، وكان ذلك في فيلم (الإخوة الأعداء) .

من أشهر أدوارها المختلفة( بديعة مصابني) للمخرج حسن الإمام وقد قامت بدور راقصة أو عالمة من أشهر عوالم مصر ، فضلاً عن إنها ممثلة مسرحية وكان لها دور في الحركة الفنية في مصر.

يمكننا أن نذكر أفلام كثيرة ، مثل (على ورق السلوفان) و(أبداً لن أعود) و(الزائرة)و(رحلة داخل امرأة)و(سقطت في بحر العسل) ومن أفلامها ذات الإنتاج المشترك(أين تخبئون الشمس) للمخرج عبدالله المصباحي ، إنتاج (المغرب/ ليبيا / مصر) .

أيضاً هناك فيلم بعنوان(رحلة داخل امرأة) وكذلك فيلم(الأب الشرعي)وهو آخر أفلامها ، كما إنها عملت مع بعض المخرجين الشباب ، كما حدث في فيلم (الأقدام الدامية) عام1982 مع المخرج خيري بشارة .

من أهم الخطوات التي قامت بها نادية لطفي أنها قد تركت التمثيل في وقت مناسب ولم تعد إليه ، فقد اكتفت بفترة الشباب والنضج ولم تستمر في باقي مراحل العمر . أيضاً اختارت هذه الممثلة العزلة والابتعاد عن الأضواء لكنها حاضرة دائماً من خلال الأفلام التي تعرض على الشاشات الصغيرة .

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

هند رستم رحل الجسد وبقيت الافلام



ملكة بلا تاج


لا شك أن أهم ما تميزت به السينما في مصر في مرحلة طويلة من مراحلها ، أنها سينما تقوم على النجوم. هل هذا يعد من الأمور السلبية أم الإيجابية ؟
أنها سينما الصناعة والتي تكونت وأقيمت وازدهرت لتكون مثل السينما الأهم ونقصد بذلك سينما هوليوود، السينما الصناعية والتجارية أولاً وأخيراً ولا ضير أن تكون هناك مئات الأفلام المهمة التي تنتج خارج وداخل هذه الصناعة .
السينما المصرية قامت منذ بدايتها الأولى 1927 بفيلم (ليلي) لتكون صناعة أساسها التجارة وميزان شباك التذاكر ، وهذا ليس مسألة سلبية كما يتصور البعض ، بل مسألة إيجابية ، إذ لولا هذه الصناعة والتجارة ما ازدهرت هذه السينما وسيطرت على الأسواق والأذواق لفترات طويلة مستمرة إلى الآن .
هذه المقدمة قد لا تكون ضرورية ، لأن النجم هو أساس صناعة السينما بالإضافة إلى عوامل أخرى ثقافية ومهنية وتسوقيه ، ومن هنا جاء التداخل بين السينما والنجم حتى قيل بأن النجم نفسه عبارة عن صناعة. في أكثر من موقع وموضع سوف نجد المنتجين والمخرجين في حالة بحث عن النجم الجديد ، ولذلك جاءت الأسماء متتالية ، حيث تكتشف النجوم بطريقة الصدفة أو بالاستقصاء والتفتيش الملح.
لقد امتازت السينما المصرية بوجود وجوه مختلفة ومتعددة ومتنوعة وألبون شاسع بين صباح مثلاً وليلي مراد ومديحه يسري وليلي فوزي وفاتن حمامة وماجدة وشادية وراقية إبراهيم ونعيمة عاكف وتحية كاريوكا وسامية جمال ونادية لطفي ومريم فخر الدين وليلي طاهر وسعاد حسني ونبيلة عبيد ، تم جاءت أجيال أخرى وبنمط آخر مختلف من النجومية .
هند رستم ، الممثلة التي رحلت منذ أسابيع ، هي أحد هؤلاء النجوم
أنها نجمة متميزة ، لها صورتها المتفردة ، لذلك كان النجاح حليفها منذ بدايتها الأولى ولو بشكل متدرج .
لقد ظهرت هذه الممثلة في فترة نشط فيها الإنتاج وكان لا بد من البحث عن نجوم للعمل وإرساء قاعدة للنجاح التجاري. في عام 1947 كان أول أفلام هذه الممثلة وهو بعنوان (أزهار وأشواك) للمخرج محمد عبد الجواد ، ولا شك أن دور هند رستم في الفيلم كان صغيراً ، حيث كانت الأهمية لبعض النجوم مثل مديحة يسري وشادية .
في عام 1947 كانت انطلاقة أكثر من فنان وفي سنة أخرى تالية أزدانت السينما ببعض النجوم مثل كمال الشناوي وفريد شوقي وشكري سرحان وفاتن حمامة وغير هؤلاء ، إلا أن هناك من شرع في البطولة للوهلة الأولى ، ومنهم من لازم الأدوار الثانوية لفترة طويلة ومنهم هند رستم .
ولدت هذه الفتاة في القاهرة عام 1939 ودرست في مدرسة فرنسية تم حاولت العمل في السينما وطرقت أبواب عدة شركات إنتاج وبالفعل قبلت في فيلمها الأول من قبل شركة الأفلام المتحدة .
عملت هند حسين مراد رستم وهذا أسمها الكامل في عدة أفلام وفي أدوار صغيرة أو ثانوية ، ومن ذلك مثلا ((الروح والجسر والتضحية الكبرى والعقل زينة والملاك الظالم والمحتال في جحيم الغيرة وبنات حواء وانتصار الحب وطريق السعادة وقلوب الناس واعترافات زوجة وبنات الليل )) ولا ننسى أن المخرج يوسف شاهين قد أختارها لتشارك في فيلمه الأول (بابا أمين) عام 1950 .
أما النقلة الرئيسية بالنسبة للممثلة هند رستم ، فقد كانت مع المخرج حسن إمام وبفيلم نجم نجح نجاحاً كبيراً ، وهو الجسد عام 1955م، ومن الأفلام التي اشتهرت تجارياً (أبن حميدو) لمخرجة فطين عبد الوهاب ويبدو لي أن صورة هند رستم قد تشكلت بالتدريج لتصبح ممثلة إغراء من الدرجة الأولى ، ولقد ساعدها في ذلك تكوينها الجسماني وصوتها واستفادة بعض المخرجين من حضورها ، ولو في أدوار ثانوية ، كما في فيلم (أنت حبيي) للمخرج يوسف شاهين وكذلك فيلم رد قلبي لمخرج عز الدين ذو الفقار وفي مرحلة لاحقه فيلم (بابا الحديد ) للمخرج يوسف شاهين إنتاج عام 1958 .
إن دور هند رستم في هذا الفيلم ( هنومة) من أجمل الأدوار التي قدمت في السينما العربية ، وليس لأن هذا الفيلم متميز فقط ، ولكن لأن الدور جمع بين مسارات متعددة (بنت البلد – الإغراء الطبيعي التلقائي – الجاذبية – حضور المرأة في منطقة تجارية ) .
يمكننا أن نذكر أفلام كثيرة مهمة لهذه الممثلة ، من ذلك فيلم ساحر النساء لفطين عبد الوهاب وفيلم الأخ الكبير لنفس المخرج، ومن أشهر الأفلام أيضاً (بين السماء والأرض) ، وبالطبع يبقى فيلم صراع فى النيل من أشهر أدوار الممثلة ، وهو للمخرج عاطف سالم ، ورغم نجاح هند رستم في أدوار البطولة المطلقة ، كما في أفلام (الحب الأخير – لو كانده المفاجأت – رجال في عاصفة ) إلا أنها تعود لتقديم دوراً ثانوياً في فيلم إشاعة حب ، مع عمر شريف وسعاد حسني .
يمكننا بالطبع ذكر أفلام أخرى مهمة ، مثل (إمرأة على الهامش – وشفيقة القبطية – والراهبة – والوديعة – وشياطين الليل ) إلا أن فيلم (سيد درويش) يعد أيضاً من أشهر أدوارها / مع حضور خاص في فيلم (الخروج من الجنة) والذي جمعها مع المطرب فريد الأطرش .
النموذج التي اشتهرت به هند رستم باعتبارها الفتاة الشعبية التي يتسابق عليها الرجال وتتصف ببعض الميوعة والجرأة في حدود الأغراء المقبول. هذا النموذج كما ظهر في باب الحديد والجسد وأبن حميدو وإسماعيل ياسين في السجن وبعض الأفلام الأخرى، لا ينفي وجود نموذج آخر مفتوح مثل الراهبة والوديعة وشفيقة القبطية وملكة الليل ومدرستي الحسناء .
هناك الكثير من الأفلام الإضافية والتي أكدت نجومية هند رستم مثل الحلوة عزيزة – العريس الثاني – تفاحة آدم – كلمة شرف – ولا تخلو القائمة الفلمية الخاصة بها من أفلام متواضعة ، وجدت من أجل العمل والانتشار ..
أما آخر أفلامها كان الجبان والحب ، تم فيلم حياتي عذاب .
كما قلنا تبقى الراحلة هند رستم نموذجاً لا يكاد يتكرر ، يذكرنا ببعض الممثلات في السينما العالمية ، مع لمسة شرقية تفرض نفسها .

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

أناديك يا 17فبراير



أناديك يا 17فبراير

أسأل نفسى.أسألها

مادا فعلت بك الجاريات !

هل تركت لك الايام متنفسا

وهل وسمتك الحوادث بالانتطار الحزين

أسأل نفسى ولا اعاتبها قليلا

أم أن كل شىءقد ضاع فى لا شىء

أربعون عاما فرت من بين الاصابع

فلا أدن ترى ولا عين تسمع

ولادموع فرح ولاتباشيرولا احلام

ولاعشق متوقع ولا ربيع منتظر

فى يوم فى شهرفى سنة

كان عشقا طاويا بالهفة

كان فاتحا تهاوت فيه الامال

زمن زمن زمن

من يبكى معى تلك الاعوام

اربعون حسرة ويزيد

من يباكينى سنوات عمرى الفارغة

من يوقظ فى داخلى بدور الشهوة

ناديتك ياأيها القادم من بعيد

رحلت الي ولم أرحل لك

اناديك ياأيها البريق

يالها من لمعة تصطلى

ياايها الكائن الساكن المرتجف

يناديك 17فبراير وينادينى

انا المرتعش من فرط الاختباء

اخرج من نفسى لأدخل فيها

اطاول ابن العاص عمرا

انا المبتهج من فرط الانتشاء