الاقتراب من الحقيقة والابتعاد عنها
عدد قليل جدا من المخرجين العالميين ممن ارتبطوا سياسيا وثقافيا ببعض الأطروحات الفكرية في الخمسينيات والستينيات، مازالوا يلعبون نفس الدور ليس فقط بسبب التراجع في المواقف ولكن لأن المتغيرات السياسية العامة قد أربكت المفاهيم الأيديولوجية وخففت من مقدار التحمس لها، وجعلت الأطر التطبيقية الحياتية أوسع من الآفاق النظرية وأكثر تأثيرا في الواقع المعاش.
المخرج الانجليزي "كين لوتش" أحد هؤلاء فهو الابن البار لمجموعة النظرية الاجتماعية الطبيعية والواقعية الاجتماعية التي تتجه نحو اليسار في معالجتها لقضايا الواقع الاجتماعي وخصوصا للطبقات الفقيرة من العمال فضلا عن سيطرة فكرة التحرر الاجتماعي والسياسي على وعن هذه المجموعة مما يجعل من أعمالها الفنية لصيقة بهذا الاتجاه بشكل أو بآخر.
ولد كين لوتش بيورك شاير عام 1936 وكان أبوه عاملا بمصنع للأكلات، ومن هنا جاء إخلاص "كينيث" للطبقة العاملة، حتى أنه عمل موظفا للطباعة بالسلاح الجوي، كما أنه درس القانون لكنه لم يكمل تعليمه واتجه إلى المسرح تمثيلا وإخراجا، ولاسيما عند بعض الشركات التي تهتم بالمجالات الفنية في "برمنغهام" ثم انتقل للعمل في التلفزيون عام 1961 والتحق عمليا بمجال الإخراج بتلفزيون BBC.
· أفلام الأربعاء:
عام 1963، ولقد باشر بإخراج عدد من الأفلام المرئية "مسرحية الأربعاء"، وهي ذات طابع اجتماعي، تعالج مشاكل الطبقات المتوسطة، بغرض أن يحدث تغيير اقتصادي يتناسب مع الدعوات اليسارية الشائعة في تلك الأزمنة.
أما من الناحية السينمائية فإن أفلام الواقعية الجديدة الإيطالية وكذلك أفلام الموجة الفرنسية الجديدة، كانت مؤثرة وفاعلة أسهمت في تكوين المخرج كين لوتش وتقديمه للدراما التسجيلية، بطرق فنية مبتكرة وأساليب سرد جديدة، وموضوعات تلامس الواقع مثل جنوح الشباب، ومشاكل المتشردين وقضايا الاتحاد بين القوميات وعمليات الإجهاض، مما خلق علاقة بين التلفزيون والواقع، بطريقة غير مسبوقة أو معتادة.
كانت للمخرج تجربة قصيرة في التمثيل، وساعدته تلك التجربة على إخراج حلقات عرفت باسم "سيارات حرف 2" عام 1962، ثم فيلم "كاثي تعود إلى البيت" عام 1966، والذي حقق نفس النجاح الذي حققه الفيلم التلفزيوني السابق "عند مفترق طرق" وبالإضافة إلى الجمع بين التسجيلية والتكنيك كان الاتجاه نحو الجانب الاجتماعي هو الطاغي والمباشر، وخصوصا عند التعرض للمؤسسات ذات الخدمات الاجتماعية المخصصة لأصحاب الدخل المحدود أو باقي الأفراد من الطبقات العاملة.
أما أول الأفلام السينمائية للمخرج كين لوتش مع زميله المنتج طوني كارنيت فقد كان بعنوان البقرة الفقيرة – 1967 والعنوان يرمز إلى صعوبة الحياة الحديثة واستغلال المدنية بمعايير الحضارة التقنية للأفراد من خلال نموذج الفتاة "جوي" والتي قامت بدورها الممثلة كارول وايت.
· أيام الأمل:
الفيلم الأهم والذي اعتبره النقاد الخطوة الأولى نحو التأسيس لأسلوب خاص بالمخرج هو "كيس" وهو اختصار لاسم نوع من الصقور عمل أحد أفراد الطبقة العاملة على التعايش معه، بعدما صارت فرصته في العمل ضعيفة ولم يجد من يتفاهم أو يتعامل معه.
ومثل الفيلم السابق اعتمد هذا الفيلم على رواية بعنوان "صقر من أجل ولد" لكاتبها باري هاينز.
لا شك أن المخرج كين لوتش هو أحد أبناء التلفزيون ولذلك استمر في العمل به، وأهم ما قدمه كان ملحمة تلفزيونية بعنوان "أيام الأمل" عام 1975 وهي تصور الحركة العمالية من عام 1916 إلى 1926 ولقد احتوت الحلقات على سجالات فكرية أيديولوجية حسب التصورات الماركسية التي يتبنى المخرج الكثير منها فيما يخص العمال وطبيعة عملهم ومستواهم الاقتصادي.. إذا عدنا إلى السينما وجدنا أن هناك فيلما متميزا وهو بعنوان "حياة عائلة – 1971" واشتهر الفيلم بعنوان آخر هو "طفل الأربعاء" ولقد اعتبر بعض النقاد أن الفيلم يقترب من أسلوب "سينما الحقيقة" وهي سينما تعتمد على نقل الواقع صوتا وصورة ولكن المخرج ابتعد قليلا عن قضايا الطبقة العاملة للبحث في أجواء الأسرة من خلال متابعة مصير فتاة وضعتها أسرتها في مصح عقلي، والفيلم جاء محدود الحركة لأنه في الأصل عبارة عن مسرحية بعنوان في ضميرين، لكاتبها دافيد ميرسر.
لا شك أن هناك بعض الأفلام التي لم تدعم مسيرة المخرج، ومن ذلك فيلم "من أجل إنقاذ فيلم للأطفال – 1971" وكذلك فيلم بعنوان جاك الأسود 1979، ثم فيلم آخر بعنوان حارس الطرائد 1980، ويلي ذلك فيلم بعنوان نظرات وابتسامات 1981، ثم فيلم آخر بعنوان "على أي جانب تريد أن تكون؟ 1984، وكذلك فيلم "أرض الأجواء 1986.. جميع الأفلام المذكورة لا تخلو من معالجة لقضايا الطبقة المتوسطة من خلال البحث عن عمل من الأعمال أو البحث عن إثبات وجود معين.
في عام 1990 جاء الفيلم المعروف "الأجندة الخفية" والذي فاز بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان الفرنسي.
لقد اعتبر هذا الفيلم من الأشرطة السياسية التي تشبه شريط "لا مكان للنجاة" ولكن فيه بعض الإثارة وهو يتطرق إلى جريمة قتل ضد شاب من المتظاهرين وهو فيرجل كارثر ثم تولى أحد المحققين ومعه ناشط من حقوق الإنسان التحقيق في الجريمة ليكتشف أن المؤسسات الرسمية لها علاقة مباشرة بالقتل.
في عام 1991 أخرج لوتش فيلما جديدا وهو ريف راف، وهي تعني على الأرجح نغمة موسيقية مرتبطة بعمال البناء في لندن ومشكلة اغترابهم في الحياة الحديثة بسبب مستواهم الاقتصادي المتواضع وعدم حصولهم على أعمال مستمرة.
· الأم العاملة:
على نفس المنوال تقريبا يأتي فيلم الذبابة التي تطير وهو أيضا حول الطبقة العاملة، وتحديدا تدور قصته حول أم لديها أربعة أبناء من أزواج مختلفين ولا تستطيع أن تقدم لهم الرعاية الكاملة بسبب الاضطهاد الذي تتعرض له من العمال أنفسهم.
لقد أنتج الفيلم عام 1993 واشتهر بعنوان الخنفساء يميزه فعليا أن التي قامت بدور الأم ماغي مجرد امرأة عادية لا تعرف التمثيل أو السينما، ولقد اعتبرها بعضهم بأنها أفضل ما في الفيلم وأفضل من أية ممثلة أخرى لأنها من الفئة العاملة فعليا وهذا الاتجاه ليس جديدا على المخرج لأنه يسمح للممثلين بالعمل الحر، وأحيانا خارج السيناريو، وذلك حسبما يتوافق مع طبيعة المشهد والظروف المصاحبة له.
في عام 1993 جاء فيلم من أفلام المخرج المهمة وهو الأحجار الممطرة وتقع أحداثه في لندن وليس أيرلندا مثل الفيلم السابق ولكن الموضوع متقارب، فنحن إزاء رجل فقير لا يجد عملا ويصمم في نفس الوقت على شراء فستان الزفاف لابنته الوحيدة وبمساعدة صديقه ريكي، يمضي رب العائلة بوب نحو السرقة لتدبير أي مبلغ مالي وبأية طريقة، وما يميز الفيلم ليس قصته فقط والتي تتشابه مع موضوعات تشارلي شابلن، ولكن أيضا الحوار والشخصيات وخصوصا أن استخدام لغة شبه خاصة بالطبقة العاملة جعل من الأجواء العامة للفيلم ذات جاذبية خاصة.
يبقى بعد ذلك أن نشير إلى فيلم درامي حربي عرض عام 1996 وهو بعنوان الأرض والحرية، ويتطرق إلى الحرب الأهلية الأسبانية والتي دارت بين أنصار اليمين فرانكو والكنيسة وأصحاب الأرض، وبين الجبهات اليسارية والتي فازت في الانتخابات وكان لابد لليمين من مقاتلتهم لإحباط نتائج الانتخابات، كانت هذه الحرب تمهيدا للحرب العالمية الثانية، وقد وجد فرانكو ومن معه مساعدة كبيرة من هتلر وموسليني واستطاع بهذه المساعدة وغيرها تحقيق النصر، بينما رفضت الجماعات اليسارية تلقي الدعم والمساعدة، كما أنها لم تكن موحدة.
· أغنية الأرض:
إن أساس قصة الفيلم يقوم على ذلك المتطوع اليساري دافيد الذي يدخل إلى اسبانيا للمشاركة في الحرب، ولكن الجبهة اليسارية كانت تميل أكثر إلى الحرب السياسية النظرية المشوشة أكثر من قدرتها على الدخول في حرب نظامية حقيقية.
لم يفز هذا المخرج بجوائز كثيرة ولكن فيلمه هذا أوصله إلى جائزة سيزار الفرنسية كأفضل فيلم أجنبي كما أنه فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي ومنحته لجنة النقاد الدولية فيبريسي جائزتها الدولية.
في عام 1996 جاء الفيلم المعروف أغنية كارلا وهو يسير على نفس النمط السابق، حيث البطل هو جورج سائق حافلة يلتقي بفتاة من نيكاراغوا تدعى كارلا كانت تعيش في بلادها حياة صعبة، أسرتها مشردة وصديقها مفقود، وعندما تعود من إنجلترا إلى بلادها مرة أخرى تجد الأوضاع أسوأ من السابق.
هذا الفيلم هو أول تعاون مع الكاتب بول لفرتي وهو من سيكتب معظم أفلام المخرج اللاحقة، ومن الملاحظ هنا أن المخرج يعود إلى نفس التيمات التي بدأ بها في أفلامه السابقة حيث قصة الحب المتداخلة مع الحرب والاختطاف وصراع الجبهات الحربية المتناقضة.
ورغم أن المخرج يخرج بين الحين والآخر في أفلام تسجيلية مثل ما قدمه حول أحزاب عمال الميناء في ليفربول وكذلك فيلم آخر حول مطاعم ماكدونالدز والمحتجين ضدها، رغم ذلك فإن الفيلم الروائي هو أساس القاعدة الإنتاجية، ولهذا جاء الفيلم الجديد بعنوان "اسمي جو عام 1998، ولقد صادف هذا الفيلم نجاحا جماهيريا غير متوقع، وربما يعود السبب إلى الجانب الدرامي المسيطر عليه، رغم أن الأبطال هم من الطبقة العاملة أيضا، وكذلك يعتمد الفيلم على قصة عاطفية بين جو العاطل عن العمل وسارا العاملة بالمركز الصحي وحيث أن جو كان يسير نحو التخلص من الإدمان يجد نفسه في صراع مع تجار المخدرات وخصوصا عندما يتورط أحد العمال "ليام" في التعامل مع تلك العصابات مما يجبر جو على العودة إلى نفس الأجواء السابقة.
من أهم مزايا الفيلم ما يشير إلى المرونة في تعامل المخرج مع أنواع مختلفة من القصص والمعطيات وليس شرطا أن يكون الأمر داخل الحرب أو المقاومة السياسية أو العسكرية.
· زهور في اليد:
لقد عرض هذا الفيلم بمهرجان كان السينمائي ونال الممثل بيتر مولان جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم وفي الوقت نفسه صار اسم المخرج لامعا بما فيه الكفاية عالميا وهذا ما ساعد على تقديم فيلم جديد من داخل أمريكا وهو الخبز والزهور، إنتاج عام 2000 وهو فيلم ينتقد ظاهرة المتاجرة بالعمال وعدم منحهم حقوقهم الأساسية. كل ذلك من خلال شخصية "مايا" المرأة التي عبرت إلى أمريكا من خلال الحدود المكسيكية، واستقرت مع أختها روزا في لوس أنجلس، حيث وجدت عملا متواضعا، ولكن رب العمل يرفض أن يمنح العمال حقوقهم كاملة، مما يؤدي إلى احتجاجات ضده، تتدخل إحدى المؤسسات السياسية لمعالجة الموضوع، ثم يتبين أن الأمر له علاقة بمصالح مشتركة عامة تقوم كلها على استغلال العمالة الأجنبية.
رغم النقد الواضح لمجمل الحياة الاقتصادية في أمريكا إلا أن الفيلم قد لقي نجاحا كبيرا واعتبر من الأفلام المعاكسة للتيار السائد وفي عودة إلى موطنه وتحديدا إلى يورك شاير الجنوبية يقدم المخرج فيلما جديدا بعنوان "الملاحون" إنتاج عام 2001، وهو يعالج قضايا عمال السكك الحديدية والمخاطر التي تصيبهم جراء عدم توفر الرعاية الصحية وعدم تحقق الضمانات الكافية، رغم خطورة ما يقومون به من أعمال، ولقد جاء الفيلم والذي كتبه أحد العمال بعد حدوث الكثير من الحوادث الخطيرة المتعلقة بعمل هؤلاء العمال الفقراء في إصلاح تقاطعات السكك الحديدية وتغييرها وصيانتها.
· سنوات جميلة:
من أشهر أفلام المخرج في السنوات الأخيرة "السادسة عشرة.. عمر جميل" وتدور أحداث هذا الفيلم حول أم وابنها يسعيان للتخلص من ارتباطهما بتجارة المخدرات، وخصوصا من ابغض العمل، السابقين الأم دخلت السجن بسبب جريمة قتل شاركت فيها، والابن الشاب ينتظر خروجها حتى يمكنه أن يتخلص من متابعة بعض المتاجرين بالمخدرات .
لا شك أن الفيلم يعبر عن رغبة مراهق في تجاوز واقعه الاجتماعي ولكن بالوقوع في براثن واقع آخر أكثر صعوبة وإيلاما.
أيضا هذا الفيلم حقق نجاحا كبيرا 2002 رغم صعوبة لهجته الاسكتلندية وهو فيلم يبتعد قليلا عن السياسة ويقترب أكثر من الواقع الاجتماعي.
كانت من أهم سمات أعمال كين لوتش اقترابها من الأجانب، فمعظم أفلامه لا تخلو من هذه الشخصية وخصوصا وأنها شخصية ضعيفة وفقيرة ويقع عليها الظلم بسبب العمل أو الفرار المستمر أو البحث عن الملاذ أو الملجأ ، وفي بعض الأحيان تكون هذه الشخصيات من السكان المحليين – الأقليات – ومن ذلك هذا الفيلم والذي جاء عنوانه "القبلة الحنونة" إنتاج 2004، والشخصية الرئيسية لقاسم "باكستاني" تضعه أسرته أمام اختيار صعب فهي قد قررت تزويجه من ابنة عمه "ياسمين" ولكنه يفضل امرأة أخرى أيرلندية وكاثوليكية ومدرسة موسيقى وسبق لها الزواج وهذا ما ترفضه أسرته التي ترغب في الحفاظ على عاداتها وتقاليدها وشعائرها الإسلامية في اسكتلندا، تحاول الأخت أن تعمل المستحيل لإنقاذ الموقف لأنها تضررت عندما فشل مشروع زواجها، وفي نفس الوقت يتدخل القس لكي يمنع روزيتا من العمل حتى ترضخ وتنفصل عن قاسم، ورغم أن الفيلم لم يكن مشعا مثل سابق أفلام المخرج إلا أنه حقق نجاحا جيدا وفاز بجائزة الاتحاد الأوربي السينمائية.
· صراع ومقاومة:
في عام 2006 جاء الفيلم الذي نال تقديرا عاليا وهو "الريح التي تهز الشعير" وقد فاز الفيلم بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي، يتطرق هذا الفيلم إلى المقاومة الأيرلندية عام 1920 من خلال شخصيتين، وهما الأخوان "دايان وتدي" الأول طالب في الطب يسعى إلى النجاح والعمل في لندن والثاني يقود المقاومة من أجل استقلال أيرلندا وانفصالها.
يصبح كل من الأخوين في المقاومة بعد أن شعر كل منهما بالظلم وشاهدا سويا بشاعة ما تقوم به القوات البريطانية، ولكن بعد المفاوضات والمعاهدة السلمية يتوزع الأخوان على فريقين أحدهما يصر على المقاومة والثاني يقبل بالمصالحة وهذا يؤدي إلى الصراع الداخلي بين الأيرلنديين أنفسهم، بما في ذلك الصراع بين الأخوين.
الفيلم يتباين بين الصراع السياسي والصراع الشخصي، ويعتمد على ميلودراما تقليدية نجح في تقديمها المخرج وخصوصا من الناحية الفنية التقنية ولاسيما التصوير الجيد، حيث مواقع التصوير كانت في أيرلندا نفسها، ولقد عزا النقاد نجاح الفيلم إلى الحرفية والتقليدية التي أعيدت إلى الأذهان بعض كلاسيكيات السينما السابقة.
لابد لنا أن نذكر هنا أن المخرج قد قدم أيضا أشرطة قصيرة وفي مناسبات لها علاقة بالسياسة والسينما، ومن ذلك الفيلم الذي أخرجه مع مخرجين آخرين، بمناسبة 11 سبتمبر 2001، وكذلك الفيلم القصير "التذاكر المجانية" والذي عرض بمناسبة اليوم الخاص بالتعبير السينمائي، مع 34 مخرجا من كل البلدان عام 2005.
من الأفلام الأخيرة للمخرج "إنه عالم حر 2007" وهو يعتمد على قصة مكررة تقريبا تتمثل في امرأة عاملة "إنجي" تناضل من أجل حققها وهي بالطبع أم أيضا ولها علاقات متشابكة مع أصحاب العمل وباقي الرجال، فيما أسماه بعض النقاد الدور الثنائي للمرأة التي تحاول أن تمسك بكل الخيوط دفعة واحدة.
ربما يشبه هذا الفيلم "الزهور والخبز" ولكنه يختلف عنه قليلا وخصوصا وأن السخرية من فكرة العالم الحر تبدو قائمة مازال كين لوتش يعمل وينتقل بين التلفزيون والسينما والأهم أنه يسير على نفس الخط الذي رسمه لنفسه منذ بدايته، ومع بعض المتغيرات الجديدة التي تتطلبها طرق المعالجة الفنية وأساليب السرد واستخدام التقنية المعاصرة.
إن المخرج كين لوتش مخلص لأول فيلم له، إخلاصه لآخر أفلامه، وتبقى قضية الخبز شغله الشاغل، وتبقى قضية الحرية الهاجس الذي يسيطر عليه.