كل شىء يمكن أن يكون خادعا
يسمى كتابه بريق الذاكرة وهو انطباعات نقدية هدفها تحريك ذاكرة الآخرين، جاءت من أشعة خيوط أضواء الأفلام لتخلق شعاعا يمكنه أن ينير بعض الزوايا المظلمة.
هذا هو تفسير العنوان إذا كان الأمر يحتاج إلى تفسير، فنحن إزاء مجموعة من المقالات الانطباعية النقدية التي جمعت في كتاب، وهي عن أفلام يمكن اعتبارها جديدة، عرضت في السنوات الأخيرة في حدود خمس سنوات علئ الأكثر، وهذآ يعني أنها مازالت ناضجة وحية. وهي بعد لم تستقرني أبعاد وأعماق الذاكرة لتخرج منها.
إن الذاكرة تطرح علينا في العادة إلماعات تخطتها السنون وتراكمت عليها بعض الأحداث القديمة. وهي تبرق لأن الأوان قد حان لخروجها إلى الملأ، أو أنها قد فرضت نفسها لسبب او لآخر داخلي أو خارجي.
وهكذا لآ أظن أن التوفيق قد صاحب الناقد رفيق الصبان، وهو يسمي كتابه بريق الذاكرة لأن ما كتبه ابن لحظته أو يكاد، أو هي كتابة أسبوعية مبرمجة، يقف وراءها الإعداد وتسجيل الملاحظات والقصد والغاية ولا علاقة لها بالذاكرة، ونقصد بذلك المعنئ المباشر لكلمة الذاكرة ولا نعني المصطلح العام المؤقت والسريع في معناه، والمقالات في عمومها أقرب إلى النضج او الضو الراسخ منها إلى البريق.
نعم لقد جاء الكتاب بهذا العنوان، وهو اختيار يخص المؤلف، وما يهم هو المحتوى الفعلي فنحن أمام عدد من المقالات النقدية السينمائية، الشيقة
من حيث الأسلوب والاختيار وطريقة العرض، وبالتالي فهي تصل إلى القارئ بكل سهولة ويسر.
وهي فعلا انطباعات نقدية، تتناسب مع الزوايا الخاصة بالصحف والمجلات والتي هدفها التأثير في القارئ. فذلك هو الهدف والغاية.
والحقيقة أن الكتابة الانطباعية، تشكل في حيث ذاتها مدرسة من مدارس الكتابة واتجاها يصمد مع مرور الزمن مهما بلفت المناهج والدراسات شأوا عاليا من الجودة ودرجة الاقبال والاختيار بل وأفضل ما يكتب إنما يكتب تحت مفهوم الانطباعية.
في العادة تلتصق الكتابة الانطباعية بمقد ارعشق وشفف الكاتب بما يكتب. ولذلك نجد أن عاشق السينما مثلا لا يمكنه إلا أن يكون كاتبا انطباعيا وعاشق الشعر كذلك، فاذا تنازل عن هذا الميل صار محترفا ودارسا وسقطت عنه صفة العشق والاخلاص وتقبل الاعمال الفنية بامتاع وتوهج لا يعكس برودة أو حيادا نسبيا أو كليا.
لم يكتب المؤلف تواريخ نشر المقالات، لكن الأفلام كما قلنا شبه حديثة وهي في الغالب عروض مختارة من مهرجانات سينمائية وأحيانا مختارة
من دور العرض وفي القليل النادر عروض تلفزية.. والحقيقة أن الناقد رفيق الصبان يعرف عنه تنقله بين المهرجانات ومشاركته فيها أحيانا، باعتباره من أعضاء لجنة التحكيم، أو لجان الاعداد واختيار الأفلام.
هذا في الوقت الحاضر، أما بالأمس فقد عرف د.رفيق الصبان باعتباره مخرجا مسرحيا سوريا وأستاذا جامعيا، وكاتبا لسيناريو الأفلام في مصرعندما استقر بها وصارجزءا من حركتها السينمائية الثقافية.
من الأفلام التي اختار الناقد أن يكتب عنها (الريح التي هزت الشعير - العودة - المملكة- العالم الجديد
- بابل- تاريخ العنف - كراسات
الفضيحة - آخر ملوك اسكتلندا - نقطة
التشابه - الماسة الدموية - المنحرفون اجازة - الكبرياء والهوى - الشيطان في برادا - مركز التجارة العالمي - ضوء الثجوم - ماري - الكشف - شرطة ميامي - عودة سوبرمان - سيدة الماء قراصنة الكاريبي - حاجز النار - التلال لها عيون - سبعة رقم الحظ - الملكة - الحياة الأخرى - سكوب - فيرادراك
- لسان الفراشة).
بالطبع هناك أيضا بعض الأفلام التي ترد في سياق كل موضوع. ولكن الكتاب قد أعد ليكون قراءات نقدية في أفلام سينمائية، ومن النادر أن نجد موضوعا خارج هذا الاطار.
كما في موضوع الحرب والجنون الذي يناقش مسألة أساسها علاقة الحرب بالجنون ويذكرفيه الكاتب عددا من الأفلام ومن بينها أفلام عربية، ليست حربية.
إن الخط العام للكتاب يبدو واهيا.
ولم تفلح فكرة الذاكرة في أن تكون جامعة. هناك ولاشك بعض المقالات
النموذجية التي تتضح فيها طريقة الكتابة وكيفية صياغة القراءة النقدية
من بدايتها وصولا إلى الختام أو النهاية وهي تشكل تلخيصا لكل ما سبق ذكره.
يتطرق الناقد أحيانا إلى مخرج معين وأهم أفلامه، عندما تكون لذلك اهمية مثلما حدث في الدراسة المعدة
حول فيلم (كين لوش) الريح التي هزت الشعير وفي أغلب الأحيان يسرد الناقد قصة الفيلم باختصار مع التركيز علئ الجوانب التي يرأها ذات قيمة فنية كبيرة، وهذا يحدث في معظم القراءات.
أما ما يميز الأسلوب النقدي فهو استخدام لفة أدبية موحية وأوصاف بليغة. وفي أكثر الأحيان تعبيرات فيها الكثيرمن المبالغة الأدبية، وسوف نجد ذلك في أغلب المقالات دون استثناء.
من الناحية الفنية يلتقط الناقد في أغلب الأحيان الخيط الجوهري الذي يمسك بالفيلم، فهو يقول مثلا عن كين لوش: (إنه أمام اختيار حقيقي يصل إلى مرحلة التراجيديا بين الواجب والعاطفة.. الثورة والمقاومة الشعبية والنضال في سبيل الحرية والاستقلال.. الصداقة والحب والكرامة الجريحة والبطولة في أقصى درجاتها والواجب في أعلى مواقفه.. كل ذلك يمر عند كين لوش بأستاذية مبهرة وبقوة سينمائية لا تضاهى).
في بعض الأحيان، يتم التركيز علئ الممثل حتئ أنه يصبح المدخل الرئيسي للفيلم كما في الموضوع الخاص بفيلم (كراسات الفضيحة) حيث تصبح الممثلة
(جودي دينشي) هي أساس الفيلم، ورغم أهمية دور الممثلة فعليا إلا أن الكاتب
يلفي كل شيء عدا الممثلة ولا يذكرحتئ اسم مخرج الفيلم، مع تقديم مختصر للقصة، لا يخرج عن حيز اختيار الممثلة.
مرة أخرى نجد الناقد وقد استهوته اللغة التعبيرية، كاستخدام أوصاف مبالغ فيها ومن الصعب تقديرها نقديا، إنه يقول: عن كراسات الفضيحة.. فيلم يعود بنا إلى العصر الذهبي للسينما بموضوعه واخراجه والسيناريو المدهش الذي ينهض عليه، ولكنه قبل هذا كله (سيمفونية) خارقة من الأداء تقوم بها جودي دينشي لتثبت حقا أنها السيدة كما أطلقت عليها الصحافة الفنية في بريطانيا.
وأن لا أحد علئ الاطلاق يمكنه أن يقف وقفة الند مع هذه السيدة إن الاعجاب يصل أحيانا إلى الذروة. ليس بالممثل أو الممثلة ولكن بالشخصية داخل الفيلم. وهذا ما عبر عنه الناقد عندما تناول فيلم (الملكة) لمخرجه ستيفن فريزر، مشيرا إلى قوة السيناريو
بالتحديد، ولاشك في أن الناقد رفيق الصبان من القلائل الذين يتطرقون إلى سيناريو الفيلم فى نقدهم ، حتئ وإن لم يذكروا ذلك بالاسم، مع تقديم اشارات دالة للموسيقئ والديكور إذا تطلب الأمر ذلك كما في هذا الفيلم (الملكة).
ومن جانب آخر يستخدم المخرج كل معارفه لتقديم خلفية مناسبة لأي فيلم يكتب عنه ولا سيما المعرفة المسرحية، ويتجلى ذلك بالتنويه إلى أعمال جان انوي وشكسبير وكذلك أعمال الأدباء والكتاب في فرنسا والمانيا وايطاليا فضلا عن الاشارة إلى طبيعة الميلودراما والتراجيديا والطريقة التي تقدم بها الشخصيات فنيا وأدبيا.
عن فيلم (الملكة) يقدم الناقد اختصارا بليغا لموضوع الفيلم مع التنويه بالجوانب الفنية الأخرى:انه يقول أد ومن هنا جاءت قيمة هذا السيناريو (البديع) الذي اعتمد عليه المخرج لينجح في تقديم تراجيديا عصرية تتكشف أبعادها حول ما يجب علئ السلطان أن يفعله.. عندما تهب عليه عاصفة شعبية تجبره علئ ان يتخلئ عن تقاليد ملكية قديمة قدم السنين ولم تستطع الأيام أو الازمات أن تفير منها شيئا.
وبنفس الطريقة يلتقط الناقد بعض الأفلام المتميزة من خلال عدد من المخرجين، مثلما حدث مع المخرج تيرنس ماليك في فيلمه (العالم الجديد) الذي يختلف كثيرا عما يعرض في قاعات السينما من أفلام الرعب والحركة والعنف الشديد ويلتقط أيضا فيلما بعنوان (بابل) للمخرج المكسيكي (اليخاندرو جوانزاليس).
إنه فيلم جماعي يفسر عنوانه أولا ثم يفسرجوهر الفيلم ويوضح خلاصته قائلا: ان الفيلم يريد أن يقول إن أي حركة تصدرمنا مهما كانت لا معنى لها ومهما كانت عفويتها قد ترتبط شئنا أم أبينا بدائرة قدرية تجمع بين أركان العالم المختلفة. وكما هي العادة فإن التمثيل ينال أهمية خاصة بالنسبة للناقد لا علئ مستوى الشخصيات الرئيسية فقط بل كذلك علئ مستوى الشخصيات
المتعددة والمنفردة في الزمان والمكان وتلك الشخصيات التي تعرف بالثانوية أيضا.
من الطبيعي أن يشد الكتاب القارئ لأن العناية باللغة تقودنا نحو جاذبية خاصة ولكن اللغة تطغئ أحيانا علئ الفيلم وتصادره وتصبح أكبرمنه بمفرداتها الكبيرة المتعالية.
وهكذا مهما حاول القارئ أن يقترب من الفيلم بجزئياته ومشاهده مستوعبا عن قرب التفاصيل المهمة التي يعتمد عليها، نجده مدفوعا من قبل لغة محلقة به نحو أجواء سماوية، تجر الفيلم وراءها دائما وليس العكس.
ذلك ما ينطبق علئ كل المقالات تقريبا، والمسألة هنا ليست أسلوبا لغويا فقط بل طريقة للتعامل مع السينما والأفلام تبدأ من أعلى دائما ولا تنزل إلى الأرض.
هناك عددهن النقاد يحسنون التعبير عن مقاصدهم إذا كان الفيلم يتطلب ذلك فيتخير ون اللغة الأجمل أحيانا، ولكن الناقد رفيق الصبان لغته جميلة ومحلقة في كل الظروف والأحوال حتئ لو كان الفيلم يسير نحو اتجاه مختلف ويعاني من بعض المشكلات.
لنقرأ هذا المقطع ص ( 9 (: أنالممثلة الشابة (آن هاتواي) في دور السكرتيرة فى فيلم الشيطان فيبرادا - تواجه أول اختبار حقيقي في حياتها التمثيلية، إذ تقف أمام هذا (الاعصار) التمثيلي الذي وصل حد (الاعجاز) لكنها مع ذلك تخرج من هذه التجربة الثقيلة دون جراح وتجعلنا نعيش معها قصة حبها الصغيرة وطموحها وكيف تعلمت من هذه التجربة درسا لا ينسئ من دروس الحياة.
سوف نلحظ هنا استخدام بعض الكلمات الجميلة في موضعها لكنها لا يمكن أن تكون دالة في الفيلم ومن ذلك.. الاعصار- الاعجاز، وقد سبقت أيضا
الاشارة إلى كلمات مثل الاسطو ري والسمفوني أو تشبيه فيلم ما بأنه مثل الماسة البراقة.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث تصبح الممثلة - كما ذكرنا - أحيانا هي كل شيء.. في الفيلم وفي أحيان قليلة الممثل كما في القراءة التي كشفت عن جوانب مضيئة من جزئيات فيلم
(الشيطان في برادا) حيث يقول الناقد: أدربما كان الفيلم هو هذا كله.. ولكنه أولا وأخيرا وقبل كل شيء وفوق كل شيء فيلم ميريل ستريب.. أخضعته بموهبتها بالكامل لها وجعلته خاتما سحريا براقا في أصبعها.
نعم بكل تأكيد، من يتابع الأشرطة، يكاد يتفهم أحيانا قوة التمثيل وأهمية وجود ممثل معين دون غيره، وهناك أفلام كثيرة قد ارتبطت بأسماء ممثلين وهذا الانبهار المبدئي هو كذلك فعلا لأصحاب النظرة الأولية، غير أن الناقد ليس عليه الانسياق وراء هذا فالفيلم لا يمكنه أبدا أن يكون مجرد ممثل أوممثلة إنه خداع بصري، ووهم جميل، يسهل السقوط فيه للوهلة الأولئ، يجدر بالناقد ألا يكون مندفعا مع المشاعل الأولية الخادعة، لأن العمل الفني لا يمكنه أن يكون مجرد مرآة خادعة بصرية، والفيلم فيلم متكامل وليس مجرد ممثل يطغئ علئ كل شيء.
في بعض الأحيان أشعر بالانجذاب نحو ما يقوله الناقد رفيق الصبان ففي تعبيراته الكثيرمن الاندفاع العاطفي وربما الاعجاب الطفولي لكنني سركان ما أتراجع عن ذلك قليلآ وأطالب نفسي بأن أضع الأمور في نصابها الطبيعي لأن الأشياء البراقة تكون مخادعة أحيانا وربما أقول كل الاشياء يمكنها أن تكون مخادعة!
في موضوع بعنوان (مركز التجارة العالمي) يتوصل الناقد رفيق الصبان إلى ادراك ما هو أساسي واشكالي في نفس الوقت بالنسبة لمخرج الفيلم اوليفرستون الذي جاء فيلمه (مركز التجارة العالمي) فى صورة مختلفة عن باقي أفلامه السابقة. لقد ابتعد المخرج عن السياسة ليهتم بالجوانب الانسانية العامة.
أدإن المحور الذي اختاره ستون إذن هو محور انساني أكثر بكثير من كونه محورا سياسيا. ولقد ركزعليه بشكل اساسي ناسيا أو متناسيا عن عمد الأسباب السياسية التي أدت إلى الانفجار والنتائج المرعبة آلتي أعقبته.
من الطبيعي أن يكون التعامل مع حدث كبيرمثل هذا من منطلق مختلف لأن الزمن غير مناسب للنقد الاجتماعي والسياسي فمن الصعب إذن مطالبة مخرج بأن يكون سياسيا محايدا علئ نفس الوتيرة، في موقف يتطلب نوعا من التعاون الجماعي والتكافل الانساني بصرف النظر عن أية أسباب أو ظروف سياسية أخرى.
حيث أن طرح أية أسئلة متشككة أو مترددة يؤدي إلن الوقوف في الجانب السياسي المضاد.
هناك جانب آخر مهم يتعلق بمدى تقبل الناقد رفيق الصبان للأفلام التي يتعامل معها، حيث نجده أحيانا يتطرق إلى أفلام متوسطة القيمة ولذلك ينظر إليها بعين مختلفة نسبيا فهناك دائما أفلام لها طابع تجاري واستهلاكي وليس شرطا أن تكون من الأعمال الفنية الكبيرة.
من هذه الأفلام نجد: (عودة السوبرمان - شرطة ميامي - سيدة الماء قرصان الكاريبي - رقم آلحظ سبعة) وغير ذلك من الأفلام التي تصلح لأن تكون مادة للمتابعة النقدية، وليست اختيارات مقصودة، حيث نجد أن من مهمة الناقد الصحفي أن يتعامل مع العروض بشكل مستمر وبدون التركيز علئ اختيار الجيد فقط.
إن الأفلام التي يختارها الناقد للقراءة متعددة ومتنوعة ومعظمها لا يرقى أحيانا إلن المستوى الفني المطلوب. فهي أفلام فرضت نفسها علئ السوق ونقصد بذلك سوق العرض وبالتالي فإن التصدي لها بالنقد يكون تقليديا ولكن لا يتخلئ الناقد عن أدواته حتئ في هذا المقام، ونقصد بذلك اللغة الشيقة والعبارة الموجزة المعبرة والاستعانة بالذاكرة، لتقديم معلومات لها علاقة مباشرة بالموضوع المطروح.
أما الأفلام التي يختارها بعناية أو يمر بها وفق مصادفة جيدة فإن القراءة المقترنة بها تكون أكنر قيمة ولهذا احتوى الكتاب (الممتع) بريق الذاكرة علئ موضوعات متفاوتة المستوى.
من الأفلام الممتازة نجد فيلما بعنوان (ماري) وهو للمخرج الايطالي (ابل فيرارا) الذي اختار أن يقدم فيلما علئ خلاف العادة عن مريم المجدلية ولعل هذا الموضوع من أفضل ما خطته يد الناقد رفيق الصبان، بالاضافة إلى موضوع الماسة الدموية.
إنه ينتقل بين الحديت عن المخرج والممثلة وبين الحديت عن الزمان والمكان، مع الاشارة إلى بعض الايحاءات الدالة الأخرى.. أن هذا المخرج- ابل فيرارا - الذي اتنتهر بالعنف والسوقية والغوص في أعماق أوساط المجرمين الأميين ورجال العصابات.. يدير الدفة مقدار مائة وتمانين بوصة.. ويقرر اخراج فيلم عن المسيح ومريم المجدلية.. يناقش فيه مشكلات الايمان والمعجزات وألوهية المسيح.. من خلال رؤية سينمائية تجمع بين التاريخ والمعاصرة في آن واحد
يمكننا القول بأن الكتابة النقدية السينمائية التي تغلب علئ قلم الناقد رفيق الصبان ذات طابع انطباعي وتأملي أحيانا،ولكن الانطباعية هنا لا تعني السرعة في اصدار الأحكام بقدر ما تعني الاقتراب من منطقة التأثر الانفعالي والوجداني بالفيلم دون ترتيبات مسبقة وإن كانت الخبرة الطويلة في التعامل مع الأفلام تقود إلى استخلاص سريع وحكم فني فيه الكثير من المصداقية.
هناك ولاشك بعض الاعتبارات الجانبية، قد لا تظهر في الكتاب واضحة لأن الأفلام أجنبية بينما تفرض الأفلام العربية علئ المتصدي لها بعض المجاملات التي نواها واضحة في كتابات الناقد رفيق الصبان.
وهي مجاملات تشير إلى تعاطف مع الأفلام وانفعال معها وتجاوب ذاتي يكشف عن حضور عاشق للسينما قبل كل شيء فيستجيب لسحر السينما دون تصنع مقصود أو غير مقصود.
سوف نرى ذلك بوضوح في الموضوع الخاص بكل من غريتا مخاربو ومارلين دأيتريش حيث يبلغ التماهي بالنجوم حده الافصئ، وهو التماهي الذي يؤثر علئ النقد سلبا وايجابا رغم أنه غير مقبول في الحالتين.
لست أدري لماذا لم يتم ارفاق بطاقة فيلمية لكل فيلم ذكر داخل الكتاب ونال جزءا من التقييم النقدي وخصوصا إذا احتوت هذه البطاقة علئ اسم الفيلم بغفته الأصلية وكذا أسماء المخرجين
والممثلين. كما أن تاريخ انتاج كل فيلم لم يذكر. وكان يمكن لهذه البطاقة الفيلمية أن تغني عن كل ذلك!
أيضا لم يذكر الكاتب تواريخ كتابة المقالات وتاريخ نشرها كما لم يذكر أسماء المطبوعات التي نشر بها، والسلسلة لا تعتني بايراد السيرة الشخصية المختصرة للكاتب.
ام يأت ذكرلاهم الكتب التي أصدرها رغم أن الناقد قد أصدر كتابا ثالثا بعنوان (مد وجزر) عن نفس سلسلة الفن السابع. وكل تلك التفاصيل وغيرها لم تتم العناية بها والأ مرليس له علاقة بالمؤلف نفسه بقدر ما له علاقة بناشر الكتاب الذي عليه أن يطالب بتلافي كل النقائص.
إن القارئ الباحث عن متعة القراءة سوف يجدها في هذا الكتاب، ولكن إذا تعددت الأسئلة وكثرت الشكوك فإن كل شيء يمكنه أن يكون مخادعا وهو نفس الخداع الذي تمارسه السينما علئ الناقد والجمهور، علئ حد سواء.
الصور على الترتيب
غلاف الكتاب - -- الناقد رفيق الصبان - - افلام 1- ملاحظات على فضيحة 2-شرطة ميامى 3- سيدة الماء
4-الشيطان فى برادا 5- الماسة الدموية 6- الكبرياء والهوى 7- فريدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق