الاثنين، 27 يوليو 2009

الوان الطيف فى الوان السماء





ألوان تتصاعد إلى أعلى


يطرح هذا الفيلم « ألوان السماء السبعة » عدداً من الأفكار المتناثرة، والتي تلتقي أحياناً في واجهة واحدة،لها علاقة بالحياة والموت، ولها علاقة بالدين والدنيا، وأيضاً لها علاقة بفكرة مراقبة الجسد والسيطرة عليه لغاية البحث عن سعادة عليا عبر عنها الفيلم بأنها تقع بعد السماء السابعة المتدرجة مع ألوان الطيف ، حيث توجد في نهاية السماء السابعة كنوز تنتظر من يصل إليها ليغترف منها ، كما تقول الاسطورة الشعبية ،وكما جاء ذلك على لسان «صباح» بطلة هذا الفيلم.لعلها ميزة كبيرة أن يمضي فيلم ما بعيداً نحو مناقشة قضايا فكرية وربطها بالواقع المحلي بقدر الإمكان ، بصرف النظر عن أجواء الغيبيات الدينية الخانقة التي يعيشها واقعنا المعاصر .

فيلم سابق :

إلى حد ما ذكرنا هذا الفيلم لمخرجه « سعد هنداوي» بفيلم « دنيا» لمخرجته جوسلين صعب رغم اختلاف المنطلق ، لكنه فيلم يضع الفكرة العليا هي الأساس وهو ما حدث أيضاً مع فيلم « السقامات» لصلاح أبو سيف وكذلك فيلم « أرض الخوف» لمخرجه داوود عبد السيد ، إن هذه الأفلام وغيرها أحياناً ، تعتمد على معالجة فكرة ربما تبدو نظرية وتبحث لها عن معادل واقعي معاش ، وهي تنجح أو تفشل بحسب الاجتهاد في مقاربة الفكرة للواقع وجعلها تبدأ من أرضية واقعية ولاتسقط من أعلى

.

الفكرة هنا تقوم على تشابه في شخصيتين«كرم وصباح» وكل منهما يصل إلى لحظة اعتراف معينة بكل الخطايا التي ارتكبها وكل منهما يسمح لنفسه بأن يتجاوز كل ما وقع له، أو يرتفع عالياً محلقاً عن السقوط في الرذيلة ، وعن استغلال الجسد من أجل مصالح مادية سريعة العطب .

صباح فتاة تبيع جسدها لمن يدفع ، وبطريقة حديثة تعتمد على تدبير المواعيد الخاصة ، فهي ليست فتاة ليل أو شارع ، وهذا يعني أن هناك فرق كبير بين صورتها الفعلية الحقيقية وصورتها الأخرى الاجتماعية، وخصوصاً مع أسرتها ، فهي تعيش ضمن إطار اجتماعي عادي، تخدع أسرتها المكونة من الأم والأخت والأخ ، بتقديم وجه مختلف .. أما صديقتها فهي من أصحاب نفس المهنة. ولقد استمر الخداع الاجتماعي إلى نهاية الفيلم دون أن تنكشف حقيقة حنان أو صباح ، وبالتالي فقد نقل الفيلم هذا الطرح من جانبه الاجتماعي الذي له علاقة بالفضيحة الاجتماعية إلى جانب آخر فردي وذاتي ، خارج بنية المجتمع.

نفس الأمر ينطبق على شخصية «كرم» الراقص الذي يبيع جسده للنساء وكانت صباح هي المنطلق لبداية الصحوة الفردية أيضاً بالنسبة إليه.

محاولة مختلفة:

أظن أن هناك محاولات كثيرة يقوم بها الكتّاب والمؤلفون بحثاً عن سيناريوهات مختلفة، لموضوعات جديدة لم تحاول السينما في مصر التطرق إليها سابقاً،يجرى ذلك بعد أن تكررت الموضوعات وتقاربت الأفكار ، وصارت السينما تعتمد على نفسها في التواصل بحيث تنقل الأفلام القديمة، مع بعض التغيير ، أو تنقل الأفلام الأجنبية ويتم اقتباسها مع بعض التغيير أيضاً.

رغم ذلك فإن دائرة الموضوعات تضيف أحياناً ولاسيما إذا كانت الأحداث تدور في المدن، حيث تتشابه القصص إلى حد بعيد ولعل من أهم أسباب مشكلة السينما في مصر ، ضيق الأفق فيها وانحسار موضوعاتها في نطاق ضيق ، وعدم دخولها إلى مناطق شائكة ، وعدم انفتاحها على بيئات مختلفة. لقد حاولت كاتبة السيناريو( زينب عزيز) أن تقترح بعض الأفكار الجديدة ، وأن تقدم بعض المعالجات المختلفة ، ولعل التركيز على كتاب السيناريو يعني الكثير ، لأنهم أصحاب المبادرة الأولى في التغيير وتقديم الجديد المختلف .

من أهم أفلام هذه المؤلفة في السينما تقديمها لسيناريوهات، صادف بعضها نجاحاً تجارياً وأحياناً نجاحاً فنياً، ومن ذلك : يوم حار جداً، وحريم كريم ، وكلام في الحب ، وعصابة الدكتور عمر ، ويوم ما تقابلنا ،وأخيراً ألوان السما ء السابعة.

وسوف نلحظ هنا .بأن هناك تباين في المستوى ، مع التركيز على الجوانب النسائية وتقديم شخصية المرأة بصور مختلفة، وسوف نلحظ ذلك بوضوح في فيلم « كلام في الحب» للمخرج علي إدريس.

موضوع جديد:

في فيلم « ألوان السماء السابعة » انتاج 2007تبدو الصورة أكثر اختلافاً ، من خلال طرح موضوع جديد، على الأقل معالجته الفنية، حيث تتجه الأنظار إلى « رقصة التنورة» وهي الرقصة المعروفة في مصر ، والتي يقوم بها أحد الأفراد في أجواء من الغناء والرقص وعزف الموسيقا بآلات بسيطة وفردية.

تقوم الرقصة على فكرة الدوران السريع وفي نفس الوقت التخلص من التنورة الرئيسة بواسطة إخراجها من الجسم إلى أعلى ، من الدوران داخلها إلي حين ارتفاعها إلى أعلى بصفة نهائية بعض الآراء تقول بأن هذه الرقصة لها طابع ديني صوفي ، وخصوصاً وأن الأغاني التي تصاحبها هي مزيج من المدائح والأذكار والانشاد الديني.

لقد تم التقاط هذه الصورة البانورامية لتكون مدخلاً لإحداث بعض التغيرات في شخصيات متعددة طرحها السيناريو منذ البداية في هذا الفيلم

قصة التنورة:

قلنا بأن جميع الشخصيات تقريباً تلتقي في رقصة التنورة. ولعل الشخصية الأهم هي ( حنان ) وهي فتاة تعمل في تجارة الجسد بطريقة مختلفة، أقرب إلى تجارة الشنطة وتصرفها هذا فيه الكثير من السرية ، لأنها على المستوى الاجتماعي العام تعيش حياتها العادية،مع أسرتها ولكن علاقتها العاطفية الجسدية تتحدى ذلك إلى التجارة المنظمة المتعة ، ولقد عملت هذه السيدة على نقل الفتاة الصغيرة المحتاجة إلى المال، من حالة كان اسمها صباح إلى حالة أخرى صار اسمها حنان وهي تتقابل مع صديقات لها يعملن في نفس المهنة ، كما أنها تتطلع إلى الهجرة إلى الخارج. أما حياتها الأسرية مع أمها وأخيها فهي حياة عادية متوسطة اقتصادياً.

حالة أخرى:

هذه الفتاة حنان أو صباح جسدت دورها باتقان الممثلة ليلى علوي ، والتي يبدو أنها قد استفادت كثيراً من تجاربها السابقة وارتبطت حسب معالجة الفيلم بالاقبال على متعة الجسد أو التعلق بما هو ينوي ، رغم أن الدافع الفعلي كان مادياً في الأصل وهي تحتاج لكي تتخلص من الخطيئة أو التعلق بمتع الجسد الحسية تحتاج إلى الدخول في حالة جديدة،أو الانتقال من حالة إلى أخرى.

لقد وجدت حنان أنها يمكن أن تعود إلى اسمها الأصلي النظيف صباح ، أو تنتقل من وضعية دنيا أو وضعية عليا ، وربما بدون قصد منها، عن طريق رقصة التنورة وبالفعل فقد ادمنت متابعة راقص التنورة بكر، بمفردها ومع صديقاتها. وهي في تواصلها معه وانجذابها لهذا الراقص ، تمارس طقساً تطهيرياً تتخلص فيه ممايشوب جسدها من خطايا الجسد ،لتسمو نحو نفس أكثر سماوية وبصورة متعالية ، وذا ما عبر عنه عنوان الفيلم« ألوان السماء السبعة» والمقصود بذلك السبع سموات التي يطلق عليه العامة ألوان مختلفة تتدرج من ... إلى النحاس والنور والفضة .. ثم اللون الذهبي .والياقوتي والأبيض.

والمعنى أن يكون هناك تسامياً أو تصعيداً للنفس حتى تصل إلى مرحلة سامية ، يعتبرها المتصونة « مرحلة التسامي » ولكنها في الفيلم تعي مجرد الارتفاع عن توابع الدنيا والاقتراب من الصفاء في خلاص الجسد ونقاء الروح.

فكرة صوفية:

لانريد أن ندخل في الإطار الشكلي الذي فرضه الفيلم ، ذلك أن المعالجة قد تعاملت ببساطة شديدة مع هذه الفكرة الصوفية ولاندري هل رقصة التنورة أصلاً لها هذه القابلية الصوفية أم هي مجرد رقصة تعتمد على التعامل مع تدرج الألوان والانتقال من حلقة إلى أخرى بطريقة استعراضية تدهش الجمهور.

وإن .كان هناك من يرى بأن الرقصة تعود إلى المتصوف جلال الدين الرومي والذي أسس الطريقة « المولوية» والتي كانت هذه الرقصة إحدى تطبيقاتها الصوفية.

وبالتالي فإن هناك ما يعرف بالنقطة التي تبدأ منها الحركة وهي أقرب إلى الشمس وحولها الكواكب إنها الأصل وبداية الكون والحياة.

هذه التنانير ذات ألوان هي ألوان الطيف السعبة وهي تنانير متعدد تصل أحياناً إلى أربعة كلها تتراكم حول الجسد "جسد الراقص" ومعها أيضاً "اللفيف" كذلك الجلباب تم مع دوران الراقص "ضد حركة الساعة " يبدأ في التخلص من التنانير بدفعها إلى أعلى بين واحدة والأخرى تبقى إلى أسفل "وتسمى الحركات الدائرية ""الشانيهات " التي تنتهي برفع التنورة الأخيرة وبالتالي خلاص الجسد وتحرره لكي يسهل ارتقاؤه إلى أعلى .

لذلك جاءت مقدمة الفيلم تسير إلى أبيات لجلال الدين الرومي يقول فيها :

لقد سما الجسد الترابي

من العشق حتى الأفلاك

وحتى الجبل بدأ في الرقص وخف

إذن سنرى الفتاة الحائرة بين العلاقات اللاشرعية وطلبات الهجرة تقف منجذبة نحو راقص التنورة لأنه منحاها فكرة تحرير الجسد والتسامي به إلى أعلى أو فكرة الصفاء .

حالة قلق :

بالإضافة إلى حنان نجد الراقص نفسه ، يعيش حالة قلق فهو مطلوب من قبل عدد كبير من النساء إنه حالة تتوافق مع حنان نفسها إنه مطلوب جسداً وهي مطلوبة جسداً ، وهو ينتقل بين المعجبات برقصة ويعيش مثل حنان على بعض الهدايا الممنوحة له نظير بيعه لجسده.

يمارس بكر عمله بشكل احترافي ، وقد تعلم رقصة التنورة من شخص آخر..... معه في الفرقة وهو » امبابى» يقوم بدوره حسن مصطفى ، بينما لم يتعلمهم من والده إلى أن يكون حالماً ومتعالياً يعيش معه لحظة الغياب الصوفي، أثناء ممارسة الأب لحالة جذب، خلال حضرة يمارسها باعتباره مجرد درويش في الحلقة غير أن بكر قد تحركت فيه ايضاً بفضل « حنان » روح التسامي والبحث عن الخلاص وهذا ما يقرره في النهاية ، عندما يتخلص من سيطرة الجسد ويعرض على حنان الزواج واضعاً حداً لحالة القلق النفسي الذي يعيشه

.

الأب والأم :

من جانب آخر يعيش سامح الابن حياة يقسمها بين الأب بكر والأم توحيدة ، فهو الابن الذي جعله السيناريو بلا تعليم إنما هو مجرد صنانعي ولسنا ندري سببا في ذلك فالتعليم العالي أو العلمي يعطي معاني أكثر دلالة لرغبة الابن في تعلم رقصة التنورة من والده وهو الذي يرفض ذلك لأنه يريد لابنه أن يكون شبيهاً؟

من مآسي بكر انه طلق زوجته بدافع الشك وهذه مسألة عادية لأن لديه علاقات نسائية كثيرة تدفعه إلى الشك في النساء بينما يسعى الابن إلى تزويج أمه وبسرعة وهو يفشل في علاقته مع خطيبته والتي تبحث عن المال والمجوهرات والملابس وتقيم علاقات مع غيره بدافع المصلحة المادية.

هناك ينتظر الفيلم إلى المرأة باعتبارها أنموذجاً مثاليا فهي لاهثه وراء الرجل بوضع طبيعي وهي غير مطالبة بذلك السمو الذي يعلى من شأن الروح وفي المقابل اعتبرت رحلة البحث عن السماء مجرد حالة تعود بها المرأة إلى وضعها الطبيعي حيث الزواج والاستقرار وهي الدعوة التي تؤكد عليها نهاية الفيلم وهو أثر لايحتاج إلى تجربة روحية مثل التي ادعت حنان الدخول فيها لكل تعود إلى طبيعتها التلقائية.

- رقصة التنورة..

الابن سامح يرغب في تعلم الرقصة ( رقصة التنورة) والاب يرفض إلى أن يحين الوقت ويوافق الأب على طلبات الابن عندما رآه أنه يمكن أن يفقد ابنه نهائياً يبدو الفيلم في الجزء الأول منه هادئاً لكنه يسرع في النصف الثاني وهنا الخلل يتكرر كثيراً في الأفلام المصرية خصوص عند المخرجين الشباب وسعد هنداوي مخرج هذا الفيلم هو أحد هؤلاء لأنه لم يخرج سابقاً إلا فيلماً واحداً وهو ( حالة حب) بينما اشتهر المخرج بأنه مخرج الجوائز بالنسبة للأفلام القصيرة التي انجزها لم يوفق الفيلم تقديم الحالة الصوفية كما ينبغي ولم تفلح مشاهد السماء الغيوم في انقاذه من حالة التفكك أحياناً على الرغم من الموسيقا الجيدة وبعض الاختبارات الأخرى بالنسبة للمؤثرات الصوتية وخصوصاً الغناء.

هذا الضعف كان له سبباً آخر وهو عدم النجاح في اختيار ممثل مثل فاروق الفيشاوي

- حسب بالأخص

وكذلك الأمر بالنسبة لشريف رمزي .. ولم يبذل الممثل الأول جهداً في تعلم الرقصة رغم أنها هي الأساس في الفيلم وكانت ملابس التمثيل أيضاً باقي المشاهد غير متوافقة مع الشخصية بينما كان نجاح حليفا لباقي الممثلين بدرجات متفاوتة.

- رموز وأجواء..

لقد استخدم الفيلم الماء رمز التطهر في مشهد الاستحمام ومشهد البحر وهو تطهير طبيعي يتنافي مع الحالة الصوفية المطروحة كما أن النهاية قد كانت من عوامل ضعف الشريط فقد تحققت كل الأمنيات وللجميع وصارت كل الشخصيات سعيدة وربما صارت في غير الحاجة إلى حالة التسامى الافتراضية. زمنياً تدور أحداث الفيلم في شهر رمضان وهو من الأفلام القليلة التي تضع شهر رمضان في الخلفية ومن الطبيعي أن تكون هناك أجواء تتناسب مع هذا الشهر مثل الألعاب بالنسبة للأطفال وبعض الأكلات الخاصة وكذلك استعراض بعض الحلويات وبالتالي فإن الأحداث هي ليلية على الأغلب وكان لابد أن تكون حنان من الطبقة المناسبة لها بفعل علاقاتها المتعددة مع بعض الأشخاص فهي تملك سيارة تتحرك بها ويتحرك بها الفيلم أيضاً وهي تسعى مبدئياً لحالة انجذاب خاصة مبدئية بتعاطي الخمر تمهيد الانتقال إلى حالة مختلفة فترفض مع صديقتها في رقصة أقرب إلى الزار.

- الطرف المهم .. إنها تقيم علاقة خاصة مع بكر فهي يبدو ولها الأمر في شكل مختلف وهي أخيراً تفضل الرحيل بجسدها نحو مسار مغاير عن الرحيل بجسدها إلى بلاد أخرى بل أن التجربة الجديدة التي عاشتها تشكل قطيعة متكاملة مع فكرة السفر والعيش بحرية كاملة لايجد فيها أي نطاق ضيق.

أنها تقبل على مؤسسة الزواج وهي تتفق في ذلك مع الأم ( عايدة) أيضاً وبالتالي فإن الدخول في التجرية الصوفية أو عدم الدخول يؤديان إلى نفس النتيجة النهائية التي أرضت كل الأطراف إلا الطرف المهم وهو الجمهور بلا شك فإن أبرز ما في الفيلم كاميرا مدير التصوير رمسيس مرزوق والتي حاولت بقدر الإمكان التقاط بعض الالماعات التي تتناسب مع أجواء الفيلم الصوفية أو التي عليها أن تكون كذلك ولقد برزت مشاهد الأضاءه بشكل لافت للنظر في الانتقال من المظلم إلى المضئ أما مشاهد الانتقال إلى السماء في بعض الأحيان فهي مجرد حل لأطروحات نظرية يطرحها الفيلم مع مساعده في المؤثرات الصوفية من قبل ( تامر كروان) وأداء خاصاً من قبل مدحت صالح برزت شخصية ( امبابي) باعتبارها من جيل منتهٍ تقريبا فهو معلم الرقصة المتقاعد الذي نراه أحياناً أقرب إلى صديق البطل وأحياناً من مجافي خياله إلى أبعد الحدود مع الرقصة وكذلك في تعامله مع الأكل إنه يمثل الجسد الذي يوشك أن يتلاشى فعليا لم يسمح دور ( توحيده) للممثلة سوسن بدر بأن تبرز بشكل واضح لأن مسار شخصيتها غير واضح المعالم بينما اكتفى أحمد راتب لمشاهد قليلة مناسبة له.

يبقى هذا الفيلم مختلفاً في زمن يرحب فيه الجمهور بأي فيلم مختلف حتى لو كان يشوبه بعض الارتباك وهو خطوة تحسب لشركة شعاع من الناحية الفنية بعد توقف في الإنتاج دام سنوات.

-مشاهد شامية

نكاد نشعر بأن في الشريط مشاهد كثيرة زائدة ولاسيما مايخص منها الأم توحيدة وعلاقتها بابنها وكل مشاهد زواجها من عنانى « أحمد راتب » فهذه الشخصية لم تخدم سياق الفيلم بعكس الشخصية الأخرى المهمة « امبابي» والتي كانت جسراً يربط بين الحياة والموت وهنا يقع الشريط فيما يشبه التناقض حيث يعتبر الجنس هو المعبر عن اندفاع الحياة وحيويتها كما حدث بالنسبة لمشهد متابعة ( امبابي ) للقاء الحي فوق السطوح حيث يسكن كما أن الأب يندفع في تعبيراته الجنسية بحضور الأبناء وأحياناً يشجعه على الاقدام والمغامرة لكن الابن نراه مترددا بعكس صديقته التي ينوي الزواج بها والتي اسمها ( بيرة) من المشاهد السطحية اسقاط صباح لفنجان القهوة على الأرض تم قيامها بغسل المكان بطريقة مبالغ فيها تعبيرا عن الانتقال إلى مرحلة تنظيف الجسد والتخلص من أدران الماضي .

من المشاهد الضعيفة أيضاً أن نرى ( الابن ) وهو يعمل في عمله الرئيس وهو السيراميك ولكن المشهد كان أقرب إلى الحضور بطفل يلعب بالسيراميك فكان الأولى أن يكون العمل جماعيا وليس مجرد مشهد فردي شاحب .

الموت والأكل : -

رغم أن الفيلم تقع أحداثه في شهر رمضان وخصوصاً في الليل إلا أن الحركة كانت قاصرة فعدا بعض المشاهد فإن الإزدحام لم يظهر وتم الاكتفاء وبالكلام تعبيرا عن ذلك بحيث لاتوجد مبررات للحوار إلا من خلال العزائم المتكررة التي بالغ في إبرازها الفيلم وأن كانت فكرة الأكل تعبير أحيانا عن الحياة بصورة غير مباشرة في أكثر من موقع .

يلوح الفيلم بفكرة الموت الأب الدرويش الذي يموت في موت ( مدام ناديه ) التي تدعى أعمال النسوة وترتب المواعيد وموتها هنا له علاقة ببداية ترك صباح لمهنتها الاخلاقية رغم أن الفيلم وضعها في علاقة عاطفية مع شخصية تدعي سامح عاملها بطريقة استفزازية وفي مشاهد تبدو إضافية غير مبررة .

يحسب لكاتب السيناريو ذلك الهدوء في التناول وعدم السقوط في الابتذال حتى في العلاقة الجديدة بين كرم وصباح والتي أعلنت عن نفسها قبل إعلان الزواج إلى السفر كان هروباً من الذات بالنسبة للصباح وهي تتبعده عندما تجد ذاتها وما أكثر الشخصيات في السينما المصرية التي يلغي فكرة الهجرة في النهاية وفي نفسها شوق مستتر إلى أن تهاجر وتهاجر إلى أبعد الحدود ربما كان هذا الفيلم من إفرازات مرحلة تغييب باسم الدين لكن البواعث غير مهمة طالما هناك فيلم مختلف نعم إنه فيلم مختلف !

ليست هناك تعليقات: