السبت، 10 يناير 2009

عناصر التلقائية السينمائية




عناصر التلقائية السينمائية المتجددة


ليس أسهل من التعامل مع عنصر التكوين في السينما، كما أنه ايضا من الصعوبة بمكان والسبب يعود إلى أن التكوين السينمائي يمثل احيانا مساحة متناهية نجدها حاضرة فيما حولنا فكل شيء تقريبا له تكوين معين يكون طبيعيا لا نكاد نشعر به مثل ترتيب البيت وأدواته على سبيل المثال وتكوين المكتب في مؤسسة من المؤسسات بل ايضا في الاماكن الطبيعية نفسها عند ما يتم تصميم قلعة حربية مثلاً أو تنفيذ مشهد معين تحضر فيه الشخصيات والوسائل والأدوات وكل المكونات..

هذا التكوين البسيط لانكاد نشعر به واحيانا نهمل تسميته بالتكوين إلا إذا تدخلت يد الفنان وعملت على تغيير المحتويات بطريقة معينة غير معتادة أو مألوفة فقط حينئذ يشعر المشاهد بأنه أمام تكوين مختلف جديد يمكن أن يلفت الانتباه

..

علاقة وتأثير



هناك خصائص جمالية معينة لها علاقة بالكتلة واللون والفراغ أحيانا يرتبط التكوين بالفنون التشكيلية إلا أنه يبقى دائما مرتبطا بالجوانب التذوقية التي لاتخضع لقانون أو قاعدة..

وفي جميع الأحوال فان التكوينات المتكلفة كثيراً ما تؤدي إلى نتيجة سلبية بسبب غلبه الصنعة ولكن التكوينات البسيطة التي لا تخلو من تجديد تلفت الانتباه بشكل واضح وصريح.

.

يحضرنا شريط أو أكثر له تأثير بالغ في هذا الجانب ولعل شريط المومياء لمخرجه شادي عبدالسلام هو الأوضح فقد خضع الشريط في مشاهده إلى تكوينات معينة في علاقة الأفراد بالملابس وإطار الصورة ومحتموياتها كما أن هناك بعض الأشرطة الأخرى التي حاولت أن تستخدم التكوين في تقديم موجة مختلفة من الأشرطة مثل شريط المستحيل لحسين كمال وزهور برية ليوسف فرنسيس وبعض الأشرطة الأخرى التي جاءت في فترة بداية السبعينيات لكل من ممدوح شكري ومحمد راضى وغيرهم..

ولعلنا نلحظ بأن التكوين قد صار تعبيرا عن التلقائية الواقعية ولا تكاد توجد محاولة تجديد إلا في هذا الاطار كما في بعض الأشرطة المغربية مثل العيون الجافة والملائكة لا تسكن الدار البيضاء وأشرطة سورية قليلة مثل اللجاة لرياض شيا إن التعلق بالتصدير الطبيعي قد سار بالأشرطة نحو محاكاة كل ماهو طبيعي وحقيقي بحجمه إنه الأصل الذي يجب أن يسود وبالتالي فإن المحاولات لتقديم المغاير قليلة جدا والسبب يرجع إلى الرغبة في الانجاز السريع المضمون النتائج الذي يبتعد بطريقة أو بأخرى عن الدخول في لعبة المغامرة


..

عناصر التلقائية

ا


هناك من يرى بأن التكوين لغة أسلوب له علاقة بمفردات المشهد وكذلك بمكونات الشريط بشكل عام لأنه يجمع بين مجموعة من العناصر الدالة في شكل له نسق معين فيه ترابط وتوجد أحيانا وهو بعض حالة من التوازن التي تؤثر في الجمهور..

وبقدر ما نجد سهولة في فهم التكوين نجد صعوبة في بلوغ معناه الشامل لأن كل مخرج له وجهة نظر وكذلك بالنسبة لمدير التصوير ومهندس الديكور وكذلك فهم أبعاد الشريط والتعبير عن حالة معينة يمكن ان تكون حالة شخصية داخل الشريط أو الحالة العامة للمخرج وكيفية ايصال وجهة نظره.

.

استجابة وتعبير


لاشك أن الاختلاف كبير في تقدير لغة التكوين حيث يمكن اعتبارها محلية تستجيب لظروف البيئة ويمكن أيضا لغة عالمية عندما تكون معبرة عن الانسجام بين العناصر التي تشكل هذا التكوين..

من عناصر التكوين السينمائي الحركة وهو عنصر بالغ الأهمية لأن السينما تقوم عليه ولولا الايهام بالحركة ما كانت السينما وأنواع الحركة دلالة متفق عليها أحيانا بين الجمهور وصناع الفيلم وهو اتفاق طبيعي يتماشى مع سياق المعنى ورغم ذلك فان هناك آراء عامة ربما لا تستخدم دائما وتتغير من بيئة إلى أخرى ومن المفاهيم العامة القول بأن الحركة الأفقية تعنى الانطلاق بسرعة ربما كما يحدث في السفر مثلا وهذه الحركة سهلة وناعمة إذا كانت من اليسار إلى اليمين واذا كانت بالعكس دلت على مقدار القوة والشدة..

توجد ايضا حركة رأسية إلى أعلى للتعير عن التصاعد والتحرر كما نرى في مشاهد الفرح ويرمز إلى ذلك بالدخان المتصاعد إلى الطيور المحتلةأو غير ذلك مما يشير إلى الحركة التصاعدية..

أما الاندفاع نفسه في الحركة فهو يدل على الحيوية مثلما يحدث عند انحدار الماء أو اندفاع السيارة بسرعة أو ضرب الكرة..

وداخل كل هذه التعبيرات نجد الحركة المتعاقبة مثل حركة الشخص في حال ذهاب وايابه في مجره للدلالة على التوتر والقلق أو الانتظار..

هناك ايضا حركة مائلة بطريقة أو بأخرى ونراها أحيانا في مشاهد المعارك للتعبير عن العقبات التي تصادف ابطال الشريط كما أن الصورة المائلة دلالة أخرى تفيد الاضطراب وعدم التوازن كما في شريط السمان والخريف للمخرج حسام الدين مصطفى

..

عناصر أساسية


هناك ايضا حركة إلى الخلف بمعنى أن تتراجع آلة التصوير إلى الخلف فيكون الحجم صغيرا دلالة على عدم الأهمية أو بقصد اخفاء شيء ما اما التقدم نحو الامام فالقصد منه تكبير المشهد وابراز تفاصيله ومحتوياته بوضوح..

تتوفر حركة من نوعية خاصة تسمى المنتشرة وهي تنطلق من نقطة مركزية معينة إلى مستويات أخرى بعد وتكون متنامية لكن بطريقة تقوم على نظام وتنسيق معين مثل موجات الماء عندما تندفع بطريقة معينة بعد ان تلقى حجراً صغيراً في تجمع للمياه واحيانا تكون الحركة غير منظمة وعشوائية من المركز إلى الأطراف..

إن استخدام الحركة يمثل عنصرا مهما بالنسبة للتكوين لتقديم أحد المعاني أو التأثير بواسطة على المتفرج ولكن بالطبع توجد عناصر أخرى ومنها الكتلة والشكل والخطوط..

يقصد بالكتلة وزن الجسم الموجود بالصورة أو مساحة هذا الجسم بصرف النظر اذا كان شخصية واحدة أو أكثر والمعنى أن كتلة الجسم بشكل عام هي التي تلفت إليها بصر المتفرج فتسيطر عليه ولكن هناك إضافات لابد منها لكي يكون التأثير أشد فاذا كان هناك تقابل بين الكتلة وغيرها من خلفية أو كتلة أخرى فإن الوضوح يكون لافتا وإذا كانت الكتلة معزولة عن غيرها يأتي الانتباه إليها يكون أفضل وهذا ما يتكرر بمستويات أخرى مثل التماسك ونوعية الاضاءة واللون

.

اختلافات واضحة



من المعروف أنه في حال إبراز كتلة معينة فإن التقاء مع الخلفية يكون منحه لذلك عن طريق الاختلاف في اللون أو درجة الضوء وكثيراً ما نشاهد في الافلام تركيزاً على وجه معين مع خلفية جماعية وهنا يتم استخدام عدد من العناصر وليس عنصرا واحد داخل التكوين..

ايضا من عناصر التكوين المهمة الشكل ويمكن أن تكون شكلا ماديا أيضا هناك نوعية من الأشكال متخيلة تتوهمها عين المشاهدين فالجسم المادي له شكل معين ولكن تسير الخطوط نحو تركيبات وهمية أحيانا فتتشكل في هيئة مثلث فإن النظر يتوجه إلى أبرز ما في هذا الشكل وبما أن المقاسات متساوية فإن الشخصية المتميزة يمكن أن تكون عالمية المستوى وارفع مقاما شكليا..

أما الدائرة فإن مركزها هو الأهم لذلك يسلط الضوء على هذا المركز حيث تتواجد الشخصية المهمة ويكون محيط الدائرة في ضوء خافت..

مركز ومحيط

إذا انتقلت إلى الخطوط وجدناها من أهم عناصر التكوين وهي نوعان الأولى خطوط مادية يتضح بها الفارق بين كل الأشياء والمواد والأجسام المختلفة وبالطبع هناك خطوط رأسية وأخرى أفقية وكذلك هناك خطوط منحنية وأخرى مائلة ومن الأفضل أن تظهر الصورة الخطوط الأفقية أو الرأسية في المنتصف بحيث تقسم الصورة إلى قسمين..

هناك ايضا نوعية من الخطوط «المختيلة» تربط بين عدة نقاط تصنعها العين وفي جميع الأموال فإن الخطوط الأفقية تحتاج دائما إلى خطوط رئيسة والعكس ايضا..

إن الخطوط المنحنية قد تفيد الرقة والنعومة بينما الخطوط المستقيمة تعني الهيبة والوقار أما المائلة فهي أقرب إلى العنف بينما يشير تقاطع الخطوط إلى فكرة الصراع..

ايضا تؤكد الافكار النظرية على أن الخطوط الرفيعة لها علاقة بالحيوية والسرعة بينما نجد أن الخط المنحني يحتاج إلى وقت أطول لامعان النظر فيه وبصورة عامة فان هذه الآراء التنظيرية كثيراً ما نجدها قد انهارت أما بعض الأشرطة التجريبية والعامة وخصوصا الأشرطة القادمة من ثقافات مختلفة مثل الصين أو اليابان...

ليست هناك تعليقات: