الأربعاء، 4 مارس 2009

بدء فعاليات أسبوع الفيلم السويسري بالقاهرة



أسبوع الفيلم السويسري بالقاهرة


كتبت أمل الجمل


تُواصل شركة "أفلام مصر العالمية" النهج الذي بدأته منذ منتصف سبتمبر 2004 بإتاحة الفرصة أمام عرض نخبة من الأفلام الأوروبية على شاشاتها السينمائية، وذلك عندما نظمت أسبوع الفيلم الأوروبي فضم أفلام مثل "تحدث إليها"، "راقصة في الظلام"، و"غزو البرابرة"، و"المنفى" ومجموعة آخرى من الأفلام كنا نجد صعوبة في العثور على تذكرة لها بسبب نفادها. ظل نجاح هذه التجربة ظاهرة لم تتكرر. حاول البعض إعادتها تحت مسميات مختلفة وبدعوات مجانية لكنها لم تكن أبداً في قوة وبريق الأولى. في مايو 2008 بدأت شركة "يوسف شاهين وشركاه" مشروعاً جديداً أطلقت عليه اسم "سينمنيا" وهو تخصيص إحدى القاعات السينمائية التابعة لها لعرض الأفلام الأوروبية والعربية الجديدة والتي شارك بعضها في مهرجانات دولية كبرى مثل "برلين" و"كان" و"فينيسيا". كانت تصريحات "ماريان خوري"، المسؤلة عن اختيار الأفلام، تُؤكد أنه إلى جانب ذلك سيتم عرض أفلام أمريكية جديدة مختلفة عن الأفلام التجارية السائدة، وتخصيص أسابيع لعرض تجارب سينمائية مختلفة مثل أسبوع الفيلم التونسي الذي افتتح بعرض "أسرار الكسكسي". تلاه الأسبوع السويسري الذي يبدأ فعالياته اليوم 4 مارس بسينما "جالكسي".

أسبوع الفيلم السويسري تنظمه (أفلام مصر العالمية) بالتعاون مع المؤسسة الثقافية السويسرية بالقاهرة (بروهلفتسيا) ومؤسسة سويس فيلمز. تعرض خلاله مجموعة من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية والرسوم المتحركة من بينها مجموعة من أهم الأفلام التي أُنتجت عام 2006 وحققت نجاحاً غير مسبوق في تاريخ تلك السينما وفق آراء النقاد السويسريين، منها فيلم الإفتتاح (Late Bloomers ) تحت عنوان "لا لخريف العمر" للمخرجة "بيتينا أوبرلي" والذي شهد إقبالا جماهيريا واسعاً عند عرضه في مارس 2007. هو فيلم كوميدي ساخر مدته 86 دقيقة. تدور أحداثه في قرية صغيرة بمقاطعة "بيرن" السويسرية حيث تعيش "مارثا" البالغة من العمر 80 سنة، والتي فقدت حماسها للحياة بعد وفاة زوجها، مما يثير قلق صديقاتها الحميمات الثلاثة. وبعد التفكير ملياً في حالتها تقرر صديقات "مارثا" مساعدتها في تحقيق حلمها القديم في افتتاح متجر للملابس النسائية الداخلية، فيبث هذا الخبر الجريء الذعر في نفوس أهالي القرية. الفيلم شاهده نحو 600 ألف متلقي مما جعله أكثر الأفلام شعبية على مدار الخمسة وعشرين عاماً الماضية في بلده. وثاني أكثر الأفلام شعبية على مدار تاريخ السينما السويسرية. يُعرض أيضاً للمخرجة ذاتها فيلم "في مهب رياح الشمال" إنتاج 2004.


أما فيلم "توابع الزلزال" للمخرجة الشابة "ستينا فيرنفلس"، إنتاج 2006 ومدته 96 ق، فيطرح تساؤل أساسي: ماذا لو كانت أكثر علاقاتنا الشخصية مبنية على صفقة؟ تدور الأحداث حول رجل بنك استثماري يُدعى "إتش بي" تمكن من تجاوز انهيارات البورصة. أثناء حفل شواء مع زملاء البنك وزوجاتهم تُعلن صديقة "إتش بي" أنها قررت إنهاء علاقتها الغرامية مع رئيسه في البنك. فيتحول الحفل إلى ليلة من الإبتزاز والتآمر، وفي الصباح يفقد بيته وزوجته وأصدقائه ووظيفته. يكشف الفيلم كيف تفرض المباديء النيوليبرالية نفسها على العلاقات الحميمية بين والأصدقاء وفي العائلة. "توابع الزلزال" فيلم عن الرجال الذين يُقحموا أنفسهم فيما لا يعنيهم ويتجسسوا ويراقبوا ويُضاربوا في الإقتصاد العالمي. هو أيضاً فيلم عن النساء اللائي يقبلن بذلك لكن في النهاية يقررن الرفض. هو فيلم عن الثمن الإنساني الفادح الذي يدفعه السويسريون مقابل حياة الرفاهية التي يعيشونها.

فيلم "اسمي يوجين" إخراج "مايكل ستاينر" إنتاج 2005 وحقق نجاحا كبيرا على المستويين النقدي والجماهيري، وشاهده في عام واحد أكثر من نصف مليون شخص، وهو بالمعايير السويسرية رقم قياسي. حصل الفيلم على جائزة السينما السويسرية لعام 2006 حيث اعتبرته لجنة التحكيم أفضل عمل روائي كوميدي. وهو يصور رحلة أربعة صبية يفتقدون الحياء بحثاً عن كنز.

من الأفلام الكوميدية أيضاً "في انتظار الشخص المناسب" إنتاج 2003 الذي شارك في كتابته وإخراجه كل من "ستيفن هيللبراند" و"أوليفيه بولوس".. وعرض في أغسطس 2004. إلى جانب أفلام "حلقة الوصل"، و"تمشيات المدينة"، "عائلتي الأفريقية"، تماثيل بوذا العملاقة" يعرض الفيلم التسجيلي "الأوتار تحكي" الذي يتناول حياة المطربة الفلسطينية "كاميليا جبران"، ويربط بين تاريخ جيلين من الفلسطينيين. الأول "الياس جبران" والد "كاميليا" المولود عام 1933 وهو مدرس الموسيقى وصانع الأعواد من "الجليل"، والثاني أولاده الذين يحيون حياة مزدوجة في اسرائيل ويفكرون في الهجرة بحثا عن حياة أكثر رحابة وانفتاحا. يناقش الفيلم مسألة الهوية الثقافية بين المقاومة والإحتجاج، أو الخضوع والاستسلام، بين الإرادة والأمل، فيطرح علامات استفهام عما هو أساسي لاستئناف تطور الثقافة الفلسطينية المُحاصرة في المجتمع الاسرائيلي الذي يتهددها.

أما فيلم "إنسوا بغداد" إنتاج 2002 ومدته 110 ق فيُعد من الأفلام القليلة التي وثقت بدقة حياة اليهود العراقيين الشيوعيين والمعاناة التي واجهتهم عندما غادروا "بغداد" متجهين إلى "إسرائيل" في خمسينيات القرن العشرين. يعرض الفيلم مقابلات مع أكاديمين مثل "ايلا شوحات" وروائيين مثل "سامي ميخائيل" و"سمير نقاش". الفيلم حصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان لوكارنو بسويسرا، ومخرجه "سمير" مسلم سويسري عراقي الأصل هاجر مع عائلته منذ كان في العاشرة من عمره.

سُتقام على هامش العروض عدة ندوات مع الجمهور يحضرها مجموعة من النقاد والمخرجين بينهم المخرج "يسري نصر الله" والناقد والسيناريست "رفيق الصبان"، إلى جانب ورشة عمل للمخرج السويسري "ريتشارد دندو" حول صناعة الأفلام التسجيلية لمدة ثلاثة أيام بمعهد السينما هي 8 و9 و10 مارس بجانب ندوتين يومي السادس والسابع من الشهر نفسه مع الجمهور عقب عرض فيلميه "تشي جيفارا.. مذكرات بوليفيا" الذي بني على مذكرات الثائر الأرجنتيني الشهير "جيفارا" وهي سرد شخصي لمحاولته الفاشلة إشعال الثورة في بوليفيا." وهو من إنتاج 1994 وعرض في 4 سبتمبر 1996. وفيلمه الثاني "جينيه في شاتيلا" يتحدث عن الشاعر الفرنسي "جان جينيه" وعلاقاته بالشعب الفلسطيني حيث كان أحد الكتاب الغربيين الذين دخلوا مخيم "شاتيلا" لللاجئين الفلسطينيين بعد المجزرة التي نفذتها الميليشيات المارونية في مخيمي "صابرا وشاتيلا" تحت سمع وبصر الاحتلال الإسرائيلى لبيروت يوم 17 سبتمبر 1982، وأودت بحياة ما يقرب 3500 بريء من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح. يومها كتب "جينيه" نص كابوسي في عشرين صفحة عنوانه "أربع ساعات في شاتيلا" والذي جسدته بعض الفرق المسرحية على خشبة المسرح العربي.


ليست هناك تعليقات: