الخميس، 5 مارس 2009

القارىء والبحث فى الاوهام والظلال






عندما تبدأ القراءة ولا تنتهى

الكثير والكنير جدا من الانتاج الأدبي والفن الألماني يرتكز علئ مفهوم تداخل ألأجيال وتناقضها واستمرارها، ولاسيما عندما يتصل الأمر بالنقطة الحاسمة في التاريخ الالماني الحديث، وهي الحرب العالمية التا نية وتحديدا مع بداية سيطرة النازية علئ السلطة إلى حين سقوطها مع هزيمتها في هذه الحرب1945-1933 .

بصفة خاصة تطرح بعض الأفلام، المانية أو عالمية، تساؤلات كنيرة حول علاقة جيل ما بعد الحرب التا نية بالجيل السابق، أو علاقة الجيل الجديد بكل أولئك الذين عملوا في اطار النازية، من بعيد أو من قريب، والسؤال الذي لا يبهت أبدا ويبقى قائما هو هل يمكن للجيل اللاحق أن يتخلص نهائيا من أتار الجيل السابق له فيتخلص بالتالي من كل جريرة ارتكبها ذلك الجيل القديم؟ أم أن القضية شائكة ومعقدة ولا يمكن

الحسم فيها بسهولة وارتياح مع صعوبة التوقف عندها اصلا؟

يبدو لي أن هذه الفكرة هي جوهر ما يطرحه هذا الفيلم (القارئ) انتاج2009 للمخرج ستيفن دا لدري عن رواية صدرت بالالمانية عام 1995 للروائي دبيرنهارد ميكلينكس. وبصرف النظر عن محتوى الرواية موضوعيا وطريقة معالجتها للموضوع فإن ما يطرحه الفيلم هو مقاربة للمعنئ المقصود الذي يقوم على فكرة انقطاع أوتواصل الاجيال في ألمانيا، وتحديدا جيل مرحلة النازية وآلجيل الذي يليه أو الأجيال التي أعقبته ومازالت تعقبه إلى حد الآن.

ربما كانت هذه احدى الأفكار التي يطرحها هذا الفيلم. وفوق ذلك فهو يبقى مفتوحا لقراءة عدد من المقترحات الأخرى. كما أن معالجته لهذه الأفكار تبقى هي المنطلق، وربما كانت طريقة المعالجة هي المدخل الأساسي. رغم أن الفيلم يحاصر نفسه بالموضوع المقتبس ولا يمكنه أن ينفصل عنه، أو يحد من سطوته الذاتية والموضوعية.

إذا انتقلنا مباتنرة إلى نهاية الفيلم وجدنا الشخصية الرئيسية (مايكل) وهوفي عمر متوسط ينتقل بابنته إلى احدى الكنائس وعلى الأطراف ظهر بوضوح قبر متواضع وقد كتب عليه اسم (هانا شميتز) ومن هنا يبدأ مايكل بسرد قصة هذه المرأة لابنته.

لا يتكررهذا المشهد ولا يعلم المتفرج به إلا في النهاية والحقيقة أن الابنة ليست لها أهمية تذكر إلا أنها تستمع للقصة التي يسردها والدها. أي أنها تمنل جيلا جديدا تالتا ينبغي أن يعرف بعض التفاصيل الذاتية والموضوعية الخاصة بتاريخه وتجاربه ومن هنا قلنا

بأن الفيلم يبرز فكرة تقاطع وتواصل الأجيال في حدود معينة علئ الآقل.

أما باقي الأحداث فهي تأ تي عن طريق التذكر (فلاش باك) ولكن من خلال السرد العام للقصة حيث يحتاج مايكل إلى بعض الاشا رات الخفيفة لينتقل بعدها إلى نبش الماضي واختيار ما يخص منه

وهذه المرأة بالتحديد شخصية هانا شيميتز



في البداية، هناك مشهد ربما مجاني حيث لا يبالي مايكل بالمرأة التي تتواجد معه في البيت ويفكرفي لقاء ابنته فقط، والأهم هو شروده الواضح وحزنه المستقر بداخله والانطواء علئ الذات الذي يكشنف ولو قليلا عن طبيعة شخصيته.

يقف مايكل أمام النافذة العلوية لينظر في الطريق العام متطلعا إلى حركة قطار في مركز المدينة، لننتقل بعدها إلى نفس الشخص (مايكل) ولكن نراه شابا يافعا يكاد يبلغ الخا مسة العشرة من عمره والتاريخ يرجع إلى عام 1950 أيبع الحرب العالمية التا نية بقليل.

في القطار يبدو علئ مايكل شيء من التعب فهو يشعر ببعض ا لالم، وعندما ينزل من القطارفي يوم ممطر لا يجد إلا مدخل احدى العمارات مكانا للاحتماء به، تم يجلس علئ أحد الكراسي الخشبية، بعد أن أجبره القيء علئ الراحة المؤقتة.

تدخل (هانا) إلى العمارة لتجد مايكل جالسا وهو متوعك، تنظف المكان وتساعده علئ تنظيف ثيابه وتتركه بعد أن تشعر بالاطمئنان عليه نسبيا.

عند عودة مايكل إلى بيته ومع قلق أسرته (الأب والأم والاخوة) يتم استدعاء الطبيب لنعرف بأنه قد أصيب بالحمئ القرمزية والعلاج يتطلب البقاء في الفراش لأكثر من شهرين وبالتالي ضرورة الآنقطاع عن الدراسة.

لم يمض وقت طويل حتئ يقرر مايكل العودة إلى المدرسة، وهو في الحقيقة يريد هدفا أخر، أن يزور المرأة (هانا) ويقدم لها باقة ورد، وهو أمر تقبله المرأة ببعض التردد وداخل شقتها المتواضعة تطلب منه الخروج لغاية تغيير ملابسها وقد أتيح له بذلك أن يتلصص عليها من خلال شق الباب وهي شبه عارية، فيزداد تأتراوانفعالا ويهرع إلى الخارج مسرعا. يعود بعد ذلك بيوم للاعتذار وتطلب منه أن يحضر بعض الفحم للتدفئة، فيلوث نفسه وملابسه ويتطلب ذلك أن يغتسل في الحمام وتقوم بذلك

(هانا) نفسها وهو أمر يقود لاحقا إلى علاقة عاطفية وجسدية متوقعه تتكرر باستمرار.

هذا السرد له أهمية خاصة ذلك أن العلاقة بين الجيلين تقوم علئ الاعجاب (اعجاب مايكل بهانا) وكذلك الغو اية (غواية هانا (36 عاما) لمايكل) وهذا التداخل في تحقيق الرغبة والاعجاب كان سببه المرض إنه الحافز علئ التعارف وهو أمر قاد إلn أن تكون هانا شبه بالممرضة أحيانا، تم هي بعد ذلك اشبه بالأم فهي تعمل علئ تنظيف مايكل في مشهد مطول، وبعد ذلك تصبح عشيقة له.

بذلك تصبح حاجة جيل ما بعد الحرب إلى جيل النازية شديدة أو علئ الاقل هناك تداخل لا يمكن فصله بين الجيلين.

مؤلف الروايه بيرنهارد شلينك

إن مقدمة الفيلم تنتهي عندما يزور مايكل هانا في بيتها فلا يجدها. لقد تركت المنزل دون تفسير. وهذا أغضبه كنيرالانه تعؤد علئ زيارتها بشكل مستمر والحاجة إليها صارت ضرورية، وهو لا يتذكر إلا أنها قد أبلغته بنقلها من مجرد قاطعة تذاكر في القطار إلن موظفة بالمكتب. وهو أمر ازعجها في حينه.

بين الحين والآخر يعود السرد إلى مايكل كبيرا ولكن دون أهمية وتأنير إلا من حيت توضيح نوعية شخصية مايكل نفسه.

بعد ذلك بسنوات يصبح مايكل طالبا في القانون ويتولى أستاذه (رول) - قام بدور الممنل (برونو جائز) الاشراف عليه عمليا مع عدد من الطلبة، لينتقلوا إلى قاعات المحاكم ويتابعوا مجريات القضايا. وفي احدى القضايا يسمع اسم (هانا شمتيز). إنه نفس اسم المرأة التي كان قد عرفها وعشقها لفترة طويلة وعندما نعود إلى مشهد اللقاء الجنسى الاول سوف نجد أنه قد سألها عن اسمها بوضوح لتجيبه هي أيضا بوضوح.

أما التهمة الموجهة إلى هانا فهي تمنل احدى جرائم النازيةانها كانت تعمل حارسة في معسكر اعتقال (أوسفتيز) وبالمعسكر سجينات يهوديات، وكانت

مع غيرها من الحارسات (ست حارسات) مطالبة بتسمية عشر سجينات واختيارهن للموت، حيت تتوافد علئ السجن كل يوم أعداد جديدة يضيق بهن معسكر الاعتقال.



ومن الجرائم المنسوبة إليها أيضا أنها كانت حارسة مسؤولة ليلة أن وقعت اعتداءات بالطيران علئ المعسكر وتم وضع السجينات 300) في كنيسة لحمايتهن. ولكن الكنيسة آشتعلت بالنيران، ولم تفتح الحارسات الأبواب، وكانت النتيجة موت الجميع تقريبا عدا القلة. لا يتوقف الفيلم عند التعاطف مع السجينات اليهوديات، فهو معني بالطرف الآخر. لقد اعتبرت هانا مسؤولة لأنها وضعت التقرير النهائي وكتبته بيدها وطالبت الأخريات بالموافقة عليه.

وهنا يدخل الفيلم إلى دائرة أخرى، فلقد سمع مايكل بأن هانا كانت تستدرج بعض الأطفال إلى غرفتها لكي يقرأ وا لها الكتب وهي تستمتع بذلك. إننا سوف نرى في مجريات القصة ما يشير إلى ذلك. وخصوصا أن عنوان الرواية والفيلم هو (القارئ).

فى المشاهد الاولى تلحظ هانا أن في حقيبة مايكل كتابا بارزا . وعندما تسأله عن عنوانه يقول بأنه الأوديسة لهو ميروس وهنا تطلب منه أن يقرأ لها الكتاب،

تصبح هذه القراءة عادة مرتبطة بالعلاقة الجنسية وهي تسبقها بل صارت شرطا لهذه العلاقة.تمثل القراءة حالة مداعبة إن هانا قد علمت مايكل أشياء عن الجسد والجنس لكنها أمية لا تقرأ وهي تحتاج إليه لكي يقرأ لها بعض الكتب التي صارت متعددة.. مغامرات هاكبرى فين.. عشيق الليدى تشاترلى والتي طالبت خجلا بايقاف القراءة فيها، أيضا كتاب السيدة والكلب الصغير ، هذا التواصل بين الأجيال يقوم علئ الربط بين الجنس والقراءة، جيل يحتاج إلى التعليم والقراءة وجيل يحتاج إلى الحب والجنس. إنها إذن رمزية تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد علاقة متكررة

بين امرأة ناضجة وفتى صغير ولهذا كان الفيلم مفتوحا لا يقود إلى أحكام معينة مسبقة ولا يحاكم التنخصيات، فيلم فيه الكثير من الحيادية والبرودة، وربما كان ذلك منسجما مع طبيعة الشخصية

الألمانية التي حاول الفيلم (من خلال السيناريو) الاقتراب منها، فبالاضافة إلى اللغة الانكليزية المنطوقة بلهجة ألمانية نجد أن كل الممنلين من الألمان عدا البطلة كيت وينسلت والممنل رالف فينس. كما أن طبيعة الشخصية الرئيسية الألمانية

تبدو واضحة في انغلاق هانا على ئنفسها وأيضا في تردد وانكماش مايكل.

بالنسبة إلى الأخير تصرح له أمه عندما يزورها بأنه لم يحضر جنازة أبيه تم يأتي إليها لمجرد أن يقول بأنه قد طلق زوجته. أما هانا فإنها تقول بأنها غير منفتحة علئ الجميع، وهي فعلا كذلك فهي بلا صديقات أو أقرباء، وهي تلهث طوال اليوم بشكل روتيني صارم وربما لا تجد ملاذا إلا في الجنس باعتباره تعويضا عن الذات الموحشة التي تعيش فيها بعد عملها حارسة لسنوات في معكسر اوشفيتزللاعتقال النازية.

ومن ناحية أخرى لا نجد إلا الاستماع إلى القراءات الأدبية بغرض تعويض وضعها الذي تخجل منه ويتمثل في عدم معرفتها للقراءة والكتابة. ولا يركز الفيلم علىفكرةالعلاقة المتداخلة بين الجاهلة والمثقف رغم شخصية مايكل تحتوى على تردد المثقف كما لا يوجد ربط بين الجنس والطبقة لان الفرضية السياسية هى المسيطرة

يعرف مايكل أن هانا لا تعرف القراءة والكتابة وهي لم تكتب التقرير المزعوم، وقد دفعها خجلها وربما مكابرتها إلى عدم الاعتراف بذلك، وحتئ عندما طلب منها القاضي أن تكتب بعض الكلمات لمقارنة خطها بالتقرير المحفوظ لدى المحكمة رفضت واعترفت بمسؤوليتها وحدها وليس بمشاركة باقي الحارسات اللاتي اتفقن علئ أنها وحدها كانت وراء جريمة الكنيسة.



مايكل يعرف كل ذلك إلا أنه يتردد في التصريح والكشف رغم أن أقواله يمكن أن تخفف العقوبة علئ هانا.

يقول له أستاذه بأن عليه أن يكون دقيقا ومتأكدا قبل تقديم شهادته وهو متأكد بالطبع، لكنه لا يستطيع أن يقف ويساند الجا نية.

إنه لا يستطيع أن يساند جيلا بأكمله ومرحلة اسمها النازية، رغم أنها جزء منه وربما احتاج إليها وربما تعاطف معها. علئ المستوى الشخصي شعر مايكل بأن هاناقد تركته وهجرته في وقت معين، احتاج فيه إليها، وبذلك يخف التعاطف معها. لكنها كانت مجبرة علئ كل ما قامت به من حيت تصورها للأمر، فهي لا تستطيع الكتابة والقراءة والعمل الاداري بفضحها. ولذلك اختارت أن تعمل حارسة معكسر حتئ تختبئ وراء

العمل وتخفي خجلها من نفسها ومن الجميع.

ربما لا يوجد مبرر للخجل والادعاء والمكابرة حين يخص الأمر النازية نفسها، وذلك سيكون أفضل من خلق المبررات الواهية والقول بأن الحارسات مجرد عاملات ينقذن الأوامر مثلهن منل الجنود وهم بذلك أبرياء. وهي التعلة المكررة التي لم تنظر إليها المحكمة.

ربما سار الفيلم بنهايته علئ عكس المتوقع لكنه يتضمن في مساره الدرامي الكثير من الغموض،و يرجع ذلك إلى طبيعة شخصية هانا وكذلك شخصية مايكل

. لقد أمرت المحكمة بحبس السجينات لمدة أربع سنوات أما هانا وبسبب اعترافها فقد حكم عليها بالسجن المؤبد، وحتئ في هذه الحالة، فإن مايكل يتردد في زيارتها، رغم أنه قد حاول ذلك، فهو يكاد ينفصل عنها ولا يتعاطف معها رغم الاحساس الدفين بأنها جزء من ماضيه وحبه القديم وعشقه العاطفى والجسدى الذي لم يستطع نسيانه.

إنه يقيم علاقة غرامية مع زميلته لمجرد أن ينسئ فقط ما حدت لهانا تم يرضى لنفسه بأن يكون وحيدا وبهذا ربما نفهم سبب سلوكه الانانى وعدم انسجامه مع أسرته وزوجته وأحيانا ابنته الوحيدة. إن قلبه مع الماضي رغم قسوته وجسده في الحاضر وهو النموذج لشخصية الألماني الحائر بين جيلين.

في لحظة معينة يقرر مايكل أن يسجل بصوته الكتب الموجودة في مكتبته وخصوصا الكتب التي سبق لة أن قرأها لهانا خلال المدة التي كان يزورها فيها في شقتها الصغيرة الشاحبة.

لقد بدأ يرسل إليها أي كتاب يسجله بصوته علئ أشرطة كاسيت، وتستقبل هانا الأشرطة علئ أنها ذكرى من الماضي وتنصرف بعد ذلك لاستعارة نفس الكتاب من مكتبة السجن وتقارن بين الكلمة المنطوقة التي تسمعها والكلمة التي تراها في الكتاب وترسم دوائر حول الكلمات، حتئ وصل بها الحال إلى تعلم القراءة والكتابة فصارت تراسله برسائل قصيرة في البداية تم رسائل طويلة بعد فترة من الزمن.



ربما كانت هذه محاولة للتطهر من الأمية المقترنة بمرحلة النازية بكل عذاباتها. في سعي من الشخصيتين لبلوغ ماهو منشود، ولكن من قال بأن النازية مقترنة بالأمية؟ إن الكثير من المؤرخين الألمان يعتبرون مرحلة النازية مرحلة نشطة علئ مستوى التقا فة والتعليم. أليست هذه ذريعة أخرى من جملة الذرائع لغرض التبرئة؟

بصرف النظر عن المعتقلات ومن فيها ومبالغة اليهود في توصيف مأساتهم إلا أن مرحلة النازية وعلن مستوى التعامل مع الفرد كانت قاسية ودامية وهي بذلك صارت أقرب إلى اللعنة التي تطارد الألمان أينما كانوا.

عندما يصدر الأمر بالعفو عن السجينة (هانا) لحسن السلوك لم يجد المسؤولون عن السجن إلا مايكل للاتصال به فهو الوحيد الذي تراسله لعله يساعدها في تدبير عمل وسكن يحتويها فى ايامها الاخيرة

رغم ذلك يتردد مايكل مرة أخرى، إنه يخشى أن يفقد تعاطف الناس، إذا حاول الاقتراب من جانية لها علاقة بمرحلة النازية وفي حدود معسكرات الاعتقال التي قدمها الفيلم بطريقة غير أساسية.

إن هذا الفيلم يختلف بذلك عن بعض الأفلام التي تعاملت مع الهولوكوست ولاسيما الفيلم الشهي (لائحة شيندلر) وبصورة أخص الفيلم الايطالي العاطفي (الحياة جميلة).

أخيرا يقرع مساعدتها ويزورها قبل خروجها ليعرض عليها السكن في مكان بسيط وربما العمل مع أحد الخياطين

وتقبل هي بذلك، ولكن في ذهنها تفكر في أمر أخر. لقد وضعت كل الكتب علئ الطاولة واهتدت إلى حبل معلق في السقف وانتحرت بعد أن تركت رسالة صغيرة تطلب فيها من مايكل أن يهدي المبلغ المالي الذي معها إلى احدى الحفيدات المتبقيات من معسكر الاعتقال الذي عملت به، ويصل مايكل إلى (ايلانا)، وهي حفيدة احدى الناجيات فترفض استلام المبلغ، لكنها تستلم الجرة الصغيرة الحاوية للمبلغ لأنها تتنبه جرة كانت ملكها أيام اعتقال جدتها.

لقد قرر مايكل أن يسلم المبلغ إلى إحدى جمعيات محو الامية وكل ذلك يتم بعد أن يستمع مايكل إلى درس أخلاقي ممل عن الواجب والتعامل مع التاريخي قدمته الممنلة (لينا اوين) ببراعة فأكدت بذلك التعاطف مع هانا رغم كل ما قامت به.

في الكنيسة التي زارها مايكل مع هانا أتناء النزهة الصيفية دفنت هانا وها هو يسرد القصة علئ ابنته انطلاقا من هذا المكان وبذلك يؤكد الفيلم من خلال السيناريو علئ اقتراب هانا من المعنئ الروحي المطلوب فالكنيسة قد جمعت الجريمة والحب ورفات الجسد.

ببساطة شديدة تبرز الممنلة كيت وينسليت في دور (هانا) ولقد استحقت فوزها باوسكار أفضل ممفلة 2009 عن هذا الدوروهي التي ر شحت له أكنر من مرة. ولقد برزت في اظهار أكبر كمية من الحزن الداخلي ولآ أحد يجاريها في ذلك.

المخرج فى فيلم الساعات

أما الممنل رالف فينس والذي قام بدور مايكل كبيرا، فهوصاحب التجربة الطويلة في الأدوار المعقدة منذ المريض الانجليزي 1996 وقبل ذلك، إلى أخر أفلامه (البستاني المقيم 2002 ‏) وكذلك (الدوقة - 2008 ‏).

وأظن أنه كان موفقا في بعض المشاهد والسبب يرجع إلى عدم وجود خط معين تعبيري قد سار عليه فنحن نجده موزعا وفي حالات مختلفة بعكس الممنل الألماني (مايكل وهوصغير- دافيد كروج)، والذي يختلف في تركيبته وطريقة تعبيره عن مايكل الكبير.

رغم ذلك، فنحن إزاء نص روائي يزدهر بالاشا رات والاشر اقات، وليس جديدا علئ المخرج ستيفن دا لدري أن يتعامل مع النصوص الروائية وهوالذي سبق له ان قدم فيلما رائعا وهو الساعات وبنفس النكهة تقريبا نجده يغوص في التفاصيل ليصنع من فيلم (القارئ) نسخة ربما تحاكى مستواها الأصل الأدبي.




ليست هناك تعليقات: