كلينت ايستوود أحد أعمدة هوليوود الكبرى
لا شك أن «كلينت ايستوود» هو أحد أكبر مشاهير السينما الأميركيين خلال
العقود الأخيرة المنصرمة. وهذا الكتاب مكرّس لتطور مسيرته الفنية حيث أثبت
جدارته كمخرج وممثل ومنتج وكاتب سيناريو. إنه يمثّل باختصار «فنا سينمائيا
كاملا» و«أحد الأعمدة الكبرى في هوليوود»، كما يتم وصفه.
ويؤكد مؤلف هذا الكتاب، والمؤرخ السينمائي جون ه. فوت، أن من أهم سمات
«كلينت ايستوود» صفاته الإنسانية بالإضافة إلى صفاته الفنية المتميّزة. وهذا
يبدو من خلال «رغبته في العمل والتعاون مع الآخرين» وكذلك «تقديم المساعدات
حيثما استطاع أن يفعل ذلك». وبالإضافة إلى الشهرة الواسعة التي حققها
وحصوله على جائزتي أوسكار كأفضل ممثل خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة ساعد
العديد من الممثلين الناشئين منذ بداية عملهم في ميدان السينما وحتى حصولهم
على جوائز «أكاديمية» مهمة.
ويحظى كلينت ايستوود، كما يتم تقديمه، باحترام كبير من قبل العاملين معه إذ
أبدى باستمرار حرصه على أن يكسبوا أكبر قدر من المال خلال سنوات عملهم معه.
بل انهم حصلوا منه على مساعدات مالية وأحيانا عبر القيام ببعض النشاطات
ل«حسابهم».
والنقّاد والسينمائيون يبدون حياله الكثير من التعاطف والاحترام. ذلك أنه لا
يترك لهم في الواقع مجالا لغير ذلك فهو حريص كل الحرص على تقديم أعماله
بأقصى ما يمكن من الاتقان. فهذه أفضل طريقة من أجل تجنب النقد، كما كان
يردد باستمرار.
ولا يختلف اثنان أن كلنت ايستوود هو أحد آخر أبناء جيل الممثلين ـ المخرجين
الكبار. لكن ما قد لا يعرفه الأغلبية هو أن هذه الشخصية السينمائية الكبيرة
تحمل أيضا أفكارا سياسية واضحة وصريحة في دعمها لمعسكر الجمهوريين بمواجهة
الديمقراطيين. هكذا كان قد أعلن دعمه لريتشارد نيلسون ورونالد ريغان وجورج
بوش الأب، ثم الابن، وأيضا للمرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية
الأميركية الأخيرة جون ماكين. لكنه يؤكد على أنه داعم للجمهوريين ولكن دون
«تعصّب» وإنما كخيار حر.
كان كلينت ايستوود رياضيا بارزا خلال سنوات شبابه وبحيث توقع له البعض أن
يصبح رياضيا محترفا يعزز مسيرته المهنية في ميدان الرياضة. ومثل ذلك المظهر
الرياضي ساعده فيما بعد إلى أن يلعب دور «راعي البقر» الذي يمتطي «ظهر
حصانه» بخفة وبراعة. وكان قد عمل في سنوات شبابه أيضا مدرّسا في عالم
المسرح، وكان ذلك أيضا مقدمة لولوجه عالم التمثيل من بابه العريض.
براعته الرياضية برزت بشكل خاص في الفيلم الشهير «من أجل حفنة من
الدولارات» الذي قدمه المخرج الشهير سيرجيو ليون عام 1964 ولاقى نجاحا
جماهيريا كبيرا.
وكان ايستوود قد اكتسب صفة النجومية فعليا انطلاقا من ذلك الفيلم. وعندما
اقترح عليه المخرج الإيطالي نفسه التمثيل في الفيلم الأخير من الثلاثية
الخاصة ب«الدولارات»، أظهر احتجاجه على وجود ممثلين آخرين يتقاسمون معه دور
البطولة بينما كان هو وحده «البطل» في الفيلم الأول من تلك الثلاثية.
حصل كلينت ايستوود على العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية الطويلة.
وربما كان باستطاعته الحصول على عدد أكبر منها لو لم يكن يتمتع بقدر من
«التمرّد» وضعه مرّات عديدة في مواجهة «المؤسسات» بمختلف أنواعها ومستوياتها.
ولم يكن يتردد في أن يأخذ مواقف «وحده» ضد الجميع. ولم تقتصر جوائزه على
التمثيل ولكن تعدّتها إلى الإخراج. هذا فضلا عن عدد كبير آخر من الجوائز أو
الترشيح للجوائز من لجان النقاد. هكذا يتم تصنيفه على أنه أحد أفضل
المخرجين العاملين في السينما الحديثة، إلى جانب كل من مارتن سكورسيس
وستيفن سبيلبيرغ.
ويصل جون فوت، مؤلف هذا الكتاب عن كلينت ايستوود، إلى تصنيف «بطله» على أنه
صاحب «طريقة خاصة في صناعة الأفلام» وأنه «أحد أفضل المخرجين السينمائيين
من أبناء جيله».
لكن مثل ذلك الموقع المتفرّد الذي وصل إليه كان نتاج مسار طويل وشاق لهذا
الرجل الذي كافح في كل الاتجاهات وعلى مختلف المستويات كي يصل إلى ما وصل
إليه.الطريقة التي انتهجها المؤلف في هذا الكتاب للإلمام بشخصية كلنت
ايستوود السينمائية ومنعطفات مسيرته الفنية في تطوراتها كمخرج أساسا «صانع
أفلام»، هو أنه كرّس لكل فيلم من أفلام صاحب سيرته فصلا من فصول الكتاب،
وذلك اعتبارا من مطلع عقد السبعينات حيث كان قد بدأ مسيرته الإخراجية
ووصولا إلى عام 2008، تاريخ آخر أفلامه.
الكتاب: كلينت ايستوود تطور مخرج صانع أفلام
تأليف: جون ه. فوت
الناشر: برايجر نيويورك 2008
الصفحات: 224 صفحة
القطع: المتوسط
Clint Eastwood, evolution of a filmmaker
John H. Foote
Pra eger Publishers New York 2008
224P.
البيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق