الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

رائدات ومبدعات وقضايا سينمائية







المرأة من خلال السينما

في السنوات الأخيرة صدرت العديد من الكتب السينمائية من دولة الامارات بشكل خاص، بعضها صدر عن نواد ومراكز ثقافية، وكتب أخرى صدرت عن مهرجانات محلية واشهرها ما أصدره مهرجان أفلام من الإمارات السنوي من كتب سينمائية متفرقة ومتنوعة بين الترجمة والتاليف.

ولعل الاهتمام بالفنون المرئية عموما هو الحافز لكل هذا الكتابات الثقافية والتي تتناسب مع مستوى وكم الأفلام المعروضة والمنتجة وهذه الظاهرة ليست جديدة، فقد صدرت كتب سينمائية في أكثر من بلد عربى رغم قلة الانتاج فيها، ومن ذلك مثل ليبيا والاردن، ولا شك أن المهرجانات الثقافية قد ساعدت على ذلك، وخصوصا الندوات السينمائية الموسعة.

إصدارات سينمائية

هذا الكتاب الذي صدر عن مهرجان الامارات الثقافي، هو أحد الكتب المهتمة بقضايا المرأة في السينما، وهو تتمة لاصدارات أخرى في نفس المجال صورت في مصر وسوريا على وجه التحديد، وخصوصا وأن الموضوع المطروح قابل للبحث والدراسة ويمكن الاستفاضة فيه بعدة اساليب وطرق التعبير والتناول.

هناك نوعان من الكتب يختصان بالمراة في السينما.. الأول يبحث في من شارك في صناعة السينما من النساء وفي مجالات كثيرة مثل الإخراج والتمثيل وغير ذلك من المهن السينمائية من غير نجوم السينما والمذكرات الشخصية.

النوع الثاني يتعرض إلى قضايا المرأة على الشاشة، والكتاب الذي بين أيدينا هو من من النوع الثانى، أو هو إلى النوع الثانى أقرب، لأنه فعليا يحاول أن يجمع بين الطريقتين في التعبير، وذلك بالاستفادة من بعض الكتب ومنها، كتاب "عنها في سينماهم" للناقدة ديانا جبور وكتاب "رائدات السينما في مصر" لمجدي عبد الرحمن وكتاب "المرأة في السينما المصرية" لمؤلفه الناقد محمود قاسم، بالإضافة إلى كتب وندوات أخرى لها علاقة بنفس الموضوع، ومنها "ندوة المرأة والسينما في العالم العربي" التي انعقدت بمدينة أصيلة المغربية 2003، وندوة بعنوان "المرأة في السينما العربية" اقامتها الجامعة الأمريكية في بيروت، وبالطبع فإن معظم الكتب السينمائية لابد لها أن تتطرق إلى قضايا المرأة، ولكن المؤلف لا يتوسع في اختيار مصادره، بل يكتفي بالقليل من الكتب ومن دور نشر محدودة ويهمل ندوات أخرى.

كاتب وتقديم

الكاتب هو "أسامة عسل" ولا يوجد داخل الكتاب أى تعريف بالكاتب، ولكن الأرجح أن هذا الكتاب هو اصداره الأول، ولذلك اختار أن يقدم الكتاب من قبل أحد النقاد المشهورين، وفي ذلك كتب الناقد على أبو شادى يقول: "في الأوراق التالية يحاول الزميل اسامة عسل أن يناقش الوجوه الثلاثة طارحا وضعية المرأة فكرا وعملا، صانعة ومعبرة وقضية، وموضوعا للمساءلة، وباحثا عن الوسائل التى عبر بها الرجل أو المرأة عن تلك القضايا، وكيف اسهمت المرأة في السينما كفنانة وفنية وممثلة في إبراز دور المرأة في المجتمع... متابعا تلك البانوراما المتسعة في الأعمال الفنية على امتداد الوطن العربى كاشفا ذلك الدور الذي لعبه الفكر الذكوري سواء قدمه رجل أو امرأة في تهميش دور المرأة وتحويلها إلى سلعة وخاصة في السنوات الأخيرة التي غابت فيها الشخصيات النسائية الرئيسية على الشاشة وبرزت الأدوار الرجالية بشكل ملفت "، يتكون الكتاب من مجموعة موضوعات قصيرة نسبية تدخل في إطار الاهتمام بقضية المرأة في السينما، ويخرج المؤلف عن ذلك احيانا، فهو لا يوافق كليا على مصطلح "سينما المرأة" لكنه يراه حاضرا من خلال الأعمال المتميزة والمختلفة وفي طريقة تعرضها لقضايا المجتمع واسلوب معالجتها.

وإذا رجعنا إلى محتويات الكتاب وجدناها تضم حوالي "25" موضوعا، جاءت عناوينها أقرب إلى العناوين الجانبية، فطريقة التناول سريعة ولا تكاد تفي بالهدف البعيد أو القريب.

على سبيل المثال نقرأ في الموضوع الأول المعنون باسم "اتفاق واختلاف" بعض الآراء المنقولة عن بعض المخرجات في السينما الخاصة المرأة، أو توضيح مدى الاتفاق حول مصطلح "سينما المرأة".

رائدات ومخرجات

من بين المخرجات اللائي تعرضن لهذا المصطلح بالرأى، المخرجة انعام محمد على من مصر والكاتبة "اقبال بركة" والمخرجة السورية واحة الراهب واللبنانية جوسلين صعب والمخرجة اسماء البكري ايضا هناك كلثوم برناز من تونس وليانة بدر من فلسطين وايناس الدغيدى من مصر وهيفاء المنصور عن السعودية وفريدة بليزيد من المغرب. ولا ندرى تحديدا هل الكاتب هو الذي جمع كل تلك الآراء أو نقلها من اعمال ندوة الجامعة الأمريكية في بيروت.

ويبدو من خلال الاستعراض العام لاقوال الكاتبات والمخرجات المشاركات في ندوة بيروت أنهن أبعد عن مصطلح سينما المرأة، باعتباره قيدا يضع المراة في قفص المشكلات الاجتماعية النسائية وهموم الانثى، والأهم هو النظر إلى قضايا المجتمع بشكل عام، وكما تقول المخرجة جوسلين صعب فإن قضيتها الأساسية هي الإنسان، وان على المرأة أن تخوض غمار المنافسة بخصوصيتها، من دون أن يتم عزلها عن الاطار العالم، كما تشير إلى ذلك المخرجة ايناس الدغيدي.

في موضوع آخر هو اختصار مبسط لكتاب "رائدات السينما في مصر" يشير المؤلف إلى بعض الرائدات في مجال السينما، ومن ذلك فاطة رشدى "1908- 1996" والتي عملت في 28 فيلما اشهرها فيلم "الغريمة".

هناك أيضا عزيزة أمير "1901 ـ 1952" وقد قدمت "26" فيلما اشهرها فتاة من فلسطين وبنت الليل واخلاق للبيع وطاقية الاخفاء.

أما بهيجة حافظ 1908 ـ 1983 فقد قدمت "6" افلام اشهرها "ليلى بنت الصحراء" هناك ايضا امينة محمد "1980 ـ 1985" فقد قدمت 7 افلام اشهرها "شبح الماضى" وفيلم "تيتا وونج" الذي أخرجته وأنتجته ومثلت فيه.ويصل المؤلف إلى ذكر المنتجة آسيا وكذلك مارى كوينى ثم نماذج اخرى لها دور ريادى، والموضوع هنا مجرد سرد شبه موضوعى وتلخيص لما سبق ذكره من معلومات في أكثر من كتاب وأهمها كتاب "السينما المصرية في الثلاثينيات" لمؤلفه منير إبراهيم.

آراء سريعة

في موضوع آخر بعنوان "الذوق والقيمة" يتطرق الكاتب إلى ما أسماه تدنى الذوق وفقدان القيمة لما ينتج حاليا من أعمال، ولا يحدد الكاتب نماذج معينة ولا سنوات انتاج هذه الأفلام، لكنه يلقى رأيا عاما وسريعا من أجل التعرض إلى بعض الأفلام الجيدة باعتبارها نماذج ايجابية لما يمكن تسميته بالسينما التى لا يمكن نسيانها. ومن ذلك فيلم "أريد حلا ـ 1975" لمخرجه سعيد مرزوق وفيلم "شباب امرأة ـ 1956" لمخرجه صلاح أبو سيف، ويكتفي الكاتب بذكر هذين النموذجين فقط ويترك الباقى، رغم أن هناك افلاما أخرى تعرضت لقضية المراة اجتماعيا ونفسيا بصرف النظر عن اسم الممثلة.. هل كانت تحية كاريوكا أو فاتن حمامة.

يقول الكاتب في كثير من البساطة غير المقنعة: ـ مثل كثير من الأشياء الرائعة التى مازالت باقية في حياتنا، تبقى السينما المعبرة بعمق هاجسا يعيش محبوسا في صور قديمة اسهمت في رقي ذوق الناس واشباع ثقافتهم وخبرتهم وتأكيد قيمهم الانسانية. أما سينما المرأة اليوم فللأسف هي مجرد صور تذكارية لنجوم مبتسمين لدرجة البلاهة".

في موضوع بعنوان "مخرجات مصر" يحدد الكاتب اسماء المخرجات اللاتى عملن في السينما المصرية فيقول بأن العدد قد تجاوز "13" مخرجة ومنهن احسان صبرى وامينة محمد وبهيجة حافظ وعزيزة امير وفاطمة رشدى، ثم نادية حمزة ونادية سالم وإيناس الدغيدى واسماء البكرى ونعمات رشدى وساندرا نشأت وكاملة أبو ذكرى وكلهن من مصر، وربما نضيف الممثلة ماجدة ايضا التى اكملت فيلما انتجته بعنوان "من أحب" ويركز الكاتب بشكل محدد وعلى افلام المخرجة نادية حمزة وخصوصا فيلم "نساء صعاليك" الذي لا يظهر فيه الرجل نهائيا. ولكن الكاتب يعتبر أن أفلام المخرجة لا تندرج ضمن سياق سينما المرأة وكذلك الأمر بالنسبة لافلام أخرى لنعمات رشدى ونادية سالم، إلا أن مخرجة مثل أسماء البكرى لا تعنيها قضية المرأة نهائيا. وهذا ما ينطبق على المخرجة ساندرا نشأت التي قدمت أكثر من أربعة أفلام خفيفة ومسلية ولا تعتمد على المرأة باعتبارها قضية ذات طابع اجتماعي.

حالات خاصة

وفي موضوع آخر بعنوان "حالة خاصة" يسلط الكاتب ضوءا خافتا على المخرجة إيناس الدغيدي صاحبة أكبر عدد من الأشرطة منذ شريطها الأول "عفوا أيها القانون" إلا أن أفلامها تتسم بطابع الجرأة كما يقول الكاتب وتتصف بعدم تعرضها لقضية المرأة اجتماعيا ولكنها تفضل الجرأة على جوانب أخرى أساسها العلاقات العاطفية والجنسية بين الرجل والمرأة ولا يبحث الكاتب في أفلام المخرجة غير أنه يذكر بعض أفلامها الأخيرة وخصوصا فيلم مذكرات مراهقة، ولذلك نراه يقول: "أخيرا.. قد لا تحقق أفلام إيناس الدغيدي التي أثارت الجدل إجماع الجمهور في مصر والعالم، بسبب اشتمالها على شيء من الجرأة بحسب التعبير الرائع، التي تصدم الوجدان الجماعي والذوق المحافظ لكن الأكيد أن صاحبة مذكرات مراهقة حالة خاصة في السينما تختلف حولها الآراء لكنها بمعايير النجاح تضمن إلى شباك التذاكر وضع لوحة كامل العدد.

في موقع آخر لا يسمي الكاتب موضوعه عرضا لكتاب ولكنه فعليا كذلك فهو يستعرض كتابا نقديا بعنوان "عنها في أفلام" للناقدة السورية ديانا جبور وهو من إصدارات سلسلة الفن السابع بمؤسسة السينما في سوريا، وفي الكتاب استعراض لصورة المرأة في ثلاثة أفلام وهي رجال تحت الشمس وهو ثلاثية سينمائية أو مجموعة من الأفلام القصيرة الروائية، ثم فيلم السكين والفيلم الثالث هو شيء ما يحترق.. لغسان شميط.

كما أن هناك وجهات نظر أخرى في أفلام لها علاقة مباشرة بالمرأة مثل "آه يا بحر" لمحسن شاهين و"السيد التقدمي" لنبيل المالح.

وبشكل عام فإن الأفلام تخدم فكرة هامشية المرأة أحيانا أو سلبيتها على الأقل، وبصراحة وكما يقول المؤلف نقلا عن الكتاب الذي يناقشه، فإن سيطرة وهيمنة الفكر الذكوري في السينما السورية لسنوات طويلة قد جعل صورة المرأة أكثر عتمة واضمحلالا وكأنه يذكرنا بمقولة الرجل الذي عدد نقاطا لم يفهمها الرجل عن المرأة، ثم اكتفي بذكر الأرقام ولم يذكر هذه النقاط فعليا وبالتالي فإن الأفلام التي يمكن أن تخرجها المراة عليها أن تفسر هذه النقاط وتشرحها.

يستمر الكاتب بطريقته الصحفية في تناول بعض الموضوعات المتعلقة بالسينما ومن ذلك تناوله للفيلم السوري "رؤى حالمة" وهو التجربة الروائية الأولى للمخرجة واحة الراهب، وينقل الكاتب عن لسانها بعض الآراء حول الفيلم ويكتفي بذلك بدون التعرض للشريط بالنقد وهذا ما ينطبق على فيلم " بطل من الجنوب" لمحسن أبو سيف وربما اعتمد المؤلف على إعادة كتابة بعض التصريحات الصحفية ووجهات النظر المتعلقة بالسينما، بدون أن تكون هناك وجهة نظر خاصة ومعتمدة من شخص الكاتب الناقد.

المرأة والواقع

غير أن الأمر لا يختلف أحيانا كما في الموضوع الذي عنوانه "حكاية واقعية" الذي يناقش فيه المؤلف بشكل محدود جدا الفيلم اللبناني "لما حكيت مريم" لمخرجه اللبناني أسد فولادكار، ويصل الكاتب إلى خلاصة الرأي عندما يقول بأن "قوة الفيلم تكمن في أنه يعالج موضوعا يعتبره السينمائيون عادة من المواضيع التي طالما استهلكتها الميلودراما المصرية، وهو عقم المرأة المتزوجة الذي يتسبب في طلاقها وتدهور حالتها النفسية في مجتمع يحصر دور وقيمة ومكانة المرأة المتزوجة في الإنجاب، فهو بذلك يسعى إلى أن يحقق تحديا فنيا يعتبر في تقديرنا من جوهر الفن، وهو كيف يمكن تحويل موضوع بسيط وثانوي ومستهلك إلى موضوع مثير للدهشة، وهنا تتجلى موهبة المخرج في قدرته على الامساك بما هو إنساني وخالد في حياتنا انطلاقا مما هو عارض يومي.

من لبنان أيضا يختار الكاتب فيلما بعنوان "طيارة من ورق" لمخرجته رندة الشهال، وهو الشريط الذي فاز بالجائزة الفضية في مهرجان البندقية 2003 ولا يقرأ الكاتب الفيلم من خلال عرضه ولكن من خلال ما تقوله المخرجة عن فيلمها، وهي نفس الطريقة التي يسلكها في معظم تفاصيل الكتاب مما يجعل من هذا الكتاب مجرد تجميع لآراء بعيدة عن النقد الفعلي، رغم أنها تقدم بعض المعلومات لغير المختصين بمجال السينما، ربما تكون مفيدة.

بعد ذكر بعض الأفلام من فلسطين وخصوصا فيلم "يد إلهية" لمخرجه إيليا سليمان، ينتقل الكاتب إلى تونس ويذكر ببعض الأفلام التونسية المنتجة في مراحل مختلفة مثل مرحلة التحرر ومع أفلام مثل الفجر – صراخ – سجنان وغيرها ثم مرحلة مجتمع ما بعد الاستقلال أو المرحلة الاجتماعية ونجد فيها أفلاما مثل "السفراء" لناصر القطاري وعزيزة عبد اللطيف بن عمار ثم في مرحلة ثالثة أسماها الكاتب مرحلة المراجعة وقد جاءت بأفلام انتقادية مثل صفائح من ذهب للنوري أبو زيد وصمت القصور وغيرها.

إعادة وتكرار

وفي هذا الصدد فإن الكاتب يعيد تكرار ما قدم للسينما التونسية من انتقاد خاص بنوعية إنتاجها من ناحية وكذلك ارتباط هذا الانتاج بالخارج ولكن المعالجة التي توخاها الكاتب كانت بسيطة وتميل إلى السطحية والنقل عن الكتابات النقدية المنشورة في الصحف والمجلات.

وهذا القول ينطبق أيضا على طريقة تعامله مع السينما في الجزائر ثم السينما في المغرب إذ لا يمكن تلخيص مسيرة الأفلام الجزائرية أو التونسية أو المغربية في صفحات محدودة وكذلك جاء الحديث منقوصا لا يكشف عن ناقد متابع للاشرطة بل يكشف عن كلام مكرر منقول عن كلام الآخرين.

وهنا نلحظ بأن بعض الموضوعات ليست لها علاقة بسينما المرأة من بعيد أو قريب لكنها مجرد مقالات عامة، لا يذكر فيها اسم ممثلة أو مخرجة أو قضية نسائية، غير أن هناك موضوعات قد تدخل في صلب الموضوع ومن ذلك ما كتبه المؤلف حول المخرجة المغربية "إيمان المصباحي" في موضوع بعنوان "رؤية مغربية" وقد ذكر الكاتب بعض الأعمال التي نسبها للمخرجة، وهي أفلام روائية قصيرة، بل إن بعضها أفلام فيديو والكاتب ليس موضوعه هذا الصنف من الأفلام إلا أن هناك مخرجات كثيرات لم يذكرهن المؤلف قدمن أفلاما قصيرة في مصر وتونس ولبنان وسوريا وغيرها.

ونفس الأمر يتكرر مع المخرجة المغربية "نرجس النجار" التي قدمت شريط "العيون الجافة" وهو شريط مهم غير أن الكاتب تعامل معه بنفس الطريقة السابقة، عندما اختار أن يلتقط بعض المعلومات عنه من بعيد ويصيغها بأسلوب فيه الكثير من التسرع.

في مرحلة لاحقة ينتقل الكاتب إلى الشخصيات المجسدة على الشاشة المصرية مثل شخصية العانس وشخصية الأم وشخصية الحماة وشخصية التلميذة، وكل الموضوعات المذكورة قد تم تلخيصها من كتاب المرأة في السينما المصرية، لمحمود قاسم.

نماذج مختارة

في مجال الحديث عن الفنانات يختار المؤلف أن يتطرق إلى الممثلة فاتن حمامة ثم بعد ذلك الممثلة يسرا، فيسرد جوانب من أعمالها وسيرتها الشخصية وإذا اعتبرنا أن هذين الموضوعين لهما علاقة مباشرة بالعنوان فإن الموضوع الخاص بالمرأة في السينما الإيرانية ليس له ما يبرره، وخصوصا وأنه جاء موضوعا مستقلا وليس متداخلا بموضوعات أخرى.

وكما يقول المؤلف فإن سينما المرأة تعد مجالا خصبا للنقاش حيث أن تظاهرات المرأة وسينما المرأة وأدب المرأة لاتزال كلها قضايا تحتاج إلى البحث والدراسة.

لذا لابد من الخوض في مشكلاتها العالقة والعمل على حلها، وبعدها لن يقال سينما المراة بل مجرد عمل إبداعي بغض النظر عن جنس مبدعه.

نعم يمكن القول بأن الكتاب الذي نقرأه الآن لم يأت بالجديد، ولم يوف الموضوع حقه، فقد كتب بطريقة فيها سرعة شديدة وتتضمن محتوياته نقصا واضحا في المعلومات وفي تصنيف الموضوعات نفسها واختيار الموضوع المحدد فهو ينتقل من المرأة المخرجة إلى المرأة الممثلة وإلى موضوعات نسائية وتناولتها بعض الأفلام بدون اختيار دقيق لجوهر الموضوع قيد البحث والدراسة.

رغم كل ذلك فإن لغة الكتاب بسيطة وليس بها معلومات خاطئة إلا فيما يختص بالأسماء المذكورة في صفحات خاصة بالسينما المغربية والجزائرية وهنا نلحظ بأن الكتاب لا يذكر بعض الجوانب من السينما العراقية والليبية والكويتية فضلا عن عدم إشارته للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة التي أسهمت المرأة فيها، وهي أفلام كثيرة حققت نجاحات كبيرة وعبرت عن قضايا المرأة أكثر مما عبرت عنه الأفلام الروائية الطويلة.

ليست هناك تعليقات: