الخميس، 4 سبتمبر 2008

حول فيلم الساحر للمخرج نيل بيرجر





.. الوقوع في دائرة الوهم!

تلك الابتسامة المكشوفة أو الضحكة العالية أو لقطة الاستغراب والاندهاش وغيرها من التعبيرات التي تظهر على وجه الممثل في آخر مشاهد بعض الأشرطة هي تعبيرات كثيرة ولا شك، تعبر عن محتوى الموضوع ومدى الاشارة فيه إلى السخرية الكامنة وراء الأحداث وخلاصة القصة التي كشفت عنها النهاية.

إن الأفلام تعرف بخواتيمها ويتداخل الأمر بين الجانب الفني والموضوعي لتصبح النهاية في أكثر الأحيان هي أشد اللحظات لمعانا وجاذبية وليس الأمر بغريب ، فالنهاية هي آخر فرصة بالنسبة للشريط لقول كل ما يمكن قوله والتعبير عن هذا القول.

شيء من الدهشة

في شريط المخادع شيء من ذلك، ففي مشهد النهاية تظهر الدهشة على وجه مفتش الشرطة "أوهول" وتدور حوله آلة التصوير تزيد من الاحساس بوطأة السخرية وانكشاف سر الخديعة التي وقع المفتش في أسرها، مع ابتسامة تحمل الكثير من الإعجاب والاندهاش.

وشريط "المخادع" أو الساحر هو من الأشرطة التي عرضت حديثا 2006 وحقق نجاحا جيدا على المستوى الجماهيري والنقدي، ورغم أن مخرجه "نيل بيرغر" يدخل تجربة الفيلم الروائي لأول مرة، بعد تجربة أولى في إخراج الشريط التسجيلي "مقابلة مع مصاص الدماء" والذي تدور أحداثه حول المتهم الثاني في قتل الرئيس جون كينيدي.

ومن خلال التصنيف العام للشريط سوف نجد "المخادع" أقرب إلى أشرطة المغامرة الخيالية والرومانسي والرعب في نفس الوقت ، لكنه يتعامل مع كل ذلك من خلال شخصيات وشرائح تقترب من الواقع وترتبط به، فهو ليس مجرد شريط خيالي ، رغم المظهر الخادع في العنوان وسير الأحداث والشكل الظاهري.

وتدور احداث الشريط في أواخر القرن الثامن عشر وتحديدا في مدينة فيينا التابعة لأمبراطورية النمسا وهي الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى ونحن لا نعلم تحديدا هل شخصيات الشريط حقيقية أو لا، ولكن يبدو أن فيها الكثير من الحقيقة والتي تحولت الى مجرد قصة صاغها الكاتب الأمريكي ستيفن مالهوزر صاحب جائزة بوليتزر 1997 في إحدى مجموعاته القصصية ، ولكن المخرج أحدث على القصة الكثير من التغييرات لتصبح عملا سينمائيا يحتوي على قدر من القبول الذي يتجاوز مسألة الواقع إلى الجمع بين الحقيقة والخيال.

من الناحية الفنية يتحول الشريط إلى أحداث تروى بواسطة الفلاش باك ويرويها لنا كبير مفتشي الشرطة "أوهول" وكأن القصة قد وردت في سجلات الشرطة باعتبارها من الغرائب أو القصص التي لا تصدق، خصوصا وأن الشريط يبدأ بعرض لألعاب الساحر أيزنهايم في المسرح الرئيسي، تم القبض عليه لارتكابه أفعالا تضر بالإمبراطورية وأمنها، ليبدأ المفتش بعد ذلك في سرد البدايات ليس لشخصيات داخل الحدث ولكن السرد يكون للمشاهد من وجهة نظر السارد وحده، باعتباره يمسك بالقضية وقد تحولت إلى مخالفة جنائية تستحق أن تروى. لا يعود الشريط إلى المفتش السارد إلا حين الوصول إلى نفس النقطة التي انطلق منها السرد بعد عملية القبض على ايزنهايم بأمر من ولي العهد لتبدأ الأحداث بعد ذلك بالصورة السردية الطبيعية.

أما السبب في هذا التقسيم فالأرجح أن أوهول كبير مفتشي الشرطة لا يعلم بالحقيقة فيما جاء بعد ذلك من أحداث بينما هو يعلم كل التفاصيل الخاصة بالبداية وتصاعدها ، لهذا جاءت لحظة النهاية مليئة بالإدهاش وعبرة عن السخرية والكثير من الإعجاب بشخصية الساحر.

والحقيقة أن المفتش أوهول لم يكن مستجيبا لكل مطالب ولي العهد فهو يميل إلى معرفة أسرار الألعاب السحرية وكأنها تعبر عن جزء كبير من طبيعة عمله الكاشفة عن الجرائم وغيرها، ولهذا كانت المواجهة في البداية بين الساخر أيزنهايم والمفتش، والتي أوصلت الثاني إلى قناعة تامة بأن هناك خدعة وراء أية عملية يقوم بها الساحر المخادع.

أكثر من عروض سحرية

هناك الكثير من الغموض يلف الأحداث ولقد كان لاختيار أماكن التصوير المناسبة – التصوير في مدينة براغ – السبب الرئيسي المساعد على الايحاء بهذا الغموض ليس لطبيعة المباني فقط، ولكن أيضا لحضور الشجر والماء والطرقات الفسيحة وإذا أضفنا إلى كل ذلك التصميم المبتكر للملابس ، وحسن استخدام الإضاءة على المسرح وفي القصور والشوارع وميل الفيلم إلى ألوان يغلب عليها اللون الأرجواني والبني والاخضر بحسب المواقف المتتالية ، فإن كل ذلك قد شكل مجالا يخدم فكرة السحر ويتلاءم مع إيهامات السحرة الذين يعتمدون على الخداع البصري في عروضهم المسرحية.

إن غموض الفيلم يوحي للمشاهد بأن هناك على الأبواب مصيرا يهدد فيينا وما حولها منبئا بحرب كبيرة قادمة، وسط ثقافة تتوسع وتتعمق في الروحانيات والماورائيات يقودها عدد من الكتاب والفنانين وعلى رأسهم فرويد وغوستاف كليمنت ممن أبحروا في عالم الأحلام.

إن الأصل في القصة يكاد يكون رومانسيا وتقليديا إذ نحن إزاء صبي يعشق فتاة تعرف عليها سريعا ولكن أيزنهايم هو مجرد ابن لنجار صغير يعمل مشرفا على اثاث قصر والد الفتاة صوفي الغنية التي تنحدر من سلالة ملكية، ولهذا السبب تقرر أسرة الفتاة الاختفاء والانتقال إلى مكان آخر غير معلوم، من باب الحرص وإنقاذ ابنتهم من شاب قد اشتهر بألعابه الغريبة.

أما آيزنهايم والذي تعلم السحر من أحد الأشخاص المجهولين فإنه يعيش في بيت عمه في موسكو عاملا على تنمية الاعيبه السحرية وتطويرها واستخدام التقنية بما يسمح به تطور العصر من أجل أن تصبح العروض أكثر إبهارا وجاذبية.

وعندما ينتقل الساحر إلى فيينا ليعرض على مسرحها يصيب نجاحا جماهيريا واسعا ، فيسعى إلى عروضه كل أصحاب الشأن الرفيع، بمن فيهم ولي العهد ليوبولد ومعه خطيبته الشابة وكذلك كبير مفتشي الشرطة وتلر أوهول .

يطلب آيزنهايم من الحضور المشاركة معه في تقديم العرض وفي لعبة خاصة خطرة تعرف باسم لعبة الموت وهي اللعبة المعروفة التي يقسم فيها سيف الساحر جسم فتاة معينة إلى نصفين من داخل دولاب أو قفص خاص.

وعندما يطلب ولي العهد من خطيبته التقدم للمشاركة في اللعبة يتعرف آيزنهايم على صديقته صوفيا لتبدأ قصة الحب في الاشتعال، ولكن في هدوء بسبب الخوف من ولي العهد الذي يظهر وكأنه يخطط للسيطرة على الحكم من خلال زواجه من الفتاة أولا ثم الاستيلاء على عرش الامبراطورية النمساوية.

كل هذه الأحداث يحكيها المفتش وهو يتابعها فعلا وإلى حين الوصول إلى لحظة تصبح فيها علاقة آيزنهايم بصوفي شبه معلنة يعرفها الجميع ويصبح ولي العهد عائقا أمام العشيقين بينما يصبح آيزنهايم شخصا قويا بسحره وليس بسلطته السياسية.

إن المواجهة المفترضة هنا هي بين الفقير الذي جعل منه السحر شخصا قويا وصاحب السلطان ولي العهد والذي يعجز عن فهم وتعليل العاب الساحر فهو أشبه بالشخص الضعيف والذي أظهرت الأحداث بشكلها الظاهري أنه السبب في قتل الفتاة صوفي بعد مواجهة بينها وبينه.

ولكن فعليا الاتهامات توجه إلى الجميع وتستقر على شخص بريء ليس له علاقة بالأمر ليصبح مجرد كبش فداء.

يكتشف المفتش في النهاية أن وجود الفتاة ملقاة في النهر وعلى رقبتها جرح كبير هو خدعة، إنها لعبة الحياة والموت الممارسة على المسرح وتطبق في الحياة فعليا كما إن الايهام بموت الفتاة يستمر إلى نقطة النهاية ، عندما يتم الكشف عليها ويتم التأكد من موتها، لكنها فعليا لم تمت ، فهي قد انتقلت إلى مكان معزول ليلحق بها الساحر في النهاية وكأن ما جرى هو مجرد عرض مسرحي يكتشف المفتش أسراره في نهاية الشريط.

بين الواقعي والغرائبي

في إحدى المقابلات الصحفية مع المخرج نيل بيرغر وهو نفسه من كتب السيناريو يقول بأنه أضاف إلى القصة الحقيقية شخصية الفتاة المعشوقة صوفي لتكون إحدى ركائز ثالوث الحب واضاف أيضا شخصية ولي العهد لكي يسير الصراع نحو غايته الحقيقية ويبدو أن القصة في أصلها كانت مجرد سباق بين المفتش والساحر في الكشف عن الخداع وأساليبه السحرية، في حوار ثنائي يغلب عليه الصراع الفكري التجريدي، أي صراع الأفكار بين الحقيقي والمتخيل، أو الصراع بين الواقعية والغرائبية، ولقد تحول الشريط إلى وقائع وأحداث ملموسة رغم أن مقدار الإضافة فيها كبير حسب إشارات وتوضيحات المخرج.

وهنا نلحظ بأن الخط الذي يعتمد عليه الشريط إنما يأتي من سؤال يطرح بشكل خفي ويتسلل عبر الأحداث وهو يدور حول إمكانات هذا المخادع، آيزنهايم ، هل هي مجرد ألاعيب سحرية لها أسرارها؟! أم أن المخادع لديه قوى فوق طبيعية وقدرات ذاتية روحية لا تقع في دائرة السحر؟

الغريب أن الشريط يحاول بقدر الامكان عدم الكشف عن الحقيقة فالمتفرج يقع دائما في دائرة الوهم، وإذا كانت بعض الألعاب السحرية تعلن عن سرها، مثل نمو البرتقال سريعا وتحريك المناديل بواسطة الفراشات، لعبة السيف والفتاة إلا أن هناك ألعابا معينة ظلت خفية وغير واضحة لتزرع الشك بشكل مبدئي وبهذا يتحول آيزنهايم إلى شخص له شعبية كبيرة يقتنع الجمهور بقدراته الخارقة، ويدخل ضمن دائرة الخطر بالنسبة لأمن الإمبراطورية ذات القوة الكبيرة الظاهرة والعاجزة فعليا من الداخل.

في الشريط إشارات وتلميحات ذات طابع فني لكن الحكاية التي تسرد هي الأساس،

فالسيف الذي التصق بالأرض، لم يستطع الفرسان رفعه إلى أعلى، إنه أقرب إلى سيف الملك آرثر بحسب رأي آيزنهايم لكن ولي العهد تمكن من سحب سيفه المثبت في الأرض ليظهر بمظهر الرجل القوي بينما في الحقيقة، تختفي من السيف عقيقة ملونة تصبح بعد ذلك دليلا على إدانة الأمير بوصفه قاتلا لخطيبته.

أما اللعبة الأهم فهي ما مارسه المخادع من عمليات تحضير للأرواح وهي كانت سببا مباشرا في اعتقاله بشكل مؤقت، وخصوصا عندما استحضر روح الفتاة صوفي ، وأعلنت بأن قاتلها هو من بين الحاضرين في إشارة لولي العهد المتنكر.

إضافة إلى سيطرة الجانب العلمي والبحث عن الحقائق والتطبيقات العملية يلجأ الشريط إلى التوكيد على التفسيرات المنطقية، وهو الرأي الذي يعتمد عليه المفتش، وهو صراع ربما كان قائما في أواخر القرن الثامن عشر.. ولهذا سلم الساحر في آخر الشريط مخططا هندسيا للكيفية التي تدور بها عمليات نحضير الأرواح شاملة لتجهيزات تتحرك في الكواليس.

وقد سبق ذلك وجود مخططات للكيفية التي تنمو بها شجيرات البرتقال اعتمادا على البذور التي تغرس في أوانها. ولكل ذلك، وبسبب ميل المفتش أوهول إلى التفسير العلمي ، فإنه قد سلم مقاليد السرد والتحكم في مجريات القصة يدخلها كما يشاء إلا في لحظة معينة عندما يصبح هو نفسه هدفا للخديعة.

يجمع المفتش الخيوط المفقودة ويعاد بواسطة المونتاج التذكير ببعض الإشارات، مثل السلسلة التي أهداها آيزنهايم للفتاة صوفي وقوله على المسرح بأنه سوف يجعلها تختفي، وتهريب أمواله قبل قيامه بعملية الإيهام، وإعادة التذكير بموت الفتاة على المسرح ظاهريا.

ورغم أن التفسير المطروح كان من الممكن الوصول إليه مبكرا إلا أن عدم ميل المفتش إلى ولي العهد، كان سببا في تحريك القضية نحو عملية قتل حقيقية وليست وهمية، وهو ما جعل ولي العهد ينتحر في النهاية بطريقة فيها الكثير من التسرع، وكأن المخرج أراد التخلص من هذه الشخصية ، لأنها غير موجودة في القصة.

التعبير بواسطة التمثيل

إذا قبلنا بأن الحكاية المسرودة هي اساس فيلم المخادع ، بالاضافة إلى موقع التصوير والملابس والموسيقى وحسن استخدام الألوان والاضاءة فإن ما هو أهم فعلا هو عنصر التمثيل، وهو عامل الجذب الذي أسهم في تكوين الفضاء الملائم لهذا النوع من الأفلام، فالشريط له مناخ خاص ومتميز يؤثر في المتفرج من الناحية البصرية والحوار جاء قصيرا وله لمعان يبرق بين الحين والآخر ليزيد من حالة الغموض والتشويق.

وإذا كان هناك أكثر من اعتراض نقدي فأغلبه يتعلق بالعلاقة بين آيزنهايم وصوفي والتي نراها علاقة ساخنة رغم مرور ما يزيد عن عشر سنوات من الفراق ولقد ابتعد الشريط عن محتواه الرومانسي عندما عبر عن هذه العلاقة مجردا بمشهد جنسي دخيل عن أجواء الفيلم.

قلنا بأن التمثيل عامل جذب مهم، وخصوصا بالنسبة للممثل مثل بول جياماتي الذي قام بدور المفتش دور بطولة ثانية وهو ما يعد تكملة لأفلامه السابقة مثل امرأة البحيرة 2006، وطرق فرعية 2004 ، ورجل السندريلا 2005، ويبدو أن أسهم هذا الممثل في الارتفاع خلال السنوات القادمة ولاسيما وهو يجمع بين الجودة والجدية والمقدرة على السخرية في آن واحد.

هناك ممثل برز بوضوح رغم دوره الثانوي وهو روفس سويل الذي قام بدور ليو بولد ولي العهد وكان أقرب الى دور الشرير الحائر المتردد وباعتباره من الاضافات على جوهر القصة لم توضح له خلفية واضحة يستند إليها ، وبالتالي فقد سهلت عملية التخلص منه، ولكن الدور لم يختلف عن باقي أدواره الثانوية مثل شريط حكاية فارس 2001، وشريط أسطورة زورو 2005.

إذا انتقلنا إلى الفتاة صوفي ولقد قامت بالدور الممثلة جيسكا بيل فنجدها شكلا أقرب إلى اللوحة الفنية ، من إنتاجات تلك المرحلة، لها سحر وجاذبية.

ولكن بصورة مفردة، فهي لم تشكل ثنائيا عاشقا مع آيزنهايم فقد كانت مشاهدها الأولى أفضل عندما قام بالدورين ممثلان أصغر سنا.

ومما لاشك فيه أن الممثل إدوارد نورثن قد كسب دورا جيدا أيضا إلى مسيرته الحافلة بالأعمال الجيدة، وهو يتميز بقدرته على التلوين في الأدوار وانتقاله من شخصية إلى أخرى بكل بساطة وسهولة، وكما قلنا لم يحقق تجاوبا كبيرا بوصفة عاشقا، وحقق نجاحا مقابلا بوصفه ساحرا يملك الثقة بالنفس والهدوء والقوة الداخلية المشحونة بالتأثير على المحيط الذي حوله ولاسيما من حيث القاء الحوار بإيقاع يتناسب مع انسياب الشريط ببطء وأجمل المشاهد التي حققها، حضوره الحفل الذي دعا إليه ولي العهد لغرض التحقق من قدراته السحرية في مواجهة مباشرة ضد ليو بولد من ناحية والمفتش من ناحية أخرى.

وتذكرنا طريقته في الكلام بدوره في شريط مملكة السماء 2005 عندما قام بدور الملك بالدوين الابرص الملثم طوال الشريط والذي يعوض إخفاء صورته بالتغيير في نبرات الصوت. أما أشهر أعمال هذا الممثل فهي نادي القتال 1999 وشريط الهدف 2001 وشريط التاريخ الامريكي 1998 وشريط الساعة الخامسة والعشرون 2002 وشريط مهمة إيطالية 2003.

ومهما كنا نبالغ في تقدير المستويات الفنية لهذا الشريط "الساحر أو المخادع" ومهما حاولنا أن نغوص في تفصيلاته ومرجعياته ، فهو أولا وأخيرا ولمدة تصل إلى ساعتين شريط للمتعة الفنية البصرية والتسلية التي تكاد تتفق مع تسالي العروض السحرية التي يمكن للمخرج أن يتابعها داخل الشريط أو خارجه ، وفي هذا كل الكفاية، بصرف النظر عما هو أبعد من ذلك.

ليست هناك تعليقات: