الجمعة، 12 سبتمبر 2008

آفاق السينما فى ليبيا




"تجارب في الإنتاج السينمائي"

يحصر بعض النقاد السينمائيين العرب النشاط السينمائي في الوطن العربي وفي أفريقيا في عدد من الدول دون غيرها . ويقسمون مستوى الإنتاج كمياً إلى ثلاثة مستويات :

* المستوى الأول ينحصر في مصر عربياً باعتبارها أهم دولة عربية من حيث كمية الإنتاج وكذلك الدولة الوحيدة التي تتوفر بها صناعة متكاملة للخيالة تعتمد على دورة كاملة للسوق .

وبالنسبة لإفريقيا تعتبر " نيجيريا " هي الدولة الأهم فهي تملك بشكل أو بآخر صناعة سينمائية وكذلك الأمر بالنسبة لجنوب أفريقيا التي يتقاطع إنتاجها مع أوربا وأفريقيا في آن واحد .

أما بالنسبة للمستوى الثاني فهو يشمل بعض الأقطار العربية التي تملك أشرطة وليس صناعة ، وهي تنتج شريطاً أو أكثر في السنة الواحدة ، وحتى في حال وصول عدد الأشرطة المنتجة إلى رقم جيد . مثلما حدث بالنسبة للمغرب التي تجاوز عدد أشرطتها المنتجة سبعة أشرطة خلال الثلاث السنوات الأخيرة ، فإن الأمر يبقي على حاله ، لأن صناعة الخيالة ينبغي أن تتوفر لها معطيات معينة من حيث التسويق والإنتاج ، لا تنطبق على دولة مثل المغرب أو تونس أو العراق في فترة من الفترات ، وكذلك الأمر بالنسبة إلى دول أفريقية تقع في المستوى الثاني مثل " الكاميرون ـ السنغال ـ زائير ـ مالي ـ بوركينا .

وفي المستوى الثالث هناك دول أنتجت عدداً من الأشرطة بطريقة أو بأخرى ، وقدمت بعض المساهمات على مستوى الأشرطة الروائية ، ولكنها لم تحافظ على مستوى إنتاجها ، ومن ذلك عربياً ـ الجماهيرية ـ السودان ـ الكويت ، وأفريقيا هناك دول متشابهة قليلاً مثل " تشاد ـ أثيوبيا ـ تنزانيا ـ فولتا العليا " وغيرها .

*****

ورغم أن هذا التقسيم لا يعبر تماماً عن الحقيقة ، وخصوصاً بالنسبة للجماهيرية ، إلا أن هناك عدداً ، من المعطيات ساهمت في تأكيده ، ومن ذلك قله الإنتاج السينمائي بالنسبة للأشرطة الروائية وانحسار الإنتاج بالنسبة للأشرطة التسجيلية والقصيرة في سنوات معينة دون غيرها ، وبالطبع كان يمكن أن تسير الأمور بصورة أفضل ، ولكن غاب التخطيط الرسمي للنشاط السينمائي واعتبر الإنتاج السينمائي من الأنشطة غير المفيدة والهامشية ، مع عدم وضع ميزانية مخصصة للإنتاج السينمائي أسوة بالإنتاج المرئي ، وبالتالي جاءت النتيجة داعمة لهذا التقسيم الذي يعتبر الجماهيرية من الدول التي لا يوجد بها نشاط سينمائي واضح .

قلنا بأن التقسيم المذكور آنفاً لا يعبر عن الحقيقة فالنشاط السينمائي قد تحقق بشكل مقبول من خلال إنتاج الأشرطة التسجيلية وكذلك الأشرطة الروائية القصيرة والإنتاج الروائي الطويل ، بالإضافة إلى توفر أنشطة سينمائية مصاحبة مثل نجاح مجال الاستيراد والتوزيع في مراحل معينة ، وصدور بعض الكتب والمجلات التي لها علاقة بالخيالة . وكذلك وجود عدد من دور العرض الكافية قياساً بالنسبة لعدد السكان ونجاح بعض التجارب الخاصة بالنوادي ومنتديات الخيالة .

وتترك جانب النشاط السينمائي في الجماهيرية ، فله مكان آخر ، ونتعرض لمجالات الإنتاج السينمائي ، ليس من باب العرض ، ولكن من جانب تلخيص التجربة والإقرار ببعض النتائج سلباً أو إيجابا .

***

يبدو واضحاً أن النظر إلى مجال الإنتاج السينمائي من حيث تقسيمه إلى مرحلتين له ما يبرره ، لان إنشاء المؤسسة العامة للخيالة كان حداً فاصلاً بين مرحلتين الأولى ما قبل عام 1974 والثانية بعدها .

قبل تاريخ إنشاء المؤسسة العامة للخيالة 3 ـ 12 ـ 1973 ف كان الإنتاج السينمائي محصوراً في إنتاج أشرطة ذات طابع وثائقي لها علاقة بالسياحة والآثار ومغلفة بجانب دعائي إعلامي ، مع صدور أعداد من جريدة سينمائية ناطقة ، كانت تغطي أخبار وتحقيقات وأنشطة أغلبها سياسي ، وكانت هذه الجريدة تعرض قبل العروض السينمائية في القاعات ، ولا سيما في المناسبات الرسمية .

وبالطبع لا يمكن التقليل من أهمية هذه المرحلة ، حيث تدربت عناصر كثيرة في مجال العمل السينمائي وباشرت عناصر ليبية الاشتغال بمختلف مهن الخيالة ، ورغم إن الإنتاج كان محدوداً وكثيراً ما يتم تنفيذه بطواقم أجنبية ، إلا أن الفرصة كانت متاحة للاستفادة ، ولقد تأسس لهذا الغرض قسم خاص بالخيالة كان يتولى الإشراف على مجال الإنتاج السينمائي في الحدود الضيقة المتاحة .

ولكن يحسب لتلك المرحلة ـ ما قبل تأسيس مؤسسة الخيالة ـ أنها قد احتوت على تجربة متميزة ، وهي مغامرة سينمائية أساسها إنتاج أول شريط روائي طويل ليبي ، وقد تحقق بالفعل وكان بعنوان " عندما يقسو القدر " وقد أخرجه عبد الله الزروق وأنتجه المنتج علي الفلهودي ، والذي كانت له تجربة سابقة في مجال الإنتاج ولكنها لم تكتمل .

ورغم أن هذا الشريط قد بوشر العمل فيه منذ عام 1971 ف إلا أن العمليات الفنية الخاصة به لم تكتمل إلا عام 1973 ف ، وداخل المعامل التي تملكها المؤسسات العامة للخيالة .

والمعروف أن هذا الشريط ـ أبيض وأسود ـ يعالج بعض القضايا الوطنية والقومية والعالمية من خلال علاقة الشخصية الأولى في الشريط بالظروف الصعبة التي يعيشها والمعاناة الإنسانية الصعبة التي تتوافق بين العام والخاص .

ومن المعلوم أيضاً بأن عرض الشريط 1 ـ 8 ـ 1973 ف لم ينل اهتماماً جيداً على الصعيد الإعلامي ، وكان ينبغي أن يؤرخ به فعلياً باعتباره البداية الحقيقية للإنتاج السينمائي الليبي ، وربما عدم الاهتمام الفعلي بالشريط المذكور عن عدم الحرص الشديد لتحقيق سياسة إنتاجية جيدة من حيث التخطيط والتنفيذ .

***

أما البداية الحقيقية لإنتاج المؤسسة العامة للخيالة ، فقد كان شريط " الطريق " لمخرجه يوسف شعبان محمد وهو شريط جيد الفكرة ، لكنها كانت مناسبة لشريط روائي قصير أكثر منها لشريط روائي طويل ـ 1973 ف .

ومن جانب آخر فإن وضوح الفكرة والدعوة إلى الايجابية ، وبشكلها المباشر قد حّولت الشريط إلى ممارسة بعض الخطابية ، والتي ربما كانت ضرورية في تلك الأثناء ، ولكنها لن الشريط بعدا يؤهله للاستمرارية ، كما أن الجوانب الفنية كانت ضعيفة وقد اتضح ذلك جليا في الصورة المشوهة وكذلك في عدم توافق شريط الصوت مع الصورة ، رغم أن هناك جهداً واضحاً قد بذل في الشريط ولا سيما بالنسبة للممثلين .

ويذكر هنا بأن هذا الشريط لا يمكن اعتباره من إنتاج المؤسسة كاملاً ، لأن بداياته جاءت مع إدارة الخيالة وهي الإدارة المشرفة على الإنتاج السينمائي قبل إنشاء المؤسسة .

***

باكورة إنتاج المؤسسة عام 1976 ف ، جاءت دون المستوى المطلوب ، فقد ذهب التفكير في التوزيع قبل الإنتاج ، ولم يكن من هم وراء البحث في إنتاج شريط معين إلا أن يتم توزيعه ، ولكن الشريط ، لابد له من أساسات درامية وفنية أولا ، بصرف النظر عن التوزيع القائم على وجود أسماء ونجوم من هناك ، بالطريقه نفسها التي اتبعتها لبنان في بعض السنوات عندما قدمت أشرطة مصطنعة تخلط فيها اللبناني مع السوري مع نجوم الخيالة في مصر ، مع وجودنا فارق تجاري ، وقاعدة للتوزيع لم تكن متوفرة لدى المؤسسة العامة للخيالة .

اعتمد شريط " الضوء الأخضر" على قصة اجتماعية تقوم على الصراع الاجتماعي مع الرمز والترميز الذي له مستوى اجتماعي وفكري ظاهري ، ومع وجود ممثلين من لبنان ومصر والمغرب وتونس والجماهيرية ، والنتيجة ، ومع وجود مخرج غير مسؤول عما يقدمه ، النتيجة جاءت سلبية ، تؤكد وتوضح وتكشف طريقه التفكير وأسلوب وسياسة الإنتاج غير الواضحة .

وعندما نتفق إلى الشريط الروائي المتاح سنجد أن له طبيعة حربية ، ولقد أشار بعض المهتمين بأنه محاولة للسير مع ركاب شريط " عمر المختار " (أسد الصحراء) ، الشريط العالمي الإنتاج ، ونقصد بذلك شريط " معركة تاقرفت " الذي بدت مشكلاته واضحة مع وجود مخرجين ، وهما عياد دريزة ومصطفى خشيم ، وكل منها يسير في اتجاه يكاد يختلف مع الثاني .

مع عدم توفر القصة الدرامية المناسبة والصالحة لربط إجراء الشريط المتناثرة . ورغم أن الشريط قد اعتمد على عناصر وطنية ، إلا أن التوليف قد تم في الخارج مع الطبع والتحميض .

ومن الصعوبة طبعاً الحديث عن إنتاج متكامل للمؤسسة العامة للخيالة ، بخصوص هذا الشريط والذي عرض عام 1981 ف لأن أكثر من جهة قد شاركت في إنتاجه وإن كانت اللجنة الإدارية للإعلام الثوري هي التي أشرفت على الإنتاج من خلال المؤسسة العامة للخيالة .

***

نأتي بعد ذلك إلى شريط روائي مهم ويعد من أفضل الأشرطة المنتجة فعليا ، وهو شريط "الشظية " للمخرج المرحوم " محمد الفرجاني " وهو أيضاً من الأشرطة التي اعتمدت على عناصر وطنية ، وكانت قصته أيضاً مناسبة للخيالة ، حيث تم اقتباس الشريط من قصة قصيرة للكاتب إبراهيم الكوني بنفس العنوان .

وتدور الأحداث بين حطاب يجمع الحطب وقاتل هارب من وجه العدالة ، حيث تجبرهما الظروف على التواجد سوياً في الصحراء بين الألغام ، إلى أن ينتهي الشريط في النهاية بموت قاتل الطريق ، وذلك بخلاف وقائع القصة التي سارت نحو أن يكون الضحية هو الحطاب ، بعدما ينجو القاتل ولكنه يسير في نفس الوقت بالناقة نحو أسرة الحطاب .

عرض الشريط في عام 1985 ف وكان أول عرض له بمهرجان دمشق السينمائي .

***

بعد ذلك بسنوات جاء شريط (معزوفة المطر ) للمخرج عبد الله الزروق . وهو شريط يعتمد على قصة ذات طابع اجتماعي لا تخلو من إسقاطات سياسية لها علاقة بالصراع الاجتماعي واختلاف وتباين الفئات الاجتماعية ، من خلال تطلع فتاة نحو الحياة المرفهة بحثاً عن المال ، الذي تجده في الزواج الذي اختارته ، ولكنها تفتقد أشياء أخرى لم تحققها، يعمل شخص آخر تعرفت عليه في حاله طارئة ، على تذكيرها بها ، ولكن بدون جدوى .

أنتج الشريط بعناصر وطنية عدا الطبع والتحميض وكان ذلك عام 1991 ف .

وكان هذا الشريط آخر الأشرطة التي أنتجتها الشركة العامة للخيالة حتى الآن على مستوى الأشرطة الروائية الطويلة .

***

نلحظ بوضوح أن عدد الأشرطة المنتجة قليل جداً ، ولا يعبر عن الطموحات المتوفرة لدى المختصين والمهتمين بفن الخيالة في الجماهيرية ، كما أن الإطارات الفنية ، كافية وقادرة على تقديم أكثر من شريط روائي في العام الواحد ، ولكن تبقى مصروفات الإنتاج هي العائق الوحيد ، أو لنقل العائق الرئيسي والأساسي .

أما فيما يتعلق بالإنتاج المشترك فأشهر شريط قامت المؤسسة العامة للخيالة بالمساعدة في تمويله هو شريط " السفراء " من إخراج التونسي ناصر القطاري ، وقد كان ذلك عام 1976 ف ، وقد كانت نسبة الإنتاج كالآتي : تونس ـ ليبي ـ فرنسي وبالتالي فإن المنتج الرئيسي كانت تونس ، والتي نالت الجائزة الذهبية ـ التأنيت الذهبي ـ بمهرجان قرطاج السينمائي لعام 1976 ف .

ومن الأشرطة الأخرى التي ساهمت الجماهيرية في تمويلها شريط " أين تخبئون الشمس " للمخرج المغربي عبد الله المصباحي ، مع العلم بأن الشريط لم يكمله المخرج وتولى الفنان نور الشريف تكملة بعض المشاهد والإشراف على التوليف والتركيب ، وقد كان ذلك عام 1977 ف ، كذلك ساهمت الشركة في إنتاج الشريط الروسي طائر الذاكرة .

***

ومن الظواهر التي لازمت الإنتاج السينمائي في الجماهيرية وجود عدد من الأشرطة التي لم يكتمل تصويرها فلم تعرض على الجمهور ، وقد حال دون انجازها النهائي وجود بعض المشكلات ، ومن ذلك :-

-لم يكتمل تصوير شريط روائي طويل ، بعنوان " ثورة في الصدور " من إخراج على الهلودي وإنتاجه أيضاً باسم " الشركة الليبية للإنتاج السينمائي " عام 1970 ف أيضاً لم يكتمل تحميض شريط روائي قصير طويل بعنوان " صائد الحوت " عام 1967 ف من إنتاج قسم الخيالة وإخراج المرحوم محمد علي الفرجاني ، والسبب ـ كما قال المخرج ـ أن الشريط تعرض للتلف .

وأشهر الأشرطة التي اكتملت وعرضت في عرض خاص شريط ( البحث عن ليلى العامرية) وهو شريط روائي طويل ، أنتجته شركة الخدمات الإعلامية ، بالتعاون مع الشركة العامة للخيالة عام 1990 ف وقد قام بإخراجه المخرج قاسم حول ، عن نص لأحمد إبراهيم الفقيه .

ويجسد الشريط تحولات المرأة العربية في أدوارها المختلفة في التاريخ القديم والواقع الحالي .

ويذكر أن الشريط لم يعرف عنه شيء وهو غير موجود بمخازن الشركة العامة للخيالة أو في غيرها من الأمكنة ، رغم أن هناك من تابع الشريط أثناء عرضه من خلال لجنة مخصصة لمشاهدة الشريط .

***

ومن الأشرطة التي لم تكتمل أيضاً شريط بعنوان " الحب في الأزقة الضيقة " عن قصة قصيرة للكاتب بشير الهاشمي ، وتدور أحداثها في المدينة القديمة وفي أجواء شعبية تعبر عن رفض المواطنين للممارسات الإرهابية ، خلال العهد المباد وكذلك رفض القواعد العسكرية الأجنبية والتفاعل مع القضايا العربية ، ورغم أن هناك محاولات قد بذلت لتكملة الشريط ، إلا أن التوقف عن التصوير عام 1987 كان نهائياً وبصفة مطلقة رغم الخسائر الكبيرة التي رافقت عملية إنتاجه .

ومن المحاولات التي تكتمل أيضا شريط " رسالة لم تصل " للمنتج والمخرج علي الهلودي عام 1972 ف . وشريط روائي بعنوان " يوم في حياة بئر " المخرج فرج الرقيعي عام 1975 ف وشريط بعنوان ( الذكريات) للمخرج سامح الباروني .

ونحن نذكر هذه الأعمال ، والتي لم تتحقق إنتاجيا ، لنصل بها إلى نقطة جديرة بالملاحظة ، تؤكد على الرغبة الجارفة في ممارسة عملية الإنتاج المستمر ، ولكن الظروف تحول دون ذلك ، مع الإشارة هنا إلى أن الإمكانات البشرية ذات التجربة المحدودة ، وعدم التعاون والاحتكاك مع الخارج ، كان سبباً في فشل أصحاب التجارب وعدم تكملة مشروعاتهم الإنتاجية ، رغم الدعم المادي الذي قدم إليهم .

***

لاشك أن الإنتاج السينمائي في مجال الخيالة الطويلة ، قد حقق بعض النجاحات الخارجية ، فقد شاركت الأشرطة المنتجة داخل الجماهيرية في مهرجانات خارجية كثيرة ، في المسابقات الرسمية وخارج المسابقات وفي العروض الجانبية ، ومن هذه المهرجانات على سبيل المثال ، مهرجان دمشق السينمائي ومهرجان قرطاج السينمائي ومهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان بيونغ يانغ في كوريا الديمقراطية ، حيث فاز شريط الشظية بالفضية وجائزة أحسن ممثل وذلك عام 1987 ف .

وكما قلنا ، فإن هناك مشكلات كثيرة تعترض تطور واستمرارية الإنتاج السينمائي داخل الجماهيرية ، وعلى رأس هذه المشكلات ، عدم وجود ميزانية محدده للإنتاج السينمائي تصرف من قبل الخزانة العامة ، وكذلك عدم وجود خطة إنتاجية واضحة ، وعدم إتاحة الفرص أمام الشباب للاحتكاك وكسب الخبرة العملية من التجارب الخارجية .

ورغم أن السعي ما زال قائماً من أجل إنتاج شريط جديد ، إلا أن الصعوبات تزداد مع مرور الأيام ، حتى صارت إمكانية إنتاج شريط روائي طويل من الأمنيات الكبيرة لأكثر من مخرج .

ومع التطورات الحديثة في تقنية التصوير والتوليف وغيرها ، ومع الدمج المتحقق بين المرئية والخيالة ، يمكن قراءة مستقبل الخيالة في الجماهيرية وعلى مستوى الإنتاج السينمائي ، من خلال التعاون المشترك بين الإنتاج المرئي والإنتاج السينمائي .

وفي جميع الأحوال ، فإن النشاط السينمائي ، من الأنشطة التي ينبغي أن ترعاها المؤسسات الرسمية العامة ، ولا سيما في الدول التي لا يمكن أن تقوم فيها صناعة متكاملة للخيالة ، بسبب عدم توفر عناصر هذه الصناعة وأركانها ، كما هو الحال في الجماهيرية ، ولذلك كان أقصى ما يرجوه كل مهتم بفن الخيالة أن يتم إنتاج شريط أو أكثر في كل سنة ، على أن يدخل ذلك من ضمن تنفيذ الأعمال التي تكفل منجزاً إعلامياً ودعائياً ليس أكثر ، وليس شرطاً أن يكون هذا الإنتاج محاصراً بشروط تجارية واقتصادية ، لا يستطيع أن يعمل بمقتضاها ويدور في دائرتها .



ليست هناك تعليقات: