السبت، 22 نوفمبر 2008

الصعود المستمر لمهرجان دمشق السينمائى











مهرجان دمشق السينمائى يخطو نحو العالمية


نعم لقد صار مهرجان دمشق السينمائى سنويا بعد أن قضّى حوالى ثلاثين عاما وهو ينتظم كل سنتين. فمع الدورة السادسة عشرة بدأ العد الأول لمهرجان سنوى يشق طريقه نحو الدولية وليصبح من أهم المهرجانات فى المنطقة العربية والآسيوية. والدافع أن هذه النقلة ليست بسيطة كما يتوهم البعض، فالمسألة ليست مجرد إعادة تنظيم المهرجان وزيادة تكاليفه المادية والعمل المضنى فيه والذى يقتضى أن تكون لجانه فى حالة عمل دائم لا يكاد يتوقف.المسألة أيضا ليست على علاقة بالبحث عن الأفلام الجديدة وكذلك الأفلام الجيدة المختارة بعناية لعرضها على ضيوف وجمهور المهرجان. إن المسألة لها علاقة مباشرة بزيادة الانتاج السينمائى فى سوريا – على مستوى الأفلام القصيرة والطويلة – حتى يكون حاضرا كل عام وكذلك يتطلب الأمر تواجد عدد من الكفاءات الفنية والادارية قادرة على الرفع من مستوى التنظيم والإعداد وبرمجة الأفلام


.
متغيرات جديدة


هناك أيضا متطلبات لا علاقة لها بالبنية الأساسية لدور العرض التى ينبغى أن تكون فى حالة جيدة لكى تتلاءم مع تجدد المتغيرات فى المهرجان.. وبشكل عام أظن أن نسبة عالية من التوفيق قد حالفت مهرجان دمشق السينمائى لكى يمضى قدما نحو الدولية، وهو أمر وجدناه ملموسا من خلال متابعة فعاليات الدورة السادسة عشرة التى انتظمت بدمشق من 1 إلى 11-11-2008، فقد بدا واضحا أن هناك درجة عالية من التأهب لدى لجانه التنظيمية تقترب من حالة الطوارئ وذلك لضمان نجاح المهرجان الذى كان ناجحا بالفعل، بصرف النظر عن بعض التفاصيل والجزئيات التى لها طابع المفاجأة وعدم التوقع. كالعادة يهتم مهرجان دمشق السينمائى بحفل الافتتاح الذى أخرجه مثل الدورة الماضية المخرج ماهر صليبي. وبالاضافة إلى العرض الفنى الراقص والغنائى وكذلك تقديم مختارات سينمائية من أقسام المهرجان، هناك تكريم لبعض الأسماء مثل الفنان نور الشريف من مصر والفنانة سلاف فواخرجى من سوريا والفنانة فاطمة خير من المغرب بالاضافة إلى الممثلة العالمية كلوديا كاردينالي. والحقيقة أن مهرجان دمشق قد صار يركز فى دوراته الأخيرة على استضافة النجوم العالميين وهذه ظاهرة جديدة لها عدة دلالات فنية وثقافية وسياسية ومن النجوم الذين شاركوا فى هذه الدورة وتم تكريمهم أيضا الممثل الايطالى فرانكو نيرو وكذلك المخرج الفرنسى ايف بواسيه وهو الذى ترأس لجنة التحكيم الدولية. ومن المدعوين أيضا نجد الممثل الأمريكى ريتشارد هاريون وكانت الممثلة الفرنسية كاترين دى نوف آخر المكرمات فى حفل الاختتام مع وجوه سورية مثل الفنانة الراحلة مها الصالح والفنانة ناديا الخطاب وكاتب السيناريو حسن م. يوسف وكذلك مدير الانتاج يوسف دك الباب ومدير التصوير ماهر راضى ومن هنا نلحظ توزيع التكريمات بين المحلى والعربى والدولى.

عدد من النجوم


ومن جانب آخر يبدو أن المهرجان سوف يعمل على استضافة عدد من النجوم من أنحاء العالم ولاسيما أوروبا. وذلك لكى يزيد من الرصيد الإعلامى للمهرجان ولتتداخل العالمية مع حالة الانفتاح الثقافى على العالم لأغراض كثيرة تخدم جوانب ثقافية وفنية واعلامية، ولم لا جوانب سياسية أيضا، وبالطبع سوف يجد المهرجان صعوبة فى الحصول على موافقات نجوم عالميين بسبب شروطهم الصعبة أحيانا، وعدم تناسب أوقات عملهم مع موعد مهرجان دمشق بالاضافة إلى المبالغ المالية الكبيرة التى يطلبها هؤلاء النجوم، غير أن السير بالمهرجان نحو العالمية يتطلب العناية الخاصة بالنجوم العالميين، وكذلك المخرجين والمنتجين والنقاد الذين يكتبون فى الصحف والمجلات العالمية. نعم إن مهرجان دمشق السينمائى قد امتاز بخاصية وجود دور العرض بالقرب من مركز المهرجان والمدينة. غير أن الاعتماد على "دار الأسد للثقافة" قد جعل من مكان العرض بعيدا نسبيا. ولكن التسهيلات المتوفرة وصلاحية القاعة بالنسبة لعروض المسابقة الرسمية وغيرها وإعادة هذه العروض من أماكن أخرى قريبة، قد جعلت من بعض المتغيرات أمرا يسيرا بالنسبة للضيوف والجمهور، وهنا لابد من التركيز على الجمهور الذى يعد جيدا ولاسيما فى العروض المتأخرة، مع وجود بعض العادات المصاحبة للفرجة التى ربما تتناسب مع المشاهد العادية لكنها لا تتناسب مع المهرجان. وكعادته احتوى مهرجان دمشق السينمائى على أقسام عديدة، أهمها المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة ومسابقة أخرى للأفلام القصيرة، ولكل مسابقة لجنة تحكيم خاصة، شارك فى الأولى كل من ايفابوا سيه من فرنسا وانيندتيا سارباد من الهند وداليا البحيرى من مصر وايتالو سبنيللى من ايطاليا وسيرغى ميخالوفتش من أوكرانيا وكارمن لبس من لبنان وباسل الخطيب من فلسطين ومنال عمارة من تونس ونبيل اللو من سوريا واندرياس ستدول من اسبانيا وايستراورتيغا من اسبانيا أيضا. أيضا هناك لجنة خاصة بمسابقة الفيلم العربي، وهو قسم جديد اضافى جاء لمساندة السينما العربية بحيث يعطى لها وضعا مختلفا ولا يتم اغفالها نهائيا وهو أمر يكشف عن مخاوف حقيقية من مستوى السينما العربية ولاسيما إذا وضعت فى مهرجان دولى له لجنة تحكيم لا تضع فى اعتبارها حصول أى فيلم عربى على جائزة ما لمجرد أن المهرجان يقام فى بلد عربي. لجنة مسابقة الفيلم العربى تشكلت من قبل الفنان دريد لحام والفنانة لبلبة والمخرج بسام الذوادى من البحرين والسى فرينينى من لبنان وفاطة خير من المغرب.

أهم الافلام


إذا تحدثنا عن أهم الأفلام العربية سوف نجد الفيلم السورى "حسيبة" للمخرج ريمون بطرس وهو ضمن المسابقة وكذلك فيلم "أيام الضجر" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد والذى فاز بجائزة الفيلم العربي. من الأفلام المصرية الجديدة، وضمن المسابقة الرسمية، هناك فيلم جديد للمخرج مجدى محمد على بعنوان "خلطة فوزية" وكذلك فيلم "صائد اليمام" لاسماعيل مراد. أما من فلسطين فقد عرض فيلم "عيد ميلاد ليلى" لرشيد مشهراوى وهو الفيلم الذى يشارك فى كل المهرجانات العربية وغير العربية وقد أعيد أيضا فيلم "قلوب محترقة" من المغرب لمخرجه أحمد المعنونى وقد أسهمت تونس بفيلم "جنون" للفاضل الجعايبى وأسهمت الجزائر بفيلم ""مال وطن" للمخرجة فاطمة بالحاج. من أهم أقسام المهرجان "القسم الرسمي" الذى احتوى على أفلام فائزة بجوائز عالمية. ومن ذلك الفيلم البلجيكى "بن اكس" والفيلم التركى "مناخات" لمخرجه بيليج سيلان والفيلم الصينى "زهور حمراء صغيرة" والفيلم الروسى مونغول وأفلام أخرى من امريكا وكوريا الجنوبية وجنوب افريقيا بالاضافة إلى فيلم من سوريا بعنوان "سبع دقائق إلى منتصف الليل" لمخرجه وليد حريب وفيلم سورى جديد آخر بعنوان "دمشق يا بسمة الحزن" للمخرج ماهر كدو لقد تم انتاج الفيلمين بالتعاون مع تظاهرة دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008، وكان المهرجان لهذه السنة قد ارتبط بهذه التظاهرة التى استمرت لمدة عام كامل. من الأفلام المعروضة أيضا فى القسم الرسمى "فيلم العمى" لمخرجه فرناندو ميديليس وكذلك فيلم "أحرق بعد القراءة" والاخراج للأخوين كويل. ثم أقام المهرجان اوسكار أفضل فيلم، وقد عرضت فيها أفلام فازت بجوائز اوسكار مثل "زيغمنلد العظيم- ذهب مع الريح – كازابلانكا – عطلة نهاية الأسبوع – كل رجال الملك – على رصيف الميناء – جسر على نهر كواس. هناك تظاهرة خاصة بالممثلة "جرتيا جاربو" عرضت فيها بعض أفلامها مثل "السيدة الغامضة – ماتا هارى – الفندق الكبير – غادة الكاميليا – آنا كارنينا – نينوتشكا – الشيطان والجسد". وتجدر الاشارة إلى أن معظم الأفلام تعرض اعتمادا على الأسطوانات الممغنطة "DVD" وليس أشرطة 35م وهذا ينطبق تقريبا على مجمل العروض بما فى ذلك أشرطة المسابقة الطويلة والقصيرة، ولكن بالطبع يكون الاعتماد على أجهزة جيدة تعمل للمحترفين. ولقد ساعد ذلك على ترجمة الأفلام إلى اللغة العربية حيث يتميز المهرجان بأنه يترجم كل أفلامه إلى اللغة العربية بالاضافة إلى توفر اللغة الانجليزية أحيانا وفى بعض الأحيان اللغة الفرنسية، وبالطبع هناك بعض الأفلام التى لا تتوفر على DVD ومن ذلك الأشرطة السورية مثلا. من الأقسام المصاحبة أيضا تظاهرة خاصة للمخرج مارتن سكورسيزى عرضت فيها مختارات من أهم أفلامه مثل "سائق التاكسى –الفاكس الأخير – بعد ساعات – الثور الهائج – عصر البراءة – عصابات نيويورك – الطيار" ومن التظاهرات المصاحبة قسم خاص لأفلام "اندريه تاركوفسكي" عرضت فيه أهم أفلام المخرج مثل "طفولة أنيان – اندريه روبلوف – سولاريس – المرآة- المقتفى – حنين – التضحية". من التظاهرات الجانبية تظاهرة خاصة بالمخرج الصينى زائغ بيمو وقد تم عرض بعض أفلام المخرج مثل "ارفعوا المصابيح الحمراء – قصة كى جو – الطريق إلى المنزل – تلاشى شنغهاي". وتستمر التظاهرات الخاصة فنجد تظاهرة سينمائية للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد وتظاهرة باسم المدينة فى السينما وتظاهرة خاصة بالأفلام المصرية 2008 وتظاهرة باسم البحر والسينما وتظاهرة باسم ذرر السنى وتظاهرة خاصة بالسينما السورية. أما التظاهرة الأهم فهى باسم السينما السويسرية الحديثة وقد تم فيها عرض بعض الأفلام من سويسرا مثل "فى مهب الريح – رحلة الأمل – فيتوس – توابع الزلزال – سنوات الضوء – غارق فى الحب". ولقد رأى بعض النقاد أن عدد التظاهرات بالمهرجان قد فاق الحد المطلوب الذى يسمح بالمتابعة وخصوصا أن بعض العروض قديمة ووجود الأفلام الحديثة يغطى
على الكثير من الأفلام.


تكريمات خاصة


لا ننسى أيضا أن هناك تكريمات خاصة مثل عرض لأفلام فيروز وعرض لأفلام يوسف شاهين وبعض العروض للأشرطة الهندية. وعلى صعيد الندوات، انعقدت ندوات تكريمية لكل من فرانكو نيرو وكذلك لكاترين دى نوف حضرها بعض الصحفيين. أما بالنسبة للقاءات الصحفية فقد عقدت الممثلة نادية الجندى مؤتمرا صحفيا، وهى التى كرمت فى حفل افتتاح المهرجان وسط آراء متضاربة حول سبب هذا التكريم. ومن الواضح أن المهرجان ينظر إلى السينما نظرة عامة تجمع بين النجم التجارى والنجم الممثل، والتكريم هنا يكون لدور هذا أو ذاك فى انعاش الحركة السينمائية والتأثير فى الجمهور. من جانب آخر انعقدت ندوات لمناقشة عروض أفلام المسابقة وهى ندوات تبقى قليلة بسبب غياب العناصر الأساسية فى هذه الأفلام. ولقد اهتمت النشرية الرئيسية للمهرجان، بمناقشة العديد من الأفلام القديمة والحديثة وتابعت أيضا ما دار من نقاشات وكان لبعض القنوات الفضائية دور مهم فى تغطية فعاليات المهرجان. كنا قد ذكرنا قسما مهما وهو القسم الخاص بمسابقة الأفلام القصيرة. ولقد عرضت هذه الأفلام فى عروض متتالية مفصولة عن الأفلام الروائية الطويلة وتشكلت لجنة التحيكم بهذه المسابقة من كل من: رونالد تريش من المانيا رئيسا، وعضوية كل من نجيب نصير من سوريا وآمال عثمان من مصر وجود سعيد من سوريا ومجيدة بن كيران من المغرب. أما أهم الأفلام القصيرة المعروضة فهي: عيد سعيد من تونس وعكس عقارب الساعة وبنت مريم من الامارات وحبل الغسيل من فلسطين والأرنب الخادم من روسيا وعجاج من سنغفورة وأختى من الجزائر والمحطة الأخيرة من فلسطين وتعليمات من قبرص ونانا من استراليا وساعة عصارى من مصر وتومى من السويد وحكاية اسمها دمشق من سوريا والقارب الورقى من أمريكا.

ندوة موسعة


ومن الندوات التى انعقدت أيضا نجد أنفسنا أمام ندوة موسعة حول النقد السينمائى شارك فيها عدد من النقاد ولقد سلطت الندوة الضوء على قضايا النقد السينمائى ورغم أن الندوة قد قامت على ارتجال الكلمات إلا أن هناك عددا من الموضوعات المهمة قد عرضت بطريقة أو بأخرى وكان من ضمن المشاركين الناقد كمال رمزى والناقد عدنان مدانات والناقد رفيق الصبان والناقد رمضان سليم بالاضافة إلى مشاركين آخرين وعدد من المؤرخين والمهتمين. أما حفل الاختتام فقد كان منسجما مع نفس أجواء الافتتاح ولاسيما فى اختيارات معينة لها علاقة بالرقص والغناء القريب إلى الصوفية. ولقد كان للممثلة سوزان نجم الدين الدور المهم فى إنجاح الحفل وقد أعلنت الجوائز وكانت كالآتي: 1 - الجائزة الذهبية للمهرجان فاز بها الفيلم التشيكى "قوارير مستعادة" 2 - الجائزة الفضية فاز بها الألمانى "براعم الكرز" 3 - الجائزة البرونزية فاز بها الفيلم المغربى "قلوب محترقة" 4 - جائزة لجنة التحكيم الخاصة فاز بها الفيلم الايرانى "أغنية العصفور" 5 - جائزة أفضل ممثلة فازت بها الممثلة كريستين سكوت عن دورها فى الفيلم الفرنسى "أحبك منذ زمن بعيد". 6 - جائزة أفضل ممثل فاز بها الممثل الايرانى رضا ناجى عن دوره فى فيلم "أغنية العصفور". 7 - جائزة مصطفى العقاد "أحسن مخرج" فاز بها المخرج كارلوس مورينوكس عن فيلم "كلب يقتل كلب" 8 - جائزة أحسن فيلم عربى فاز بها الفيلم السورى "أيام الضجر" 9 - الجائزة الذهبية "أفلام قصيرة" فاز بها فيلم "علامات" 10 - الجائزة الفضية "أفلام قصيرة" فاز بها الفيلم الجزائرى "أختي" 11 - الجائزة البرونزية "أفلام قصيرة" فاز بها الفيلم الصربى "أرجوحة الطفل" 12 - جائزة لجنة التحكيم الخاصة "أفلام قصيرة" فاز بها الفيلم السورى "خبرنى يا طير". لا شك فى أن مهرجان دمشق السينمائى قد امتاز فى هذه الدورة وكما فى الدورات السابقة، بعدد من الخصائص التى تجعله مهرجانا ثقافيا وليس اعلاميا يعتمد على البريق الاعلامى السريع. ومن ذلك مثلا اهتمامه بالمطبوعات مثل كاتالوج المهرجان الذى جاء فى حجم كبير يغطى كل أقسام المهرجان رغم أن بعض الأقسام يمكن أن تكون خارجية ومن ذلك القسم الخاص بسوق الفيلم الذى عرض عددا كبيرا من الأفلام الأجنبية والأمريكية خاصة، وهى أفلام معروفة على المستوى التجارى وتخدم الجمهور لأنها لم يشاهدها من قبل لكنها تعد خارج إطار المهرجان. هناك اهتمام فنى بالمطبوعات الأخرى من الناحية الفنية ولاسيما عدد الكتب التى يصورها المهرجان، فضلا عن نشرية المهرجان المتجددة، وكذلك الجهد التشكيلى المبذول فى تصميم شعار المهرجان وجوائزه. وبالطبع لنا قراءات متعددة للكتب الصادرة عن سلسلة الفن السابع، ولا يمنع ذلك من القول بأن مستوى الكتب المترجمة بدأ يقل من حيث المستوى أولا وثانيا من حيث القيمة الفنية، وتحتاج السلسلة إلى جهد كبير يقوم على فكرة انتقاد الكتاب المترجم من خلال التعاون مع ما يصدر عبر مؤسسات ودور النشر العالمية المتخصصة فى الكتاب السينمائى بالدرجة الأولى، رغم أهمية الكتب المطبوعة
حاليا، والمسؤولية سوف تتضاعف عند الحديث عن اصدارات سنوية متوافقة مع كل
دورة للمهرجان.
افتتاح واختتام


لقد امتاز مهرجان دمشق السينمائى بجودة اختياره لأفلام الافتتاح عموما وهذه السنة اختار فيلما مهما وهو "ثلاثة قرود" من تركيا. وهو الفيلم الفائز بجائزة الاخراج من مهرجان كان 2008 والمقصود بالطبع تلك القرود الرمزية التى لا تسمع ولا تتكلم ولا ترى. وكل ذلك من خلال تصوير الفيلم للعلاقات الانسانية بين عائلة مكونة من أم وابن وزوج سجين ومسؤول له علاقة مع الأم. إذا انتقلنا إلى فيلم الاختتام وجدناه قد اختير بعناية، فهو الفيلم الفائز بجائزة الدب القطبى فى مهرجان برلين 2008. وتدور أحداث هذا الفيلم البرازيلى حول فرقة مخصصة لقمع العصابات داخل أوكار المناطق الداخلية فى البرازيل، وما يتعرض له أفراد هذه الفرقة من ظروف فضلا عن ابراز عوامل الفساد وأسباب الجريمة والدور المشبوه لبعض أفراد الفرقة فى مساندة العصابات وتزويدهم بالأسلحة. مخرج الفيلم البرازيلى "خوسيه باديلها"، والذى سبق له أن أخرج فيلما تسجيليا بعنوان "الحافلة 174" وهو أيضا عن العنف فى مدينة ريودى جانيرو البرازيلية. بين الفيلمين - فيلم الافتتاح وفيلم الاختتام - جاءت فعاليات مهرجان دمشق السينمائى فى دورته السادسة عشرة لتحمل العديد من الاشارات والتساؤلات حول ما ينتظر هذا المهرجان وما يمكن أن يحققه للسينما السورية وخصوصا أن هناك نقاشات طويلة تدور حول الكيفية التى يمكن بها النهوض بالسينما السورية لتصبح واجهة أخرى متطورة تقف إلى جانب الدراما السورية. وبالطبع هناك فرق شاسع بين السينما والدراما. حيث تعتمد الأولى على دور العرض وتعتمد الثانية على القنوات المرئية، واصلاح وتطوير دور العرض يحتاجان إلى تصور بعيد التحقيق فهو جزء من عملية تجارية واسعة. ورهين بما يحدث للسينما نفسها من متغيرات عالمية. لم يحمل مهرجان دمشق السينمائى فى دورته الجديدة أى شعار فهو معنى بالسينما فى كل اتجاهاتها، وهو معنى أيضا بأن يضع نفسه على خارطة المهرجانات العالمية، وربما استطاع أن يحقق ذلك فى أقرب فرصة له!






























































ليست هناك تعليقات: