الاثنين، 1 ديسمبر 2008

كتاب عن داوود عبد السيد



البحث عن أرض الأحلام

ضمن سلسلة اصدارات صندوق التنمية الثقافية فى مصر وفى اطار المهرجان القومي للسينما، والذى ينعقد بصفة سنوية، تصدر مجموعة من الكتب خاصة بالمكرمين فى كل دورة من المهرجان المذكور، وبملاحظة خاصة لعناونين الكتب سوف نجد العشرات منها تركز علي شخصية معينة من الاحياء، لتجرى معها فى العادة حوارا مطولا، مع قراءة فى بعض الافلام أو الكتب النقدية أو السيناريوهات، وذلك حسب نوع كل شخصية من الشخصيات الفنية. سوف نجد فى هذه السلسلة كتبا حول مخرجين مثل عاطف سالم وحسين كمال وكمال الشيخ وغيرهم، وكذلك كتبا حول بعض الممثلين مثل محمود مرسى وكمال الشناوى وفاتن حمامة وسناء جميل وكذلك تشمل السلسلة كتاب السيناريو ومهندسي الديكور والمصورين، وايضا النقاد وغيرهم. فى سلسلة كتب المكرمين صدر كتاب منذ شهور، حول المخرج داوود عبد السيد- اصدارات صندوق التنمية الثقافية- فهو ضمن المكرمين فى المهرجان القومي للسينما رقم 13 لسنة 2007 والذى يرأسه الناقد على أبو شادى.
كتاب ومهرجان: ـ
الكتاب من تأليف الناقد محمد رجاء وجاء بعنوان: (داوود عبد السيد.. أبواب ورسائل) وقد احتوى على عدد من الفصول التى تتراوح بين نقد الافلام وكذلك الحديث عن المخرج، منذ بداياته الاولى مع اشارات الى وجهات نظر المخرج المقتطعة من احاديثه الصحفية، واحيانا يختار الكاتب تقديم وجهات نظر نقدية لبعض النقاد، اعتمادا على ارشيف جيد، عرف الكاتب كيف يستخدمه فى أكثر من موضع، الكتاب مقسم الى موضوعات كثيرة، وهو تقسيم حر إلا أنه يعتمد على أفلام المخرج وفق تسلسلها فى الانتاج والعرض.

فى آخر الكتاب هناك فهرس يشمل أعمال المخرج، والأمر غير المفسر عند الجمهور هو عدم اعتماد الكاتب على اعداد حوار مطول مع المخرج، بل ترك لنفسه مساحة كبيرة لمناقشة الافلام من داخلها وخارجها، وهذا الأمر جعل الكتاب يسير نحو الطابع النقدي أكثر من كونه كتابا اعلاميا واحتفاليا.
إن المخرج داوود عبد السيد هو أحد المخرجين الذين ينسب اليهم التطور النوعى فى الخيالة العربية فى العقود الاخيرة، وبصرف النظر عن تصنيفه، هل هو داخل ما يسمى بالواقعية الجديدة أو ضمن سياق سينما المؤلف، فالمهم أن أشرطته تلقى ترجيبا نقديا واسعا، وهو من أكثر المخرجين نيلا للجوائز، رغم قلة أشرطته.
تقول المعلومات بأن المخرج كان من أوائل دفعة من المخرجين تخرجت من المعهد العالى للسينما فى مصر عام 1967، وقد عمل فى البداية مع عدد من المخرجين مساعدا للاخراج، وهم كمال الشيخ ويوسف شاهين وممدوح شكرى. وربما كان المخرج محتاجا لهذه النوعية من الأعمال، فهو مخرج متدرب فى البداية، إلا طبيعته النفسية لم تكن متوافقة مع هذا العمل، لأنه يميل الى ا لتأمل أكثر من الميل الى العمل المهنى الدقيق، ولهذا السبب كان يكتب ما يريد تنفيذه مستقبلا ويركز على ذلك، رغم أهمية تجربته فى أشرطة مثل (الرجل الذى فقد ظله – الأرض – أوهام الحب).
ومثل العادة وحسب القاعدة التى اتبعت فى المركز القومى للسينما، فإن البداية ارتبطت بالسينما التسجيليةـ وخصوصا وان المركز نفسه كان مخصصا لذلك الانتاج، وقد تحقق


شريط أول: -
الشريط الأول للمخرج وكان بعنوان (رقصة من البحيرة) وهو تسجيلي ضمن مجلة سينمائية عامة، والشريط الثانى بعنوان: (تعمير مدن القنال).
ولكن الشريط التسجيلي الفعلى كان بعنوان: (وصية رجل حكيم) وهو شريط له طابع سياسي فكري يعالج قضية التعليم بصوت الراوى للاحداث.
هناك ايضا شريط آخر للمخرج له طابع اعلامي بعنوان (الأمن الصناعى)، وله ايضا شريط قصير حول لوحة للفنان حسن سليمان بعنوان (العمل فى الحقل) ويصف المخرج هذا الشريط بقوله: (إنه أفضل شريط قمت بانجازه.. ربما بسبب اختلاط تجربة الفنان بالتجربة الشخصية للمخرج ووجهة نظره فى عالم الفن).
أما آخر أشرطة المخرج التسجيلية فقد كان بعنوان (عن الناس والأنبياء والفنانين) عام 1980، وقد كان حول الفنان (راتب صادق) وزوجته الفنانة عاشدة شحاتة. وبعد ذلك اتجه داود عبد السيد الى الاشرطة الروائية الطويلة.

بداية الصعاليك:-
أول الأشرطة الروائية هو الصعاليك، ولم يكن من حيث الكتابة هو الأول فعليا، لكنه كان الأقرب الى التنفيذ، ويذكر المخرج داود عبد السيد فى لقاءاته أنه قد كتب الكثير من القصص – بعضها مأخوذة من الواقع والاخرى مقتبسة من الأدب العالمي، ومن ذلك سيناريو شريط مثل "كفاح رجل أعمال وشريط الوباء وشريط الكلاب ثم سيناريو شريط الصعاليك، والذى رفض رقابيا فى البداية وبعد تعديلات شكلية تم تنفيذه، ليستقر بعد فترة على عدد من الممثلين وأهمهم نور الشريف ومحمود عبد العزيز، رغم أن الترشيحات اولى كانت أقرب الى عادل امام واحمد زكى.
لقد تم تصوير الشريط فى ستة أسابيع. أما التكلفة فقد وصلت الى مبلغ وقدره (150 الف جنيه مصري) وقد أنتجه (ممدوح مصطفى) وهو نفس المنتج للشريط الأول لخيري بشارة وهو "العوامة 70".
أما مشاركة الانتاج فكانت لعدد من الافراد ومن بينهم المخرج نفسه ومن بين وقائع الشريط أثناء التنفيذ الغاء مشهد كامل كلف الكثير، وهو عبارة عن اشتباك بالايدى فى مقهى كبير، رأى المخرج أنه ينتمى الى أفلام الاربعينيات ولا يتناسب مع السبعينيات.


عدد من الفنانين: ـ
لم يكن الصعاليك الشريط الأول لمخرجه، بل كان أول شريط للموسيقى راجح داوود وكان أول شريط لمهندس الديكور أنسي أبو سيف. أمام المونتاج فكان لنادية شكرى والتى كانت تعمل وفق متطلبات معينة موسيقية أو فنية.
التصوير كان لمحمود عبد السميع وهو الذى صور أشرطة المخرج التسجيلية، وعلى مستوى النجاح حقق الشريط نجاحا لا بأس به، وعلى المستوى النقد استقبله بحفاوة كبيرة واعتبر هذا الشريط من ضمن أهم الاشرطة المنجزة فى تيار الخيالة الجديدة والتى تكونت بفضل محمد خان وخيرى بشارة ورأفت الميهى، ومن أهم النقاد الذين كتبوا حول الشريط أحمد رمزى وسمير فريد وخيرى بشارة ورأفت اميهى، ومن أهم النقاد الذين كتبوا حول الشريط أحمد رمزى وسمير فريد وخيرية البشلاوى الدائرى الذى سيطر على الشريط وتحليل آليات الصعود والسقوط اجتماعيا.

حوادث يومية: ـ
يبحث المخرج داود عبد السيد فى الحوادث اليومية والقصص الجانبية، ولاسيما المذكورة فى الصحف لكي يقيم عليها وعلى احداثها موضوعات أشرطته.
فى شريط (البحث عن سيد مرزوق) شىء من ذلك، فقد ذكر المخرج بان هناك حادثة عن الفنان التشكيلي (جمال كامل) والذى ذكر أسمه فى التحقيقات ضمن كشف من المقبوض عليهم ممن ينتمون الى تيار اليسار، ولقد حاول هذا الفنان أن يسلم نفسه الى أى جهة أمنية ولكنه لم يستطع، ولم يقبل به أحد رغم ان اسمه قد ورد بأنه مطلوب من قبل جهة معينة لا يعرفها.
إن المخرج الكاتب يبحث عن المفارقات، وهذا ما نراه فى مجمل أشرطته، فهو يلتقط القصص الغربية ويعمل على تحويرها لكى تكون شريطا فيه شىء من الغرابة وكذلك الطرافة والابتكار، وقد تكرر ذلك فى أشرطة مثل ارض الخوف وارض الاحلام.

على الهامش: -
كما هى العادة يكتب المخرج موضوعات أخرى على الهامش، ومن ذلك سيناريو بعنوان (أحلام مؤجلة) وكذلك شريط بعنوان (ماله القمر)، وتبقى العودة الى سيد مرزوق ممكنة والذى يقول عنه المخرج الكاتب: "إنه تلخيص لمتناقضات المجتمع فى يوم واحد من حياة مواطن بسيط يعيش فاقد الوعى لمدة عشرين عاما ويكرر افعاله اليومية بنفس النمط الذى يكتشف فيه نفسه يصطدم بمتناقشات الواقع، وتستيقظ رغبته فى المقاومة، فيبحث عن الخلاص" ولكن هذه الفكرة لم تتجسد كما هى، فقد وقعت تغيرات وكانت الطريقة مركبة بعيدة عن البساطة، وهو أمر يتكرر عند المخرج باستمرار.

ومثل العادة تم ترشيح اكثر من ممثل فى البداية، مثل عادل أمام ويحيى الفخرانى إلا أن الأمر قد استقر على نور الشريف آثار الحكيم وعلى حسنين.
لقد استغرق التصدير أربعة أسابيع فقط ولم ينجح الشريط تجاريا، كما حدث أكثر من خلاف بين المنتجين سميرة أحمد وشريف شعبان.

تضارب نقدى:-
أما على المستوى النقدى فقد حدث تضارب بين النقاد، بين النظرة النقدية والمنظور التجارى، وفى جميع الأحوال فإن هذا الشريط قد اعتبر من أفضل الأشرطة التى تتجاوز التقليدية الى ما هو أوسع وأشمل، رغم ذلك فإن هناك من اعتبره غريبا ومقتبسا من شريط أمريكى معروف وهو (بعد ساعات) لمارتين سكورسيزى فى عام 1991 انتج الشريط الثالث الروائى الطويل للمخرج داود عبد السيد، وهو أول شريط تعامل فيه المخرج مع رواية أدبية. وكانت الرواية (مالك الحزين) لابراهيم اصلان، وبالطبع حدثت تغيرات كثيبرة للرواية، فهى رواية تتسع لمئة شخصية من حى الكيت كات فى مصر – وبها احداث كثيرة تستمر ليوم واحد وتنتهى بما وقع في (18 – 19 يناير) فى مصر وكان عنوان الشريط (الكيت كات).
يقول المخرج بأن السيناريو قد كتب اعتمادا على فكرة رئيسية. وهى العجز الذى يصيب الناس، فكل شخص من سكان الحى عاجز، وهو لا يعرف تماما أسباب هذا العجز ولا يحاول أن يعالجه بالمكاشفة والفهم والاستيعاب. لذلك استمر هذا العجز الى النهاية – حينما استطاع أحد الأثرياء هدم الحى لكى يبنى عمارة كبيرة صالحة للاستثمار.


العجز الكامل: -
لقد اعتمد الشريط على حارة شبه جاهزة، مع بعض الخدع والاضافات التى قام بها مهندس الديكور أنسي أبو سيف وقام بالانتاج حسين القللي، بعد تردد أكثر من منتج بسبب الكآبة التى بدت وكأنها مسيطرة على الشريط.
فى هذا الشريط لم يكن مرشحا للدور الرئيسي (الشيخ حسنى الضرير) إلا الممثل محمود عبد العزيز، وكذلك نجاح الموجى، وبخصوص شريف منير فقد مت اضافته مع الممثلة عايدة رياض، أما الاغانى فهى ليست خاصة بالشريط، ولكنها مضافة اليه وخصوصا غانى سيد مكاوى المتميزة.
استمر تنفيذ الشريط خمسة اسابيع وبلغت التكلفة ½ مليون جنيه مصرى، ونجح الشريط على المستوى التجارى، وكان أول شريط للمخرج، قد حقق نجاحا تجاريا ملحوظا.
اما نقديا فقد استقبله النقاد بحفاوة بالغة، وربما كان هناك اتفاق بين النقاد حول قيمته الفنية، وكان الاعجاب بالدرجة الاولى بتلك الشخصية الجديد وهى الشيخ حسنى فى تعامله مع الواقع، ويذكر النقاد ايضا مشاهد كثيرة واضحة وذات أهمية خاصة داخل الشريط، ومما يعتقد نقديا أن تحقيق المعايشة هو أحد أسباب نجاح شريط الكيت كات، كذلك مشاهد السرد التى تحتوى على شخصية درامية تعبر عن ذاتها من خلال المونولوج، وهذا هو أفضل طرق التعبير داخل الاطار العام للدراما.

شريط مختلف: -
نأتى الى شريط مغاير، لأن داود عبد السيد لم يكتبه ولكن اخرجه فقط، وهو شريط (أرض الأحلام) انتاج عام 1993.الشريط كتب خصيصا للمثلة فاتن حمامة، بعد أن تعرفت على الكاتب هانى فوزى وشاهدت بعض أشرطة المخرج وطلبت هى التعاون.
لقد خرجت فاتن حمامة من شريط (يوم حلو يوم مر) لمخرج من نفس الجيل، ولديها رغبة فى اعادة التجربة مع مخرج من الجيل الجديد فى تلك الآونة.

ولقد عبر المخرج عن رغبته – فى العمل مع نجمة سينمائية كبيرة، غير أن ذلك لا يعنى التنازل عن طبيعة ونوعية العمل، وهذا ما حدث فعلا، فقد رفضت الممثلة فاتن حمامة قصة جيدة ليوسف ادريس باسم (دستوريا سيدة) لأنها لا تناسبها، وظلت تبحث عن فكرة جديدة، الى أن تتحقق ذلك عن طريق الكاتب هانى رمزى الذى استفاد من قصة واقعية لأم ترفض السفر الى أمريكا رغم ضغوط الأبناء للبقاء مع أخيهم المهاجر، ورغم الاعجاب بالقصة إلآ أن هناك اختلافات فى وجهات النظر، بحكم طبيعة عمل النجمة ونوعية التطور الذى لحق بالاشرطة وظروف الحياة المختلفة، فكل فرد كان من جيل مختلف.

مسؤولية مشتركة:-
ويرى المخرج داود عبد السيد بأن مسؤولية هذا الشريط (أرض الاحلام) لا تقع عليه بالكامل، بل على فاتن حمامة ايضا والتى كان لها رأى فى اكثر من مشهد.
ورغم الاختلافات التى استمرت طوال مراحل انجاز الشريط، إلا أن النتيجة كانت جيدة وربما كانت هناك درجة من الاقتناع قد وافق عليها كل طرف، ومن ذلك مثلا اختيار فاتن حمامة للمثل يحيى الفخرانى.
أما النقاد فمثل العادة اختلفوا حول الشريط، مع ميل الى اعتبار الشريط من انجازات الممثلة أكثر من أهميته بالنسبة للمخرج، والى جانب التفسير الذى سار نحو اعتبار بحث (نرجس) عن جواز سفرها لكى تسافر، إنما هو بحث عن الذات فى رحلة طويلة، انتهت بقرار البقاء وعدم الهجرة الى امريكا، رغم كل المغريات، ولعل من أهم المآخذ، ما يخص الاهتمام المبالغ فيه بالممثلة فاتن حمامة على حساب باقى الممثلين.

على نفس السياق تقريبا، يسير المخرج داود عبد السيد فى اشرطته الأخرى، فبعد أن خرج من تجربة متواضعة النجاح فى شريط (أرض الاحلام) يقدم على تجربة أخرى وهى (سارق الفرح) عن قصة قصيرة لخيرى شلبى حول المهمشين والحياة الصعبة التى يعيشها هؤلاء بسبب الفقر والكبت ولقد قامت بالدور الرئيسي الراقصة والمملثة لوسي وكان المنتج هو زوجها سلطان الكاشف.
ورغم النجاح النسبى لهذا الشريط وخصوصا فى تقديمه لبعض الشخصيات الثانوية الا ان هناك مشكلات كثيرة اثارها النقاد حول هذا الشريط الذى يعد من اضعف أشرطة المخرج.
اضف الى ذلك، أن الشريط لم يحقق النجاح التجارى المطلوب، رغم انه قد غطى تكاليف انتاجه
.

معادلة النجاح: -
تأتى الى أهم شريط فى مسيرة هذا المخرج وهو (أرض الخوف) انتاج شركة شعاع عام 2000، ولا يمكن اعتبار هذا الشريط ناجحا على المستوى التجارى إلا أنه فنيا وفكريا يعد من أهم أشرطة الخيالة فى مصر وقد قام ببطولة الشريط الممثل أحمد زكى مع مجموعة كبيرة من الممثلين، وقد استخدم فيه المخرج اسلوب الراوى وهو نفس الأسلوب الذى اعاده فى شريطه التالى وهو (مواطن ومخبر وحرامى)، وهو آخر أشرط المخرج 2001.
ويعد الشريط الاخير من أفضل اشرطة المخرج على المستوى التجارى، وخصوصا وان بطولة الشريط قد ذهبت الى مطرب شعبى معروف وهو شعبان عبد الرحيم بالاضافة الى هند صبرى وخالد ابو النجاح وصلاح عبد الله.
لقد نال المخرج داود عبد السيد جوائز كثيرة داخل وخارج مصر، وربما كان من أكثر المخرجين نجاحا فى الظفر بالجوائز، حتى أنه اعتبر من مخرجي الجوائز وهذا ما اعتبره المخرج توصيفا سلبيا، لأن السينما تقوم على الجمهور وتحقيق النجاح المادى وهو أمر صار المخرج عارفا ومدركا لاهميته ولكن من خلال الجمع بين الناحية الفنية والتجارية وشريطه القادم ربما يكشف عن محاولة دائمة لحل معاد
لة النجاح.

ليست هناك تعليقات: