الأحد، 28 ديسمبر 2008

حول المخرج كمال عطية






النظر إلى قنديل أم هاشم من الشوارع الخلفية




المخرج كمال عطية،وهو من المخرجين الذين قدموا للسينما العربية في مصر عددا من الأشرطة التي ينظر إليها الآن من وجهة نظر مختلفة لما تتميز به من حساسية واختلاف،ولأنها تشكل نمطا من السينما له مسار مختلف،مهما كانت وجهة نظرنا في نوعية الأفلام التى شكلت هذا المسار وهذا الاتجاه.

*كتب وأغانى:المخرج كمال عطية ولد عام 1919وتحصل على دبلوم للزخرفة وهو يتقن عدة لغات،ويميل إلى الكتابة والأدب،فهو قد نشر بعض القصص القصيرة،وقام بتأليف أغان كثيرة أشهرها أغنية "دايما في قلبي" التي غنتها عقلية راتب في فيلم "دايما في قلبي"لصلاح أبوسيف.

من أشهر أغانيه أغنية صباح "الغاوي ينقط"وكذلك بعض الأغاني الأخرى لمحمد رشدي وعبدالعزيز محمود.

لقد أصدر كمال عطية بعض الكتب منها "وأشياء أخرى من مذكرات أغنية-قصاقيص الذكريات-السيرة أطول من العمر".

فجر جديد.


إذا ذكرنا أشرطته سنجدها كثيرة ومنها أول شريط "حبايبي كثير"بطولة رجاء عبده وكمال الشناوي وإسماعيل ياسين وعرض عام 1950،وهو يحكي قصة مطربة "نبيلة"تعمل لفنها فقط،إلى أن يظهر لها شاب تتعلق به،ولكن شقيقها يريد تزويجها لرجل ثري حتى يستفيد من أمواله،لكن الفتاة تنجح أخيراً في الخلاص من الخطة المدبرة وتترك الثري غندور وتتزوة الشاب الذي تريد بعد سلسلة من التقلبات والمواجهات الصعبة بين المطربة وشقيقها.

الشريط الثانى بعنوان "المجرم"وقد أنتج عام 1954وهو غير شريط "المجرم"لمخرجه صلاح أبوسيف،ويصور الشريط قصة تقليدية،تتطرق إلى الأخ الذي عاد من الخارج ليجد نفسه قد أحب الفتاة التي تعيش معه في أسرة ثرية جداً،حيث سرق وهو صغير من أجل المال وبقي مع هذه الأسرة إلى حين اكتشاف السر في نهاية الشريط.

عمل في الشريط كل من سميرة أحمد وشكري سرحان ومحمود الميلجي.

أنواع الموضوعات:-


من أشهر أشرطته "عشاق الليل-1957"وهو شريط درامي يصور قصة شاب يقع فريسة اليأس بعد أن خانته زوجته ويجد السلوى في صديق له من نفس النوع،وعندما يقتل صديقه زوجته المريضة لكى يتحصل على مالها،يدخل السجن ويوصى صديقه على ابنته،وبإيعاز من الراقصة التى تحرك الأحداث يقترب الشاب من الفتاة وأخيراً يتزوجها،لكنها تخاف العيش معه وتهرب منه وأخيراً تعود إليه.

اشترك في الشريط مجموعة ضمت كلاً من يحي شاهين وماجدة وهند رستم وحسين رياض،وقد كتب كمال عطية أغاني الشريط بنفسه.

من الأشرطة المعروفة نجد "بنت 17"أنتج عام 1958وبطولة زبيدة ثروت وأحمد رمزى وحسين رياض وعبدالمنعم إبراهيم وزوزو ماضى.

ومن الجوانب الإيجابية تركيز الشريط على فترة المراهقة بالنسبة لفتاة تدعى صفاء ودوافع بحثها مبكراً عن الحب عند صديقها أولاً،ثم عند أستاذها،وذلك قبل النضج،ومايترتب عن ذلك من مشكلات اجتماعية حاول الشريط البحث فيها ومناقشتها من خلال قصة لحسين حلمى المهندس.

يمكن القول بأن أشرطة المخرج كمال عطية الاجتماعية تتميز بنوع من الجرأة في اختيار الموضوع ونوعه،ورغم وجود البعد الدرامي،إلا أن القضية الاجتماعية تبدو واضحة بدرجة لاتوجد في أفلام غيره،وخصوصاً العلاقات العاطفية التى لايمنع من نموها أي رادع،وهذا ماحدث في شريط "آخر من يعلم،أنتج عام 1959"وبطولة كل من سميرة أحمد وأحمد مظهر وعماد حمدى وأحمد رمزى.

مغامرة وحركة:-


عندما نتحدث عن أعمال هذا المخرج لابد أن نذكر شريط "سوق السلاح"وهو من أشرطة المغامرة والحركة،أنتج عام 1960وقام ببطولته الثنائي فريد شوقي ومحمود الميليجي،مع هدى سلطان وحسن يوسف ومحمد رضا.

ويعد هذا الفيلم من الأشرطة الناجحة تجارياً بسبب الصراع التقليدي بين الخير "سيد"الشر الذي يمثله الشكوره،ثم علاقة الحب التي تنمو بين غريمين في الظاهر وشبكة المخدرات والأهم قيام كل من عبدالحى اديب وبهجت قمر بكتابة السيناريو والحوار.

من أشهر أفلام المخرج "نهاية الطريق"أنتج عام 1960وهو بطولة رشدى أباظة وهدى سلطان وعمر الحريرى وعباس فارس،وتدور الأحداث في نفس الأجواء تقريباً،فهذه الفتاة "شربات"تعمل مطربة وتتزوج من رجل غني،يترك لها ثروة كبيرة ثم يحدث صراع حولها بين الأب وابنه،ينتهي بقتل الأب،إلى حين النهاية والتي غالباً ماتكون مأساوية.

دين وتقاليد:-


ومن الأفلام التي يمكن اعتبارها دينية شريط بعنوان "رسالة إلى الله"أنتج عام 1961وقد أسهم فيه كل من إبراهيم زكى مراد وعبدالحميد السمار والمخرج كمال عطية أي "يهودى ومسلم ومسيحي على الترتيب"ولكن الفيلم جاء دينيا بشكل عام له منظور دينى،ويختلف عن باقي الأفلام الأخرى بحيث لم يتكرر أي شبيه له.

قصة الشريط متشابكة ومتداخلة وتتحدث عن فتاة صغيرة تبعت برسالة بريئة إلى الله لكى تنطق دميتها،وتنطق فعلاً،ثم تتعرض مع الدمية إلى حادثة سيارة،ولكن في النهاية يتم إنقاذها غير أن الدمية ذهبت بديلاً عنها

ضم الفيلم عدداً كبيرا من الممثلين ومنهم مريم فخرالدين وأحمد خميس وحسين رياض وعبدالمنعم إبراهيم وأمينة رزق وسعيد أبي بكر وسهير البابلي ومحمد الطوخي وغيرهم .

حركة وتغيير :-


من الأفلام الشهيرة للمخرج كمال عطية فيلم (الشوارع الخلفية) الذي أنتج عام ١٩٧٤ ويعتمد على قصة لعبدالرحمن الشرقاوي ، وهو يضم عدداً كبير من الممثلين ومنهم نور الشريف وماجدة الخطيب ومحمود الميليجي وسناء جميل وعبدالرحمن أبوزهرة وغيرهم ، والواضح أن المخرج يميل إلى هذا النوع من الأفلام التي بها أكبر عدد من الشخصيات وتكون أحداثها متداخلة ومتشابكة ، وهذا ما نراه في فيلم الشوارع الخلفية والذي تدور أحداثه عام ١٩٥٣، حيث يرفض الضابط شكري إطلاق النار على المتظاهرين ، فيحال إلى التقاعد ، ومن جانب آخر هناك شخصيات مثل سميرة وسعد ودرية وعبدالعزيز الذين يشتركون في تنظيم سياسي مقاوم وله علاقة بفتاة تدعى رجاء تعمل راقصة في الأفراح وتعاني من مرض مزمن .

وفي آخر الشريط وبعد أن يعود شكري إلى عمله ، يرفض مرة أخرى إطلاق النار على المتظاهرين في مكرراً ما فعله في المرة الأولى .

هناك أفلام أخرى ذات طابع اجتماعي ومن ذلك فيلم (ثورة البنات) إنتاج أنتج ١٩٦٤ وفيلم (مع الناس) الذي أنتج في نفس السنة ، وكذلك فيلم (حديث المدينة) ومدينة الصمت إنتاج ١٩٧٣ و(ما بعد الحب) الذي أنتج عام ١٩٩٠ وهو آخر أشرطة المخرج ، وكل تلك الأفلام تركز على العلاقات العاطفية المتشابكة ، مع بعض الكوميديا والدراما ، حيث تعتبر من الأشرطة المتواضعة التي لم يكن لها أهمية متميزة في مسيرة السينما العربية، لكن المستوي الفني يبقى مقبولاً ، حيث لم يقع المخرج في مصيدة التنازل الكلي ، لأنه دائما يثير قضية معينة، مثل العمارات الآيلة للسقوط والخيانة الزوجية والترويج للمخدرات .

دراما وإثارة


من أفلام المخرج المعروفة أيضا فيلم بعنوان (سر الغائب) إنتاج عام ١٩٦٢ وبطولة رشدي أباظة وتحية كاريوكا وحسن يوسف توفيق الدقن، والشريط أقرب إلى الدراما البوليسية التي تتناول قصة اكتشاف جثة رجل ظل غائباً لفترة طويلة ، بعد أن تجاوزت الاتهامات أكثر من شخصية .

الفيلم المعروف الآخر هو (طريق الشيطان) إنتاج عام ١٩٦٣ وهو من الأفلام القليلة التي تجمع بين فريد شوقي ورشدي أباظة ،بالإضافة إلى سامية جمال وشويكار وتوفيق الدقن وزيزي البدراوي .

والشريط من النوع البوليسي ، الذي يدعم فكرة طالما تتكرر في أفلام المخرج ، وهي التكفير عن الذنب ومحاولة إصلاح النفس وترك الأعمال الشريرة واختيار طريق الخير ، لكن الظروف تقود إلى عكس ذلك وهذا ما حدث للرباعي الذي قرر أن يعيش في مكان واحد لكن الماضي دائما يلاحق الجميع .

لقد ترك هذا المخرج (٢٢) فيلما روائياً طويلاً وبعض الأفلام الوثائقية ، وهو يصنف من المخرجين الوسط من حيث المستوى الفني والفكري ، وبالطبع كان لتيار السينما السائدة القوة الكافية لجر هذا المخرج لتقديم أفلام مقبولة في السوق، وتبقى بعض الاستثناءات القليلة ، التي تشير إلى حضور هذا المخرج على الساحة السينمائية ، رغم أنه توقف عن العمل منذ 15سنة


ليست هناك تعليقات: