السبت، 6 ديسمبر 2008

أفلام الى الشرق والغرب- قراءة فى كتاب-السينما الاوربية-






بحثا عن التناغم بين السينما والحياة



‏كثيرا . وكما هي العادة . ما يجري الحديث عن جمع المقالات والدراسات المتعددة التي ينشرها الكاتب تباعا، لتوضع في كتاب واحد، يشار إليه علئ أنه كتاب تجميعي لأن موضوعه ليس موحدا ومقالاته تتوزع بين السنوات والقضايا وكثرة الاهتمامات وتعددها.
انه التقاط جيد من المؤلف. ‏ربما بسبب بروز الشخصيات وقد أسهبت القراءة النقدية في وصف الشخصيات بطريقة فردية، ثم أوضحت الطريقة التي تتواصل بها فيما بينها، رغم أن معظم الشخصيات ذات طبيعة حيوانية لا • ‏تفصح عن نفسها. ‏وكالعادة يهتم الناقد بالمشاهد التعبيرية ذات الدلالة الخاصة مثل ازالة القبعة عن شعر روز والوداع من النافذة ومشاهد الاحلام وغير ذلك من المشاهد. ‏ومن جانب آخر يركن المؤلف علئ عنصر التمثيل وفي حدود القدرة علئ التعامل مع الشخصية لكل ممثل علئ • ‏حدة. ويركز كثيرا علئ التعبيرات الداخلية واستخدام الممثل لطاقته وقدراته اللغوية ددولأن الفيلم يعتمد علئ العلاقات الداخلية الدفينة، لذلك فإنه يتطلب من الممثل نوعا من الانفعال العميق المتفهم وهو الأمر الذي وفره طاقم التمثيل جميعا
‏إذا انتقلنا إلن فيلم آخر وهو (امرأة ضائعة) من فرنسا فسنجد أن التناول قد اختلف علئ المستوى النقدي ولأن الأصل هو رواية شهيرة لاميل زولا بنفس العنوان، فكان الأقرب أن يتم الانتقال بين الروائي من جهة ومخرج الفيلم أدرينيه كليمان<< من جهة أخرى وخصوصا فيما يتعلق باطترام بأهم ركائز (المدرسة الطبيعية) بما يعني منح الطبيعة وظروف البيئة الدور ألأهم في تحريك الشخصيات وايضاح مصائرها، وعدم الاهتمام بالصراع الاجتماعي وما يمكن أن يفرزه في المستقبل من تغيير. وهنا يختلط النقد الموجه إلن المدرسة الطبيعية • ‏بالنقد الموجه إلن الفيلم، باعتبار أنهما من نوعية واحدة، حيث حافظ الفيلم علئ روح الرواية وتفاصيلها العامة، مع استثناءات صغيرة عابرة. ‏ومن الأفلام التي يتعرض لها الناقد نجد الفيلم الشهير للمخرج الايطالي فيلليني وهو فيلم (إني أتذكر) انتاج ة( 19 ‏ولقد كتب الكثير عن الفيلم باعتباره يعكس تأملات في الحياة، أقرب إلن الأحلام والهواجس: أدإن الفيلم شأنه شأن • ‏أعمال فيلليني الأخرى يعتمد علئ رؤية تمتزج فيها الأفكار بالمنتا عر والأحلام بالواقع وبالهواجس، لتكؤن في النهاية عملا تنديدا، التماسك والاتساق. منله منل الجسد الواحد النابض بالحياة والحيوية وبالأشو اق والأماني والمتاعب والعناء فمعظم أعمال فيلليني لا تعتمد علئ قصص محكمة لها بدايات ووسط ونهايات لكنها تعتمد علئ تأملات المخرج في موضوعات وقضايا مطروحة. ‏وتعود فكرة الطبيعة والاحساس بالطبيعة والحياة إلن الظهور مجددا فهي المنطلق السينمائي الذي يتعامل معة كل مخرج لها قوة الاحساس النابض وهذه الفكرة يعرج عليها الناقد في أكنر من موضع وتتنكل لديه غاية أحيانا تحاول السينما الحقيقية ادراكها. ‏يلتقط الكاتب فكرة أخرى لها علاقة باهتمام المخرج فيلليني وفي معظم أفلامه بالتنخصيات التا نوية وتركيزه عليها وعلن مواصفاتها الخارجية. ‏ومنلما يختار الناقد كمال رمزي •ان ‏بعض المشاهد من أي فيلم يرى أنها تستحق الوقوف أمامها، يختار أحيانا بعض اللقطات كما في اختياره لتلات لقطات من فيلم أمار كورد، تبدو أنها جميلة بمفردها، ولكن لا يتم التركيز علئ جمالياتها داخل سياق الفيلم، فلا تفسير لمتنهد التور أو متنهد الطاووس. ‏وإذا كانت اللغة المقترحة تبد وبسيطة وواضحة وفي أغلب الأحيان لها جاذبية خاصة بالنسبة إلن القارئ وذلك بتنكل عام، فإن الأفلام تساعد أحيانا ولو القليل منها، علئ جعل هذه اللغة متنحونة أكنر بالمعاني وتركيب الجمل والوصول إلن غايات بلاغية. كما حدت في هذه القراءة الخاصة بفيلليني التي تحتوي أحيانا علئ اقتباسات لا يذكر الناقد مصدرها. ‏هذا الأمريتكرر مع قراءة أخرى حول فيلم (كاسبار هاوزر) لمخرجه فيرتز هيرتزوج من المانيا حيت لا يدعي الناقد أنه قد استوعب كل تفاصيل العمل أو وصل إلن ما هو جامع لكل المدلولات لأن بعض الغموض لابد من تحققه ليبقن العمل الفني عنيدا أمام التفسير ومحصنا ضد بلوغ غايات الفهم بوسائل نقدية أو تحليلية. ‏يقول الناقد في هذا الموضوع، وضمن قراءته لفيلم (كاسبارهاوزر): ددلاتنك في أن القصة منيرة، بها ما يغري علئ تقد يقها، وهي هنا تتحول إلن عمل متأهل يبتعد عن عوامل الانارة التي تتوفر في القصة الأصلية ليتجه بالتفكير إلن العديد من قضايا الوجود: الميلاد والحياة والموت، الخير والتنر والقسوة والرحمة، الله قد لا نجد اجابة مكتملة عن الأسئلة التي نطرحها علئ الفيلم أو الأسئلة التي يطرحها الفيلم علئ نفسه ولكن من قال بأن الفن العظيم يقدم اجابات جاهزة للمتعطشين للفهم والمعرفة فحسبه أن يفسح طريق المعرفة أمامنا وأن يغجر في الأعماق تساؤلات واستفسارات جديدة، علينا أن نجد لها الحلول والاجابات. ‏سوف نلحظ أن الناقد لا يهتم كثيرا بالخلفية الفكرية التي اعتمد عليها الكاتب الأصلي ثم الفيلم الذي اقتبس عنه بقدر اهتمامه وتركيزه علئ القضية الفكرية التي يحملها الفيلم علئ عاتقه. ونقصد بها القضية العامة المتعلقة بالانسان، وهو أمر لا نجده دائما في كل الأفلام، ولكن يتحقق ذلك في الأفلام الالمانية علئ وجه التحديد فالقيلم المذكور، وهذا ما لم يشر إليه الناقد، علئ اعتبار أن القراءة النقدية لها حدود معينة تلتزم، هو من تراث السينما الالمانية المعني بطرح القضايا الغيبية والتي لها علاقة بوجود الانسان كما عبر عن ذلك فيلسوف التشاؤم الالماني شو بنهور. بصفة عامة يميل الناقد إلن الجوانب الجمالية والمشاهد التعبيرية لذلك نراه يقول في آخر القراءة: من ضمن أفلام المخرج فيرنر فيرتزوج نجد (اجويرا .. غضب الله) الذي يطرح فيه فكرة الشر ويعيدها أيضا المخرج رومان بولانسكي في فيلم (نوسفراتو) وهو كما يرى الناقد من الأفلام التعبيرية فهو يقدم أفكاره بطريقة إيحائية ويقدم مشاهدة مغلفة بأجواء الأحلام والظلال والتشتت والكوابيس والضياع وشخصياته تبدو شبحية ولا معالم واقعية لها<<. ‏إن نوسفراتو هو عودة إلن شخصية أراكولا، ولكن بطريقة مختلفة خارج اطار الرعب ليصل إلن أبعاد فكرية وفنية لا تتحقق كثيرا إلا في بعض الأفلام للمخرج رومان بولانسكي. ‏من الدول التي اهتم الناقد كمال وهزي بأفلامها (روسيا) وأحيانا الاتحاد السوقيتي عموما ومن ذلك فيلم (سيبرياد) لمخرجه اندريه كونشالوفسكي 9 ‏( 19 ‏. بعد سلسلة من الأعمال الفنية الجيدة مثل: المدرس الاول ~ الخالة فانيا ~ قصة حبيبين، وما يطرحه الناقد قوله بأن المخرج هو مزيج مدهش من كل من تولستوى وتشيكوف في التوحد الصوفي الايجابي بالأرض والشجر والطبيعة. ‏وكما يحدث أحيانا يستعين الناقد ببعض الدراسات الخارجية لفهم أبعاد فيلم من الأفلام، وكما حدث في هذا الفيلم (سيبرياد) فإن الاستعانة قد تمت بقراءة للكاتب الروسي الكسندر ‏ولكن ذلك لا يمنع من التقاط بعض الجوانب الفنية الخاصة مثل استخدام ا لوان المتعددة وانتقال الفيلم من لون إلن آخر يعبر بوضوح عن أن واضع الحياة وعواملها أقوى من أسباب الموت والفناء. ‏من الاتحاد السوقيتي يقدم الناقد قراءة حول فيلم (موسكو لا تؤمن بالدموع) لمخرجه (فلاديميى منشرف) وهو من أوائل الأفلام السوفيتية التي تتعرض بالنقد للحياة المعاصرة في الاتحاد السونيتي، قبل التغيرات السياسية التي أدت إلن انقسامه. ‏ولاشك في أن الناقد كمال رمزي قد وجد غايته في هذا الفيلم فالمقاييس الواقعية والتحليل الاجتماعي، والاهتمام بالأفراد باعتبارهم شخصيات حية ونابضة تدفع نحو التركيز علئ أفلام لها نفس الخاصية ومن ذلك هذا الفيلم (موسكو لا تؤمن بالدموع). ‏يقول الناقد: أديبدو الفيلم في النهاية جديدا بالنسبة للسينما السوفيتية أو علئ الأقد بالنسبة لنا فهو بلا دعاية يتوغل في هموم ومتاعب الانسان السونيتي. ويناقش بشجاعة مشكلات وسلبيات مجتمعه علئ أنه من الناحية الفنية ينجح في استخدام موضوعه الميلودرامي استخداما خلاقا يؤكد فيه • ‏علئ عكس الميلودراما، إيمانه الكامل بالانسان معجزة الحياة وقدرته رغم العناء علئ أن يصنع غدا أفضل<<. ‏ومن القراءات الجيدة نجد أيضا قراءة بعنوان: أدالعودة إلن الينابيع<< وهو حول فيلم تعال وانظر لمخرجه الروسي ايليم كليمون ومع تركيز علئ الأفراد والتنخصيات باختلاف أتنكالها مما • ‏يقدمها الفيلم وأيضا ابراز أهم المتناهد التعبيرية الدالة. وكما يقول الناقد: في الفيلم عنترات المواقف والمنتاهأ التي تستحق التأمل.. وما يجدر بنا أن ننتبه له هو ذلك الإخلاص الخلاق لقيم وتقاليد الواقعية الاتنتراكية التي توفرة بنراء وسخاء من ذلك الفيلم الذي يؤمن بقوة التنعب الذي يتعرض للهزيمة ولكن وبفضل طاقته الروحية، يفرز ملايين الأبطال الذين يجسدون التنجاعة، ويؤمنون بالمنل العليا ويراهنون بحياتهم من أجل الأرض والحرية والمستقبل. ‏ومن الدراسات الجيدة أيضا نجد أدنزع هالات القداسة<< وهو حول فيلم (الندم) 1985 ‏من الاتحاد السوقيتي للمخرج الجورجي (تنجيز أبو لادره) وأيضا فيلم (حلاق سبيريا) انتاج 1998 ‏الذي يحظئ باهتمام موسع من خلال دراسة نقدية بعنوان أدالماضي يلقي ضوءا علئ الحاضر<<. وكما قلنا فإن ميولى الناقد نحو الأفلام الواقعية الاجتماعية تجعل كتاباته في هذا السياق متفوقة أحيانا علئ غيرها منلما حدت في قراءة لفيلم الجنرال للمخرج كين لوش وأيضا فيلم (اسمي جو) للمخرج جورج بورمان ‏كثيرا ما يكون الحديث سلبيا لأن الأصل في الكتاب أن تتداخل فصوله بحيث يؤدي بعضها إلن بعض فتتراكم الأفكار وتنتقل من موضوع إلن آخر لتصل إلن مرحلة النهاية، أو الختام بخلاصة تجمع بين المقدمة والمتن. ‏وأظن أن هذا التوجه قد جاء من جوهر ما تقرر في الرسائل الاكاديمية والبحوث التي تستخدم المناهج الدراسية. وخصوصا في تلك الموضوعات التي يغلب عليها طابع التنظير والفكر النقدي البعيد عن الجوانب التطبيقية الا في نذر من كتب هي استثناء من قاعدة. ‏علئ الأرجح لان معظم الكتب المؤثرة في تاريخ النقد بشكل عام، إنما جاءت في شكل دراسات تطبيقية متنوعة ومتعددة. ونخص بالذكر تلك الكتب التي تعنن بالنقد الروائي والمسرحي والسينمائي وفي أحوال قليلة لا يجمعها إلا نوعية الموضوع المطروح من خلال غطاء عام جامع شامل. ‏في الكتاب الذي بين أيدينا الآن عدد من المقالات السينمائية المتنوعة، تخص (السينما الأوروبية). وهو عنوان واسع فضغاض، ويزداد اتساعا مع وجود عنوان جانبي آخر لا يكاد يتفق مع العنوان الأصلي، وهو (أفلام من الشرق والغرب). ورغم أن عنوان السينما الأوروبية<< ينطبق فعليا علئ المحتوى، إلا أنه يشير أيضا إلن آفاق أوسع وأرحب لا يكاد يتضمنها الكتاب. ولذلك وجب التحرر من العنوان منذ البداية وترك المقالات تعبر عن نفسها فهي وإن كانت ذات طابع تجميعي إلا أن هنآك خيطا ما يجمعها وأساسه الفيلم الأوروبي بمعناه العام، بصرف النظر عماا إذا كانت له خاصية جامعة شاملة، أم أنه مجرد لقب سياسي يصف خريطة ما ليس أكثر. ‏أكاد أشعر بأن العنوان قد جنن على محتويات الكتاب، فهويضم مقالات نقدية سينمائية بالغة الأهمية، ليس فقط بسبب محتوأها ولكن أيضا بسبب لغتها الشيقة التي تجبرك علئ التعامل مع الكتاب وكأنه نافدة كبيرة وصغيرة تطل منها علئ عالم الأفلام بشكل فردي. بحيث فنسئ أنها أفلام قادمة من أوروبا. وتبقن مجرد أفلام مرسلة من قبل مخرجيها وعلينا أن نقبلها باعتبارها كذلك ليس أكثر. كتاب أدالسينما الأوروبية.. أفلام من الشرق والغرب) صدر عن سلسلة الفن السابع وضمن منشورات المؤسسة العامة للسينما في سوريا. هذه السلسلة الرائدة في مجالها والتي وصل عدد منشوراتها إلن ( 150 ‏) كتابا بادارة جادة ونشطة من قبل رئيس تحريرها الناقد محمد الأحمد وأمين التحرير الناقد بندر عبد الحميد. أما الكاتبالكتاب مؤلف فهو الناقد السينمائي كمال وهزي، صاحب أكثر من كتاب في مجال النقد السينمائي وصاحب الخصوصية النقدية المتميزة. ‏إن الكتاب كما قلنا تجميع لعدد من مقالات الكاتب ولكن صفة التجميع هنا تعزز الجانب الايجابي فنحن نتعامل مع حقل واحد وهو النقد السينمائي التطبيقي. ونحن أيضا لا نخرج عن اطر السينما ألأوروبية، رغم اتساع العنوان، ونحن نتعامل مع أفلام ومخرجين يقتربون من واقع الحياة في مجتمعاتهم وداخل المحيط الانساني، ويتناغمون مع التقلبات السياسية المعاصرة لغرض ارادة البقاء والتكيف ومع التأكيد علئ أن السينما هي القادرة علئ الاقتراب من كل الشذ رات والجزئيات التي يعيشها الانسان لحظة بلحظة. ‏وتتنير المقدمة التي كتبها المؤلف إلن أن الأفلام قيد الدراسة قد قدعرضت في مناسبات معينة وفي أماكن أقرب إلن النرادي السينمائية أو في مهرجانات عالمية، ولاتكاد دور العرض التجارية تهتم بها إلا قليلا وهذا الرأي يتكرر كنيرا عند أغلب النقاد. وبقدر ما يعنن ذلك ويتنير إلن مهمة الناقد السينمائي التعريفية فإنه في جانب أخر، يعنن اختلاف الناقد عن الجمهور واتساع الهوة بينهما ولا سبيل إلن اصلاح الأمر إلا بممارسة التأنيي علئ القارئ وهو أمر نجح فيه مؤلف هذا الكتاب إلن أبعد الحدود، ففي أكنر من موقع نراه يتحات إلن القارئ مباتنرة بوسائل اقناع متعددة، ربما تدفع إلن البحت عن الأفلام نفسها أو اعادة مشناهدتها من جديد. ‏يتكون فهرس الكتاب من الأفلام نفسها التي يتعرض لها الكاتب بالنقد، وأحيانا التحليل مع ذكر سنة الانتاج لكل فيلم واغفال ننتر البطاقة الفيلمية وهو أمر نراه من الأهمية بمكان وخصوصا فيما يتعلق بالتسمية الأصلية للأفلام، والتي لا تحل محلها الترجمة العربية مهما كانت الأسباب. ‏لا يهمنا تقسيم المقالات بحسب جنسية الأفلام، ولكن تننير إلن بعض هذه المقالات النقدية التي يقترب فيها الناقد كنيرا من جزئيات ألعمل الفني، وسوف نجد ذلك بتنكل واضح في مقالات محددة منل: ددجيرفيز ~ امرأة ضائعة ~ ابنة ويان.. قرية تاشرة أم قرية ظالمة ~ سندبات.. يرحل الربيع إلن التتناء ~ انسان لا يعرف البتني- إني أتذكر.. قوة الاحساس<< وهذه مجرد عينات فقط يمكن أن تحدد أسلوب الناقد وطريقته في التعامل مع الأفلام. ‏علئ سبيل المنال سوف نجد في (قرية تاشرة أم قرية ظالمة) انتارة جانبية إلن موقف المخرج دافيد لين السياسي، ولو بطريقة عابرة حيت يتنيي الناقد إلن الطريقة التي ظهر بها سكان ايرلندا. كما في عبت التنباب تم تعامل النساء مع روز، وما حدت علئ ظهر الباخرة ولاسيما من حيت إيراز الجانب الوطني وهو ما يدل علئ أن هناك ميلا إلن التقليل في الجانب الايرلني كما رأينا في فيلم (جسر علئ نهر كوار)، من أهم معالم هذه القراءة النقدية إيضاحها لجوانب معينة ونسبة ذلك إلن كاتب السيناريو (روبرت فولت) وليس إلن المخمج كما في مسألة رسم التنخصيات والتقليل من الكلام واستخدام التضمينات الدالة علئ معان معينة. أما الاخراج فإليه تنسب المتناهد الجيدة، كما في لقاء الغابة بين دوريان ‏رومان بولانسكي وروزوالتركيزعلئ استخدام الرمل والشاطئ وأشعة الشمس الساطعة، وهو أمر معروف ومتكرر في أعمال المخمج دافيد لين. ‏كما يشير الناقد إلن طريقة ابرازه لشخصية دوريان في أول مشهد له عند نزوله من السيارة، وهو أمر تكرر أيضا في فيلم سابق وهو (لورنس العرب) عندما أبرز الممثل عمر الشريف في أول ظهور في الفيلم وأظن أن ذل ‏بصورة أوضح سيكون الاهتمام والتركيز علئ فيلم (راقصة في الظلام) انتاج 2000 ‏من الد انمارك وفيلم (غرفة الابن) انتاج 2002 ‏لمخرجه ناني موربيتي ‏هناك أفلام أخرى يتعرض لها الكاتب، ورغم أنها تحمل بعض الاتنا رات السياسية إلا أنها تختفي لدى الناقد بسبب أهمية الأفلام وجوانبها الفنية الجمالية ومن ذلك منلا فيلم (الحياة جميلة) لروبرتي بينيي تم فيلم (عازف البيانو) لرومان بولانسكي حيت لا نجد ذلك النقد السياسي المباتنى الذي يرجه في الغالب إلن الأفلام الأجنبية والتي تتعرض لليهود وما حدت لهم في الحرب العالمية التا نية. ‏في جميع الأحوال فإن القراءات النقدية المطروحة في الكتاب ذات حس سياسي غير مبانتر وخافت لأن الاعتبارات الفنية هي التنا غل ولا مانع من الاقتراب من بعض القضايا التي تنيرها السينما المعاصرة كما في (وصايا الد وغما العتنر) ومناتنتة بعض أفلامها منل (الحفل العائلي والبلهاء). ‏ليست كل الأفلام المختارة جيدة كما ‏يبدو علئ السطح فهناك بعض الأفلام الضعيفة والتي يجهر الكتاب بذكر سلبياتها كما في فيلم (أنساتي سادتي) للمخرج الفرنسي كلود ليلوتني والأ فلآم الفرنسية تبقن قليلة مقارنة بغيرها من الأفلام وكذا الأمر بالنسبة للأفلام الاسبانية والبرتغالية والمجرية. هناك بعض البلدان لم يتم اختيار أي فيلم منها رغم جودة أفلامها منل اليونان وبولندا ورومانيا وغيرها وكلها بلدان أوروبية. ‏بالطبع لا يدعي هذا الكتاب أنه يغطي السينما الأوروبية بكاملها ولا يقدم مختارات متنوعة كافية تماما ولكنها السينما الأوروبية التي لا يشاهدها الجمهور إلا نادرا رغم مهرجانات السينما التي تدعمها أوروبا في كل سنة والتي تطوف معظم البلدان العربية. ‏حسب الكتاب إنه مدخل للتعامل مع الأفلام يجمع بين أناقة اللغة والنفاذ إلن مدلولات الأفلام، والكشف عن بعض الخفايا بصرف النظر عن التقسيم القومي وترتيب الجنسيات المتتالي فالفيلم ألجيد هو الذي يطرح نفسه أولا وتلحقه بعد ذلك باقي الاضافات الأخرى.

ليست هناك تعليقات: