الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

مهرجانات سينمائية بلا أفلام




مهرجانات سينمائية بلا أفلام

سوف نجد هذا العنوان، فى مكان آخر، وربما فى أكثر من مكان، ولو اختلفت

الكلمات قليلا أو كثيرا. إذ نحن أمام ظاهرة موحدة، يدركها النقاد بكل

سهولة، وقد جاءت مع متغيرات كثيرة ارتبطت بالواقع الاجتماعى والسياسى

والتحولات التى أصابت الحياة العربية المعاصرة، بفعل خارجى على الأرجح

وتطور عالمى يفرض نفسه، بصرف النظر عن نوعية الاستجابة.

يدرك نقاد السينما ومتابعوها عربيا بأن المهرجانات السينمائية العربية قد

صارت تتوالد بطريقة شرعية أو غير شرعية، أو على الأرجح تقلد بعضها، فلا

يمضd عام إلا ونسمع بأن هناك مهرجانا سينمائيا جديدا سوف ينطلق، فى المقابل

لا يستمر من هذه المهرجانات إلا قليل، وفى ذلك اجابة واضحة، فليس هناك أى

ضرر يلحق بالسينما العربية اذا تعددت مهرجاناتها، ولكن شرط أن تكون هذه

المهرجانات وليدة الانتاج السينمائى ومعبرة عن التطور فى العملية

الانتاجية، ليس فقط على مستوى الكمية ولكن على مستوى النوعية ايضا.

غير انه لا يحق لنا أن نضع شروطا أمام الرغبة الجامحة فى تنظيم المهرجانات،

فهى مفيدة سينمائيا اذا نظرنا اليها بمقاييس كثيرة ومن زوايا ووجهات نظر

مختلفة. ولعل أهم الاعتبارات ما يمكن تسميته بالاعتبار السياسى الاعلامى

الذى يدور فى فلك الدعاية، والهدف من ذلك هو التواصل مع العالم عبر وسيلة

فنية ثقافية وهى السينما، أو بالأصح استغلال السينما لاعتبارات غير

سينمائية، والكثير من الدول تضع فى اعتبارها الدعاية السياحية الاعلامية

عند تنظيمها للمهرجانات الثقافية بشكل عام.

أفراد وجهات

لا نريد أن نقول إن وراء المهرجانات أحيانا بعض الأفراد بأشخاصهم، ولكن ذلك

يحضر بقوة شديدة، وهناك أكثر من مهرجان عربى يرتبط بأشخاص معينين لهم علاقة

مباشرة بالمركزية السياسية للدولة، وبالتالى فإن الاعتبار الفنى الثقافى

يتراجع احيانا إلى الوراء. رغم كل ذلك، فإن المهرجان السينمائى يفترض أن

يستند على حقائق سينمائية فعلية وارضية واضحة ونشاط سينمائى حقيقى وليس دعائي.

وفى جميع الاحوال، فإن الجمهور هو المستفيد، ليس لأنه يتابع النجوم ويلتقى

بالمشاهير، فذلك أمر يهم المسؤولين بالدرجة الاولى، ولكن لأن الجمهور سوف

يشاهد افلاما جديدة، أو يفترض أنها كذلك، والأهم أن فرصة المهرجان هى

الفرصة الوحيدة لمشاهدة نوعية معينة من الافلام، ومن جنسيات مختلفة إذ ربما

تعد هذه الأفلام غير تجارية، أى أنها لا توزع تجاريا كأن تكون أفلاما من

اوروبا أو أمريكا اللاتينية أو بعض دول آسيا. والحقيقة أن اهتمام الجمهور

مسألة لا يستهان بها كثيرا، فالسبب الرئيسى مثلا لنجاح مهرجان مثل قرطاج

السينمائي، هو شغف الجمهور بمتابعة الافلام، وكذلك الأمر بالنسبة لمهرجان

دمشق السينمائى وغيره القليل.

وبطريقة أو بأخرى سوف نجد أن الاستقبال الجيد للافلام من قبل الجمهور سيكون

هو الدافع الرئيسى نحو تطور المهرجان من دورة الى أخرى. غير أن ذلك لا يصل

بنا الى القول بأن الجمهور كفيل بتحقيق الربح للمهرجان، فهذه وجهة نظر يصعب

تحقيقها، واذا كان مهرجان القاهرة السينمائى قد حقق النجاح المادى المطلوب

فلأنه يعرض أفلاما غير مراقبة، ولا تعرض فى الايام العادية، وهذه ظاهرة لا

تستمر طويلا عندما لا يجد الجمهور ما يريد فى مثل هذه الافلام، وهو ما حدث

فعلا، حيث انسحب الجمهور من متابعة افلام المهرجان فى دورات متتالية، ولسبب

أو آخر صارت خسائر مهرجان القاهرة السينمائى كثيرة، لا يجدى معها تدخل

الدولة رسميا أو استخدام الاعلانات، وجميعها وسائل لها مشاكلها المستمرة.

هكذا سوف نجد أن كل المهرجانات السينمائية العربية تعتمد على مساعدات

المؤسسات الرسمية للدول. أى أنها مهرجانات ليست ناجحة تجاريا، وهذا ينطبق

على معظم المهرجانات العالمية، بما فيها مهرجان كان السينمائى أو مهرجان

برلين أو البندقية.

ظاهرة وكيان

إن المهرجانات عموما ظاهرة مرتبطة بكيان الدولة، واذا قلنا بأن مهرجانات

الرقص والغناء يمكنها أن تحقق أرباحا، فإن المهرجانات المسرحية السينمائية

والثقافية الادبية والفنية الاخرى لا يمكنها ذلك، وفى هذا الحال، فإن من

متطلبات كيان الدولة أن تنظم الملتقيات الثقافية بما يخلق لديها روابط

خارجية وداخلية متميزة.

إن المهرجان، وخصوصا إذا كان ناجحا يسمح للدولة بالحضور الاعلامى لمدة

أسبوع مثلا، من خلال الصحف والمجلات ووكالات الانباء والقنوات المرئية

العامة والمتخصصة، وهناك بعض الدول تهتم كثيرا بالمهرجانات وتضع لها

الميزانيات الكبيرة لاعتبارات أخرى متداخلة بين الثقافة والسياحة، ومن

الدول العربية البارزة والنشطة فى هذا المجال تونس وهناك ايضا اسبانيا

وفرنسا وغيرها.

ان هذا المدخل العام يقود بوضوح الى المهرجانات السينمائية العربية التى

تنتقل بالعدوى من دولة الى أخرى، فهو التقليد احيانا، وفى بعض الاحيان

المنافسة، وذلك هو الباب الذى يساعد على اقامة المهرجانات، حتى فى دول لا

تعرف الانتاج والنشاط السينمائى عموما. ليست القضية فى كثرة مهرجانات

السينما أو تزايدها المستمر فى الساحة الثقافية العربية، ولكن المشكلة فى

قلة الانتاج وضعفه، واحيانا عدم وجوده اصلا.

ولكن اذا كانت هذه المهرجانات تشكل البداية إلى مزيد من الانتاج السينمائى

فذلك هو الهدف، بصرف النظر عن الكيفية والأسلوب.

إن الانتاج السينمائى ضعيف فى السنوات الاخيرة، فى مصر لا يتعدى 30 فيلما

وأغلبه لا يصلح للمهرجانات السينمائية، وفى دول أخرى الانتاج متواضع ومن

ذلك تونس وسوريا ولبنان حيث يبقى متوسط الانتاج فيلمين فى السنة الواحدة،

بينما يقل عن ذلك فى الجزائر وفلسطين، ويزيد فى المغرب ليتجاوز عشرة أفلام

كل سنة وخصوصا فى السنوات الاخيرة، ويكاد يتوقف الانتاج فى دول أخرى عدا

فيلم بين الحين والآخر أو يكاد ينعدم. وهكذا ان مجمل الانتاج العربى لا

يكاد يفى بالمشاركة فى مهرجان سينمائى واحد ونحن نعلم أن المشاركات

الخارجية العربية مازالت ضعيفة. بسبب ضعف المستوى عدا بعض الاستثناءات القليلة.

اذن هذا التأسيس للمهرجانات بما تتضمنه من لوائح واجهزة ادارية واستضافة

وعروض ولجان تحكيم وغير ذلك من الفعاليات، لا يمكن اعتباره متوافقا مع كم

الانتاج او المستوى الفنى للافلام. كما أن المتطلبات الخاصة والدواعى

الثقافية والسياسية لا تؤدى الى تبنى فكرة التأسيس لعدد من المهرجانات

السينمائية. ورغم ذلك فإن المنطقة العربية قد صارت تعج بالمهرجانات

السينمائية وربما يزداد عددها كل عام.

قرطاج ودمشق

لم تعرف المنطقة العربية مهرجانا سينمائيا مؤثرا وفاعلا مثل مهرجان أيام

قرطاج السينمائية بتونس. فقد تأسس عام 1966 وبدأ فعليا عام 1968، ولقد عرف

المؤسسون له عن قرب فكرة النظرة المستقبلية للمنطقة العربية الافريقية، وهى

تبدأ مسيرتها بعد خروجها من دائرة الاستعمار بأنواعه المختلفة، لتؤكد فكرة

الهوية الوطنية والسينما غير التابعة، ولذلك اعتبر الانتاج السينمائى

تعبيرا عن تحرر الدول العربية والإفريقية.

ولقد سار المهرجان بخطوات ثابتة نحو دعم نفس الفكرة، مع بعض المتغيرات

الضرورية، وربما احتاج المهرجان فى الظروف الراهنة الى ادخال المزيد من

التغييرات، مثل أن يصبح سنويا أو ينفصل الشريط القصير عن الروائى الطويل،

ولكن وفى جميع الأحوال فإن الايام مازالت تحقق نجاحات كثيرة، رغم حضور

وتواجد مهرجانات أخرى وتراجع دور السينما ونقص دور العرض، ويمكن اعتبار

المهرجان مساعدا على زيادة الانتاج، لأن هناك أفلاما كثيرة تنجز لتتم بها

المشاركة فى المسابقة الرسمية للمهرجان.

نفس الأمر ينطبق على مهرجان سينمائى ناجح آخر وهو مهرجان دمشق الذى انطلق

فعليا عام 1979 وكان فى مراحله السابقة يدور فى الفلك السياسى العام، ولقد

تخلص من ذلك ليصبح مهرجانا مفتوحا لجميع الدول ويقام سنويا حسب نظامه

الداخلى الجديد، ولكن لازالت هناك مشكلات معينة تلازمه مثل قلة الانتاج

السينمائى فى سوريا وعدم تواجد دور عرض مناسبة وكلها أمور قابلة للحل اذا

كانت هناك مراهنة على المهرجان من الجوانب الثقافية والسياسية والفنية.

ان المهرجانين المذكورين تدعمهما روح عصرية، وهناك جمهور متابع، وهناك ايضا

علاقات متشابكة مع دول أخرى، ولذلك كان النجاح حليف هذين الملتقيين رغم

الاختلاف بينهما.

مهرجان آخر

على نفس الشاكلة هناك مهرجان آخر له امتياز خاص وهو مهرجان الاسماعيلية،

"مصر"، للأشرطة القصيرة والتسجيلية وهو مهرجان سنوى وصل الى الدورة الحادية

عشرة، مع توقف دام ثلاث سنوات. إن ميزة هذا المهرجان أنه مختص بالأفلام

القصيرة والتسجيلية وكذلك أفلام التحريك، وهو ايضا يقام فى مدينة غير

العاصمة، ولقد صارت له شهرة كبيرة بسبب ثبات مواعيده وفعالية لجان التحكيم

فيه، وحسن التنظيم ورغم ان جمهور المهرجان قليل نسبيا، إلا أن عروضه تعد

فرصة للطلبة والعاملين فى الحقل السينمائى لمعرفة التطورات التقنية

الحديثة، كما انه ينظم ندوة أو حلقة بحث فى كل دورة لها علاقة بالشريط

التسجيلى أو القصير وأيضا يكرم من قدم اضافة فى هذا المجال الذى لا ينال

حقه من التقدير. ورغم أن المهرجانات الاخرى تهتم ايضا بهذه النوعية من

الأفلام، لكنها ليست أساسية تقريبا وينصرف الجمهور عنها الى الشريط الروائى

الطويل ونجومه وفى وقت معين كان مهرجان الاسماعيلية وحيدا وفريدا فى

المنطقة ولكن الآن صارت هناك بعض المهرجانات الأخرى من نفس النوعية، وعلى

رأسها مهرجان طنجة السنوى للشريط القصير فى المغرب.

بالطبع لابد من الإشارة إلى أهم مهرجان فى المنطقة العربية والأفريقية وهو

مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، والأهمية هنا تأتى من كونه يدخل ضمن

المهرجانات الرئيسية العالمية، وعددها 11 مهرجانا وتعرض فى مسابقته الرسمية

أفلام لا تعرض فى أية مسابقة لمهرجان آخر. ولقد مر هذا المهرجان بظروف

كثيرة، ومنها توقفه حينا وخروجه من العالمية ثم عودته إليها، ولقد كثر عدد

المسؤولين فيه، وفى بعض الأحيان يكون الأشخاص هم السبب فى نجاح دوراته أو

فشلها.

لا يعد هذا المهرجان مؤثرا ولم تكن له فاعلية واضحة كما أن جغرافيا مدينة

القاهرة وتوزيع دور العرض فيها لا يتناسب ووجود مهرجان يحضره العديد من

الصحفيين والنقاد وكذلك الممثلين العالميين أحيانا.

مازال المهرجان يشكو من عدم وجود دار عرض رسمية مناسبة كما أن هناك مشاكل

أخرى جعلت المهرجان فى حال تراجع مستمرة.

من جانب آخر بدا مهرجان الإسكندرية السينمائى وكأنه مهرجان خاص بمجموعة

معينة دون غيرها مع انصراف الجمهور عنه وعدم رغبة الأطراف الخارجية فى

المشاركة. وتبقى العروض أيضا ذات ضعف عام، رغم أنه أحيانا يعرض سنويا

أفلاما جيدة من دول البحر البيض المتوسط، وربما موعده مناسب "بداية شهر

سبتمبر" بعكس مهرجان القاهرة نهاية شهر نوفمبر.

حركة سينمائية

فى المقابل ومع ازدهار الحركة السينمائية الإنتاجية فى المغرب، ومع استمرار

مهرجان الخريبكة للسينما الأفريقية، كل سنتين ولكن بصورة متواضعة معتمدا

على الدعم من أطراف عدة فإن العناية قد اتجهت نحو مراكش. عندما تأسس مهرجان

مراكش السينمائى الدولى وبرعاية رسمية خاصة معتمدا على فاعلية ودور المغرب

سياسيا وسياحيا فكان المهرجان الأهم فى المنطقة وخصوصا فى دورته الأخيرة

التى شارك فيها الطرف المغربى فعليا من حيث حضور الصحافة وأهل السينما بعكس

بداياته التى راهنت على أن يكون عالميا ويتخذ من المغرب مكانا فقط. ولقد

اتصف المهرجان بجودة التنظيم وحضور المخرجين العالميين ولاسيما السينما

الأمريكية والأوروبية، كما أنه قد طرح نموذجا مختلفا عندما أشرك بعض

المخرجين فى دائرة تفاعلية مع الحاضرين فيما يشبه "السيمنار" أو الدرس

السينمائى الخاص.

لا أحد ينكر أن الإنتاج السينمائى المتزايد بالمغرب قد أسهم فى تنظيم

المزيد من المهرجانات والملتقيات، ولعل أهمها مهرجان الرباط السينمائى الذى

ينعقد مثل مهرجان مراكش بصفة سنوية، وهو مهرجان عالمى فى مسابقته الرسمية

وينعقد خلال شهر يوليو لكنه يشكو فى كل دورة من عدم توفر الإمكانيات

المادية التى تؤهله للاستمرار بشكل منتظم، وهو لا يشكو من قلة الأفلام،

ويستفيد كثيرا من بعض المهرجانات العربية مثل مهرجان دمشق السينمائى

ومهرجان القاهرة السينمائى الدولي، ولعل انتظامه قد منحه امتيازا خاصا،

بخلاف بعض التجارب السريعة فى المغرب مثل مهرجان كازابلانكا أو مهرجان

تطوان المرتبك.

الفيلم العربي

تبقى الإشارة ضرورية إلى مهرجان وهران للفيلم العربى الذى انعقد لدورتين

متتاليتين وحقق بعض النجاح ولكن من الصعب التكهن باستمراره، فهو يعتمد على

الأشرطة العربية وهى قليلة، وبالتالى سوف نجد نفس الأشرطة تتكرر فى معظم

المهرجانات، كما أن مشاكل كثيرة برزت فيه بسبب عدم الخبرة، وتستحق الجزائر

أن يكون لها مهرجان جيد، لاسيما وقد انتعش الإنتاج السينمائى فيها، ولكن

يدور المهرجان فى دائرة خاصة ويعتمد على نفس الأسماء المعروفة التى دائما

تتكرر كما أنه يبالغ فى الحفاوة بالنجوم على حساب الجانب الثقافى وإذا

راجعنا أسماء لجان التحكيم التى تم اختيارها فى دورتيه "2007 و2008" سوف

نلاحظ ذلك بوضوح. لم يشتهر فى الجزائر إلا مهرجان عنابة السينمائي، والحاجة

إلى مهرجان كبير تبدو ظاهرة، مع الاستفادة من دروس المهرجانات العربية

السابقة. إذا ذكرنا مهرجان مراكش السينمائى السنوي، فلابد لنا أن نذكر أيضا

مهرجانا آخر يقابله، يعتبر جديدا فى المنطقة العربية ونقصد بذلك مهرجان دبى

السينمائى الدولي، ومن الملاحظ أنه لم يقم على قاعدة سينمائية واضحة أساسها

الإنتاج السينمائى لأن الإنتاج السينمائى فى الخليج محدود وإن وجد فهو ضعيف

المستوى.

هذا النوع من المهرجانات له طبيعة سياسية وسياحية وإعلامية، وهو أيضا يعتمد

على الدعم الرسمى حيث تتواجد الأموال فى الإمارات العربية المتحدة لإنجاح

المهرجان بإدارته الأجنبية أو غير الأجنبية. ورغم أن هذا المهرجان مثل غيره

سيعتمد على أفلام عربية مكررة ولن يجد إنتاجا خليجيا يبرر به وجوده، إلا

أنه من الصعب الحكم النهائى على المهرجان، حيث يعتمد نجاحه على قدراته

المستقبلية فى تحريك الإنتاج الخليجى وفى الإمارات تحديدا، ومتى استطاع أن

يساعد على تنمية الإنتاج السينمائى والثقافة السينمائية يمكن اعتباره

ناجحا، ولعله بذلك يصبح أقرب إلى النموذجين المعروفين "قرطاج ودمشق"، أما

إذا استمر المهرجان للغرض الإعلامى وبقصد استعراض عدد من النجوم، وخلق حالة

سياحية يبدو فيها الخليجى مجرد هامشي، فإنه سيكون سلبيا رغم أنه قابل

للاستمرارية تحت دافع التقليد والمنافسة. وهذا ما ينطبق أيضا على مهرجان

الخليج "مهرجان الشرق الأوسط" الذى يقام فى أبو ظبى وليس دبي، على أن يكون

هناك تصور مختلف لكل مهرجان فيما يعرضه من أفلام وليس شرطا أن يكون مهرجان

كان السينمائى هو النموذج.

لا شك فى أن الجمهور فى الخليج سيستفيد من المتابعة والمشاهدة، وحتى لو

قلنا بتكرار الأفلام والأسماء فإن النظرة المستقبلية هى الأهم، ولقد خطا

مهرجان الخليج خطوة جيدة عندما جعل التجربة الناجحة "أفلام من الإمارات"

مجرد فعالية داخل أقسامه المتعددة، حيث يمكن دعم الإنتاج بهذه الخطوة ويصبح

المهرجان معتمدا على قاعدة فعلية وليس معلقا فى الهواء.

قائمة طويلة

إن القائمة تطول بمهرجانات سينمائية أخرى، مثل مهرجان البحرين ومهرجان عمان

ومهرجانات أخرى يمكن أن تنشط وتزدهر فى العراق والسعودية والكويت واليمن،

وإذا قلنا بأن هذه الفعاليات تحتاج إلى تنسيق فى المواعيد والاختصاصات،

فالمهم ألا يكون التنافس الشديد هو الهدف، لأن المهرجانات السينمائية وجدت

للتنوع ولخلق حالة من التعاون تسمح بالانفتاح على أفلام العالم والمشاركة

فى الإنتاج السينمائى ورفع الكفاءة المهنية والثقافية لأهل الإنتاج. أما

إذا ظلت معزولة فى الفنادق الفخمة يفتتحها مسؤولون ويختتمها آخرون، لا

يستفيد منها إلا زمرة معينة ولا يشارك فيها إلا أهل الأضواء اللامعة، فإن

ذلك يعنى فقط دعم مفهوم العلاقات العامة وتطويره ليصبح مشروعا سينمائيا

سياحيا غير ناجح. وما أكثر المشروعات الفنية غير الناجحة!

AddFreeStats

<http://top.addfreestats.com/cgi-bin/main.cgi?usr=00089421P000>

ليست هناك تعليقات: