الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

دراما حول مسلسل العندليب




العندليب... شخصية داخل عصرها

أى مدخل يمكن أن نختاره للحديث عن مسلسل "العندليب" الذى عرض حديثا خلال شهر رمضان الماضى. نعم إن المداخل كثيرة ومتعددة، يجذب النظر ما له علاقة بالتعليقات النقدية حول الكيفية التى ظهرت بها بعض الشخصيات، ورفض بعض المعاصرين لذلك لاعتبارات معينة اجتماعية واخلاقية وسياسية.

والحقيقة أن التعرض للسير الذاتية ونقلها الى المرئية والسينما من الظواهر الجديدة التى لها ايجابيات كثيرة، مهما كانت أوجه الاعتراض، والأمر جديد على حياتنا الثقافية العربية ـ أن يتم التعرض لبعض المعاصرين، أو اولئك الذين عاشوا فى مراحل تاريخية معاصرة.

ومن جانب آخر سوف نجد أن الشكوك دائما تتجه الى فكرة خطأ الأحداث أو صوابها، وكأن المطلوب من العمل المرئى أن يكون صائبا حسب الواقع المرغوب فيه ولا أهمية للخيال الذى هو أساس العملية الفنية.

مسلسل العندليب هو أحد هذه المسلسلات التى نالت الكثير من النقد ـ الايجابى على الأغلب، مع بعض الاعتراضات التى تريد اظهار الشخصيات بشكل ايجابي دائما، ومع مسلسل حلقاته التى تزيد عن الثلاثين حلقة، لا يمكن أن تكون كل الشخصيات فيه ذات طابع ايجابي تسير فى مسار واحد.

ان المرحلة الفنية للمطرب عبد الحليم حافظ المشهور بالعندليب طويلة، بها الكثير من المنعرجات، والأمر يتوقف على السيناريو واختيار وتصفية الاحداث .

شخصيات مشهورة ولكن: ـ

لقد قدمت المرئية العربية، مسلسلات كثيرة حول الشخصيات معاصرة، فنية وأدبية وسياسية واجتماعية، وتنجح هذه المسلسلات احيانا وتفشل فى أغلب الاحيان، والسبب يعود الى السيناريو وكذلك طريقة الاخراج، مع الاشارة الى أنه ليست كل شخصية مشهورة صالحة لتكون موضوعا لعمل مرئى ولهذا السبب لم تنجح بعض المسلسلات لافتقادها الى البعد الدرامى، كما حدث لمسلسل قاسم امين ومحمد متولى شعراوى ونزار قبانى وسعاد حسنى وبعض المسلسلات الاخرى.


اشتباك الخاص والعام: ـ

ان الأمر فى النهاية يعود الى السيناريو واختيار المواقف الدالة والقدرة على الربط بين العام والخاص، على شرط أن تكون هناك علاقة حقيقية بين هذا العام والخاص، والا تكون هذه العلاقة مفتعلة.

نعود الى الحديث عن مسلسل "العندليب" والذى اخرجه المخرج جمال عبد الحميد وكتبه الكاتب مدحت العدل، وقام بأداء الأدوار الأولى فيه مجموعة من الممثلين الذين تم اختيارهم بعناية.

نعود اليه فنقول بأن أهم علامات نجاح هذا المسلسل هو ذلك الربط بين العام والخاص، العام هو المسار السياسى والاجتماعى والثقافى الذى تعيشه الشخصية مع غيرها من الشخصيات، ثم حضور هذه الشخصية فى هذا الفضاء السياسي والثقافي.

وعندما نحاول أن نجد تفسيرا لما قلناه، فسوف نجد أن الأحداث الدالة التى ترتبط بكيان البلد عامة قد تداخلت مع الحياة الشخصية والذاتية للفرد موضوع المسلسل المطروح.

ازاء ذلك، سنكتشف أن الصلة تكاد تكون مفقودة بين العام والخاص بالنسبة لبعض المسلسلات التى نصفها بأنها غير ناجحة، ولهذا السبب سوف نجد أن الخاص فى مسلسل حول شخصية محمد متولى شعراوى أو قاسم أمين او نزار قبانى، يغطى على العام، لأن العام غير موجود أو واضح وبالتالى تختفى الخلفية والسياسية للاحداث ويصبح الفرد مجرد شخصية تدور حول نفسها.

ان القضية ربما تعود الى مهارة الكاتب، لكن لابد للشخصية نفسها أن تكون ذات حضور اجتماعى وسياسي ولها تأثير فى الفضاء الذى حولها ولها تأثير بهذا الفضاء.

لقد استخدم الكاتب مدحت العدل توجهاته السياسية فى الربط، بين صعود المطرب عبد الحليم حافظ بكل الجديد الذى يحمله، وبداية التغيير السياسي الذى جاءت به ثورة يوليو 1952، وجعل الخطين متوازيين ليتنقل المشاهد بينهما، واذا قدر للتغيير السياسي للجديد القادم أن يحقق نجاحات متتالية ويتعرض احيانا لبعض العقبات، فالأمر ينطبق على المطرب عبد الحليم حافظ، وكذلك المتغيرات التى جاءت بها ثورة يوليو.

ومن هنا سوف نجد أن المشاهد المخصصة لقيادة الثورة فى مصر كثيرة، لأنها تشكل الامتداد الطبيعى لنجاح المطرب عبد الحليم حافظ، أو بالاصح يشكل نجاحه امتدادا واضحا لنجاح ثورة يوليو واستمرارها.

وهذا التماهى بين شخصية المطرب من ناحية وشخصية الرئيس قد كانت مفتاحا لتحريك المسلسل والسير به متطورا فى احداثه الى النهاية.

بصورة أكثر وضوحا سوف نجد أن الشخصيتين لهما علاقات متقاربة ومتشابه، فالرئيس عبد الناصر تحيط به اسرة، تدفع به معنويا وتحاول أن تقف الى جانبه.

كذلك يتواجد حول الزعيم ايضا عدد من القيادات والمساعدين الذى يتحركون معه سلبا وايجابا، ولقد أبرز المسلسل الجلسات العائلية لدى الشخصيتين بشكل واضح، وأوضح ايضا المناقشات والجلسات المطولة التى تساعد على اتخاذ القرار بالنسبة للرئيس وكذلك المطرب.

هناك ايضا المتلقى الذى يتوجه اليه الرئيس بالخطب ويحرص عليه دائما ومعنى به بالدرجة الأولى فى اطار التعلق بالوطن والدفاع عنه وحمايته من جانب سياسي وحر، وهو الشعب بصفة عامة.

اما المطرب فلديه الجمهور الذى يحاول أن يختار له افضل الاغنيات وهى ذات طبيعة عاطفية وطنية فى تداخل يجمع بين حب الوطن ومحاولة الدفاع عنه بالطريقة التى تتناسب مع الاعتبار الفني.

شخصيات متداخلة: ـ

تستمر إذن فكرة التماهى بين الشخصيتين، والكاتب هنا لا يقصد اندماجا كليا وتداخلا قسريا، ولكن يسند شخصيته الاساسية وهى المطرب عبد الحليم بخلفية سياسية واجتماعية تعزز من حضوره وتربطه بمتغير مهم على مستوى الخارطة فى المنطقة، وكذلك الأحداث المتتالية التى توالت بكل أشكالها وصنوفها.

هذا هو اساس السيناريو فى مسلسل العندليب، ولعل هذا المدخل كان مهما فى ربط الجمهور بالشخصية الرئيسية وخصوصا وقد تحولت الى شخصيتين وليس مجرد شخصية واحدة.

لقد ركز المسلسل على الأقرباء والاصدقاء الذين وقفوا الى جانب عبد الحليم حافظ، وهم احيانا لهم علاقة مباشرة بالفن وفى بعض الاحيان نجدهم ابعد ما يكونوا عن ذلك.

ولعل أهم شخصية ملاصقة لعبد الحليم، حسبنما عرضها المسلسل هى (علية) أخت عبد الحليم، لكن رسم شخصية الاخت يتقابل ويتوازى ايضا مع رسم شخصية الأخ اسماعيل، والحقيقة أن مستوى التمثيل قد ارتفع فى أداء هاتين الشخصيتين الى مرتبة عليا، وهذه مسألة مهمة لابد من التطرق اليها، اذ نحن أمام شخصيتين يستمتعان بمسألة نكران الذات وتراجع الانا فى مقابل الدفع بشخصية الأخ المطرب نحو الأمام.

الأخت علية باعتبارها شقيقة كبرى يشكل أخوها الصغير بالنسبة اليها الابن الذى تحتاج اليه، بينما يشكل بهذا الأخ الصغير بالنسبة للمطرب اسماعيل النجاح الجديد والمتوقع والذى لن يستطيع أن يحققه هو، بحيث كلما انسحب الأخ الكبير اندفع الأخ الصغير نحو النجاح وهذا الأمر ينطبق على الأخت "علية" ايضا.

بمعنى آخر، يمكن القول بأن نجاح المطرب يتبع نجاح الثورة على المستوى الخارجى، وعلى مستوى البيت الداخلى يستلزم تراجع الأفراد وتقديم التضحيات لصالح الأخ الصغير.

وان التجديد فى نوعية الأغنية لدى المطرب الجديد، هو ثورة فنية قد تقابل بالصعوبات، وهو تجديد مستمر فى مقابل تراجع التواشيح ـ اسماعيل شبانة وتراجع الاغانى لعبد العزيز محمود وعبد الغنى السيد وغيرهم.

لا شك ان السيناريو ينتقل بين هذه الدوائر الثلاث، الدائرة العامة السياسية التى تطرقنا اليها، والدائرة العائلية التى ارتبطت به ثم دائرة الاصدقاء الذين تعاون المطرب معهم لتحقيق النجاح.

واذا قلنا بأن شخصية عبد الناصر هى ضحية لما يحاك حولها من مؤمرات خارجية وداخلية، فإن شخصية عبد الحليم هى ايضا ضحية لما يحاك حولها من مؤامرات ايضا ولكن بطابع شخصي ونفعى مباشر، ونقطة الالتقاء هى مفهوم الشخص الذى يقدم نفسه قربانا للناس جميعا، بصرف النظر عن المرض الذى تمت الاشارة اليه بالنسبة للشخصيتين، وكذلك بالنسبة للنجاح المتصاعد عبر ممرات ودهاليز صعبة ومواجهات أصعب.

لعلنا نقول بأن تقديم الشخصيات المصاحبة لعبد الحليم، بطريقة أو بأخرى هى اساس الاختلاف، ولكن كاتب السيناريو التقط ما هو شائع واعتبره حقيقة، وهو يملك حق الاختيار فى ذلك بحيث لا يصل الى قطعية مطلقة مع الشخصية، ومن ذلك مثلا شخصية محمد عبد الوهاب الذى تم التركيز على مفهوم النفعية لديه. أما محمد الموجى، فإنه المطرب الذى فشل منذ البدايات، فاتجه الى التلحين وليحقق النجاح بواسطة عبد الحليم ومن خلال الالحان التى يقدمها له، وهو أمر لم ينطبق على الملحن كمال الطويل الذى اختار التلحين فقط، ويبدو واضحا من خلال المسلسل أن هؤلاء الملحنين بما فيهم المجدد بليغ حمدى، قد اختاروا الخروج من دائرة عبد الحليم احيانا، وهو أمر لا يرغبه عبد الحليم ـ بحيث لا يكونوا مجرد تابعين فى النجاح وكما يظهر للجمهور والصحافة. إن الملحنين يرفضون أن يكون عبد الحليم مايسترو فعليا، لكنهم يحتاجون اليه فى نفس الوقت أما الأمر المهم فهو عدم التركيز على القصة العاطفية الافتراضية التى تداولها عدد من المقربين والتى ربطوا فيها بين عبد الحليم وسعاد حسنى ووصلت حد الزواج عند بعضهم، وحسنا فعل المسلسل، لأن هذا الموضوع صار أقرب الى الوهم والاشاعة السيارة التى تضعف من توجهات المسلسل السياسية والاجتماعية. وهو ما ينطبق بصورة عامة على علاقة عبد الحليم بالمرأة التى اغفل المسلسل معظم جوانبها، باستثناء علاقته مع "جيجي" وهى المراة المتزوجة التى خصص لها بعض الحلقات، والحقيقة أن أمر هذه العلاقة له طبيعة سياسية، فهى حلقة وصل بين مسارين الأول يحمل صورة ما قبل ثورة يوليو 1952 متمثلا فى الوضعية الاجتماعية التى تعيشها فتاة الطبقة العليا جيجى من ناحية وزوجها من ناحية أخرى. وكما يحدث فى أغلب الدراما المنتجهة فى مصر، فإن فتاة من عهد ما قبل الثورة تستمر حاضرة بعد ذلك من خلال العلاقة العاطفية مع أحد أفراد الطبقة الشعبية، لتعطيه دعما يقوم على المصالحة الاجتماعية من ناحية وتمنحه شرعية تستند الى من هو قديم نسبيا، واذا كان زوج المرأة جيجى قد بدا متسامحا الى أبعد حد واسرة عبد الحليم كذلك، فإن سفره الى الخارج مهاجرا وتطليقه لزوجته ترميز لخلاص مصر من الأسرة الحاكمة السابقة وارتباطها بالجيل الجديد.

مرة أخرى يعود التمثيل ليؤكد حضوره مرة أخرى ـ رغم أن كاميرا الشارع لم تكن حاضرة بصورة كافية، وهذا أمر يعود الى طبيعة التلفزيون والميزانية الضعيفة نسبيا ـ من خلال الفتاة جيجى وزوجها ويستمر مستوى التمثيل جيدا مع شخصية عبد القادر الشناوى زوج أخت عبد الحليم علية، والذى سار به السيناريو نحو تحقيق الفشل الدائم فى مقابل نجاح عبد الحليم سينمائيا. والى حد ما بعض الشخصيات الأخرى التى نجحت فى خلق دائرة مع عبد الحليم ولا سيما الابنودى وبليغ حمدى وجلال معوض، ولم ينجح السيناريو فى تصوير شخصية صلاح شاهين الا فى حدود ضيقة.

ثلاث دوائر: ـ

نعم لقد أغفل السيناريو الجمهور والشارع وبعض الصراعات الفنية الأخرى، إلا أن اهمال شخصية فريد الاطرش كان نقطة ضعف لأنه يعد أحد طرفى الصراع الفني بلا منازع، ولكن ذلك قد يؤدى الى التطرق لجوانب ليست من محاور المسلسل الرئيسية.

بصورة عامة يمكن القول بأن هذا المسلسل رغم الانتقادات الهامشية التى قدمت له، يعد من أفضل المسلسلات العربية التى قامت على أساس السير الذاتية أو مسلسلات الشخصيات المعاصرة، والسبب كما قلنا يرجع الى قدرته على الجمع بين المحور الذاتى والاجتماعى والسياسي فى فضاء واحد متشعب ومحصور فى آن واحد. مع العلم بأن هناك محاصرة خفية تجبر الكاتب بشكل عام على عدم الافصاح عن اشياء كثيرة خوفا من الاعتراضات المباشرة والتى ستحدث كيفما كان الأمر.

لقد حاول كاتب السيناريو أن يشير الى بعض السلبيات فى شخصية عبد الحليم وقدم المخرج ذلك فى حدود تسمح بها امكانات التعبير المحدودة، ولكن لم تكن الفكرة الرئيسية تدور حول تصوير عبقرية المطرب الشخصية، بل أن تقدم الشخصية نفسها باعتبارها القربان المقدس والطاهرالعذرى فداء اللناس والوطن مع نكران لشخصية الفرد والمنفعة الذاتية التى ربطها بشخصيات أخرى سياسية وفنية، بعضها يقع فى دائرة الابداع والسياسة وبعضها خارج تلك الدائرة.

الشخصية والعصر: ـ

بالطبع لم تكن الصورة المطروحة حول المطرب العندليب بانورامية وشاملة، فلم تطرح مسألة علاقته بالخارج، ونقصد خارج مصر، بشكل واضح، لأن البعد المحلى هو الاساسى، ولذلك اختفت صورة المطرب الذى يسمع له الجمهور العربى، وكذلك علاقات المطرب مع الحكام والمسؤولين وهو أمر من مصلحة المسلسل عدم التطرق اليه.

رغم الظاهر الذى يقول بأن مسارات شخصية عبد الحليم حافظ ليست ذات طابع درامى ـ إلا أن السيناريو حقق درجة من النجاح فى وضع الشخصية داخل عصرها وتفاعلها مع الأحداث، رغم أن الطرح السياسى كان هو المسيطر، وهو امر لم يكن متحققا فى مسيرة المطرب الفعلية بقدر ما تحقق فى خطوط الكتابة ومساراتها وما تم تنفيذه فنيا بنجاح لافت للنر.

اذا انتقلنا الى الشكل الفنى، نجد المسلسل قد استخدم الشكل التقليدي فى الانتقال التدريجي وفق التدرج العمرى للشخصية الرئيسية منذ الصغر الى الكبر، ولكن تم استخدام أسلوب العودة الى الخلف (الفلاشر باك) أحيانا بشكل سريع لعرض وتوضيح أسباب مرض عبد الحليد بالبلهارسيا وعدم شفائه منها.

والعودة الى مشاهد قصيرة من الطفولة لا تعادلها الا العودة الى اغنية لعبد العزيز محمود يسمعها المشاهد بين الحين والآخر وهى ترتبط بالاخت علية عندما تنظر الى نفسها باعتبارها فتاة تتطلع الى الحب حسب معطيات جيلها مع اخيها اسماعيل شبانة.

ومثل هذه الاغنية المذكورة نجدها احدى المؤثرات الموسيقية للمسلسل ولكن تطغى موسيقا اغانى عبد الحليم وذلك بحسب نجاح الاغنيات المذاعة فى الحفلات أو من خلال الافلام التى قدمها، بما فى ذلك الاغنيات الوطنية التى وضعت فى اطار مهم داخل المسلسل يحكم العلاقة الوطيدة بين ثورة يوليو 1952 وعبد الحليم حافظ.

لم يكن واضحا ذلك الحافز المحرك لنجاح المطرب عبد الحليم حافظ، هل هو الفقر أو المرض أو حب النجاح، وليس بالضرورة أن يكون واضحا، لأن الأمر لا يعدو أن يكون خليطا من كل تلك البواعث النفسية الذاتية والخارجية. لكن ما هو ضرور أن يركز المسلسل على ترتيب هذا النجاح، بحيث لا يظهر خاضعا للصدفة، بل لنوع من الدراسة والاجتهاد واستخدام العقل بالتدريج وبدون الاشتباك مع الآخرين.

نعم كان يمكن للمسلسل أن يستغنى عن جلسات قيادة الثورة والمناقشات المطولة والبحث عن شبيه لكل عضو، ولكن ينبغى الاعتراف بأن الاطار السياسي هو الذى أنجح هذا المسلسل وجعله متميزا مقارنة بغيره من المسلسلات.



ليست هناك تعليقات: