الخميس، 4 سبتمبر 2008










شخصية الآخر فى أفلام المخرج يوسف شاهين



الآخر فى السينما العربية، عنوان عام يمكن أن يحيلك إلى عشرات الأشرطة التى
تعاملت مع شخصية الأجنبى بطريقة أو بأخرى، لكن رغم ذلك فإن هذه الأشرطة تعد
قليلة، إذ حاولت السينما العربية أن تبتعد عن إثارة هذا الموضوع، وإن وجد
فهو قد كتب بشكل سريع ومبسط، يستخدم فى السينما العربية لإثارة الضحك
أحيانا باعتبار أن هذه الشخصية “الخواجة أحيانا” لا تتحدث إلا بطريقة
مضحكة، وهى أيضا شخصية مخادعة حينا، إذ ارتبطت بقضية الاستعمار أو التمهيد
له، وهى أيضا – إذا كانت امرأة – شخصية ذات جاذبية خاصة، مثيرة، تعمل على
إغواء الرجال وتسعى فى بعض الأحيان إلى إفساد العلاقات الزوجية وضرب تماسك
الأسرة المستقرة.

تتحكم فى حضور الشخصية الأجنبية فى السينما العربية عدة اعتبارات، سياسية
وتجارية واجتماعية، ولهذا موضوع آخر مستقل، إلا أنه من المهم القول بأن
عددا كبيرا من المخرجين لم يسقطوا فى شرك التعامل السطحى مع الشخصية
الأجنبية، وهذا أمر طبيعى لأن التيار السائد فى السينما العربية يميل نحو
التبسيط والأخذ بالكليشيهات الخارجية فى قضايا كثيرة حيوية وليست قضية
الأجنبى فقط، ولا يوجد إلا القلة من المخرجين الذين خرجوا عن هذا الخط.

من هؤلاء المخرجين الذين تعاملوا مع الشخصية الأجنبية بشكل عام وفى حدود
فنية معينة ووفق ترتيب خاص، المخرج يوسف شاهين، الذى ولد عام 1926 ودرس
الإخراج السينمائى بأمريكا وكان أول فيلم له “بابا أمين” عام 1950 إلا أنه
انتظر حتى عام 1958 لكى يقدم شريطا بعنوان “جميلة” وهو شريط يعبر عن مرحلة
ساخنة وحيوية تتطلبها الظروف السياسية آنذاك، فالنظام الناصرى فى مصر يدعو
إلى التحرر من الاستعمار ويساعد الجزائر على نيل استقلالها من فرنسا عمليا
وإعلاميا وثقافيا، وهذا الشريط هو جزء من المناصرة الإعلامية رغم أن الشريط
من إنتاج القطاع الخاص فى مصر “إنتاج الممثلة ماجدة”.
لم يكن المخرج يفهم القضية الجزائرية بشكل جيد ولكن توفر للشريط عدد من
الأسماء المضمونة مثل يوسف السباعى وعبد الرحمن الشرقاوى ونجيب محفوظ،
ومهما كان المستوى الفنى للشريط، فهو قد قوبل بنجاح جماهيرى كبير مستندا
إلى الجوانب العاطفية والحماسية لقضية الجزائر.

إن شخصية الأجنبي، “الآخر”، هنا واضحة، إنه المستعمر الفرنسى العسكري،
وهناك أشرطة كثيرة صورت هذا الأجنبي، فهو المستعمر الانجليزى فى مصر وصورة
منه، فكأن شريط “جميلة” يعبر عن واقع مصرى أقرب إلى أشرطة مثل “بور سعيد،
جريمة فى الحى الهادئ..”.

صورة المستعمر

يتلخص المستعمر الفرنسى فى صورة السفاح بيجار الذى يعمل على تعذيب جميلة
بوحريد بعد القبض عليها، ومن الطبيعى أن يكون شكله الخارجى مرعبا مثل
جوهره، بحسب مقتضيات التعبير فى السينما العربية التى تجعل المجرم بصورة
عامة متوحشا فى داخله وخارجه.

هناك بالطبع عدد من الجنود الفرنسيين من نوعية بيجار، تلك الشخصية الأجنبية
المعادية للحرية وهو نموذج المستعمر لكن الدراما تتطلب وجود شخصيات أخرى
مقابلة له ومختلفة قليلا، ولذلك جاء السجان الفرنسى إيجابيا فهو يقدم
استقالته محتجا على أسلوب المعاملة المتبع ضد جميلة، أيضا هناك محام فرنسى
يتولى الدفاع عن جميلة لكنه يستبعد وتصدر الأحكام ضده بالطرد، ويعتبر
متواطئا مع الشهود وبعض الشخصيات المحايدة الأخرى.

إن الآخر هنا هو الشخصية الأجنبية التقليدية، وهو المستعمر الذى يتصرف وفق
ما تمليه عليه مصلحة بلاده المستعمرة ويعمل حسب القانون الذى فرضته على
السكان المحليين، رغم أن وجود هذا المستعمر يعتبر غير شرعي، وبالتالى
قوانينه غير شرعية.
بنفس الصورة تقريبا جاء شريط “الناصر صلاح الدين”، إنتاج عام 1963، حيث
الآخر هو الشخصية الأجنبية القادمة من الخارج بقصد الاحتلال والسيطرة على
الأرض بصرف النظر عن الأسباب والدوافع، وسوف نجد فى هذا الشريط الذى ساهمت
فى كتابته أسماء مثل يوسف السباعى وعبد الرحمن الشرقاوى ونجيب محفوظ وعز
الدين ذو الفقار، عددا من الشخصيات السلبية المخادعة مثل مستشار الملك
ريتشارد “آرثر”، كذلك الأميرة “فيرجيني”، أما الملك “ريتشارد” فهو يقف فى
موقف الوسط، وكذلك باقى الشخصيات، حيث أن الشريط يهدف إلى إظهار التسامح
الإسلامى وتعاون المسلمين والمسيحيين تحت قيادة صلاح الدين لكى تعيش
المنطقة بسلام كامل.

ومثل الكثير من الأشرطة نجد الشخصيات الأجنبية واقعة بين حدين، فهى إما
سلبية بالكامل وإما إيجابية بالكامل، وهى بالطبع تكون إيجابية عندما تظهر
تعاونا مع الأهالى وسكان البلد الأصليين. كذلك يؤكد الشريط على دور المرأة
ذات الجاذبية والتأثير متمثلا فى “فيرجيني” التى تدبر المكائد، وهى استمرار
لذلك المنظور التقليدى الذى أكدته الأشرطة العربية عندما تظهر المرأة
الغربية على أنها تعمل على تدمير الأسرة وهى لعوب دائما ولا أحد يقف فى طريقها.

فتنة ونفوذ

إن شخصية الآخر هنا إما قوية ومتسلطة وظالمة بالنفوذ والمال وإما ذات
جاذبية تؤثر فى الآخرين بفتنتها الطاغية.
فى نفس المرحلة تقريبا يأتى شريط “الناس والنيل”، إنتاج 1972، وتوجد منه
نسختان مختلفتان الأولى خاصة بالمخرج والثانية رسمية، والآخر هنا شخصية
مختلفة فهو غربي، ولكنه ينتمى إلى موقع مختلف إنه غريب، ونقصد بذلك شخصية
المهندس أليكسى من الاتحاد السوفييتى أثناء بناء السد العالي، ولقد رسم
سيناريو الشريط هذه الشخصية بطريقة مزدوجة حيث حاول المهندس بنفسه أن يندمج
فى الحياة الاجتماعية بشكل طبيعى داخل مصر أثناء بناء السد، ولكن زوجته
تمثل الطرف الثانى من شخصية الآخر، تريد العودة ولا ترغب فى البقاء، إن
أليكسى شخصية أجنبية لكنها قادرة على الاندماج والتعايش الطبيعى ولا تكاد
تشعر بأنها آخر مختلف.. وهو أمر ينعكس على الشخصيات المحلية، حتى أنها بدأت
تشعر بحضور هذه الشخصية اجتماعيا من خلال شخصية أخرى من روسيا وهى نيكولاى
التى تندمج فى مجتمع النوبة. أما الزوجة فإنها أخيرا تعدل عن فكرة السفر
وتقرر البقاء والاستقرار حتى انتهاء بناء المشروع.

إن المرحلة السابقة لها علاقة بالظرف السياسي، ولا نستطيع أن نعتبر المخرج
يوسف شاهين إلا فردا فى تيار عام تحكمه أهداف واختيارات مرحلة معينة، لها
مبرراتها السياسية والاجتماعية، وخصوصا من حيث وجهة نظرها نحو الآخر الذى
هو فى الأغلب مستعمر ينظر إليه بحذر شديد.

فى مرحلة ثانية مختلفة، ينتقل المخرج يوسف شاهين من النظرة العامة إلى
نظرته الخاصة، وذلك بداية بشريط “إسكندرية ليه”، 1979، وعلينا أن ندرك هنا
أن هناك إعجابا واضحا داخليا بالنموذج الأمريكى خلال مرحلة التكوين بدأت
منذ سنوات الدراسة الثانوية فى الإسكندرية ثم السفر إلى أمريكا لدراسة
الإخراج فقط، وخصوصا إعجاب يوسف شاهين ببعض الممثلين ولقد تم التعبير عن
ذلك عن طريق شخصية يحيى فى شريط “إسكندرية ليه” حيث يستعد للسفر إلى أمريكا
من أجل الدراسة وتساعده العائلة فى ذلك، أى أن الآخر هو مجرد أحلام وخيال
صنعته صورة إعلامية خارجية وهو آخر يختلف عن نموذج الشخصية الغربية
الأوربية التقليدية.

لم يكن الجزء الأول من الثلاثية السينمائية يطرح فكرة الآخر بشكل واضح
وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجزء الثانى “حدوتة مصرية”، إنتاج عام 1982،
فالخارج يعنى الدراسة ويعنى أيضا العلاج من أزمة قلبية مر بها المخرج أثناء
عمله فى أحد الأشرطة والقضية تعنى أن هناك حاجة إلى هذا الآخر بكل
التناقضات التى يحملها.

بالإضافة إلى ارتباط الآخر بالعلم، “إسكندرية ليه”، وعلاقته المباشرة
بالعلاج، “علم أيضا”، فى الجزء الثانى “حدوتة مصرية” نجد أن هناك حاجة أخرى
تتجسد فى كسب الاعتراف أو الحصول عليه، فلا حضور للشخصية إلا إذا اعترف بها
الآخر “الأجنبي” ورغم أن المخرج يحاول أن يتعامل مع أجناس وأديان مختلفة،
“مجتمع كوزمو بوليتيك”، يعود إلى عالمية مدنية الإسكندرية فى طفولة المخرج
إلا أن عينه دائما على محاولة نيل الاعتراف الخارجى به، لذلك نجده يتحدث فى
شريطه “إسكندرية كمان وكمان” على مشاركة المخرج بشريط “ابن النيل” فى
مهرجان كان السينمائي، ثم فوزه بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان برلين عن
فيلم “إسكندرية ليه”، وكذلك مشاركته بشريط “وداعا بونابرت” فى مهرجان كان
السينمائي.

سينما المؤلف

إن تجربة يوسف شاهين صارت أقرب إلى سينما المؤلف ربما منذ شريط “الاختيار”،
1971، ولقد أتاح له ذلك أن يضع صورة الآخر فى وضعها الطبيعى الذاتى المتعلق
بالفرد مباشرة.

نعود إلى شريط مهم وهو “وداعا بونابرت”، 1985، وهو من إنتاج مشترك بين
الشركة العالمية وبعض الأطراف الفرنسية، حيث أن الآخر هنا هو فرنسى مستعمر،
“حملة بونابرت على مصر عام 1798”، وكان يتمثل فى الجنرال الفرنسى
“كافريللي” قائد الجيش الذى يدخل إلى الإسكندرية فيجد مقاومة كبيرة، ولكن
لا تستطيع تلك المقاومة صد الأسلحة المتطورة، ويتم التقدم إلى القاهرة، مع
استمرار المقاومة التى يغلب عليها الطابع الشعبي، إذ تشترك فيها كل
الأطراف، وما هو خارج المقاومة، العلاقة التى تربط بين “يحيى والضابط
كافريللي”، إذ يتعلم يحيى أساليب الحرب العلمية من الضابط وينقلها إلى حركة
المقاومة، ويمكن أن نجد صعوبة فى اعتبار شخصية يحيى رمزية لأنها متداخلة مع
شخصية يوسف شاهين، فهو الشخصية المحبة للعلم والباحثة عنه، وهى تصد الضابط
الفرنسى لاعتبارات شخصية أخلاقية وتقف ضده أحيانا، مما يعنى أن هذا الآخر
ضعيف أحيانا على المستوى الأخلاقى والجسدي، لأن الضابط الفرنسى أعرج. ورغم
انتصار المقاومة وعودة الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية إلا أن الحاجة إليها
ظلت مستمرة لأنها أشعلت وهجا فى طلب العلم المنقوص.

إن القضية وكما يطرحها شريط “وداعا بونابرت” ليست لها علاقة بالرأى وتبادل
وجهات النظر، ولكن أيضا لها علاقة بالإنتاج السينمائى الذى يجبر صناع
الفيلم على المضى فى اتجاه قلق.

الأمر نفسه ينطبق على شريط “إسكندرية كمان وكمان” لأننا نجد به شخصية
الإسكندر الأكبر، ولكن من خلال مشهد متخيل، وذلك ينطبق على كليوباترا أيضا
وقبل ذلك النادل اليونانى الذى يسعى للبحث عن قبر الإسكندر. وبالطبع يصعب
الوصول إلى رأى محدد أو وضع المشاهد المذكورة فى سياق فني، لأنها جاءت أقرب
إلى الاستعراض الفنى الغنائى فى شريط يعتمد على نوع من المذكرات المتخيلة
المفتوحة.

فى شريط “المهاجر”، 1994، تتكرر شخصية يحيى وربما أيضا الجنرال الفرنسي..
إن يحيى يبحث عن المعرفة ونالها فعلا، “علوم عسكرية”، ورام أيضا فى شريط
“المصير” يبحث عن المعرفة، “علوم الزراعة”، وقد تعلمها أيضا، لكن رام هنا
شخصية وافدة على مصر الفرعونية، وبالتالى فقد انعكست القاعدة المتعارف
عليها، فقد كانت مصر الفرعونية هى الآخر الذى يحجب العلم عن باقى الناس،
ولولا قائد الجيش “العاجز” لما تمكن رام من تعلم المعارف الزراعية والحصول
على قطعة أرض لتنفيذ برنامجه الزراعي.

فى عام 1994 جاء شريط “المصير” وتدور أحداثه فى الأندلس، القرن 12
الميلادي، وتوجد به بعض الشخصيات من أجناس وأديان مختلفة ومتعددة. وفى
الفيلم نجد شخصية مشابهة ليحيى ورام وربما شخصيات أخرى كما فى فيلم “عودة
الابن الضال” وهذه الشخصية تطلب المعرفة، ولهذا كان يوسف شخصية فرنسية،
"الإنتاج مشترك فرنسى مع شركة يوسف شاهين"، تنقل كتب ابن رشد وتنسخها
وتوزعها فى فرنسا ومصر وذلك للحفاظ عليها بعد أن تعرضت للحرق فى الأندلس
بسبب الجماعات الضاغطة.
إن الآخر هو جزء من عائلة ابن رشد ومرتبط بالجانب العلمى أو الثقافي، وهو
أحد وجوه شخصية الأجنبى فى أشرطة يوسف شاهين، ولقد سبق للمخرج أن قدم شريطا
تدور أحداثه فى أسبانيا “رمال من ذهب”، 1967، ولكن جزئيا فقط، ومن جانب
أقرب إلى المغامرة والإعجاب بالبيئة ولعبة مصارعة الثيران.

لا يمكن أن نستعرض شخصية “الآخر” فى أشرطة المخرج يوسف شاهين ولا نذكر
الشريط الذى عنوانه “الآخر”، 1999، والغريب أن هذا الشريط لا يتطرق إلى
الآخر من حيث الأحداث، ولكنه يبقى هاجسا فقط له علاقة له بالداخل، وهو
المؤثر الخارجي، العنيف أحيانا، الذى لا يمكن إغفاله، إن الآخر هنا مجرد
محرك للأحداث وهو ليس حدثا فعليا، ولذلك يمكن القول بأن الآخر يغيب فى شريط
الآخر.. غير أن الأمر يختلف تماما بالنسبة إلى شريط آخر مميز “إسكندرية
نيويورك”، 2004، حيث يشد الحنين المخرج الذى درس فى أمريكا، “يحيى”، فيعود
إلى نيويورك بدعوة إلى عرض أشرطة، لقد نال اعترافا واضحا من الآخر بقيمته
الفنية، ويتخيل المخرج أن لديه ابنا تركه منذ أكثر من ربع قرن وأن المرأة
السابقة موجودة وقد تزوجت رجلا آخر، ولكن الابن لا يقبل بالأب، بسبب الفكرة
المسبقة عن الغرب، ولكن بعد فترة تتحسن العلاقة بين الأب والابن، وفى
الشريط أيضا محاولة لإبراز الكفاءة العالية للطالب “يحيى” وبالطبع من حيث
علاقته بالنساء وهى مسألة يؤكد عليها يوسف شاهين دائما، حيث ينال يحيى
الإعجاب المتواصل، رغم قدراته الاقتصادية المتواضعة.

سجال نظري

لقد حاول المخرج يوسف شاهين أن يطرح نفسه مفكرا ومحللا فى بعض أشرطته
الأخيرة، ولاسيما “الآخر، سكوت نصور – إسكندرية نيويورك” وبالتالى تحولت
أشرطته إلى مجرد سجال فيستفيد من عدد من الشخصيات مثل إدوارد سعيد وغيره،
وهذه المشاهد الإضافية لم تكن جزءا من بناء الشريط، ولقد كانت مجرد عبء،
رغم أنها واضحة من الناحية السياسية، حيث المفهوم المباشر للسياسة، والذى
يخدم الأفكار العامة، ولكنه من الناحية الفنية ضئيل القيمة لأنه خارج سياق
الأحداث، والأهم البساطة التى يظهر بها الصراع العربى الإسرائيلي.

كما قلنا.. فإن الآخر فى أشرطة يوسف شاهين نراه فى البداية كما هو قد تم
التعارف عليه، معبرا عن مرحلة معينة فيها الكثير من الضبابية واختفاء
النماذج الدالة، ربما يعود السبب إلى أن الحالة الذاتية هى جزء من ارتباك
الحالة السياسية العامة التى تشكو الكثير من عوامل الشك والحيرة والنقص
والتردد. إن الآخر هنا فعليا هو أب وليس ابنا وإن البحث مستمر فى محاولة
للحصول على اعترافه.












































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































ليست هناك تعليقات: