الاثنين، 8 سبتمبر 2008

قراءة فى كتاب الفانتازيا فى السينما العربية لمؤلفه الكاتب محمود قاسم



الفانتازيا فى السينما العربية

بشكل أو بآخر سوف لن نجد فى السينما العربية أفلاما كثيرة تتعامل مع النوع الفنى المعروف باسم فانتازيا، والسبب يعود الى أن السينما العربية تسعى دائما للاقتراب من الواقع فلا تحاول أن تبتعد عنه، وحتى فى حال وجود مثل هذه الأفلام فإنها تبقى أرضية أو ملتصقة بالخيال الأرضي، تدور أحداثها على الأرض، فمهما كان السفر متباعدا فإن الأفراد يعودون الى الواقع الذى سبق ان عاشوا فيه بحنين جارف، حيث السفر مؤقت ودوافع الهجرة دائما مؤجلة.

مصطلح فانتازيا: ـ

هذا الرأى تجده بشكل لافت للنظر فى كتاب (السينما والفانتازيا) فى مصر لكاتبه الناقد محمود قاسم فى آخر مؤلفاته 2007 الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة (سلسلة آفاق السينما).

وبالطبع يثير مصطلح (فانتازيا) تساؤلات كثيرة، فالسينما العربية محدودة الامكانات المادية والفنية، وهى لا تسعى الى مثل هذه الأنواع، إلا بصورة محتشمة جدا، وهو ما ينطبق أيضا على نوع آخر، وهو الخيال العلمى والذى يقترب من الفانتازيا أحيانا ويبتعد عنها فى أكثر الأحيان.

ان الفانتازيا تعمل على كسر أبعاد الزمان والمكان بلا حدود، ولكن فى أشرطة الخيال العلمى هناك حدود معينة تعتمد على الأسباب العلمية المقنعة، ولو كانت متخيلة، مثل الاعتماد على آلة الزمن التى هى تضخيم لما يحدث بواسطة استخدام الطائرات والصواريخ وغيرها.

سوف نجد فى السينما العربية نماذج قليلة من الأشرطة ذات الطابع العلمى، مثل (رحلة الى القمر، قاهر الزمن) ولكن الفانتازيا حضرت منذ البدايات الأولى للسينما العربية وتعددت المحاولات فيها وإن قلت أحيانا.

يقول الكاتب محمود قاسم: ـ "لقد انحصرت الفانتازيا فى المخيلة العربية من خلال موضوعات محددة، منها الانتقال الى العالم الآخر عبر الموت، وظهور العفاريت أو أي شىء له قدرات خارقة، يمكنه حل المشاكل العويصة، أو الانتقال الى أزمنة حاضرة أو مستقبلية، أو استخدام آليات الواقع بشكل أقرب الى ما نعيشه منه الى عالم الفانتازيا".

نماذج كثيرة: ـ

يذكر المؤلف بأن فيلم (عيون ساهرة ـ 1934 هو أول فيلم فى سينما الفانتازيا العربية وقد قام ببطولته وإخراجه احمد جلال.

أما أهم المخرجين الذين تعاملوا مع هذا النوع فهم يوسف شاهين، ونادر جلال واحمد جلال من خلال بعض الأفلام وأشهرها "بابا أمين 1950".

كذا هناك أفلام أخرى مشابهة مثل "الستات العفاريت ـ عفريتة إسماعيل ياسين ـ طريد الفردوس ـ عفريت سارة ـ عروس النيل".

وإذا كانت بعض الأفلام تركز على الحلم باعتباره إطار التقديم الموضوعات، فإن هناك أفلاما أخرى تركز على استخدام بعض الأدوات التى يمكن بواسطتها تحقيق الخوارق والأشياء شبه المستحيلة، مثل طاقية الإخفاء والسوار الذهبى والفانوس السحرى.

وفى هذا الصدد يذكر المؤلف بعض الأفلام منها: "طافية الإخفاء 1944 للمخرج نيازى مصطفى وعودة طافية الإخفاء 1946 لمحمد عبد الجواد وسر طاقية الإخفاء 1960 لنيازى مصطفى وفتوة الناس الغلابة 1984 لنيازى مصطفى، بالإضافة الى أفلام مثل الفانوس السحرى 1960 للمخرج فطين عبد الوهاب.

يحاول مؤلف الكتاب أن يحلل بعض الملامح العامة لمثل هذه الأفلام فى مقارنة مع أفلام أجنبية، حيث تبدو الفانتازيا العربية ضيقة الأفق وملتصقة بالمكان ومحاصرة بأبعاده.

اما أفلام رأفت الميهى فهى تبدو قصصا غير مألوفة، لم يعتد عليها الناس ولقد اصطلح على تسميتها بالفانتازيا، لكنها بعيدة عن ذلك لأنها مرتبطة بالواقع الى أبعد الحدود، ومن ذلك فيلم الافوكاتو، وسمك لبن تمر هندى، وسيداتى آنساتى، وقليل من الحب كثير من العنف، وأفلام أخرى، يعود إليها المؤلف فى فصول لاحقة.

لم يكن الفصل الأول والذى جاء بعنوان (الفانتازيا فى مصر) إلا مدخلا عاما وسريعا، وهو توطئة للفصول الأخرى المتوالية.

خصائص عامة: ـ

الفصل الثانى جاء بعنوان: (السمات العامة لأفلام الفانتازيا) وفيه يعيد الكاتب بعض الأفكار التى سبق أن تعرض لها، ومن ذلك القول بان الفانتازيا هى تخريفة أو خرافة محدودة الأفق وفقيرة، حسبما قدمت فى السينما العربية والمكان ضيق غير قابل للتجاوز والأبطال لا يغادرون الأمكنة التى يستقرون بها كما يحدث فى افلام الشواطىء العربية والبحر.

يقول الكاتب: ان فقر التخييل ينعكس فى عدم وجود الفارس الذى يخترق الصعاب والمستحيلات... إذن التخييل فقير، وهو تخييل أرضى فى المقام الأول، يحدث كله فوق الأرض التى يعيش عليها الأشخاص" وهذه سمة أولى، يمكن أن نضيف سمات أخرى مثل حصول الفقراء فقط على الأدوات المؤهلة للدخول لعالم الفانتازيا مثل الفانوس السحرى وفى الغالب تذهب الأموال التى يحصلون عليها سدى ولا تبقى الا التجربة المرة، وهى تجربة مرتبطة بشخص واحد فقط وليس الجماعة.

أما الأداة نفسها التى تنقل الأفراد من حال الى أخرى فهى متغيرة، يمكن أن تكون أنابيب معملية كما فى فيلم (عيون ساحرة) ويمكن أن تكون قدرات خاصة لحكيم من الحكماء كما فى فيلم رسالة الى الوالى، ويمكن أن تكون مصباحا سحريا كما فى العقل والمال.

وبالطبع هناك تواصل مع الحكايات القديمة والتاريخ المتخيل، وهو ما يعطى للفانتازيا نكهة مختلفة عن أفلام الخيال العلمى.

ومن خلال التحليل المبدئى فإن هناك اختلافات بين أفلام الفانتازيا اذ أن بعضها بعيد عن السمة الفانتازية، لأنها مجرد أحلام مستقبلية كما فى فيلم (بابا أمين) وفيلم عروسة المولد لعباس كامل وكذلك فيلم (من أجل حفنة أولاد ـ 1969 لإبراهيم عمارة).

ومن السمات المهمة لأفلام الفانتازيا ارتباطها بالكوميديا، ذلك أن الموضوع لا يخلو فى العادة من دعابة وفكاهة، وسوف نرى ذلك بشكل واضح فى افلام مثل (معروف الاسكافى ـ عروسة البحر ـ أميرة الجزيرة ـ إجازة فى جهنم ـ عفريت عم عبده ـ أبو عيون جريئة ـ رحلة الى القمر ـ إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة".

مرح وغرابة: ـ

بالإضافة الى سمة الكوميديا نجد سمة أخرى مرتبطة بأفلام الفانتازيا وهى الغنائية، حيث نجد أن هذه الأفلام تعتمد على الغناء وأحيانا الاستعراض الغنائى مثل فيلم عروسة المولد لعباس كامل وأحيانا يكون الاوبريت نفسه من نوع الفانتازيا وليس الفيلم مثل اوبريت بساط الريح لفريد الأطرش اوبريت (عفاريت) لمحمد فوزى.

وفى تداخل بين الكوميديا والفانتازيا سوف نجد أن العفاريت لها دور مهم باعتبارها موضوعا صالحا يجمع بين الغرابة والمرح، كما فى أفلام مثل: عفريت سمارة ـ المصباح السحرى ـ عفريتة إسماعيل ياسين وفيلم الإنس والجن ـ 1986 لمحمد راضى.

ومن السمات التى يذكرها المؤلف محمود قاسم فى كتابه (السينما والفانتازيا فى مصر) ارتباط هذه الفانتازيا السينمائية بالقوى الخارقة، كما فى فيلم (صوت من الماضى 1956 لعاطف سالم) وفيلم الكف أو استغاثة من العالم الآخر لمحمد حسيب وفيلم بصمات فوق الماء لياسين إسماعيل ياسين.

وهنا لابد من الإشارة بأن أشرطة الخيال العلمى قد تقترب من الفانتازيا إلا أنها تبتعد عنها فى نفس الوقت، لأن الأساس فيها وجود أسباب علمية، حيث لا نجد سببا علميا واضحا يفسر طاقية الإخفاء، لكن هناك أسباب تفسر موضوع بعض الأفلام مثل الحبيب المجهول 1955 وجرى الوحوش 1987 وعاشور قلب الأسد وقاهر الزمن ومن أين لك هذا.

آخر السمات التى ذكرها المؤلف اقتران أفلام الفانتازيا أحيانا بالرقابة، وهذا ما حدث فى فيلم طريد الفردوس لفطين عبد الوهاب، عندما تعرض لقضية الثواب والعقاب والجنة والنار والعالم الآخر وكان ذلك سببا فى بتر عدد من المشاهد الفصل الثالث خصص لمناقشة فيلم (عيون ساهرة) إنتاج عام 1934 لمخرجه أحمد جلال وهو يجمع بين الفانتازيا والخيال العلمى، وموضوعه يدور حول محاولة فتاة إعادة الحياة الى جسد حبيبها بعد وفاته بواسطة نقل دم فتاة عذراء إليه عن طريق أنابيب خاصة، ولقد كان القصد استعادة قلب الحبيب لكن قلبه ذهب فى اتجاه آخر، والمقصود قلب الفتاة التى انتقل دمها إليه.

انتاجات أخيرة: ـ

ومن المعروف أن الرقابة قد وقفت ضد الفيلم فى زمن إنتاجه وربما تعرض لحذف بعض المشاهد منه رغم أن الصحافة قد دافعت عنه طويلا.

ومن الطبيعى أن تكون هذه التجربة فريدة من نوعها، الا أنه يصعب تقييمها بسبب ضياع النسخة الأصلية للفيلم.

ينتقل المؤلف الى انتاجات السنوات الأخيرة، فيتعرض بالنقاش لفيلم بعنوان "جلاجلا" للمخرج مازن الجبلى ـ إنتاج 1998، وموضوعه يعتمد على جنية تدعى سندس تحضر الى الأرض لتعود الى عالمها السفلى فى النهاية وتحاول من خلال رحلتها أن تحل بعض المشكلات فى الأسرة التى عاشت معها.

ويقول المؤلف بان الفيلم فيه الكثير من السذاجة وهو يعد من أسوأ الأفلام التى عالجت تعامل الإنسان مع الجن.

فيلم آخر حديث نسبيا يدور فى نفس إطار وهو (خلى الدماغ صاحى) لمخرجه محمد أبو سيف، ويعتمد الفيلم على العفريت الذى يحل كل مشاكل الشباب المالية، ولكن وكما يقول المؤلف، يتم تنفيذ كل ذلك فى سذاجة وضعف وسوء تمثيل وخصوصا وأن المتفرج لا يفهم سببا لنزول العفريت على الأرض وسببا فى تورطه فى مشكلات اجتماعية ليس هناك مبرر لوجودها.

وهذا العرض الذى يقدمه المؤلف يبدو أقرب الى نقد الفيلم، وهو أمر ليس له جدوى، لأن الموضوع الرئيسي هو الاقتراب من الجانب الفانتازى للفيلم.

فى الفصل التالى والذى عنوانه "العودة الى الزمن" يستعرض الكاتب بعض الأفلام المصرية التى طرحت فكرة العودة الى الزمن، مستفيدة من أسطورة (فاوست) مثلا والتى استفادت منها السينما العالمية كثيرا منذ فيلم (فاوست) للالمانى مورناو 1926.

اقتباسات خارجية: ـ

من أهم الأفلام العربية التى أشارت الى هذا المعنى فيلم (سفير جهنم) 1954 ليوسف وهبى، وفيلم "موعد مع إبليس" لكامل التلمسانى 1955، وفيلم "المرأة التى غلبت الشيطان" عام 1973 ليحيى العلمى.

فيلم يوسف وهبى اعتمد على حلم يفيق منه المواطن البسيط رمضان بعد أن باعت أسرته نفسها الى الشريط نظير العودة الى الشباب، ثم المضى نحو الهلاك والدمار العائلى والاجتماعى.

أما فيلم موعد مع إبليس فهو يدور فى إطار آخر حيث يبيع طبيب نفسه الى الشيطان نظير أن يحقق ثروة كبيرة وأن ينجح فى عمله والنتيجة تكون سلبية أيضا.

أما فكرة فيلم (المرأة التى غلبت الشيطان) فهى قصة لتوفيق الحكيم مفادها إبرام امرأة دميمة صفقة مع الشيطان تتحول فيه الى ملكة جمال وشابة وغنية لتنتقم ممن أهانها ثم نحج الى بيت الله خروجا عن بنود العقد المتفق عليه وتكون بالتالى قد انتصرت على الشيطان.

من الأفلام التى أبرزت فكرة العودة الى الشباب فيلم (خاتم سليمان) لمخرجه حسن رمزى عام 1947، وفيلم آخر بعنوان (هـ 3) أخرجه عباس كامل عام 1961 عن عقار ذاع صيته أنتجته عالمة تدعى انا اصلان ولكنه كان أشبه بالحلم الذى أثبتت الأيام فشله.

وبشكل عام تبدو الخلاصة التى تقدمها هذه الأفلام وكأنها تقول بأن المطلوب دائما هو الرضى بما هو مكتوب والقبول بما تقدمه الأيام، وإذا لم يحدث ذلك، فإن الندم هو النهاية المؤسفة دائما، وكل ذلك يقدم فى ارتباط شديد بالواقع وبمخيلة محدودة وفقيرة.

تتعدد موضوعات الفانتازيا السينمائية ولكل موضوع فصل خاص به، غير أن المؤلف يعيد مناقشة بعض الأفلام، وهذا ما حدث فى الفصل السادس الذى احتوى على موضوع عنوانه (أفلام ما وراء الموت) حيث يتم تخيل عالم ما بعد الموت كما فى أفلام مثل بابا أمين والستات عفاريت والفيلم الأشهر (طريد الفردوس)، وكذلك الفيلم الذى أخرجه محمود إسماعيل الصيقى حيث يظهر شبح سمارة بعد موتها، ليقدم المساعدة لرجال الشرطة فى القبض على عصابات التهريب.

أوهام يومية: ـ

اما فيلم (عفريت العم عبده) لحسين فوزى ـ إنتاج 1953، فهو أيضا حول شبح يحاول الانتقام ممن قتلوه. وهو أيضا يقرأ وقائع المستقبل عندما يعلن عن أن هناك ثورة سوف تقوم وتقضى على العهد البائد ويقصد بذلك "ثورة يوليو 1952" معلنا عن نفس المبادىء الستة التى أعلنت عنها الثورة بعد ذلك.

إذن الأشباح تظهر فى العديد من الأفلام، ففى فيلم (بصمات فوق الماء) يظهر شبح الفتاة بسيمة ليرعب الأخ وزوجته، وفى فيلم صوت من الماضى يظهر شبح الأم الذى يقرأ المستقبل بكل تفاصيله، بلا إمكانية لتغييره.

هناك أيضا أفلام تعتمد على قراءة الكف، مثل فيلم "الكف" ويبقى فيلم (طريد الفردوس) هو الأهم، حيث يكرر المؤلف اسمه فى مواضع كثيرة من الكتاب.

فى الفصل السابع يتعرض المؤلف لما يسميه "فانتازيا الوهم اليومى" وأشهر الأفلام هو "الخمسة جنيه" للمخرج حسن حلمى، إنتاج عام 1946 ومحور القصة يدور حول ورقة مالية من فئة الخمسة جنيهات مصرية تفر من خزانة أحد البخلاء لتبحث عمن يستحقها باحثة عن حريتها فى التنقل، أي أن يتم صرفها مباشرة، بلا سجن دائم فى محفظة أو خزانة.

أرض النفاق: ـ

ومن أشهر أفلام الفانتازيا ذلك الفيلم الذى أخرجه محمود ذو الفقار عام 1950 وكان بعنوان (أخلاق للبيع) وقد اعتمد على رواية بعنوان ارض النفاق ليوسف السباعى، وهو فيلم مفقود، غير أن قصته تقوم على نفس الموضوع، حيث يضطر أحمد لشراء حبوب من دكان يبيع الأخلاق الحميدة فصار صريحا بعد تناول مسحوق الصراحة، ثم صار شجاعا بعد تناول مسحوق الشجاعة، وكل ذلك أدى الى نتيجة سيئة، لأنه لا معنى للأخلاق الحميدة وحدها، ولابد من توفر كل الخصال السلبية والايجابية، ونتيجة لذلك تصبح كل النتائج أوهاما لأنه فى مقدور الإنسان أن يحرك كل الجوانب التى فى شخصيته.

ولقد أعيد إنتاج الفيلم بعنوان (أرض النفاق) عام 1968 ولكن مع بعض الاختلافات البسيطة، حيث زادت نسبة الكوميديا، وخصوصا وأن المخرج كان فطين عبد الوهاب والممثل كان فؤاد المهندس.

ومن الأفلام اللافتة للنظر فيلم بعنوان (معجزة السماء) لمخرجه عاطف سالم، إنتاج عام 1956، وقصته تبدو غريبة حيث تسير الأحداث بطريقتين مختلفتين وفى مكانين متباعدين.

يقول المؤلف: "الفانتازيا هنا بمثابة رحيل الى زمان ومكان يختلفان، يشاهد فيهما الإنسان أشخاصا مختلفين، وتتغير المصائر تماما، ورغم أننا هنا فى الواقع زمانا ومكانا، ورغم ان أبطال الفانتازيا هم من الفقراء، فإن منطق الفيلم هنا فى الواقع يؤكد لهؤلاء الأفراد بأن الواقع، مهما كانت متاعبه، أفضل من قانون لو، ومن هذا المنطلق يمكن للفيلم أن يعدد المصائر المتوقعة، ولو كان أمام البطل أكثر من مصير عليه، أن يسير فيها جميعا فى نفس الوقت.

من الأفلام التى يذكرها المؤلف أيضا فيلم (مملكة النساء) إنتاج عام 1955 للمخرج لاحسان فرغل وفيلم (آدم والنساء) للمخرج السيد بدير إنتاج عام 1972.

نهاية مفتوحة: ـ

تطول القائمة التى يذكرها المؤلف من أفلام لها علاقة بالفانتازيا ومن ذلك فيلم (النوم فى العسل) لمخرجه شريف عرفة 1996، وكذلك فيلم (خلطبيطة) لمخرجه مدحت السباعى عام 1994.

ومن الفصول التى تتكرر فيها المعلومات الفصل الثامن والذى جاء بعنوان (فانتازيا القدر المحتوم) أما الفصل التاسع فقد احتوى على موضوع خاص بالرعب والفانتازيا وقد ذكر المؤلف بعض الأشرطة التى لها علاقة بهذا العنوان ومنها الأنس والجن وبيت الأشباح واللص الشريف وحرام عليكم وإسماعيل ياسين فى متحف الشمع والفيلم الأهم هو (أنياب) لمخرجه محمد شبل، كذلك فيلم انا العدالة ومكالمة بعد منتصف الليل والبيت الملعون وأفلام أخرى سبق ذكرها، ومصطلح الرعب الذى استخدمه المؤلف لا يبدو منطبقا على ما ذكر من أفلام، لأن هذا النوع لم يحقق نجاحا كبيرا فى السينما العربية بسبب فقر هذه السينما وإمكاناتها المتواضعة تتعدد فصول الكتاب وتتوالى فمن فصل بعنوان (أفلام التخييل العلمى) الى فصل آخر بعنوان (أفلام الفانتازيا السياسية) ومن فصل بعنوان (فانتازيا نيازى مصطفى) الى فصل بعنوان (فانتازيا عباس كامل) وفصل آخر مخصص للمخرج محمد شبل، كذلك يوجد فصل اضافى ليس له علاقة بالعنوان الرئيسي للكتاب وهو الفصل الخامس عشر الخاص بالفانتازيا فى السينما العالمية.

أما آخر الفصول فقد جاء بعنوان (ألف ليلة وليلة بين الفانتازيا والتاريخ) يبقى هذا الكتاب بموضوعه الجديد من أوائل الكتب التى تناولت العلاقة بين الفانتازيا والسينما العربية، ورغم كثرة الاعادات وتناول الأفلام نفسها فى أكثر من موضع، وكذلك التعامل السريع مع الأفلام اعتمادا على القصة أو الموضوع بدون التعرض الى الجوانب الفنية الأخرى، رغم ذلك، فإن الكتاب مقدمة أولى ضرورية لمزيد تسليط الأضواء حول هذه النوعية من الأفلام القليلة العدد نسبيا فى السينما العربية عموما، وما يحتاجه الكتاب فعليا هو إضافة فهرس كامل لكل ما ذكر من أفلام وعسى ان يتحقق ذلك فى طبعات أخرى قادمة.

ليست هناك تعليقات: